الذكاء العاطفي بين الزوجين وخطوات الوصول إلى علاقة زوجية ذكية عاطفياً

نسمع غالباً الكثير من العبارات السلبية التي يتقاذفها المتزوجون، ونلاحظ غياب ثقافة الذكاء العاطفي فيما بينهم، حيث يتنافس أغلبهم على تسجيل النقاط ضد بعضهم بعضاً، دون أن يعوا فكرة أنَّهم متكاملون، وأنَّ أي خسارة لأحدهم تعني خسارة الآخر بالتأكيد. سنتحدث في هذه المقالة عن خطوات الوصول إلى الذكاء العاطفي بين الزوجين.



يقع أغلب الأزواج ضحايا الموروثات والتقاليد، معتقدين أنَّ التعبير عن المشاعر وصمة عار في تاريخ زواجهم، وشهادة يعتز بها الساذجون من الناس؛ فتأخذهم الحياة بكل ضغوطاتها ومسؤولياتها وتحدياتها، ويحوِّلون زواجهم إلى صفقة أو عقد بلا روح أو شغف؛ فبدلاً من جعل مشاعرهم باب أمانهم وتوازنهم النفسي وأداة قوتهم في مواجهة تحديات الحياة، يلجؤون إلى الصمت العاطفي، والتركيز على السلبيات، وجذب مزيد من العراقيل إلى حياتهم.

لذا كان حرياً بكل المتزوجين إعادة النظر في علاقاتهم، حيث يكمن الطريق إلى  توازنهم وسلامهم الداخلي في التقرب من بعضهم أكثر، وفهم اختلافاتهم واحترامها، والتمتع بالمرونة والتقبُّل وإحساس المبادرة، والعمل على التفكير العميق قبل اتخاذ أي ردة الفعل، والبحث في دوافع الشخص قبل الحكم السلبي عليه؛ وهذا ما يمكن اختصاره بـ "الذكاء العاطفي".

ما هو الذكاء العاطفي؟

الذكاء العاطفي هو امتلاك الشخص القدرة على فهم مشاعره، وضبط انفعالاته، والسيطرة على ردات أفعاله، وفهم مشاعر الآخرين، وتبيان الدوافع التي تقف وراء سلوكاتهم، وقلب الأمور إلى صالحه.

مفهوم الذكاء العاطفي بين الزوجين:

يعرف الذكاء العاطفي بأنه قدرة المرء في السيطرة على العواطف والمشاعر والتحكم بها وضبط النفس والسيطرة على الانفعالات والتعاطف مع الناس واكتساب القيم والمهارات في العلاقات الاجتماعية.

وتعد مهارات الذكاء العاطفي ذات أهمية كبيرة في نجاح واستمرارية العلاقة الزوجية، ويمكن لأي فرد تمييز الفروقات في العلاقة الزوجية بين الأزواج الذين يمتلكون مهارات في الذكاء العاطفي، وبين أولئك الذين يفتقدون لتلك المهارات.

وتبرز أهمية مهارات الذكاء العاطفي بين الزوجين في حل المشاكل بينهما وتقوية العلاقة الزوجية وامتصاص السلبية منها.

قال تيم سبارو: "الذكاء العاطفي هو القدرة على استثمار العاطفة في التفكير، وعدم جعل القرارات المتخذة مبنيةً على فكرٍ بلا عاطفةٍ".

ويجب أن نعلم أن الدماغ العاطفي تطور قبل الدماغ التحليلي، وهذا الدماغ الذي تشترك فيه معظم الثديات، وأكبر مثالٍ عليه هو علاقة الأمومة، الحب والحنان، الأم التي تعرف ما يطلبه طفلها وهو يبكين حتى بدون أن ينطق بحرفٍ واحدٍ وهو لا يعلم الكلام، هذا هو الذكاء العاطفي الذي جعل الأم هنا تدرك مشاعر طفلها وما يريده، ويمكن إسقاط الذكاء العاطفي في العلاقة بين الزوجين، عندما تفهم الزوجة ما يريده زوجها، تتحاشى إغضابه، تمتصه في لحظات غضبه، تحن عليه وتملأه بالحب والعاطفة، تعلم ما يحب وما يكره، هنا يتظاهر الذكاء العاطفي فهو المهارة والمقدرة على فهم عواطف ومشاعر الآخرين والتعبير عنها كالسعادة أو الحزن أو الغضب، وتوجيه المشاعر بشكلٍ صحيحٍ للتعامل معهم.

