التعليم في المملكة العربية السعودية

لقد تطور التعليم في المملكة العربية السعودية تطوراً كبيراً، خاصة بعد توحيد المملكة على يد الملك الراحل عبد العزيز رحمه الله؛ حيث مرَّت العملية التعليمية بالعديد من مراحل التطور والتحديث حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم.



التعليم في السعودية بين الماضي والحاضر:

تاريخ التعليم في المملكة العربية السعودية:

لم يكن يوجد أي نظام تعليمي قبل توحيد البلاد، وكان التعليم مُقتصراً على الكتاتيب، وكان التدريس محصوراً بتحفيظ القرآن الكريم والكتابة والقراءة والحساب والخط؛ ولا ينفي ذلك وجود المدارس تماماً، ولكنَّ المدارس كانت نادرة الوجود، ومقتصرة على أماكن معينة، نذكر لكم عدداً منها حسب ترتيب العام الذي أُنشِئت فيه:

1. المدرسة الصولتية:

أُنشِئت عام 1291 هـ بفضل أحد علماء الهند، وبدعم من سيدة هندية تُدعَى "صولت النساء".

2. المدرسة الفخرية:

أُنشِئت عام 1296 هـ، وكان مؤسسها "الشيخ عبد الحق القاري"، وهو أحد أساتذة المدرسة الصولتية.

3. مدارس الفلاح:

أُنشِئت عام 1323 هـ، وكان مؤسسها "الحاج محمد علي زينل"، وهي مدرستان.

4. المدارس الهاشمية:

أُنشِئت عام 1334 هـ، وكان مؤسسها "الشريف الحسين بن علي".

بدأت هذه المدارس بافتتاح المدرسة الخيرية التحضيرية، ثم تلاها مدرستان أوليتان، وبعدها المدرسة الراقية، ثم المدرسة العالية (المدرسة الثانوية).

إقرأ أيضاً: 6 نصائح تساعد المعلّم على غرس حب التعليم في الطلاب

تطور التعليم في المملكة العربية السعودية:

إنَّ أول مدرسة ثانوية أُنشِئت في هذا العهد كانت في مكة المكرمة، وهي "المعهد العلمي السعودي" الذي افتُتِح في عام 1926 م/ 1345 هـ، وكانت مدة الدراسة في هذا المعهد أربع سنوات يُعَدُّ فيها معلمو المرحلة الابتدائية.

زادت عدد سنوات الدراسة فيه لتصبح خمس سنوات في عام 1366 هـ، وكان نظامه ينص على منح الطالب بعد نجاحه في السنة الثالثة شهادة تُدعَى "شهادة القسم التجهيزي"، ومنحه "شهادة قسم المعلمين الثانوي" بعد إتمامه السنة الخامسة والنجاح فيها.

البداية الحقيقية للتعليم الثانوي بمفهومه الحديث:

بدأ التعليم الثانوي بمفهومه الحديث -الذي يُعدُّ النجاح فيه شرطاً أساسياً للتسجيل في الجامعة، وإكمال المرحلة الجامعية- في عام 1355هـ، وذلك عندما افتُتِحت مدرسة تحضير البعثات في مكة المكرمة، والتي كانت مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات، ويمكن لكل مَن حمل "شهادة المعهد العلمي السعودي" أن يلتحق بها؛ ولكن في عام 1364 هـ زادت عدد سنوات الدراسة إلى خمس سنوات، وقُسِمت الدراسة أيضاً إلى مرحلتين:

  • مرحلة الكفاءة الثانوية: مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات.
  • المرحلة الثانوية: مدة الدراسة فيها سنتان، ثم زادت سنة لتصبح ثلاث سنوات أيضاً.

نظام الدراسة في السعودية في الوقت الحالي:

بدأ التعليم في المملكة العربية السعودية رسمياً اعتباراً من عام 1932 م، وينقسم التعليم في الوقت الراهن إلى المراحل التالية:

مراحل الدراسة في السعودية:

1. مرحلة ما قبل التعليم الأساسي (مرحلة الروضة):

مرحلة غير إلزامية، وهي تختص بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 6 سنوات، ويحدث خلالها تعليم الأطفال الحروف الهجائية العربية والإنجليزية، وتعليمهم أيضاً الأعداد باللغتين العربية والإنجليزية وكيفية كتابتها.

شاهد بالفديو: 10 طرق لعلاج صعوبات التعلّم عند الطفل

2. المرحلة الابتدائية:

يُعَدُّ التعليم في هذه المرحلة إلزامياً، ومدة التعليم فيها ست سنوات، وهي تختص بالأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 6 إلى 12 سنة.

يُعلَّم الطلاب في هذه المرحلة القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، واللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والعلوم، والرياضيات.

