استخدم الأسئلة المناسبة لتغيير عقليتك (الجزء 3)

ساعدنا المقالان السابقان من هذه السلسلة على تقدير قيمة استخدام الأسئلة في تغيير عقليتنا وتركيزنا؛ إذ تعلَّمنا بالتحديد ما هي الأسئلة المناسبة لتوجيه تركيزنا في اتجاه إيجابي، والآن سوف نتحدث عن بعض الطرائق التي تُمكِّننا من تطبيق هذا المهارة بحيث نستفيد منها في حياتنا.



ولكي نستفيد من قدرة الأسئلة، سنحتاج إلى طريقة لإدراج ما تعلمناه في روتيننا اليومي، وعلى وجه التحديد؛ نحن بحاجة إلى الاعتياد على استخدام الأسئلة المناسبة في توجيه تركيزنا والسيطرة على تفكيرنا بطريقة بنَّاءة.

ابدأ بطريقة تفكيرك في الصباح:

جزء طبيعي من عملية التفكير الخاصة بك هو أن تسأل نفسك كل صباح عندما تستيقظ أسئلة عن يومك القادم؛ لذا فهذه فرصة مثالية لك للتأثير في تفكيرك بطريقة إيجابية، فطرح الأسئلة المناسبة في الصباح سوف يساعدك على ضمان أن يبقى تركيزك موجَّهاً طوال اليوم في اتجاه مُنتَج ومعزَّز.

نقدِّم لك قائمة بالأسئلة المحتملة التي يمكن أن تطرحها على نفسك في كل صباح؛ إذ تم تصميم هذه الأسئلة خصيصاً ليكون لها تأثير إيجابي في عقليتك، وخصوصاً على مستويات البهجة والالتزام وتقدير الذات:

  • ما الذي يجعلني أشعر بالسعادة الآن؟
  • ما هو مصدر الحماسة في حياتي؟
  • ما الذي يمنحني الشعور بالامتنان؟
  • ما الذي أتطلع إليه اليوم؟
  • مَن أحب ومَن يحبني؟

إذا واجهت صعوبةً في الإجابة عن أي من هذه الأسئلة، ببساطة أضف عبارة "من المحتمل" إلى السؤال؛ فعلى سبيل المثال، يصبح السؤال الأول كالآتي - ما الذي من المحتمل أن يجعلني أشعر بالسعادة الآن؟

خذ وقتك في التفكير في هذه الأسئلة خلال روتينك الصباحي، وتذكَّر أنَّ طرحك لهذه الأسئلة لن يغير تفكيرك؛ بل الإجابة عنها هي التي ستفعل ذلك، كما يمكنك ابتكار إجاباتك الخاصة عن كل سؤال، وتأكَّد من أن تأخذ وقتك في اختبار الشعور الذي منحتك إياه إجابتك.

شاهد بالفديو: 10 عاداتٍ صباحية للأشخاص الذين يتمتعون بالقوة الذهنية

افعل ذلك كل يوم لمدة عشرة أيام على الأقل:

من خلال تطوير روتين يتضمن طرح مثل هذه الأسئلة على نفسك كل صباح، سوف تبدأ باعتماده كنمط حياة، وبعد فترة من الزمن، ستراودك الأسئلة المناسبة تلقائياً، وستزداد إجاباتك الإيجابية، وستؤدي الإجابات عن هذه الأسئلة دوراً هاماً في جعل الحياة جديرةً بأن تُعاش، كما أنَّ التحول الإيجابي في تركيزك المتعلق بتلك الإجابات سوف يغير عقليتك أيضاً.

يساعدك بدء نهارك بالتفكير في النِّعم التي تتمتع بها على تغيير يومك بأكمله، فسترافقك هذه الأسئلة على مدار اليوم، وسوف تجد نفسك تبحث عن مزيدٍ من الأسباب لتشعر بالسعادة والحماسة والامتنان، وهذا مثال دقيق عن قدرة الأسئلة البسيطة على تغيير عقليتك وتركيزك، وزيادة دوافعك، وتجعلك تشعر بالرضى عن حياتك.

تذكَّر أنَّ الهدف من هذا التمرين هو تغيير عقليتك عن طريق السيطرة الواعية على ما تريد لعقلك أن يركز عليه، ولدينا نقطة هامة أخرى يجب أخذها في الحسبان وهي: هذه الأسئلة مصممة لتحفيز عقلك على التفكير في اتجاهات إيجابية واكتشاف إجابات مشجعة، فهي ليست مصممة لجعلك تفرط في التحليل والتدقيق في أفكارك ومشاعرك؛ لذا لا ترتبك كثيراً، واعرف متى يحين وقت التوقف عن السؤال وتقديم الإجابة.

عندما تصمم أسئلتك الخاصة، تأكَّد من أنَّها تتضمن دائماً افتراضاً إيجابياً عن الإجابة؛ فعلى سبيل المثال، تُقدِّم جميع الأسئلة المذكورة آنفاً افتراضاً ما؛ إذ يفترض السؤال الأول أنَّ شيئاً ما يشعرك بالسعادة في الوقت الراهن، كما أنَّ السؤال الثاني يفترض وجود حافز يدفعك إلى الحماسة، وهذا النوع من الافتراضات يوجه عقلك ويعطيه الدافع.

إقرأ أيضاً: كيف تجعل الامتنان عادة يومية؟

في الختام:

يَعُدُّ العقل هذه الافتراضات حقائق، ومن ثمَّ ستجد إجابات تدعم تلك الحقائق، فمن خلال بناء الأسئلة الشخصية الخاصة بك بهذه الطريقة، سوف تعزز قدرتك على تغيير عقليتك وتغيير أي جانب من جوانب حياتك تقريباً.

المصدر




مقالات مرتبطة