شاهد بالفيديو: 6 صفات تدلّ على صاحب الذكاء العاطفي

أسباب كثرة النزاعات بين الزوجين:

كثيرة هي الخلافات والنزاعات التي يمكن أن تنشأ بين الأزواج والزوجات، ولا يوجد نمط معين للخلافات الزوجية إذ يمكن أن تختلف وتتنوع الاختلافات وأسبابها،وفي دراسةٍ أجراها مجموعةٌ من الباحثين شارك فيها عشرات الأزواج، قاموا بتحديد أكثر من 85 سبباً لحدوث النزاع بين الأزواج، وبعد تحديد هذه الأسباب وصلوا بالإحصائيات إلى أن هناك 30 سبباً مشتركاً بين جميع الأزواج يؤهب لحدوث المشاكل والنزاعات بينهم وهم:

  1. قلة الحب وانعدام المودة بين الزوجين، حيث تسود العلاقة الزوجية نوعٌ من الفتور وعدم الاستقرار في حال كان تبادل مشاعر الحب قليلاً فيما بينهم.
  2. انعدام التواصل، إذ إن انشغال الزوجين عن بعضهم وقلة التواصل والكلام بينهم يمكن أن يؤدي إلى زعزعة العلاقة الزوجية وكثرة المشاكل.
  3. قلة الاهتمام من قبل الطرفين أو من قبل طرفٍ واحدٍ يسبب شعور الطرف الآخر بالتجاهل والنقص ويؤهب لحدوث الشك وفتور العلاقة.
  4. عدم تقديم الدعم والتقدير لبعضهم، يسبب زعزعة الثقة والإحساس بالتثبيط والنقص.
  5. الغيرة بين الزوجين، تسبب تهديد الروابط الزوجية والإحساس بعدم الثقة وتفضي إلى الكثير من الشك وعدم الأمان.
  6. نقص المشاعر وعدم التعامل الصحيح مع ردود أفعالهم.
  7. الاهتمام بالاصدقاء والعائلة أكثر من الاهتمام بالشريك بحد ذاته.
  8. التملك وسيادة فكرة الطرف المسيطر في العلاقة، تسبب اضطراباتٍ بين الزوجين، فالزواج مبني على التشاركية وليس السيطرة والعبودية.
  9. التكلم عن العلاقات السابقة أو الأزواج السابقين والأخطر من التكلم عنهم هو التكلم معهم أيضاً.
  10. دخول العلاقات القديمة في العلاقة الزوجية، يخلخل العلاقة ويسبب النزاع.
  11. الاختلاف على إدارة المهام المنزلية كافةً.
  12. الاختلاف على القيام بالواجبات المنزلية، وعدم التعاون في أدائها.
  13. الخلاف على من يتحمل أعباءً أكثر من غيره في العلاقة والواجبات والأعمال.
  14. عدم وجود طرفٍ ما عند حاجة الطرف الآخر لمساعدةٍ أو أمرٍ طارئٍ.
  15. عدم تشارك المسؤوليات وتقاسم المتطلبات.
  16. الخلاف على أوقات الجماع بين الزوجين وتواتره.
  17. الفتور وعدم إرضاء الشريك في العلاقة الحميمة.
  18. النفور وانعدام العلاقة الحميمة بين الزوجين.
  19. مشاركة الحياة الشخصية مع الآخرين.
  20. تدخّل العائلة من أصهارٍ وأنسابٍ وحمواتٍ في العلاقة الزوجية.
  21. الخلافات على الثياب وطريقة اللبس.
  22. الخلافات على الدين.
  23. الخلاف على من هو المسيطر على شؤون البيت والطرف الآخر.
  24. نشوء فكرة الرئيس المسيطر على البيت والطرف الثاني كالحاشية.
  25. نشوء فكرة السلطة العليا المتحكمة في كل شيءٍ ولا يتم فعل أي شيءٍ بلا موافقته.
  26. اختلاف الأهداف بين الزوجين وعدم مساعدة بعضهم في تحقيقها.
  27. الخلاف على المخططات المستقبلية، وخاصةً إذا كان كل طرفٍ يخطط لشيءٍ مختلفٍ عن الآخر
  28. الاختلاف على مصروف البيت وشراء المستلزمات المعيشية.
  29. الأطفال، من ناحية إذا ما كان أحد الطرفين عقيماً ولا يستطيع الإنجاب، أو الخلاف على جنس الطفل إذا كان الإنجاب كله إناثٌ ولا يوجد ذكورٌ، أو إنجاب طفلٍ من ذوي الاحتياجات الخاصة وعدم القدرة على الاعتناء به أو التعاون فيما بينهم على تربيته وغيرها من المشاكل التي تتعلق بالأطفال.
  30. استغلال الدخل والأموال من قبل طرفٍ وعدم السماح للطرف الآخر بمشاركة رأيه وحقه في المال الذي يكسبه.
إقرأ أيضاً: العلاقة بين الذكاء العاطفي والزواج السعيد

