التعامل مع مرض السكري في شهر رمضان

الصيام في رمضان:

يطلب القرآن من المسلمين الصيام في شهر رمضان من طلوع الشمس وحتى غروبها، بيد أنَّه ثمَّة استثناءاتٌ لذلك، وأحد هذه الاستثناءات هو أنَّ الأشخاص المرضى أو الذين لديهم ظروف صحية خاصة لا يتوجب عليهم الصيام، وهو ما ينطبق على الأشخاص المصابين بداء السكري.

سيحلُّ شهر رمضان خلال السنوات القليلة القادمة في أشهر الصيف، وستكون ساعات الصيام طويلةً للغاية (17 ساعة أو أكثر) مما سيجعلك مُعرَّضاً بشدة للإصابة بانخفاض سكر الدم (hypoglycaemia) والجفاف وهو الأمر الذي قد يتسبب في إصابتك بالمرض.



تُعَدّ قضية اختيارك للصوم أو عدم الصوم في نهاية المطاف قضيةً شخصية. بيد أنَّك إذا اخترت الصيام فإنَّه يتوجب عليك حينئذٍ استشارة طبيبك أو فريقك الصحي قبل شهر رمضان للتأكُّد من أنَّك قادرٌ على الاعتناء بنفسك بشكلٍ مناسب. فعدم القيام بذلك يُعَدُّ في ذاته مناقضاً للقرآن الذي يذكُر بوضوح أنَّه لا يتوجب عليك التصرف بطريقةٍ تؤذي جسدك.

ستساعدك المعلومات التي سنقدِّمها لك هنا على التخفيف من مخاطر الإصابة بالمرض في أثناء شهر رمضان في حال قررت الصيام، بالإضافة إلى أنَّها ستسلِّط الضوء على مخاطر الصيام بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون داء السكري.

إذا قررت الصيام:

إذا قررت الصيام بعد استشارة طبيبك:

  • إذا كنت تتناول الأنسولين فإنَّك تحتاج إلى كميةٍ أقل منه قبل بداية الصيام.
  • قد تحتاج كذلك إلى تغيير نوعية الأنسولين التي اعتدت تناولها.
  • لا يوصى باستخدام الأنسولين المخلوط (Pre-mixed insulin) في أثناء الصيام.
  • يجب عليك قبل البدء بالصيام تناول الأطعمة التي تُمتصُّ ببطء كالرز والبقوليات إلى جانب الفواكه والخضروات.
  • تفحَّص مستويات سكر الدم لديك بوتيرةٍ أكبر من الوتيرة المعتادة.
  • تناول كمياتٍ صغيرةً فقط من الطعام عند الإفطار وتجنَّب تناول الحلويات أو الأطعمة الدهنية فقط.
  • حاول أن تأكل قبل شروق الشمس تماماً عندما تبدأ صيام اليوم الآتي.
  • يجب عليك عند نهاية الصيام شرب الكثير من السوائل الخالية من السكر والكافيين لتجنُّب الإصابة بالجفاف.


اقرأ أيضاً:
نصائح الجمعية البريطانية لمرضى السكري- 1


مخاطر الصيام:

إذا كان لديك مضاعفات مرتبطة بمرض السكري كضعف الرؤية أو أمراض القلب أو الكلى فخطر تفاقم هذه الأمراض يُعَدّ مرتفعاً للغاية ويجب عليك التفكير جدِّيَّاً في عدم الصيام.

بالنسبة إلى الأشخاص الذينَ يعانون مرض السكري ويتناولون حبوباً أو يتناولون الأنسولين فإنَّ الصيام يحمل بالنسبة إليهم خطر الإصابة بانخفاض في سكر الدم. فإذا شعرت بأنَّ لديك انخفاضاً في سكر الدم وجب عليك أن تفطر وتتناول بعض السوائل الغنية بالسكر يليها أطعمة نشوية بما يتوافق والوصفة الدوائية، وإلَّا فإنَّك ستؤذي جسدك وستكون في حاجة إلى رعاية طبية.

قد ترتفع مستويات سكر الدم لديك في أثناء الصيام إذا لم تتناول الدواء الموصوف لك أو إذا قلَّ نشاطك الحركي عن المعتاد ممَّا قد يؤدي إلى إصابتك بما يُعرَف بـ "الحماض الكيتوني السكري" (diabetic ketoacidosis) – وهو أحد المضاعفات الخطيرة التي تحتاج إلى رعاية في المستشفى.

