السيرة الذاتية للطبيبة العالمة مريم مطر

"ما يزيدني سعادةً هو أنِّي في بداية كلِّ مشروعٍ أطلب من الله أن يكون أجره لأحد الأشخاص، فأول مشروعاتي كان صدقةً عن روح الوالد المؤسِّس المغفور له بإذن الله "الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان"، وآخر وهبته لروح والدي، وكان أحدها صدقةً عن أستاذي الذي علمني؛ وهو ما يُشعرني بقوةٍ كبيرةٍ لإنهاء ما أُقدِم عليه من مشروعات".



إنَّها الطبيبة العالمة "مريم المطر"؛ لكن ما سيرتها الذاتية؟ وما تحصيلها العلمي؟ وما إنجازاتها المهنية الطبية؟ وما الجوائز التي نالتها؟ سنعرِّفكم على كلِّ ذلك أعزاءنا القُرَّاء في السطور القليلة القادمة.

ولادة مريم مطر ونشأتها وتحصيلها العلمي:

العالمة الإماراتية الدكتور مريم مطر

وُلِدت مريم مطر في الإمارات العربية المُتحدة عام 1975م، لأسرة مُكوَّنةٍ من تسعة أبناء: 4 ذكور، و5 إناث؛ وعلى الرغم من أنَّ والداها لم يتلقيا أيَّ قدرٍ من التعليم، كان شغلهما الشاغل تأمين فرص التعليم لأولادهما التسعة، دون أيِّ تفريقٍ بين ولدٍ أو بنت، فلا أفضلية لأحدٍ على آخر.

كانت والدتها الداعم الأكبر لها، وكانت ثقتها كبيرةً جداً بابنتها، وبقُدرتها على مواجهة جميع التحديات والمصاعب.

حصلت مريم مطر على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة في عام 1998م، من كلية الطب في جامعة الإمارات في دبي؛ ثمَّ سافرت إلى بريطانيا لإكمال الدراسات العُليا في الجامعة الملكية البريطانية، ودرست هناك فنَّ التعامل مع المرضى، وطرائق علاج الجروح؛ لتنطلق بعد ذلك إلى الولايات المُتحدة الأمريكية لمُتابعة بعض البحوث العلمية، والحصول على عدة دوراتٍ تدريبية في جامعة واشنطن؛ ثمَّ سافرت إلى اليابان، حيثُ قرَّرت أن تختصَّ هناك في علم الأمراض الوراثية الجينية.

كما تخرَّجت مريم مطر من برنامج الشيخ "محمد بن راشد" لتنمية القيادات في 2003-2004م، وكانت دفعتها الدفعة الثانية المُتخرجة.

الحياة المهنية الطبية لمريم مطر:

مريم مطر

بدأت مريم مطر مسيرتها المهنية الطبية بتأسيسها مركز "العافية الصحية" في كليات التقنية العُليا عام 2002م، وهي من استلمت رئاسته من عام 2002، وحتَّى عام 2006م؛ كما أسَّست وترأست نادي دبي للسيدات في كلية دبي للطالبات بين عامين 2003 و2006م، وأسَّست وترأست مركز الشيخ زايد للأبحاث الجينية في العام 2004م، وتمكَّنت عن طريق هذا المركز من زيادة توعية المُجتمع الإماراتي ضد مخاطر الأمراض الجينية، وخاصَّةً عن مرض التلاسيميا الذي يُشكِّل مصدر خطرٍ على حياة الإنسان في حال لم يعالجه أطباء مُختصون، وهو مرضٌ واسع الانتشار في الإمارات العربية المُتحدة، حيث تبلغ نسبة الإصابة به 1 من كلِّ 12 مواطن.

شغلت منصب وكيل وزارة الصحة في عام 2006م، وبذلك تكون أول امرأةٍ تتولَّى هذا المنصب في تاريخ الإمارات، وقد زادت عدد المراكز الصحية الأولية في الإمارات العربية المُتحدة من 52 إلى 97 مركزاً في أنحاء مختلفةٍ من البلاد؛ بالإضافة إلى مُساهمتها الفعَّالة في تنفيذ العديد من البرامج المُجتمعية والصحية في الإمارات، وذلك من خلال منصبها الذي بقيت تشغله حتَّى عام 2008م.