كيفيّة استخدام الذكاء العاطفي بين الزوجين:

1. الابتعاد كلياً عن النقد:

يميل بعض الأزواج إلى انتقاد شركائهم بطريقة جارحة بحجة رغبتهم في تطويرهم وتحسينهم، دون أن يعوا أنَّ الانتقاد وسيلة فاشلة لتطوير أي شخص؛ إذ يُضعِف الانتقاد الدائم بطريقة غير لائقة من ثقة الشخص بذاته، ويزيد الفجوة بينه وبين شريكه، ويقلِّل الحب فيما بينهما؛ في حين يقوى الحب وتتطور العلاقة في حال اتباع أسلوب النصح بطريقة لطيفة ولائقة.

2. الوعي بقضية الاحتياجات النفسية:

يتعامل كلٌّ من الطرفين مع الآخر بناء على احتياجاته النفسية الذاتية، دون إدراك الاختلاف ما بين احتياجات المرأة والرجل؛ فعلى سبيل المثال: تميل الأنثى إلى الإفصاح عن مشاعرها في حال تعرِّضها إلى مشكلة ما، في حين يميل الرجل إلى الانزواء والخلو بذاته؛ كما تعدُّ الثقة والتقبُّل من أهم الاحتياجات النفسية لدى الرجل، في حين تعدُّ الرعاية والاهتمام من أهم الاحتياجات النفسية لدى المرأة؛ ففي حال تقديم المرأة نصائح لزوجها دون طلب منه، سيشعره ذلك الأمر بأنَّه ليس موضع ثقة، ممَّا يصنع فجوة فيما بينهما؛ وبالمقابل، يجعل استهتار الرجل وعدم تحمله المسؤوليةَ المرأةَ غير سعيدة؛ وذلك لأنَّها لم تعد تشعر بالرعاية.

3. لغة الجسد:

يتعامل الكثير من الأزواج بلغة جسد غير مدروسة فيما بينهم، ممَّا يجعلهم في غفلة عن قوة وفائدة هذه الأداة في التواصل، حيث أثبتت الدراسات أنَّ للغة الجسد الإيجابية تأثير مدهش في كلٍّ من طرفي العلاقة.

4. الإنصات والتواصل البصري:

تعدُّ القدرة على الإصغاء من أقوى أدوات الذكاء العاطفي؛ لذلك على كلٍّ من الطرفين ترك الأجهزة المحمولة جانباً، والتواصل مع الشريك بكامل حواسهم.

5. الهدايا والكلام الإيجابي:

يعشق الجميع الكلام الإيجابي التشجيعي؛ لذلك على كلٍّ من الطرفين أن يكونا كرماء في إعطاء الآخر جرعات من الأمان والقبول والامتنان، إضافة إلى منحه الهدايا وإن كانت بسيطة؛ إذ من شأن ذلك أن يُعمِّق العلاقة بين الزوجين.

