التخطيط الأسري

الأسرة أصغر وحدة عضوية واجتماعية في جسد المجتمع الواحد، فهي التجمّع العائلي الأكثر حساسية وتأثّراً بما يُحيط به، والتخطيط الاسري هو أحد تلك الضوابط التي تنتجها الأسرة لكي تستطيع الوصول إلى أهدافها بالطرق المبرمجة والسليمة.



تقرير عن التخطيط الاسري:

ماذا نقصد بالتخطيط الأسري؟ وماهي أهميته وفوائده؟ وأسباب نجاحه وفشله؟ إليك كل ذلك فيما يلي:

التخطيط الاسري:

التخطيط الأسري هو تنظيم للشؤون الأسرية وفق برنامج محدد لتحقيق أهداف معينة خلال فترة زمنية.

بحث عن التخطيط الاسري:

تنبع فوائد وأهمية التخطيط الاسري من خلال العديد من النقاط نذكر منها:

  1. يساعد الأسرة على تحقيق أهدافها والوصول إلى غاياتها.
  2. تحقيق أكبر قدر من السعادة الأسرية من خلال التزام الواجبات وأداء المسؤوليات، فكل فرد في الأسرة يعرف دوره الذي يؤديه وهدفه الذي يرنو إليه.
  3. محاربة الفوضوية وهدر الطاقات والأوقات والأموال والتي تُعرّض الأسرة للكثير من المشكلات وبالتالي تقلّ المشكلات داخل الأسرة المسلمة مما يُوفّر الجو المناسب والمحتضن اللائق للتربية والعطاء.
  4. اتّخاذ الاحتياطات اللازمة والوسائل المناسبة لتأمين مستقبل الأسرة وبنائه وفق تنظيم يضمن حياة سعيدة بعيدة عن الاضطراب والارتباك، أو على الأقل يُخفّف حدّتها ويُهوّن وطأتها.
  5. تعريف الأزواج بمهامهم التخطيطية التي أُنيطَت بهم لرعايتها والاهتمام بها، لاسيّما في وقتنا الحاضر حيث كثرة وسائل الفساد مع جهل الكثير بحقوق الأسرة ومسؤولياتها.

صفات لابد منها للأزواج لنجاح التخطيط:

يمكن تحسين التخطيط الاسري ورفع نسبة نجاحه من خلال مراعاة توفر الأمور التالية:

  • إدراك الزوجين أهمية التخطيط.
  • مراعاة الأولويات.
  • وضوح الأهداف وإمكانية الوسائل ومشروعيتها.

ماذا أريد أن أُحقّق من خلال أسرتي؟

  • تحديد ضوابط العلاقات الداخلية والخارجية داخل الأسرة وخارجها.
  • العدل بين أفراد الأسرة في حقوقهم ومسؤولياتهم.
  • توزيع الواجبات وبذل المكافآت.
  • التزام القناعة.
  • الأخذ بالحكمة.
  • المتابعة المشتركة.
  • سلامة التنفيذ من الآفات.
  • البعد عن التكاسل.
  • التقويم المستمر لتجاوز العقبات والوقوف على السلبيات وتجاوزها ومعرفة الإيجابيات وزيادتها.
إقرأ أيضاً: تنمية الحب المتبادل بين أفراد الأسرة

أسباب فشل التخطيط العائلي: 

من كوامن الفشل في التخطيط الاسري كثرة الاختلافات، وشدة البون في التوجيهات والتصورات، والتفاوت في الآمال والأولويات، فاختلاف الزوجين في تقدير الإدارة المالية وإصرار كل طرف على رأيه يصدع التخطيط العائلي ويضعف كفاءته وربما ينهار.

1- اللامبالاة في النظرة المستقبلية:

حتى أن بعض الأزواج لا يخطر على باله أنه يجب أن يكون له خطة يسير وفقها لتحقيق أهدافه في أسرته فتجده يتخبّط يمنى ويسرة كُلّما سمع من الناس خبراً طار إليه وعدّه من أول أولوياته، خطته في أسرته ما تمليه عليه ظروف لحظته.

2- ضعف الانتماء للأسرة (الأنانية):

وصورها القاتمة كثيرة منها:

  1. يُنفِق المال على شهواته، فإذا جاء دور البيت قتر وغلّ يده إلى عنقه بأنانية مفرطة لا تدع لأهل الحق حقهم.
  2. كثرة الخروج من البيت ولو على حساب تربية الأبناء (استراحات ودوريات وجلسات وسفرات دون ضابط أو تقدير).
  3. عدم الاهتمام بالمشاعر، فتجد المواقف المتغطرسة والأحكام الظالمة دون تفكير بعواقبها وتبعاتها.
  4. الإسراف من قبل الزوجة وعدم مراعاة حال أسرتها وتركيز اهتمامها على مجارات زميلاتها وجاراتها.

3- أحادية التفكير واستقلالية التخطيط:

الإقتداء بالآباء والتأثر بالمحيط في الأمور السلبية: وبعض الأزواج يحاول أن يعيد تجربة والده أو والدته في البيت الذي درج فيه بغض النظر عن نجاح التجربة أو فشلها ودون مراعاة لتغيير الظروف والمستجدات.

إقرأ أيضاً: نصائح لتقوية الروابط بين الآباء والأطفال

انواع التخطيط الاسري:

التخطيط الاسري

بعض محاور التخطيط العائلي:

  1. محور الإنجاب: التوقيت للوضع - وللإنجاب ولعدد الأبناء. 
  2. محور التربية للأبناء: وضع الأهداف للتربية الواجب اتّباعها.
  3. وضع الوسائل والأساليب التربوية للوصول إلى الأهداف
  4. وضع جدول زمني مناسب للتنفيذ.

الجانب المالي:

  1. معرفة طرق الكسب.
  2. معرفة أولويات الإنفاق (من أين اكتسبه وفيما أنفقه).
  3. وضع جدول يُوضح السير المالي للأسرة.
  4. وضع جدول زمني للديون والأقساط.
  5. وضع ضوابط لبنود الإنفاق المتعددة وتناسبها مع الميزانية.
  6. تحديد جوانب الإسراف وإهدار المال الأسري وتقليصه ووضع الحلول لتفاديه.

ادارة الموارد الأسرية:

التخطيط الاسري

إنَّ الموارد الأسرية هي كل الإمكانات والقدرات البشرية وغير البشرية التي تمتلكها الأسرة وتستطيع استخدامها والاستفادة منها في تلبية احتياجاتها المختلفة والمُتعددة، من أجل تحقيق جميع أهدافها المنشودة وتلبية رغباتها، وهذه الموارد تتصف بالتشابه وهي ذات إمكانيات محدودة سواء زادت أو قلة، ويمكن تقسيم الموارد الأسرية إلى قسمين:

أولاً- الموارد المادية (الغير بشرية):

تعتبر الموارد البشرية مهمة جداً للوصول إلى الأهداف المطلوبة وتحقيقها، كما أنها متعلقة بأشياء ملموسة ومرئية، ويمكن لأفراد الأسرة الإستفادة منها بشكلٍ مباشر، وهي تقسم إلى عدة أقسام:

1- مورد الدخل المالي:

يعتبر المال هو حجر الأساس لتلبية الكثير من رغبات الأسرة وإشباعها، وتحقيق أهدافها، وكلما كان مقدار المال أكبر كلما تمكنت الأسرة من تحسين مستواها المعيشي، والقيام بمسؤولياتها تجاه أفرادها والمجتمع على الوجه الأكمل، كما يمكن أن يكون المورد المالي للأسرة من مصدر واحد، أو عدة مصادر مختلفة خلال فترةٍ زمنيةٍ معينة، يمكن أن تكون سنوية، أو شهرية، أو أسبوعية، أو يومية.

2- الخدمات الاقتصادية والاجتماعية:

وهي مجموع ما تستطيع الدولة تقديمه من خدمات لكل فرد من أفراد الأسرة والمجتمع بشكلٍ عام وتتضمن:

  • خدمات الإسكان والمرافق العامة.
  • الخدمات التعليمية.
  • خدمات الأمن والعدالة.
  • الخدمات الصحية.
  • خدمات الأمن والعدالة.

3- ممتلكات الأسرة الخاصة:

وهي تتضمن كل ما يمتلكه أفراد الأسرة من معدات وأجهزة، وأراضي، ومنازل، ووسائل النقل الخاصة، وغيرها.

4- مورد الوقت:

هو المورد المتساوي لدى جميع الأسر، ولا يمكن لأي فرد من أفراد الأسرة إنقاصه، أو زيادته، ولكنه يستطيع استغلاله بالشكل الصحيح الذي يضمن له عدم هدره و استنفاذه دون أي جدوى، وإدارة الوقت تتطلب الحكمة والذكاء لاستغلال كل دقيقة في الـ 24 ساعة.

ثانياً- الموارد البشرية:

إنَّ الموارد البشرية تعتبر من الموارد المهمة للأسرة، ولكن عدم معرفة المقدرة الجسمية، وقياسها، وقياس نشاطها، وطاقة كل فرد من أفراد الأسرة، يجعل الاهتمام بهذه الموارد أقل، وتنقسم الموارد البشرية إلى الأقسام التالية:

1- القُدرات:

نقصد بالقُدرات الذكاء، والمهارات، والميول، فيمكن توفير الكثير من الموارد المادية من خلال القدرات الإبتكارية لربة المنزل، أو أي فرد آخر من الأسرة، وذلك عندما يتم استعمال السلع والمنتجات المعتدلة الثمن، والخامات البيئية المتوفرة.

2-الطاقة والجهد:

إنَّ مقدار الطاقة والجهد هي من أكثر ما يميز العنصر البشري، وهي تعبر عن مقدار ما يمتلكه من قدرة على التفكير بالإضافة إلى العمل الجسماني، وهي تختلف من فرد لآخر في الأسرة الواحدة تبعاً للسن، والحالة النفسية، ونوع الجنس، والحالة الصحية، فبينما تكون بعض الأعمال مجهدة لفرد من الأسرة تكون خفيفة وسهلة الإنجاز وهينة على فردٍ آخر.

3- المهارات:

وتنقسم المهارات إلى:

1- مهارات فطرية: يكتسبها الشخص عن طريق الوراثة، وهي تعتبر موهبة طبيعية مثل الغناء، أو الخط، أو الرسم.

2- مهارات مكتسبة: وهي مهارات فردية يكتسبها الشخص عن طريق التعلم، والخبرة، والممارسة، وعندما يكون أحد أفراد الأسرة لديه إحدى المهارات اليدوية كالخياطة، أو النجارة، أو غيرها من الصناعات اليدوية، فذلك سيشكل مورد مالي للأسرة.

4- الاتجاهات والميول:

إنَّ تأثير الميول يكون متعلقاً بإدارة شؤون الأسرة، ويؤثر عليها بطريقةٍ مباشرة وخاصةً فيما يتعلق بالمنزل وتنظيمه، وفي هذا الخصوص لا بد من الإشارة أن هناك صفات مشتركة لجميع الموارد وهي:

أولاً- تمتاز جميع الموارد بمحدوديتها فمثلاً:

  • مورد الوقت: يوجد في اليوم 24 ساعة لا يمكن زيادة أو إنقاص دقيقة واحدة، كما لا يمكن توفير نص ساعة لليوم التالي.
  • مورد الطاقة: تختلف طاقة كل شخص عن الآخر، ولكن إجمالاً الطاقة تعتبر محدودة لكل شخص.
  • ميول الأفراد وقدراتهم: يتميز هذا المورد بأنَّه محدود، ومتعلق بأمور كثيرة متشعبة نذكر منها: العامل الوراثي، التعلم، درجة التدريب، المستوى الاقتصادي.

ثانياً- الموارد غير مترابطة:

من المعروف أنَّ كل مورد من الموارد سواء البشرية، أو غير البشرية له استعمالات مختلفة، ولكنها موارد ليست مترابطة، فمثلاً: بالنسبة لمورد الوقت: الساعة التي نمضيها في القراءة أو الرسم مثلاً لا يمكن أن نمضيها نفسها ونستعملها في الزيارة أو النوم، والمورد المالي فمثلاً المبلغ الذي يصرف لشراء غرضٍ معين لا نستطيع صرفه نفسه لشراء شيءٍ آخر.

ثالثاً: إدارة المورد المالي

  1. تنظيم ميزانية الأسرة بطريقة جيدة ويتولى هذه المهمة من يستطيع إتقانها سواء الزوج أو الزوجة، ويجب أن يتحلى الجميع بروح التعاون والتفاهم لتنفيذ هذه الميزانية والتقيد بها.
  2. تخفيف السلوك الاستهلاكي، من خلال توعية أفراد الأسرة بضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء والماء، وهذا بدوره يزيد من توفير الدخل المالي للأسرة.
  3. عند إدراة الموارد المالية يجب الانتباه إلى تحقيق أهداف أفراد الأسرة من خلال هذه الإدارة.
  4. يجب تحديد الأولويات ووضع الحاجات الأهم وإشباعها أولاً ثم الحاجات الأقل أهمية.
  5. عند وضع الميزانية يجب الأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية، والخدمات، وأسعار السلع المختلفة.
  6. يجب الانتباه والأخذ بعين الاعتبار ألا يطغى بند على بند آخر، وأن يأخذ الإدخار بعضاً قليلاً من الاهتمام.
  7. محاولة الاستفادة من الخبرات، والمهارات، والقدرات التي يمتلكها أفراد الأسرة لتوفير ما يدفع من مال كأجر للخدمات الضرورية والتي يمكن إنجازها من قبل أحد منهم مثل الخياطة، أو تنظيف الملابس وكيها، القيام ببعض التصليحات الضرورية في المنزل.
  8. توعية جميع أفراد الأسرة بأهمية الادخار، وضرورة إدخار مبلغ مالي شهرياً لبند الطوارئ ولو كان بسيطاً.

شاهد: كيف تضع ميزانية تساعد على الادّخار؟

خطوات التخطيط الاسري:

هناك عدة خطوات يجب القيام بها عند قيامنا بالتخطيط الأسري، وهذه الخطوات هي:

1- كل أسرة لها وجهة نظر، وأفكار معينة، ورؤية محددة عن كيفية الحفاظ على تماسكها وتنظيمها، وفي هذا الصدد يجب على الزوجين طرح العديد من التساؤلات التي تتضمن مختلف نواحي الحياة، ومن هذه الأسئلة نذكر:

  • كم عدد الأولاد الذين نريد إنجابهم؟ وكيف نحدد النسل؟
  • ما هي سبل الوقاية من الأمراض المُتبعة في العائلة؟
  • كيف نربي أولادنا ونغرس في قلوبهم القيم والأخلاق الحميدة، كيف نجعلهم متفوقين دراسياً؟

2- بعد تحديد الرؤية السابقة يأتي دور تحديد الأهداف التي تسعى إليها الأسرة، وتحديد الأهداف يتضمن عدة أمور، نذكر لكم منها:

  • تحديد القُدرات البدنية والإبداعية لكل فرد من أفراد الأسرة.
  • تحديد الأبعاد الاجتماعية، والمادية، والصحية، والمهنية للأسرة.
  • تقسيم الأهداف إلى أهداف بعيدة المدى، ومتوسطة المدى، وقريبة المدى، فمثلاً بالنسبة للأهداف البعيدة المدى يمكن أن تكون خطة توفير وادخار المال، القريبة المدى يمكن أن تكون التخطيط للقيام برحلة نهاية الأسبوع.

3- إيجاد أفضل الوسائل لتحقيق أهداف الأسرة والقيام بها وتنفيذها.

4- الالتزام بجدول زمني محدد يوضع لتحقيق جميع الأهداف المطلوبة لإنجازها وإنهائها في الوقت المطلوب.

5- توزيع المهام على كافة أفراد الأسرة صغيرها وكبيرها، وإلتزم كل فرد فيها بتنفيذ ما هو مطلوب منه، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تحقيق الاتحاد والتكاتف والتعاون بين جميع الأفراد.

6- تجديد الاستراتيجية المُتبعة والتي تمكن الأزواج من إنجاح التخطيط الأسري الذي تم وضعه من قبلهم، ومتابعة الخطة باستمرار والتأكد من أنَّ كل فرد من أفراد الأسرة يقوم بما هو مطلوب منه على أكمل وجه.

المصادر: 1 2 3 4




مقالات مرتبطة