التحكم في الوقت: 3 طرق لتحقيق الإنتاجية بعيداً عن التوتر

تقول إحدى الفرضيات: "إنَّ مستوى التوتر لديك لا علاقة له بمدى انشغالك، بل عادةً ما ينتج عن عجزٍ مُتصوَّر بالتحكم بمشاغلك"؛ إذ لن تشعر بالتوتر مثلاً، إذا كنت شديد الانشغال لكنَّك متحكمٌ بوقتك بشكلٍ كامل، أمَّا إن كان عبء العمل متوسطاً، لكنَّ الأمور خارجة عن سيطرتك، فستشعر بالإرهاق بسهولة.



الكلمة الأهم في الفقرة السابقة هي "مُتصوَّر"؛ فإذا كنت متحكماً بجدول أعمالك على نحو تام، لكنَّك ترى نفسك عبداً لقائمة مهامك، فستشعر بالتوتر دائماً، ويُعَد التحكم المُتصوَّر أكثر مرونةً بقليل؛ لذا إنَّ تغيير منظورك تجاه الأمور هو الطريقة الأمثل للمحافظة على هدوئك.

ماذا يعني التحكم بوقتك؟

تُعرَّف السيطرة على أنَّها القدرة على تقرير ما إذا كنت ستنجز عملاً ما أم لا، بلا عواقب وخيمة؛ هذا يعني أنَّه يمكنك التوقف عن فعل أمرٍ ما، ولن يكون ذلك نهاية العالم، فالآثار الجانبية ليست مروِّعة بصورة لا يمكن تخيلها، لدرجة أنَّك ستصرف نظرك عن الأمر بجدية.

يعتمد مستوى التحكم المُتصوَّر على الحد الذي تضعه لما يُعَد عواقب وخيمة وما ليس كذلك، فإذا رسمت هذا الحد بعيداً للغاية، سيترتب عليك إنجاز كل شيء، ومن ثم عندما تتقاعس، ستظن أنَّ العواقب وخيمة، وستشعر بأنَّك مجبرٌ على العمل.

لذا فإنَّ مفتاح تحقيق الإنتاجية بسلاسة هو الإدراك بأنَّك قادرٌ على التحكم بوقتك أكثر ممَّا تعتقد، ثم إنَّك حين تنظر في عواقب التقاعس عن العمل، فلن تجد سوى قائمة قصيرة من الأمور غير المقبولة على الإطلاق، على سبيل المثال، قد لا تشعر بالرضى حيال إلغاء التزامٍ ما، أو تفويت مكالمة هاتفية، لكنَّها ليست نهاية العالم.

التحكم المُتصوَّر وعلاقته بالسلوك:

تعارض بعض الدلائل الاقتراح المذكور آنفاً، بأنَّك قادرٌ على التحكم بوقتك أكثر ممَّا تعتقد؛ بمعنى أنَّك إذا توقفت عن العمل، ستكون قادراً على تحمُّل العواقب على الأمد القصير، لكنَّها ستغدو غير مقبولة على الأمد البعيد.

فكِّر في تناول الطعام مثلاً؛ إذ إنَّ لديك سيطرةً كاملةً على هذا على الأمد القصير، ويمكنك تخطِّي الغداء وتوفير ساعة من وقتك؛ لكن على الأمد البعيد، يجب عليك تناوله، فإذا تجنبت تناول الطعام لبضعة أسابيع أو أكثر، ستموت جوعاً، إذاً، فالعواقب على الأمد القريب تتمثل بالشعور بالجوع نوعاً ما؛ أمَّا على الأمد البعيد، فالموت هو العاقبة المترتبة على ذلك، وهو أمرٌ غير مقبولٍ إطلاقاً.

لا يمكن التأسيس على تلك الحجة؛ وذلك لأنَّ تحقيق الإنتاجية بسلاسة ورويِّة يتعلق بالتحكم المُتصوَّر، وليس بتغيير سلوكك بالواقع، ويتعلق بالشعور أنَّ لديك القدرة على التوقف عن العمل، من دون التوقف فعلياً، والهدف ليس تبرير الكسل، بل الحدَّ من القيود المفروضة على وقتك.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح فعالة لإدارة الوقت وتحقيق الإنجازات

أنا مشغول لكنَّني ممسك بزمام الأمور:

أصبح القول بأنَّك مشغول جملةً مكررةً في عالمنا اليوم، فالجميع مشغول، لكن عندما تقول إنَّك ممسك بزمام الأمور، فهذا يعني أنَّ لديك القدرة على اختيار ما تنجزه اليوم، وما لا تريد إنجازه؛ إذ يزيد هذا الموقف من قدرتك على تحمُّل التوتر، مع المحافظة على هدوئك في الوقت نفسه.

كيف أسيطر على الوضع؟

يُوجد بعض الطرائق التي من الممكن أن تعزز من التحكم المُتصوَّر في برنامجك اليومي، فالمفتاح هو الموقف وليس الفعل، كما ذُكر آنفاً؛ لذا ابنِ حياتك بحيث تشعر أنَّ لديك مرونةً أكثر ممَّا قد تحتاج إليه فعلياً.

نقدِّم فيما يأتي بعض الطرائق التي أثبتت فاعليتها في تحقيق الإنتاجية بسلاسة ورويِّة:

1. استبدال المواعيد النهائية الصارمة بأخرى مريحة:

تنطوي المواعيد النهائية الصارمة على المواعيد التي يحددها لك العالم الخارجي، أمَّا المواعيد النهائية المريحة، فهي تلك التي وضعناها لأنفسنا، وحين تضبط نظام إنتاجيتك مُركزاً على المواعيد النهائية المريحة، سيتحسن مستوى التحكم لديك.

2. انتقاء معاني مفرداتك:

تثير كلماتك أفكارك، وتتحكم أفكارك بمزاجك، وإذا كانت كلماتك تدور حول فشلك بالتحكم بوقتك، سينعكس ذلك على حياتك ويصبح واقعاً تعيشه؛ فلا بأس بإخبار نفسك أنَّك مشغول، وهو أمرٌ صحيحٌ على الأرجح، لكن تجنَّب الحديث عن كل الأمور التي يجب عليك إنجازها، وإذا كنت تفعل هذا، فتوقف لبرهةٍ وذكِّر نفسك أنَّك تستطيع التخلي عن الأمر في أيِّ وقت؛ ذلك لأنَّ معظم الأشياء التي يجب عليك إنجازها لن تهدد حياتك، إذا ما أمعنت النظر في الأمر.

إقرأ أيضاً: 5 أنواع من الحديث مع النفس يُحبِّها العقل أكثر من غيرها

3. التخطيط لحياة قائمة على التحكم بالوقت:

لا تُعَد هذه الخطوة الأخيرة حلاً سريعاً، فالهدف الأسمى لعيش حياةٍ مريحة وذات معنى هو التحكم الكامل بالوقت، مع العلم أنَّك تملك الحرية شبه الكاملة في تقرير ما تريد فعله.

إقرأ أيضاً: كيف تتحكم بوقتك وتدير مقاطعاتك اليومية؟

في الختام:

انتقل من كونك موظفاً لدى مؤسسةٍ ما إلى العمل الحر أو المستقل، وادَّخر ما يكفي من المال كرصيدٍ احتياطي، حتى لا تُضطر أبداً إلى العمل لكسب راتبك القادم، واستعن بمساعدٍ افتراضي، لتوفير الوقت المخصص لأداء مهام لست مضطراً إلى فعلها بنفسك؛ فإن خططت جيداً لأمور حياتك، فيمكنك تجنب بعض المشكلات المتعلقة بالتحكم بجدول أعمالك، والتي يواجهها معظم الناس كل يوم.

المصدر




مقالات مرتبطة