رمضان ومرض السكري:

إذا كنت تعاني مرض السكري فإنَّك في حاجةٍ إلى الاستعداد لشهر رمضان، وهو الذي يأتي في هذا العام في شهر الصيف ممَّا يعني ساعات صيامٍ طويلة تتجاوز الـ17 ساعة. فحينما تعاني مرض السكري يمكن للصيام أن يكون خطيراً وأن يسبب مشاكل لصحتك لا سيما مع ساعات الصيام الطويلة هذه.

إذا كنت ترغب في الصيام في أثناء شهر رمضان فتأكَّد من أن تتحدَّث إلى فريقك الطبي بحيث يستطيع مساعدتك على اتخاذ قرار حول أكان من الآمن أن تقوم بذلك أم لا. وإذا كان الفريق راضياً عن صيامك فإنَّه سيكون قادراً على مساعدتك على التحكُّم بمرض السكري الذي تعانيه خلال شهر رمضان.

ما الذي يحدث لجسدي عندما أكون صائماً؟

عندما نصوم حوالي ثماني ساعات بعد آخر وجباتنا فإنَّ أجسادنا تبدأ باستخدام مخزونات الطاقة للحفاظ على مستويات سكر الدم ضمن حدودها الطبيعية، وهو ما لا يُعَدّ مؤذياً بالنسبة إلى معظم الناس.

أما إذا كنت تعاني مرض السكري فأنت مُعرَّضٌ للإصابة بنقص سكر الدم لا سيما إذا كنت تتناول أدوية معينة أو تتناول الأنسولين. ومع ساعات الصيام الطويلة في هذا العام ترتفع مخاطر الإصابة بنقص سكر الدم والجفاف. ومن المشاكل الأخرى التي يمكن أن تحدث ارتفاع مستويات سكر الدم في الفترة التي تلي الوجبات الكبيرة التي تتناولها قبل الصيام وبعده على السحور والإفطار.

ويمكن لنقص سكر الدم، وارتفاع مستويات سكر الدم، والجفاف أن تشكِّل خطراً على الأشخاص الذين يعانون مرض السكري.

إذا كنت أعاني مرض السكري فهل يمكنني الصيام؟

نعلم أن خيار الصوم يُعَدُّ قراراً شخصيَّاً للغاية. وبالنسبة إلى بعض الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري يمكن للصيام أن يكون خطيراً أو أن يسبب مشاكل للصحة. فالأشخاص الذين لديهم ظروف صحية مُعيَّنة كمرض السكري مُعْفَوْنَ من الصيام لا سيما إذا ما كانوا يستعملون الأنسولين أو أيَّة أدوية معينة أخرى. والأمر نفسه ينطبق على أيِّ شخصٍ يعاني ضعفاً في التحكُّم في مستويات سكر الدم أو من مضاعفاتٍ يسببها مرض السكري كالمشاكل المرتبطة بالقَدَم أو الأذى الذي يصيب الكلى أو العيون. فإذا أردت الصيام فتأكَّد من أن تتحدَّث إلى طبيبك قبل بداية شهر رمضان.

يمكن للأشخاص أن يكونوا مُعْفَينَ كذلك من صيام شهر رمضان إذا كانوا:

  • أطفالاً (دون سن البلوغ).
  • شيوخاً.
  • مرضى أو لديهم ظروف صحية معينة.
  • يعانون صعوباتٍ في التعلُّم.
  • مسافرين.
  • نساءً حاملاتٍ، أو مرضعاتٍ، أو حائضات.

إذا كنت لا تستطيع الصيام:

إذا كنت غير قادرٍ على الصيام استطعتَ إتمام واجباتك من خلال التبرع بالصدقات أو تقديم الطعام للفقراء. وإذا كنت غير قادرٍ على الصيام في هذا الشهر من رمضان فقد تكون قادراً على تعويض الصيام في موعدٍ لاحق قد يكون في فصل الشتاء.


اقرأ أيضاً:
10 نصائح على مريض السكري أن يلتزم بها


راقب دمك في أثناء الصيام:

من المهم حقَّاً أن تفحص مستويات السكر في دمك بحيث تستطيع التأكُّد من أنَّك في وضعٍ آمن، وهو أمرٌ لا يفسد صيامك.