إقرأ أيضاً: صفات هامة على معلّم المرحلة الابتدائية أن يتمتّع بها

3. المرحلة الإعدادية:

مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات، وتبدأ بعد التخرج من المرحلة الابتدائية، وهذه المرحلة تختص بالطلاب الذين تتراوح أعمارهم من 12 إلى 15 سنة، ويُدرَّس خلالها الطلاب جميع المواد التي درسوها في المرحلة الابتدائية، ولكن بتوسع وتخصص أكبر.

4. المرحلة الثانوية:

هي المرحلة التي تحدد مستقبل الطالب، وتُعدُّ من أهم مراحل الدراسة في حياة الطالب التعليمية، ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات، وتختص بالطلاب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و18 سنة، والدراسة فيها مُقسَّمة إلى:

  • السنة الأولى: يُدرَّس الطلاب فيها جميع المواد، والتي تتضمن: القرآن الكريم، واللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والكيمياء، والفيزياء، والعلوم، وعلم النفس.
  • السنة الثانية والثالثة: يبدأ الطلاب في السنة الثانية التخصص، فيختار كل طالب ما يرغب في دراسته؛ حيث يختار القسم العلمي، ويدرس فيه المواد العلمية فقط؛ أو يختار القسم الأدبي ويدرس فيه المواد الأدبية فقط.

5. مرحلة التعليم العالي (التعليم الجامعي):

التعليم في هذه المرحلة ليس إلزامياً، ويبدأ بعد حصول الطالب على الشهادة الثانوية، وتختلف سنوات الدراسة الجامعية حسب الاختصاص والكلية التي يرغب الطالب في دخولها وتكون متناسبة مع مجموع درجاته. تبدأ المرحلة الجامعية بنيل درجة البكالوريوس، ثم درجة الماجستير، وأخيراً درجة الدكتوراه.

أبرز الجامعات المعتمدة في السعودية:

يوجد في المملكة العربية السعودية اليوم نحو 33 جامعة تابعة لوزارة التعليم العالي، نذكر لكم عدداً من هذه الجامعات:

  • جامعة أم القرى.
  • الجامعة الإسلامية.
  • جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
  • جامعة الملك سعود.
  • جامعة الملك عبد العزيز.
  • جامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
  • جامعة الملك فيصل.
  • جامعة القصيم.
  • جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن.
  • جامعة طيبة.
  • جامعة الملك خالد.
  • جامعة عفت.
  • جامعة جازان.
  • جامعة الطائف.
إقرأ أيضاً: أفضل الجامعات السعودية على المستوى العربي والعالمي

تطوير المناهج الدراسية في المملكة العربية السعودية:

1. المشروع الشامل لتطوير المناهج التعليمية:

تضمَّن هذا المشروع عدة مراحل هي:

  • المرحلة الأولى: دُرِس في هذه المرحلة التي امتدت ما بين عامي (1419- 1422 هـ) الواقع والمعطيات الموجودة بهدف تخطيط وتجهيز المشروع الشامل.
  • المرحلة الثانية: وُضِعت في هذه المرحلة التي امتدت ما بين عامي (1422- 1425 هـ) الخطط، وجرى العمل على تأهيل الكادر التعليمي وإعداد المناهج الدراسية.
  • المرحلة الثالثة: لقد حُضِّر ودُرِّب في هذه المرحلة التي امتدت ما بين عامي (1425- 1428 هـ) المؤلفون المختصون، ثم أُلِّفت جميع الكتب الدراسية لمختلف المراحل.
  • المرحلة الرابعة: جرى في هذه المرحلة التي امتدت ما بين عامي (1428- 1432 هـ) تجريب كل ما أُنجِز في المراحل السابقة، حيث تعاونت جميع القطاعات الوزارية لتعميمه، والتوصل إليه من خلال الأبحاث والدراسات التي أُجرِيت، وذلك بعد تصحيح وتلافي جميع المشكلات والأخطاء التي ظهرت في فترة التجريب والدراسة.
  • المرحلة الخامسة: جرى في هذه المرحلة التي امتدت ما بين عامي (1430- 1433 هـ) تعميم جميع النتائج التي جرى التوصل إليها بعد تطبيق جميع خطوات المشروع الشامل على جميع المؤسسات التعليمية والمدارس في المملكة العربية السعودية.
  • المرحلة السادسة: جرى في هذه المرحلة اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير اللازمة والضرورية للاستمرار في عملية التقويم وتطوير المناهج الدراسية.
إقرأ أيضاً: 8 إرشادات تساعدك على حفظ الدروس بسرعة

2. مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم في المملكة العربية السعودية:

يُعدُّ هذا المشروع من أضخم مشاريع تطوير التعليم في المملكة العربية السعودية، والهدف منه:

  • تكوين وبناء جيل متعلم ومثقف وقادر على مجابهة ومنافسة أرقى مجتمعات العالم.
  • تطوير العاملين في مجال التعليم من الناحية المهنية.
  • تحسين البيئة المدرسية للطلاب من خلال القيام بالأنشطة اللاصفية، والتي تساعد في دعم المناهج الدراسية.
  • بناء المدارس بطريقة حديثة تتوافق مع مناهج وطرائق التعليم الحديث.
  • الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات وتوظيفها لتطوير المناهج التعليمية.

