الحياة منطق وليست خرافات

الحياة منطق، لكنَّ بعض الناس يقولون إنَّ الحياة مثل الشطرنج أو الجري في الماراثون أو لعب لعبة فيديو، وأنا أحب النظرة البسيطة إلى الحياة؛ لأنَّ الحياة معقدة بالفعل بما فيه الكفاية، لكن على الرَّغم من أنَّ هذه الأفكار ممتعة، إلا أنَّها لا توفر استراتيجية عملية لبناء حياتك عليها.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية الحساب والعثور على نمط.

بالتأكيد، يجب أن تكون ذكياً واستراتيجياً وتحاول التعلم بسرعة وتحقيق النتائج والحفاظ عليها في الوقت نفسه، لكن ماذا تفعل عندما لا تسير الأمور على ما يرام؟

تجربة شخصية:

منذ نحو ثلاث سنوات، لم أكن راضياً عن حياتي الشخصية والمهنية، ومن الصعب شرح السبب، بصراحة لم أفهم السبب في ذلك الوقت، فأنا لم أكن أعرف ما كنت أفعله، لقد فعلت ما توقعه الآخرون مني، أو الأشياء التي من المفترض القيام بها؛ إذ ذهبت إلى الجامعة، وحصلت على شهادتين، وبدأت مشروعاً تجارياً؛ لكنَّني اعتقدت أنَّني بحاجة أيضاً إلى العمل في شركة عالمية، والعيش في مدينة كبيرة، وشراء أشياء باهظة الثمن وقيادة سيارة رائعة.

شعرت أنَّني أخوض سباقاً مع الآخرين؛ الحصول على الشهادات والألقاب والمال الذي لم أكن أريده؛ ولذلك على الرَّغم من أنَّني بدوت ناجحاً بالنسبة إلى الآخرين، إلا أنَّني لم أشعر بأنَّني ناجح.

كما قال الكاتب ريتشارد كوش (Richard Koch) عن النجاح: "تحدُث معظم إخفاقاتنا في السباقات التي يُدخلنا الآخرون فيها، وتحدُث معظم نجاحاتنا من السباقات التي ندخلها بأنفسنا"؛ إذ يمكن للجميع الفوز والنجاح في الحياة، عليك فقط اختيار المنافسة والطريقة المناسبة للفوز، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تفعل أشياء تجيدها، فمن المرجح أن تفوز.

شاهد بالفيديو: كيف تحقّق النجاح في الحياة؟

الحياة منطق: اعثر على النمط (أشياء تتكرر بانتظام في الحياة)

عندما شعرت بالعجز، ألقيت باللوم في البداية على الكون وحظي السيئ والاقتصاد  ومجموعة من الأشياء الأخرى، والأشخاص الذين لا علاقة لهم بافتقاري للنجاح والسعادة، لكن سرعان ما أدركت أنَّ هذه الاستراتيجية لم تكن مفيدة؛ ولذلك احتجت إلى إجابات، بدأت في قراءة مزيد من الكتب عن الأعمال والإنتاجية وعلم النفس وريادة الأعمال والتاريخ وعلم الأحياء وغيرها من الموضوعات.

بدأت في ملاحظة أنماط معينة عبر الموضوعات المختلفة بعد قراءة العشرات من الكتب، كما يقول الكاتب سكوت آدمز (Scott Adams)، مؤلف كتاب "كيف تفشل في كلِّ شيء وتستمر في الفوز" (How to Fail at Almost Everything and Still Win Big): "إذا وجدت نفسك في حالة من الفشل المستمر في حياتك الشخصية أو العملية، فقد تلوم القدر، أو الناس، أو أيِّ شيء آخر، بينما يكون الحل مجرد حساب بسيط"؛ فالحياة منطق، وكلُّ ما عليك فعله هو أن تجد الأنماط في كلِّ ما تحاول تحقيقه.

على سبيل المثال السعادة؛ إذ يقول لك كلُّ فيلسوف في تاريخ البشرية ما يأتي: "لا تقلق بشأن الأشياء التي لا يمكنك التحكم بها، وركز فقط على الأشياء التي تتحكم بها، وهذا هو مفتاح السعادة"، وكذلك يقول الفيلسوفان سينيكا (Seneca) وويليام جيمس (William James) الشيء نفسه.

حتى الأشخاص الذين لم يقرؤوا كتاباً، لكن لديهم خبرة حياتية كبيرة سيقولون لك إنَّ هذا هو مفتاح السعادة، كيف؟ بعد سنوات من العيش، نتعلم التعرف إلى الأنماط بأنفسنا؛ لكنَّني أفضل أن أرى الأشياء في وقت مبكر وألا أتعلم من خلال أخطائي، وخلاف ذلك، قد يستغرق الأمر عقوداً لتعلم ما يمكنني فعله من قراءة السير الذاتية.

في الختام: مهما كان نوع النجاح الذي تبحث عنه، لا تتوقف حتى تكتشف طريقة الوصول إليه

يقول الكاتب سكوت آدمز (Scott Adams): "عادة ما يكون هناك نمط؛ لكنَّه قد يكون خفياً، فلا تتوقف عن البحث لمجرد أنَّك لا ترى النمط في السنوات السبع الأولى"؛ لذا استمر في البحث وارتكاب الأخطاء والتعلم منها، لكن تأكد من أنَّك تتعلم مزيداً من أخطاء الآخرين، والشيء الغريب هو أنَّك تفكر في تحقيق شيء ما، وتبحث عن الأنماط ثم تحققها؛ فالأفكار التي تدور في ذهنك تصبح حقيقة واقعة، وكلُّ ما ترغب فيه تحققه بالحساب والعثور على النمط.