هل من الضروري أن أستيقظ على السحور؟

تزيد ساعات الصوم الطويلة من مخاطر الإصابة بنقص سكر الدم. وسيكون من الأسهل تحقيق التوازن في مستويات سكر الدم لديك إذا ما تناولت وجبةً على السحور، قبل شروق الشمس تماماً لا في منتصف الليل.

ما أنواع الأطعمة التي يجب أن أتناولها على السحور؟

يجب أن تتناول على السحور الكربوهيدرات النشوية التي تحرر الطاقة بشكل بطيء كالخبز المصنوع من عدة أنواع من الحبوب، والأغذية التي يدخل في تركيبها الشوفان، والرز إلى جانب الفاصولياء، والعدس، والبقوليات بأنواعها، والفواكه، والخضروات. ومن ضمن الأطعمة الأخرى التي تحافظ على استقرار مستويات سكر الدم لديك في أثناء الصيام الخبز العربي، والخبز الهندي أو الشباتي، والسميد. ومع جميع هذه الوجبات كُلْ باعتدال، ولا تسرف في الأكل، وتذكَّر أن تشرب كمية كافية من الماء.

ما أنواع الأطعمة التي يجب أن أتناولها على الإفطار؟

تذكَّر أن تأكل باعتدال وبشكلٍ صحي ليس في شهر رمضان فقط بل على مدار العام كذلك. فتناوُل الكثير من الأطعمة المقلية والأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون والسكريات سيزيد وزنك، وسيرفع من مستويات سكر الدم لديك، وسيجعل من الصعب التحكُّم بها. حاول أن تأكل بكميات معتدلة، وتذكَّر أن شهر رمضان هو شهر التحكم بالذات والانضباط كذلك. إذا كنت تعاني من مرض السكري استطعت أن تطلب رؤية خبير حمية فهو سيكون قادراً على تقديم مزيد من النصائح إليك حول الطعام الصحي.

ما أنواع المشروبات التي يمكن أن أشربها؟

يمكن للصيام أن يجعلك عُرضةً لخطر الإصابة بالجفاف مع ساعات الصيام الطويلة وفي حال ارتفاع مستويات سكر الدم كذلك. فاشرب كمياتٍ كافية من السوائل الخالية من السكر، لا سيما الماء، على السحور وبعد الإفطار.


اقرأ أيضاً:
هل يمكن لمريض السكري أن يصوم رمضان؟ ومتى يجب أن يفطر؟


هل يمكنني أن أصلي التراويح؟

يمكن للتراويح أن تكون نشاطاً متعباً وقد تُصاب بالجفاف وتكون عُرضةً لخطر الإصابة بانخفاض سكر الدم.

ولتجنُّب المشاكل في أثناء صلاة التراويح تأكَّد من:

  • تناوُل الأطعمة النشوية على الإفطار حيث أنَّها تُهضَم ببطء.
  • شرب كمية كافية من الماء بعد الإفطار.
  • اصطحاب زجاجة ماء ودواء الجلوجوز معك إلى صلاة التراويح.

لتبقى في مأمن:

  • احمل دواء الجلوكوز معك دائماً.
  • فليكن لديك دائماً أدوات للكشف عن مرض السكري كالسوار الطبي.
  • افحص دمك بشكلٍ منتظم لمراقبة مستويات سكر الدم لديك، فهذا لن يفسد صيامك.
  • افحص مستوى سكر الدم لديك إذا شعرت بتوعُّكٍ في أثناء الصيام.
  • إذا كان مستوى سكر الدم مرتفعا أو منخفضاً فإنَّك يجب أن تعالج ذلك.
  • إذا كان تركيز سكر الدم لديك أقل من 4.0 mmol/l فأنهِ صيامك في الحال وعالج مستوى سكر الدم المنخفض.
  • إذا كان مستوى سكر الدم لديك أقل من 4.0 mmol/l في بداية الصيام وكنت تأخذ الأنسولين أو السلفونيليوريا (أو أي دواء آخر يمكن أن يسبب تركه انخفاض سكر الدم) فلا تصم وعالج انخفاض نسبة سكر الدم لديك في الحال.
  • إذا كانت نسبة سكر الدم لديك أعلى من 16.7 mmol/l فأنهِ صيامك في الحال.
  • إذا أُصبتَ بالجفاف فأنهِ صيامك في الحال واشرب زجاجةً من الماء.
  • إذا بدأت تشعر بالتوعُّك، أو التشوُّش، أو الإرباك، أو إذا أُصبت بالانهيار والوهن فتوقف عن صيامك واشرب زجاجةً من الماء أو من أي سائل آخر.
  • يجب ألاّ تتوقف أبداً عن أخذ الأنسولين، ولكن يجب عليك أن تتحدَّث إلى طبيبك لأنَّك قد تحتاج إلى تغيير الجرعة وأوقات حُقَن الأنسولين.
  • إذا حدث معك أي من هذه الأمور فتحدَّث إلى طبيبك قبل أن تصوم مجدداً.

