الأم العاملة: كيف تنجحين في الأمومة دون فقدان ذاتك؟

عندما كنت طفلةً صغيرة، كنت أحب الصيف كثيراً، فعندما أفكر في تلك الأيام المُريحة التي قضيتها في المخيم الصيفي، أتذكر لعب كرة القدم في الحديقة لساعات طويلة، والسباحة في المسبح المحلي، والتخييم طوال الليل في الغابة، كان كل شيء بسيطاً جداً، أما الآن بعد أن أصبحت أمَّاً لطفلةٍ في المدرسة الابتدائية، فإنَّ التخطيط للمخيمات الصيفية لم يعد سهلاً أبداً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الطبيبة الكاتبة ويتني كاساريس (WHITNEY CASARES)، تشرح فيه ضرورة تخصيص الوقت للعائلة وتجنب الالتزامات غير الضرورية.

في العام الماضي، ملأتُ صفحةً كاملة بالخيارات المتاحة والتواريخ وتكاليف دروس السباحة والتخييم وخدمات الرعاية اللاحقة؛ إذ استغرق مني التخطيط لكل ذلك أربع ساعات، في نهاية الأمر كان قلبي ينبض أسرع قليلاً، وضغط دمي أخذ في الارتفاع، لقد عرضت المخطط النهائي على ابنتي التي ضحكت بصوت عالٍ وقالت: "لا أريد أن أفعل كل ذلك يا أمي، أريد أن أستمتع بالصيف فقط".

عندها اتضح لي كل شيء، وأدركت أنَّ كل تخطيطي لم يناسب أحد، ولا سيما بناتي، لقد شطبنا 30% من الأنشطة، وحرصنا على تقليل الوقت المخصص لعملي وتوفير المزيد من المتعة للجميع.

بعض الالتزامات تفسد وقتنا:

لدينا جميعاً التزاماتٌ تملأ جدول وقتنا وتفسد حياتنا، ولكلِّ فردٍ التزاماته الخاصة، قد تكون الانضمام إلى منظمة لأولياء الأمور والمعلمين، وقد تكون ترأُّس لجنةٍ في العمل، فهي أمور تستهلك وقتك ووقت عائلتك ولا تجلب لك سوى القليل من السعادة.

لن تساعدكِ هذه الالتزامات أبداً على إيجاد التوازن والرضى في مرحلة الأمومة، وعلى الرَّغم من أنَّ الأمر قد يكون صعباً، فإنَّ أفضل طريقة للتخلص من هذه الالتزامات التي تسرق الفرح من حياتك هي قول كلمة واحدة، صغيرةٌ؛ لكنَّها قوية: لا.

إقرأ أيضاً: 6 طرق تساعد المرأة العاملة على تحقيق النجاح المهني

صعوبة وضع الحدود الصحية لأنفسنا:

قد يكون من الصعب أن نضع حدوداً صحية لأنفسنا، عندما يتعلق الأمر بكيفية استخدامنا لوقتنا وطاقتنا، لكن عندما تقبلين تلك الالتزامات، فإنَّ الراحة التي ستشعرين بها لن تدوم طويلاً، سوف تشعرين بالرضى في تلك اللحظة التي تجعلين فيها شخصاً ما سعيداً؛ لكنَّك سوف تدفعين ثمنها على الأمد البعيد وسوف تشعرين بالبؤس والندم.

على سبيل المثال، يقيم قسم طب الأطفال في المستشفى الذي أعمل فيه حفلة إجازة سنوية، وأرادوا أن ينضم طبيب إلى اللجنة الاجتماعية للتأكد من أنَّ شخصاً ما من الفريق التنفيذي يمكنه تقديم مساهماته في هذا الحدث، قبلت ذلك لأنَّني اعتقدت أنَّه من الهام ضمان ظهور ثقافة قسمنا في تجمعات الموظفين؛ لكنَّني سرعان ما وجدت نفسي أقضي ساعات الغداء في مناقشة مكافآت تقدير الموظفين، وبينما تضاءل وقت فراغي وكبرت قائمة مهامي، وجدت نفسي مستاءةً جداً.

شاهد بالفيديو: الأم العاملة كيف تنجحين في الأمومة دون فقدان ذاتك؟

في الختام:

كان لدي الخيار، وفي النهاية، نملك جميعاً الخيار، فقد كان بإمكاني أن أعمل وأقنع نفسي أنَّ الجلوس في الاجتماعات الشهرية سوف يساعد الناس، أو يمكنني التراجع، وتقييم الأمر وتغييره.

الحمد لله اخترت الخيار الثاني، وها هنَّ بناتي يراقبن اختياراتي بوصفي أمَّاً عاملة حديثة، فعندما أختار تنظيم حياتي بطريقةٍ يقظةٍ ومقصودة، فإنَّهن يتعلمن العيش بطريقة ملؤها القوة والتركيز وبلا تشوش، سوف يتعلمن رفض كلِّ ما لا يهم وقبول الأمور الهامة حقاً.




مقالات مرتبطة