6. الابتعاد عن السخرية والتهكم:

للوصول إلى علاقة زوجية صحية، على كلٍّ من الطرفين تقديم الاحترام إلى الآخر، فلا يجوز أن يسخر أحدهم من الآخر أمام الناس حتى لو كان ذلك بداعي الفكاهة، حيث تتراكم تصرفات كهذه في قلب الشخص الموجَّهة إليه مؤدية إلى انفجار خطير في يوم من الأيام.

7. نبرة الصوت المتوسطة:

يدل استخدام نبرة الصوت المتوسطة على شخص واثق من نفسه، وواضح الآراء والأفكار، ومتقبِّل لاختلاف الآخر عنه بالرأي؛ في حين توحي نبرة الصوت المنخفضة بالاستكانة والخنوع؛ بينما تعطي نبرة الصوت المرتفعة إحساساً بالتسلط، ودليلاً على التشبث بالرأي.

8. تقبُّل اختلاف الآخر:

يقع الكثير من الأزواج في فخ تطبيع الآخر بطباعه، دون أن يعي أهمية احترام مساحة الآخر ورغباته وتفضيلاته؛ لكن لا يُولِّد التسلط إلَّا شخصاً عنيداً وتعيساً. لقد خلقنا اللّه أحراراً ومختلفين، ويجب أن نحتفي بهذا الاختلاف، ونجعل من اختلافاتنا فرصاً لكي ننمو ونتطور أكثر؛ فالاختلاف قوة وغنى.

9. الضبط الانفعالي:

تُدمَّر الكثير من العلاقات الزوجية من جراء ردة فعل انفعالية غير محسوبة وقوية جداً، كأن ينفصل الزوجان جراء سوء تفسير لموقف معين، ممَّا يترتب عليه رد فعل غير منطقي وقاسٍ. 

كان حرياً بكل إنسان أن يتعلَّم مهارة ضبط الأعصاب وكظم الغيظ، وأن يلتمس العذر للشخص المقابل، ويحلِّل الدوافع التي أدت إلى قيامه بتلك السلوكات.

10. الحب الواعي:

على الزوجين أن يتعلما قيمة العطاء، بحيث يفكِّر كلاهما في إسعاد الآخر لا في الأخذ منه؛ ذلك لأنَّ الأنانية لا تبني علاقة زواج ناجحة.

11. الاحتواء:

لكي يصل الزوجان إلى علاقة ذكية عاطفياً، عليهما أن يتخليا عن الإيجو (الإفراط في حب الذات‎)، بحيث يسعى كلٌّ منهما إلى احتضان الشخص المقابل لحظة قيامه بسلوك سلبي، دون العمل على إطلاق أحكام سلبية عليه، ودون النظر إلى الموضوع على أنَّه تنازل وضعف شخصية؛ حيث تأتي قوة شخصية كلٍّ من الطرفين من احتواء الآخر، وليس من التشفي به والحقد عليه ومخاصمته ومعاقبته.

12. التعود:

يستسلم أغلب الأزواج لروتين الحياة وما تحمله من مسؤوليات وضغوطات، الأمر الذي يصيب علاقتهم الزوجية بالملل والفتور؛ غير أنَّهم يستطيعون كسر الروتين القاتل من خلال الإبقاء على جذوة التجديد، والتحاور والتشارك يومياً فيما بينهما، بحيث يشمل الحوار أموراً أساسية لها علاقة بالاهتمامات المشتركة أو الأهداف المخطط لها، والعمل على خلق جو من المرح والمتعة طوال تواجدهم معاً في المنزل.

13. المبادرة والتسامح والرأفة:

الزواج التزام فعلي من قبل كلٍّ من الطرفين في جعل الآخر سعيداً؛ لذلك على كلٍّ منهما المبادرة بالخير أمام الآخر، والتحلي بالنية الصادقة والقلب الرحيم والتسامح الكريم.

14. البداية الصحيحة:

لكي يكون الزواج ذكياً عاطفياً، على كلٍّ من الزوجين أن يبدأ بذاته، كأن يراجع سلوكاته ويقيِّمها موضوعياً قبل اتخاذ أي سلوك تجاه الآخر؛ ومن جهة ثانية، يجب على كلٍّ من الزوجين تبنِّي عقلية التفكير الإيجابي، أي استبطان الرسالة الإيجابية والدرس الحقيقي الكامن وراء كل تحدٍّ يخوضونه.

شاهد بالفيديو: أسس الذكاء العاطفي بين الزوجين

الذكاء العاطفي الأنثوي عند المرأة:

تحدثنا سابقاً عن أن الدماغ العاطفي تطور قبل الدماغ التحليلي عند الإنسان، والذكاء العاطفي الذي يتميز بتحفيز النفس ويزيد الثقة بها هو أقوى من الذكاء التحليلي طاقةً وقدرةً، ومن ناحية الذكاء العاطفي تتفوق المرأة به عن الرجل، إذ أنها تستطيع تقدير مشاعر الآخرين أكثر من الرجل، حيث تستطيع المرأة إخضاع العاطفة للتفكير المنطقي والتحليل وتوظيفها في حل المشاكل واتخاذ القرارات.

ويتضح تفوق المرأة على الرجل بالذكاء العاطفي وذلك كما قلنا سابقاً عن عاطفة الأمومة وقدرة المرأة على فهم متطلبات طفلها بدون أن يتكلم، وهذا الذكاء العاطفي ساعدها في تنمية دورها في الأسرة والمجتمع، كمربيةٍ، ومعلمةٍ، وشخصية ذات مكانةٍ وشأنٍ وذكاءٍ عاطفيٍ قويٍ.

ودائماً ما ترتبط العاطفة بالأنوثة والقسوة بالرجولة، وفي أي مجتمعٍ عندما تتخلى المرأة عن عاطفتها وذكائها العاطفي كأنما تخلت عن أنوثتها، وهذا يؤثر على قدرتها على التربية والتعليم، لأن المرأة الأم هي من تربي وتؤسس الرجل ليصل إلى ما هو عليه من كمالٍ بعاطفتها وذكائها العاطفي والكمال لله.

إقرأ أيضاً: الذكاء العاطفي عند المرأة في الزواج والعمل

الذكاء العاطفي مع الرجل:

استخدام مهارات الذكاء العاطفي مع الرجل يتجلى بطريقة وأسلوب الأنثى الذكية عاطفيا في التعامل معه وضبط ردات فعله وامتصاص انفعالاته، ويتم ذلك عن طريق ما يلي:

1. تبادل الاحترام فيما بينهما:

حيث تسود العلاقة الزوجية السعادة والمرونة عندما ينتشر الاحترام بين الطرفين، والمرأة الذكية لا تنسى هذه النقطة وتتبناها لتحافظ على علاقتها وبيتها متيناً مترابطاً وخالياً من المشاكل.

2. التعبير عن الاهتمام والودّ والعمل على إسعاد الزوج:

دائماً ما يطلب الرجل الاهتمام ويرغب بالإحساس بالدعم والحب من قبل شريكته، وهنا يبرز دورها في الوسائل التي تقوم بها لإسعاده ودعمه مثل شكره والامتنان له بشكلٍ دوريٍ على كافة الأفعال التي يقوم بها، وتقديم الاهتمام وإعطاؤه الأولوية في الحياة الزوجية، مثل الكلام المعسول والتصرفات اللطيفة وإعداد طبقه المفضل وغيرها.

3. تلبية رغبات الزوج واحتياجاته:

للرجل احتياجاتٌ كثيرةٌ وله حقوقٌ على زوجته والعكس صحيحٌ أيضاً، فالمساواة والاحترام المتبادل وتلبية الرغبات والاحتياجات بكل بساطةٍ وابتسامةٍ ودون خلافٍ هو ما ينجح العلاقة الزوجية.

4. احترام أهداف الزوج وخصوصيته:

بالرغم من قوة العلاقة الزوجية، إلا أن لكل فردٍ فيها حياةٌ مستقلةٌ خاصةٌ وأهدافٌ تختلف عن الآخر ولو تشاركوا بكل شيءٍ آخرٍ، ويجب احترام هذه الأهداف من قبل الزوجة وإبراز دعمها لزوجها وتشجيعه ومساعدته على تحقيقها.