نصائح سريعة:

  • تحدَّث إلى طبيب السكري الخاص بك إذا كنت تخطط للصيام.
  • افحص مستويات سكَّر الدم لديك بشكلٍ متكرر.
  • جرِّب أن تصوم يومين في الشهر الذي يسبق شهر رمضان لترى إذا ما كنت قادراً على الصيام من دون حدوث مضاعفات.
  • اتبع نظاماً غذائيَّاً منوَّعاً وصحيَّاً.
  • تناول مزيداً من الكربوهيدرات النشوية والأطعمة التي تُمتَص ببطء.
  • حاول ألَّا تتناول الكثير من الأطعمة السكرية والدهنية.
  • عند الإفطار تأكَّد من أن تشرب كمية كافية من المشروبات الخالية من السكر والكافيين لتجنُّب الإصابة بالجفاف.

ما السكري؟

  • السكري هو حالة صحية ترتفع فيها كمية سكر الدم في جسمك ارتفاعاً كبيراً.
  • يحدث هذا إذا لم تُنتِج البنكرياس لديك الأنسولين، أو إذا لم تُنتِج ما يكفي منه لمساعدة سكر الدم على الدخول إلى خلايا جسمك، أو إذا لم يعمل الأنسولين الذي تنتجه بشكلٍ مناسب.
  • الأنسولين هو الهرمون الذي تنتجه البنكرياس والذي يتيح لسكر الدم الدخول إلى خلايا الجسم، حيث يُستخدَم بوصفه وقوداً للحصول على الطاقة بحيث نستطيع العمل، واللعب، وأن نعيش حياتنا بشكلٍ عام. إنَّه يُعَدُّ جوهريَّاً للحياة.
  • يأتي سكر الدم من هضم الكربوهيدرات وينتجه الكبد كذلك.
  • إذا كنت تعاني من مرض السكري فإنَّ جسدك لا يستطيع استعمال هذا الوقود بشكلٍ مناسب لذا فإنَّه يتجمَّع في الدم وهو الأمر الذي يمكن أن يكون خطيراً.


اقرأ أيضاً:
أهم النصائح لمرضى القلب والكلى والسكري في رمضان


ثمَّة نوعان من مرض السكري:

النوع الأول:

  • يكون النوع الأول حين لا يكون الجسم قادراً على إنتاج الأنسولين الذي نحتاج إليه للحصول على سكر الدم (الطاقة) من الطعام الذي نتناوله ومن السوائل التي نشربها.
  • لا يُعرَفُ على وجه الدقة ما هو سببه، ولكن من المعروف ألَّا علاقة له بالسمنة. فلا يمكنك الوقاية من النوع الأول من مرض السكري.
  • يُشخَّصُ عادةً عند الأطفال أو الشباب، على الرغم من أنَّه يمكن أن يحدث عند البالغين الأكبر سنَّاً كذلك.
  • 10% تقريباً من المصابين بمرض السكري مصابون بالنوع الأول.

النوع الثاني:

  • يتطور النوع الثاني من السكري عندما لا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من الأنسولين، أو عندما لا يعمل الأنسولين الذي يتم إنتاجه بشكلٍ مناسب.
  • تؤثِّر العوامل الوراثية، والسن، والخلفية العرقية في تطوِّر هذا النوع من السكري عندك، وتكون أكثر عُرضةً للإصابة به إذا كنت تعاني السُمنة.
  • يبدأ بشكلٍ تدريجي في مراحل متقدمة من العمر غالباً، ولأنَّ أعراضه قد لا تكون واضحةً للغاية فقد تَمضي سنواتٌ قبل أن تعرف أنَّك مصابٌ به.
  • إذا لم يتم اكتشافه فإنَّه يمكن أن يؤدي إلى حالاتٍ تهدد الحياة بشكلٍ جدي.
  • 90% من الأشخاص المصابين بمرض السكري مصابون بالنوع الثاني منه.

 

 

المصدر




مقالات مرتبطة