الالتزام بالعلاقات خلال الأوقات الصعبة

سواء كانت علاقتك مع شريكك قد بدأت منذ سنوات عديدة أم أنَّكما تعرفتما على بعضكما منذ فترة قريبة، فإنَّ تأثير الأحداث التي تُغير الحياة يمكن أن تُنهي العديد من العلاقات؛ وذلك لأنَّ الحاجة إلى بناء عادات وروتين جديد بحد ذاتها يمكن أن تسبب التوتر في العلاقة.



مع كل التغييرات التي يمكن أن تحدث في الحياة اليومية، تُختَبر العلاقات إلى أقصى حدودها في حالات مثل الطلاق أو فقدان الوظيفة أو إنجاب الأطفال أو الانتقال إلى مكان آخر؛ لكن سواء كان الأمر يتعلق بتحول اجتماعي كبير أم قلق متزايد بشأن تغيرات حياة فردية، فإنَّ الوضع الطبيعي الجديد ليس أمراً يستعد له الجميع تماماً.

إذاً ما الذي يمكن للمرء فعله لبناء المرونة في علاقته بحيث تُمنح أفضل فرصة للنجاح في الأوقات الصعبة؟

تحتوي العلاقات على بعض العناصر التي يمكن أن تؤثر بسهولة في جودة الحياة اليومية في العلاقة، وعندما يدرك المرء هذه العناصر، يُصبح من الممكن تعزيز الاستراتيجيات والعادات الفعالة التي من شأنها أن تجعل العلاقة مرنة إلى حدٍ كبير.

مع التغييرات الناجمة عن أحداث الحياة تصبح هذه العناصر أكثر أهمية وتعزز تركيزك على أُسس العلاقة، في أثناء مراجعتك هذه العناصر، ضع في حسبانك المعوقات التي قد تحول دون التزامك بها في علاقتك:

1. التواصل:

إنَّ التواصل يُعَدُّ أحد أهم العناصر في أي علاقة، لكن في أثناء التغييرات الكبيرة التي تطرأ في حياتنا نفقد القدرة على اكتشاف ما يفكر فيه كل منا؛ فعندما تتغير ظروف الحياة تتغير الاحتياجات، وإذا لم يُعَبِّر كلُّ طرفٍ في العلاقة عن الاحتياجات المتغيرة على نحو فعال، فإنَّ عدم تلبيتها يكون أمراً محتوماً.

من الضروري أن تُخصص الوقت والجهد لفهم احتياجات حياتك وحياة شريكك؛ فيمكن أن يشمل ذلك كتابة القوائم وتحديد إيجابيات وسلبيات خيارات معينة أو التخطيط لوضع جدول زمني للالتزام بمسؤولياتك واحتياجاتك خطوة بخطوة.

شاهد بالفديو: 6 علامات تدمر العلاقات بصمت احذر منها

2. العودة إلى الحالة الطبيعية:

إنَّ التغيير سيسبب الضغط، والضغط بدوره سوف يسبب الصراع، وإنَّ الساعات والأيام التي تلي الجدال هي الأوقات المُناسبة التي ينبغي على المرء أن يستثمرها كي يعزز علاقته على نحو أكبر؛ فالفشل في التعافي من الأيام السيئة هو ما يسمح لتأثيرات هذه الأيام بالتراكم إلى شيء يمكن أن يصبح مصدر ضغوطاتك الرئيسة.

استثمر هذا الوقت في علاقتك، واجعله حافزاً لإنشاء روتين يُعيد إحياء علاقتك مع شريكك من جديد، فتتحدثان وتعيدان دعم بعضكما.

إقرأ أيضاً: 9 علامات للبرود العاطفي بين الزوجين

3. المحاولة:

هذه النصائح وغيرها من النصائح المتعلقة بتعزيز العلاقات جميعها جيدة، لكن نمرُّ جميعاً بلحظات من الشِّدة أو التشتت أو الحاجة فقط إلى الوقت لاستعادة طاقتنا، ويمكن وصف المحاولة في علاقاتنا بأنَّها توقعات واقعية مقرونة بجهد نبذله بوعي تجاه أهداف العلاقة التي تتفق عليها أنت وشريكك.

لا أحد مثالي؛ فيمكن أن تحدث بسهولة موقف لا يوجد فيه سبل إلَّا التضحية بالوقت والطاقة والأهداف الشخصية أو المهنية، في هذه الأوقات غير المرغوبة التي يجب أن تظل فيها ملتزماً بجهودك لتعزيز العلاقة، قد لا تُحَل المشكلة؛ لكنَّ علاقتك والقيمة التي تعتمد عليها ستتعزز جيداً.

في الختام:

هذه العناصر هي طرائق للعودة إلى ركائز العلاقة عندما تفاجئنا الحياة بمُشكلات يصعب التعامل معها لكن يمكن أن تكون مفيدة في أي وقت في العلاقة، فقد تحتاج التوقعات الواقعية إلى أن تكون مختلفة، لكن ما يزال بإمكاننا تقدير شركائنا في أثناء التحقق من المشاعر ومن ذلك مشاعرنا.

إذا تواصلتما بصدق مع بعضكما وأظهرتما الجهود وقدَّرتما بعضكما، فستتمكنان أيضاً من استخلاص القوة من بعضكما؛ لذا حافظ على صحتك وخذ بعض الوقت للتحدث مع الأشخاص الهامين في حياتك عما يجعلهم هامين.

المصدر




مقالات مرتبطة