الدور السلبي الذي يلعبه الشغف الزائد في القيادة

كي أبقى على اطلاع على ما يحرزه القادة الذين أشرف على تدريبهم من تطوُّر وتقدُّم، أُجري تقييماً سنوياً لأسلوبِ قيادتهم مع عملائي ومع الأشخاص الذين يقودونهم، وفي العام الماضي تلقيتُ بعض التغذيات الراجعة المثيرة للاهتمام في إحدى هذه الجلسات: "في بعض الأحيان يكون القائد شغوفاً كثيراً، ولكنَّه غالباً ما يكون متحمساً للغاية".



لم أفكر من قبل في إمكان أن يكون لدى القائد شغف كبير، ولكن منذ ذلك الحين، استغرقتُ بعض الوقت للتفكير في القادة الشغوفين للغاية الذين عملت معهم، فمن الواضح أنَّهم يشتركون في بعض الميول التي من شأنها أن تؤدي إلى مشكلات ومن بينها:

  1. يمكن أن يكون القادة متحمِّسين للغاية: من الممكن أن يتمتع القادة الشغوفون بالحماسة دون أن يدركوا ذلك، ومن الممكن لشغفهم وحماستهم أن تُشعرهم بأنَّهم عبء على الأشخاص الذين يكافحون لمواكبة وتيرة ومستوى طاقتهم.
  2. يعطون أهمية لكل شيء: فالقادة الشَّغوفون يميلون إلى جعل كل شيء أولوية، مما يخلق الفوضى؛ فيجعلون جميع المهام عاجلة وضرورية؛ مما يعني لا وجود لأي أمر هام في النهاية، فالناس بحاجة إلى أولويات واضحة.
  3. يُعقِّدون أبسط الأمور: يمكن أن يؤدي الشغف إلى تعقيد الأشياء التي يجب أن تكون بسيطة؛ حيث يرغب الناس في التخلي عن التعقيدات غير الضرورية.
  4. يمكن أن يكونوا مُوَتِّرين للغاية: يريد الناس أن يشعروا بالراحة مع قائدهم؛ حيث يمكن أن يتعدَّى تأثير التوتر حد الإزعاج.
  5. ليسوا قابلين للتكيف مع التغيرات الجديدة: تدور القيادة العظيمة حول القدرة على التكيف والمرونة والقدرة على تغيير المسار عند الحاجة، فعندما يجعل الشغف القائد عنيداً وثابتاً في قراره، فلن يكون قادراً على إيجاد حلول جديدة وسيواجه صعوبة في التكيف مع الظروف المتغيرة.
إقرأ أيضاً: القائد الرشيق: قدرة القائد على التكيف
  1. يمكن أن يكونوا منغلقي التفكير: القادة بحاجة دائمة إلى عقل منفتح؛ حيث يجب أن يكونوا قادرين على الإصغاء إلى الآخرين، والتعلم باستمرار/ ففي بعض الأحيان يؤدي الشغف إلى ذلك النوع من اليقين الذي يغلق عقل القائد، ويمنع الآخرين من التفكير.
  2. يمكن أن يبثُّوا الخوف في نفوس الناس: يعبِّر بعض القادة عن شغفهم من خلال التحدث بصوت عالٍ ولمدة طويلة، الأمر الذي قد يزعج الناس ويترك لهم مجالاً صغيراً للتعبير عن أفكارهم. ولكن من الممكن للأشخاص الشغوفين أن يقودوا زمام الأمور دون أن يكونوا مرهِقين أو معقدين، ويكمن السر في ذلك في التناغم مع الآخرين؛ فأن تكون قائداً فعالاً يعني أن تكون قادراً على قراءة أفكار من هم موجودين في قاعة الاجتماع، وتقبُّل آراء الآخرين دون أن يشعروا بأنَّك ترغمهم على شيء.
    يتسم القادة الذين يستحقون الإعجاب بشغفهم بالشمولية، فهم يُصغون عندما يتحدث الآخرون، ويظلون مرنين وقادرين على التكيف، كما أنَّهم بارعون في التواصل، فعندما تدور القيادة الشغوفة حول منظور أحادي التفكير وعقلية ضيقة، فمن المرجَّح أن تسير في المسار الخطأ، ولكن عندما يتعلق الأمر بتحسين الآخرين وخدمة المنظمة وتوجيه الرؤيا، فإنَّه يمكن أن يكون مصدراً لقوة هائلة.
  3. القيادة من الداخل: يحتاج العالم إلى قادة متحمسين، ولكن احرص على تجنب الوقوع في شراك القيادة بشغف مفرط.

المصدر




مقالات مرتبطة