استطاعت مريم تأسيس جمعيتين خيريتين هما: "جمعية الإمارات لمُتلازمة داون"، وتولَّت رئاستها في الفترة الواقعة ما بين 2004 و2008م؛ و"جمعية الإمارات للأمراض الجينية"، والتي تقدِّم خدماتها ورعايتها لمجموعةٍ كبيرةٍ من العائلات التي تنتمي إلى جنسياتٍ مُختلفةٍ ومُتعايشةٍ مع المجتمع الإماراتي، وقد عملت هذه الجمعية على إجراء الأبحاث والفحوصات والتحاليل التي تُسهِّل اكتشاف الأمراض المُنتشرة داخل الإمارات، وذلك بهدف جعل الأجيال القادمة تتمتَّع بأفضل صحة، من خلال الوقاية ضد الأمراض الجينية؛ كما اختارت مريم فريقها البحثي من جنسياتٍ مُختلفة، وعلى مستوى عالٍ من المهنية والكفاءة، واستطاعت هي وفريقها تحديد أكثر الأمراض الجينية انتشاراً في المُجتمع الإماراتي، وذلك عن طريق فحص آلاف الإماراتيين لاكتشاف الخارطة الجينية لديهم، وقد وجدت أنَّ مرض التلاسيميا -المعروف باسم "أنيميا البحر المُتوسط"- هو أبرز هذه الأمراض المُنتشرة، وقد رفعت جمعيتها شعار "إماراتنا خالية من التلاسيميا" في عام 2012م.

استطاعت أيضاً أن تُساهم بإصدار الحكومة الإماراتية لقانون الفحص الإلزامي قبل الزواج، وذلك بهدف الإقلال من نسبة انتقال الأمراض الوراثية.

عُيِّنت الدكتورة مريم في منصب نائب رئيس مؤسسة "دبي العطاء" في أكتوبر من عام 2007م، وشغلت منصب المدير العام لهيئة "تنمية المُجتمع" في الفترة الواقعة بين عامي 2008 و2011م؛ كما وتشغل منذ يناير من عام 2015 منصب عضو في اللجنة الاستشارية في "Reach Mentoring"، في الإمارات العربية المُتحدة؛ وعُيِّنت منذ أغسطس عام 2017م كعضو مجلس إدارة اللجنة الاستشارية التعليمية في شركة "بداية ميديا"؛ وكانت عضو مجلس إدارة "صندوق الزواج" ما بين عامي 2006 و2011 م.

إقرأ أيضاً: السيرة الذاتية للعالمة السعودية د. خولة الكريع

التكريمات والجوائز التي نالتها مريم مطر:

التكريمات والجوائز التي نالتها مريم مطر

  1. استطاعت نيل جائزة أفضل مشروعٍ صحيٍّ على مُستوى "كليات التقنية العُليا" في الإمارات العربية المُتحدة في عام 2002م.
  2. حصلت على جائزة برنامج دبي للأداء الحكومي المُتميِّز عن فئة الموظف المُتميز في دائرة الصحة والخدمات الطبية في عام 2003م.
  3. استطاعت الحصول على جائزة برنامج "محمد بن راشد" لإعداد القادة عن فئة أفضل مشروعٍ مجتمعيٍّ في عام 2004م.
  4. اختيرت كواحدةٍ من أعضاء لجنة حكام جائزة "مُبتكرون دون 35" من "إم آي تي تكنولوجي ريفيو" في عام 2019م.
  5. حصلت على جائزة المرأة العربية الرائدة في مجال الابتكار الصحي في عام 2019م.
  6. اختيرت من قبل الجامعة العربية سفيرةً للنوايا الحسنة للمرأة والطفل في العالم العربي.
  7. استطاعت نيل جائزة "راشد للتفوق العلمي" في كلية الطب.
  8. اختارتها مجلة أرابيان بيزنس كأقوى امرأةٍ إماراتيةٍ في مجال العلوم والبحوث.
  9. صنَّفتها مجلة العلوم الإسلامية الصادرة من المملكة المُتحدة ضمن قائمة أقوى 20 امرأةً عالمةً مُسلمة.

 

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة