الخوف وأهمية مواجهته

هل وجدت نفسك يوماً تعيش تحت عبودية الخوف في جميع مناحي حياتك؟ إذا كنت كذلك فاقرأ هذا المقال، بالنسبة إلي لقد كنت ضحية للخوف لأكثر من 20 عاماً، وكي أكون دقيقاً جعلني ذلك أخسر وظيفتين ذات أجر ممتاز؛ إذ لم أستطع التعبير عن نفسي، كما أذكر كيف تغيبت عن المدرسة خلال بعض الفصول الدراسية لعدة أسابيع خوفاً من الرسوب في امتحانات نهاية الفصل الدراسي، وحتى الأولاد الأصغر مني سناً كانوا يتنمرون عليَّ، وكنت أهرع إلى المنزل باكياً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن "بنديكت ميوزي" (Benedict Musee)، ويُحدِّثنا فيه عن الخوف وأهمية مواجهته.

لقد ظنَنتُ أنَّ الخوف كان أمراً عادياً:

لم آخذ الأمر على محمل الجد أبداً؛ لأنَّني ظننت أنَّ الأمر مجرد سحابة عابرة، ومع ذلك زادت شدته، وكانت العاقبات وخيمة؛ لذا تذكر أنَّ الخوف يأتي بأشكال عديدة؛ لذلك فإنَّ معرفة طبيعته هي السبيل الوحيد للتخلص منه.

إليك كيف علمت أنَّني أسيرٌ للخوف:

  1. بدأت أشعر بشعور معين في معدتي، ولطالما شعرت كما لو كان لدي كثير من الفراشات في معدتي.
  2. كان فمي وحلقي يجفان.
  3. كنت أعاني بعض المشكلات التنفسية.
  4. كان صوتي يختفي أو ينخفض ​​حتى يصبح غير مسموع.
  5. كنت أشعر بالتوتر في جميع أنحاء الجسم.
  6. كنت أتعرق بغزارة.
  7. كنت أعاني الأرق والارتجاف.
  8. كنت خجولاً دائماً.

لقد ظنَنت أنَّ هذا كان كل ما في الأمر، ومع ذلك كنت مخطئاً، لقد كانت هذه البداية فقط، فقد بدأت تظهر آثاره بعيدة الأمد علي؛ أو بعبارة أخرى بدأ الأمر يسيطر عليَّ، ولم أعد أملك أيَّة سلطة على ردود أفعالي.

شاهد بالفيديو: 12 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

فيما يأتي الآثار بعيدة الأمد التي واجهتها:

  1. أصبحت متردداً، واتَّبعت ما فعله أو قاله أو فكر فيه الآخرون؛ أي لم يكن لديَّ رأي خاص بي.
  2. عزلت نفسي عن الآخرين واستغرقت في الأفكار العميقة دائماً.
  3. بدأت في تزييف نفسي ومشاعري إرضاءً للآخرين.
  4. أصبح كل شيء مبالغاً به؛ أي حتى لو كنت أشاهد فيلماً كنت أفعل ذلك بمبالغة، وممَّا زاد الأمر سوءاً أنَّني بدأت في التدخين بكثرة، فقد حسبت أنَّ هذا من شأنه أن يمنحني الشجاعة لمواجهة الخوف وجهاً لوجه، ومع ذلك كان هذا أكبر سبب لفشلي.
  5. لقد توقفت حياتي، وكنت أخشى أن أفعل أيَّ شيء لتجنب النقد أو التصحيح أو الرفض.
  6. أثار خوفي التوتر؛ ممَّا أدى إلى الاكتئاب.
  7. كانت الأمور التي فعلتها بدافع الخوف هي السبب في خسارتي لوظائفي ذات الأجور الجيدة.

لكن كان عليَّ أن أفعل شيئاً لاستعادة احترامي لذاتي.

ماذا فعلت؟

  1. لقد بدأت في قراءة الكتب والمصادر الأخرى المتعلقة بالتأمل، وبدأت الأمور تسير على ما يرام ببطء، وبدأت أشعر ببعض الثقة والهدوء، فقط تذكَّر أنَّ الخوف ليس له تأثير إلا عند غياب الإيمان؛ لذلك عندما كنت أمارس التأمل تجددتُ من الداخل؛ ممَّا عزَّز إيماني.
  2. كنت أهدف إلى حضور الأحداث العامة، لقد حضرت المباريات وذهبت إلى الصالات الرياضية وإلى التجمعات الاجتماعية الأخرى، وقد عزز هذا ثقتي واحترامي لذاتي.
  3. اضطررت إلى التوقف عن التدخين تماماً، فيمكن أن يؤدي التدخين إلى إثارة التوتر الذي يمكن أن يؤدي إلى الخوف.
  4. أخيراً تواصلت مع أشخاص يعرفون المزيد عن الخوف أو القلق أو يعانونه، لقد فعلت ذلك من خلال الانضمام إلى صفحات ومجموعات على تطبيق فيسبوك (Facebook) التي كان الخوف موضوعها، ومن خلال المشاركة تمكنت من زيادة ثقتي.

لقد تعلمت لاحقاً أنَّ المشاركة هي الطريقة الأكثر فاعلية لمحاربة الخوف، فيجب أن تعرف أنَّك ستفشل فشلاً ذريعاً إذا كنت لا تعرف خصمك.

إقرأ أيضاً: 15 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

ما هو الخوف؟

ببساطة يعني أن تخاف من شيء أو شخص ما، ويمكننا تعريف العيوب على أنَّها ردُّ فعلٍ داخليٍّ على تهديد أو ضرر محتمل؛ لذا لا تقلق؛ لأنَّ الخوف ليس ما تشعر به أو تفكر فيه.

إقرأ أيضاً: ما هو الخوف؟ وكيف تحوّله إلى حافز يدفعك للأمام؟

في الختام

يستخدم هذا الخوف مشاعرنا للتلاعب بنا، ومع ذلك عندما نحاربه يجب أن نعرف أنَّه جزء من نظامنا العصبي، وترويض مشاعرنا وعواطفنا سيضع عيوبنا تحت إرادتنا، إنَّه الحافز وراء العديد من الإجراءات أو القرارات التي نتخذها يومياً.




مقالات مرتبطة