ومن أهم البرامج التي اعتمدها مشروع الملك عبد العزيز بهدف تطوير المناهج الدراسية:

  • برامج تطوير اللغة العربية.
  • برامج تطوير اللغة الإنجليزية.
  • برامج تطوير تعلم الحاسوب.
إقرأ أيضاً: 6 طرق فعّالة لتطوير مهارات التفكير عند الطلاب

3. مشروع تطوير مناهج الرياضيات والعلوم الطبيعية:

الهدف من هذا المشروع هو تأليف وإصدار كتب الرياضيات والعلوم الطبيعية في جميع الدول المشاركة في مشروع مكتب التربية العربي لدول الخليج، حيث تُرجِمَت سلسلة كتب عالمية من الكتب المدرسية لمادتي العلوم الطبيعية والرياضيات، ولكن بما يتناسب ويتوافق مع الدول المشاركة؛ وسنقدم فيما يأتي الخطة التي اتبعتها وزارة التعليم لتنفيذ هذا المشروع:

  • تجهيز وإعداد الخطة الدراسية لتتابع كلٍّ من مادتي الرياضيات والعلوم، ليعتمدها مكتب التربية العربي لدول الخليج ووزارات التربية المشاركة في هذا المشروع.
  • إعداد الكتب الدراسية والمواد التعليمية كافة.
  • تصميم وطباعة الكتب الدراسية.
  • إصدار المواد الإلكترونية، والمواد التعليمية.
  • تطوير قدرات خبراء المناهج والكادر التعليمي في جميع وزارات التربية للدول المشاركة بمشروع مكتب التربية العربي لدول الخليج.

كما وضع الأستاذ الدكتور "أحمد الحسين" في عام 1438 هـ كتاباً أسماه "صناعة الكتاب المدرسي"، وبيَّن فيه أهم النقاط التي تساعد في تطوير المناهج التعليمية والكتب المدرسية، وهي:

  • أن تكون الكتب المدرسية صالحة للبنين والبنات معاً.
  • أن يُوضَع لكل مادة من مواد المنهج الدراسي كتاب يكون دليلاً للمعلم.
  • أن تعدَّ الكتب المدرسية بطريقة تساعد الطلاب على تنمية التفكير الإبداعي والناقد، ومهارات التفكير وحل المشكلات، والتركيز على التعليم الذاتي.
  • ربط المعلومات مع الحياة العملية، وذلك عن طريق استخدام الأنشطة الأدائية العملية.
  • استخدام وسائل التعليم الحديثة وطرائق التدريس الجديدة.
  • تحقيق التتابع والتكامل في المواد الدراسية.
  • دمج مادتي السلوك والفقه من منهاج التربية الإسلامية في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية، ودمج مادتي السيرة والحديث في كتاب واحد، ودمج مادة القرآن الكريم ومادة التجويد للصفوف العليا من المرحلة الابتدائية، ودمج مادة القرآن الكريم مع تفسيره للمرحلة المتوسطة.
  • تضمين القيم والمبادئ الإسلامية والاتجاهات الإيجابية في الكتب الدراسية لتعليم الطلاب قيم ومبادئ المواطنة الصالحة، والحث على العمل المنتج الفعال.
  • دمج كلٍّ من مواد الوطنية والتاريخ والجغرافيا في كتاب واحد تحت اسم "كتاب التربية الاجتماعية والوطنية" للمرحلة الابتدائية، وتحت اسم "كتاب الدراسات الاجتماعية والوطنية" للمرحلة المتوسطة.
  • تأليف وإصدار كتاب التربية المهنية.
  • تأليف وإصدار كتاب التربية البدنية.
  • إدراج مادة الحاسوب في البرنامج الدراسي للمرحلة المتوسطة.
  • دمج وزارتي التربية والتعليم العالي.
إقرأ أيضاً: التعليم المدمج: أهميته، أنماطه، ميزاته، وأهم مشكلاته

مميزات التعليم في المملكة العربية السعودية:

  1. منح العلوم الدينية في خطط الدراسة لجميع المراحل التعليمية.
  2. تأليف جميع المناهج التعليمية بعقل سعودي، ووفق تعاليم وتوجيهات الدين الإسلامي.
  3. التوجه وجهة إسلامية في الحكم على نظرياتها، ومعالجة قضاياها وطرائق استثمارها.
  4. التعليم مجاني في جميع المراحل.
  5. إعطاء مكافآت للطلاب لمواصلة تعليمهم.
  6. إخراج عدد كبير من المؤلفات العلمية.
  7. تخصيص حكومة المملكة العربية السعودية ميزانيات ضخمة لنشر التعليم في جميع أرجائها.
  8. رعاية اللغة العربية والاهتمام بها اهتماماً خاصاً، وافتتاح معاهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة