التحديد العكسي للأهداف: استخدام التخطيط العكسي في تحديد الأهداف

إن كان هدفك للسنوات الخمس القادمة هو أن تصبح مديراً للحسابات، فمن أين ستبدأ عملية التخطيط الخاصة بك؟ أو إن كنت بحاجة لوضع خطة لفريق عملك من أجل إعادة تصميم الهيكل التنظيمي للشركة فمن أين تبدأ؟ يبدأ معظمنا عملية التخطيط عادةً بوضع خطة معينة من البداية إلى النهاية، أي ماذا عليك أن تعمل أولاً، ثم ثانياً فثالثاً، وهكذا...؟ وما هو الزمن الذي تحتاجه لإنهاء كل خطوة؟

هذا هو الشكل الثابت لتحديد الأهداف الشخصية والذي يعمل بشكل فعال. وعندما تدمج القواعد الذهبية لتحديد الأهداف معاً، سيكون لديك الصيغة المحفزة التي بإمكانها مساعدتك بشكل فعال على المضي قدُماً نحو الهدف.



أسلوب جديد في تحديد الأهداف:

ومع هذا كله، هناك طريقة بسيطة أخرى لكنَّها أقلُّ استخداماً لتحديد الأهداف والتي قد تتمتع بالقوة نفسها التي تتمتع بها الطريقة السابقة.

وهذه الطريقة تدعى التخطيط العكسي، أو التحديد العكسي للأهداف، أو التصميم العكسي، والتي تستخدم في كثير من الأحيان في عمليتي التدريب والتعليم. والفكرة هي أن تبدأ بهدفك النهائي، أو الأخير، ومن ثمَّ تعمل عكسياً، ابتداءاً بالهدف، باتجاه تطوير خطتك. فإن بدأت من النهاية ونظرت للخلف، سيكون باستطاعتك تحضير نفسك ذهنياً للنجاح، ورسم المعالم المحددة التي تحتاجها للوصول، وتحديد الأماكن الخاصة من الخطة والتي تحتاج منك أن تكون في كامل النشاط أو الإبداع لتحقيق النتائج المرجوة.

ذلك أشبه بعرض تقديمي ناجح، حين يخبرك مقدم العرض كيف أنَّه سار بالاتجاه الصحيح في البداية. فيصبح من السهل عليك تتبع الأفكار من خلال شرح العرض، والتفكير النقدي حول ما قاله المُقدِّم. فإن كان عليك اكتشاف النقاط الرئيسة عند تلقيك لها، فغالباً ما تستنزف طاقتك مُحاولاً تتبُّع ما يجري.

عملية التخطيط العكسي:

آلية العمل:

الخطوة الأولى: سجِّل هدفك النهائي. فما هي الأمور التي تودُّ إنجازها على نحو الخصوص، وفي أي تاريخ؟

مثال: "في الأول من شباط عام 2018 سأصبح مديراً للحسابات الرئيسة في الشركة".

الخطوة الثانية: اسأل نفسك، ماهي الأشياء التي تحتاج إلى إنجازها قبل ذلك، لتحقق هدفك النهائي. فما هي إذاً الأعمال التي عليَّ القيام بها ومتى؟ لتصبح في الوضع الذي يتيح لك تحقيق هدفك النهائي.

مثال: "في نهاية شهر كانون الأول من عام 2017، سوف أنجح بإنهاء برنامج التدريب الإداري الذي تطرحه الشركة".

الخطوة الثالثة: اعمل بشكل عكسي أكثر بعض الشيء. فما الذي تحتاج إكماله قبل أن تبلغ الهدف قبل الأخير؟

مثال: "في الأول من آذار عام 2017 سأقدم طلبي من أجل برنامج التدريب الإداري والذي يحدد نجاحي كمدير للحسابات الرئيسة، وسأكون مقبولاً في البرنامج".

الخطوة الرابعة: اعمل بشكل عكسي من جديد. فما الذي تحتاجه للتأكد من أنَّك حققت الأهداف السابقة؟

مثال: "في الأول من كانون الثاني لعام 2017 سأنهي عامي الثاني كمدير للحسابات الرئيسة في الشركة، وسأربح جائزة العام كمدير للحسابات الرئيسة المرموقة".

الخطوة الخامسة: تابع العمل عكسياً بالطريقة نفسها حتى تتمكن من تحديد الأشياء التي  تحتاج إلى إنجازها أولاً وقبل كل شيء.

مثال: "في الأول من كانون الثاني لعام 2016، سوف أنهي عامي الأول في الشركة كمدير للحسابات الرئيسة، وسأتلقى مكافأة نتيجة أدائي في الحصول على زبائن مشتريات بقيمة أكثر من 10 مليون دولار سنوياً".

"في الأول من كانون الثاني لعام 2015 ستتم ترقيتي إلى مدير للحسابات الرئيسة في الشركة، وسأحصل على زبائن مشتريات بقيمة أكثر من مليون دولار خلال ربع عام".

عندما تقرأ الخطة العكسية، فلن تراها مختلفة كثيراً عن الخطة التقليدية. لكن مع ذلك فإنَّ إنشاء خطة عكسية هو أمر مختلف كثيراً. فأنت بحاجة إلى أن تجبر نفسك على التفكير تماماً من المنظور الجديد لتساعد نفسك على رؤية الأشياء التي قد تفوتك فيما لو استخدمت العملية التقليدية والتي تعتمد على التطلعات بحسب التسلسل الزمني.

إنَّ ذلك بإمكانه مساعدتك أيضاً على تجنُّب إهدار الوقت في النشاطات غير الهامة وعديمة الإنتاجية على طول الطريق. وعلاوةً على ذلك فهي تسلط الضوء على النقاط الأصعب من الخطة، مظهرةً لك متى عليك أن تكون مبدعاً على وجه الخصوص لكي تنجح في الخطوة التالية.

النقاط الرئيسة:

قد لا يبدو التخطيط العكسي من الخارج مختلفاً كثيراً عن العملية التقليدية لتحديد الأهداف. فأنت تبدأ برؤية أساسية، ومن ثمّ تسأل نفسك ما هي الاحتياجات التي يجب إتمامها لتحقق تلك الرؤية؟ يمكنك قراءة خطتك من البداية إلى النهاية، أو من النهاية إلى البداية.

لكن مع ذلك فإن التخطيط العكسي هو أكثر من مجرد عكس لاتجاه الخطة التقليدية. فهو يعتمد على منظور مختلف وربما على تحديد معالم مختلفة نتيجة لذلك. فهو تكملة رائعة للخطة التقليدية، والذي يعطيك الكثير من الإدراك للأشياء التي قد تحتاجها لتحقيق النجاح. وبعد هذا كله، كلما كان لديك بدائل أكثر بين يديك، كانت خطتك النهائية أفضل.

المصدر: هنا




مقالات مرتبطة