الحفاظ على الصحة والقوة الجسدية من خلال التفكير

قبل سنوات - في السنة الأولى في الكلية على وجه الدقة - أجريتُ جراحةً في الكتف، وكانت فترة الشفاء طويلةً ومملةً ومؤلمةً في بعض الأحيان، وبعد ما يقارب ستة أشهر من العلاج الطبيعي اليومي عدت إلى العمل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "تايلر ترفورين" (Tyler Tervooren)، ويخبرنا فيه عن تجربته في الحفاظ على صحته من خلال التفكير.

في الوقت نفسه تقريباً كان "لوكاس" (Lucas) أحد زملائي في فريق المصارعة يتعافى من إصابة مماثلة؛ لكنَّ الفرق هو أنَّه عاد إلى حلبة المصارعة بكامل قوته في غضون ثلاثة أشهر فقط.

عندما تعافى أسرع منِّي شعرت بالمرارة قليلاً؛ فلماذا لا يستطيع جسدي أن يستجيب بالطريقة نفسها التي استجاب بها جسد لوكاس؟ ما الذي يميز كتفه؟ وفقاً لبعض الأبحاث الأولية والمذهلة من جامعة "أوهايو" (Ohio University) كان من الممكن أن يكون لذلك علاقة كبيرة بالاختلاف في تفكيرنا؛ إذا كان عليك التعافي من إصابة جسدية أو حتَّى إذا كنت ترغب في الحفاظ على قوتك البدنية في أثناء الجلوس في وظيفة مكتبية طوال اليوم فقد تكون ثمة طريقة ما لهذا.

إقرأ أيضاً: كيف تطور قوتك الذهنية وتحافظ عليها؟

ممارسة نشاط بدني ذهنياً يجعلك أقوى وأكثر مرونة:

تخيل شخصَين في العمر نفسه والصحة نفسها وقد تعرَّضا للإصابة نفسها، ولُفَّت منطقة الإصابة لكلٍّ منهما بجبيرة لمدة أربعة أسابيع، وعندما أُزيلَت الجبيرة فقدت مريضة واحدة ما يقرب من 50% من قوتها الأولية (وهذا ما يحدث عندما يتوقف جسدك عن الحركة)؛ لكنَّ المريضة الأخرى احتفظت بقوة تفوق 50% من قوة المريضة الأولى.

ما هو الشيء الذي يمكن أن يفسر هذا الفرق؟ الجواب هو عقلك، وعلى وجه التحديد التفكير في تحريك عضلاتك حتَّى عندما يكون ثمَّة ما يمنعك جسديَّاً من القيام بذلك.

هذا هو بالضبط الاختبار الذي أجراه الباحثون الطبيون في معهد "أوهايو للعضلات الهيكلية والعصبية" (Ohio Musculoskeletal and Neurological Institute) (OMNI) وهذه هي بالضبط النتائج التي توصَّلوا إليها؛ فقد أرشدوا المجموعة التي خضعت للتجربة في اختبارهم من خلال تمرين لإعادة التأهيل كلَّ يوم، فقد طُلِب منهم تخيل أنفسهم يستخدمون عضلاتهم المتوقفة عن الحركة لأداء مهمة قاسية.

بعد أربعة أسابيع أثبتت تلك المهمة المُتَخيلة فاعليتها على نحو لا يصدق في مساعدة المشاركين على الاحتفاظ بقوتهم على الرغم من أنَّهم لم يستخدموا عضلاتهم؛ فقد أظهرت أهمية المسارات العصبية بين عقلك وجسدك في بناء القوة، فالأمر لا يتعلق فقط بالأنسجة العضلية.

بالعودة إلى صديقي لوك وإصابات كتفَينا، ما هي إذاً علاقة هذا بالبحث أعلاه؟ ربَّما لا شيء، لكن لا يسعني إلَّا أن أتذكر اختلافاً واحداً هاماً بيننا ونحن نعمل على علاج أنفسنا؛ فقد كان لوك رياضياً متفانياً أحبَّ رياضته وكان حريصاً على العودة إلى الحلبة، ويمكنني فقط أن أتخيل الوقت الذي قضاه في التفكير في أدائه، فيتخيل نفسه في مباراة ويستخدم كتفه مراراً وتكراراً.

مع ذلك كان لدي موقف مختلف؛ فلم أكن أستمتع بوقتي بكوني لاعباً جامعياً كما ظننت، وكنت أفكر بقليل من الجدية بترك الفريق، وقضيت معظم وقتي أحلم بالعزف على الجيتار وأشياء أخرى أقل مجهوداً.

من الناحية النظرية كان لوك يستخدم عقله بانتظام لتقوية المسارات العصبية بين دماغه وعضلاته، فسمح له ذلك بالتعافي من إصابته على نحو أسرع، فهل هذا البحث مرتبط بتجربتي؟ إنَّ قول ذلك سيكون تمادياً كبيراً بالنسبة إلى مدوِّن غير مُدرَّب طبياً؛ لكنَّه يوافق النتائج.

شاهد بالفديو: 12 عبارة لتنمية التفكير الإيجابي داخلك

لا يهم؛ الهام هو فهم مدى أهمية عقلك في علاج جسمك والحفاظ على قوتك؛ فإذا تعرضت للأذى وأردت أن تتحسن بسرعة أكبر، سيساعدك تخيل نفسك تستخدم ذلك الجزء المصاب من الجسم بكامل قدرته، وهذا اكتشاف مذهل للعلم.

إذا جلست خلف مكتب طوال اليوم - مثلما أفعل غالباً - فقد يكون هذا تدبيراً مؤقتاً لمنع جسمك من الاستسلام كثيراً عندما يخرج جدول العمل عن السيطرة، لكن حتَّى لو لم يكن الأمر كذلك فإنَّ تخيل أنَّني نشيط يشجعني على الخروج فعلياً والتحلي بالنشاط، وفي النهاية يفعل جسدك ما يقوله عقلك، وهل يوجد أي ضرر من تخيل نفسك وأنت تجري في الغابة بعد من المكوث في حجرة لساعاتٍ طويلة؟




مقالات مرتبطة