5. جاذبية الزوجة واهتمامها بمظهرها:

فالمرأة الذكية تعرف كيف تستميل قلب زوجها بمظهرها واعتنائها بجسدها وطلتها، هذا ما يجعل العلاقة الزوجية دائمة الانتعاش ويتخللها الحب والسعادة.

6. الإيجابية وتبادل الحوار البناء مع الزوج:

التواصل الصحيح الإيجابي والنقاش البناء بين الزوجين هو سبيلٌ لبناء واستمرارية العلاقة الزوجية بعيداً عن المشاكل والنزاعات، والمرأة الذكية تجيد أساليب الحوار وتتحاشى الدخول بالمشاكل وتستميل زوجها بأجوبة القبول والطاعة أحياناً وبالدلال وكلمات الحب أحياناً أخرى.

إقرأ أيضاً: 5 خطوات لتحقيق الذكاء العاطفي في الحب

قصص ناجحة عن الذكاء العاطفي بين الزوجين:

فيما يلي بعض الأمثلة عن الذكاء العاطفي بين الزوجين:

  1. أحمد يتضايق في كل مرةٍ يعود إلى البيت ويجد غرفة الجلوس غير مرتبةٍ وتعمّها الفوضى، لذا قام بالطلب من زوجته بكل حبٍ وسلاسةٍ وهدوءٍ أن تقوم بترتيب الغرفة والبيت والمحافظة عليهم بدون فوضى، هنا لو لم يكن أحمد محدداً بشأن المشكلة وتكلم بشكلٍ جارحٍ وقاسٍ لكانت زوجته استاءت ولم تدري لم هو غاضبٌ بالفعل وماذا يريد منها أن تفعله. هنا يبرز الذكاء العاطفي باللطف في التعبير عن الرغبات أو المشكلة والدخول إليها بشكلٍ مباشرٍ وبوضوحٍ خالٍ من القسوة والتجريح.
  2. محمدٌ يسوق السيارة بشكلٍ متهورٍ وسرعةٍ كبيرةٍ فقالت له زوجته: "محمد إنك تقود بشكلٍ متهورٍ ومجنونٍ"، عندها رد عليها: "تعالي وقومي بتعليمي القيادة"، ولم يخفف من سرعة قيادته، أما لمى التي صادفت موقفاً يشبه هذا قالت لزوجها: "أعلم أنك سعيدٌ وتحب السرعة وتجيد القيادة لكن هذا خطرٌ وأنا أصاب بالخوف كل مرةٍ، لذا أرجوك أن تخفف السرعة" عندها خفف سرعة قيادته. وهنا يبرز الذكاء العاطفي بتقدير مشاعر الشريك وطريقة التعبير والكلام.
  3. قال عليّ لزوجته: "أنت لا تسمعين كلامي أبداً"، هنا تضايقت زوجته وحزنت من رده، بينما قال عامر لزوجته: "أنا أحب أن تستمعي لي"، كذلك قالت سوسن لزوجها: "أنت شخصٌ مبذرٌ ومسرفٌ"، بينما قالت لمى لزوجها: " أنا أتمنى وأرغب منك أن تكون أكثر توفيراً وأن تكمش يدك في المصروف". هنا يبرز الذكاء العاطفي بطريقة الكلام، عند بدء الكلام بكلمة أنا لا بكلمة أنت، فدائماً ابتداء الكلام بكلمة أنت هجوميٌ بعض الشيء لذا يقوم الطرف الآخر بالدفاع وعدم الإنصات، أما حين البدء بكلمة أنا يشعر أنه يجب عليه الإنصات والاهتمام لما يقال.

وغيرها الكثير من الأمثلة عن الذكاء العاطفي بين الزوجين لا يسعنا ذكرها كاملة هنا.

الخلاصة:

الزواج عبارة عن علاقة طويلة الأمد، وعلى كلٍّ من الزوجين الالتزام يومياً بالعمل على ترقية وتطوير زواجهم للوصول إلى السعادة والهناء والمتعة؛ فالأصل في الزواج هو السعادة، وإن كان زواجك تعيساً، فاعلم أنَّك في ورطة حقيقية، وعليك إعادة النظر في سلوكاتك التي أدت إلى هذه النتيجة السلبية.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة