ادرس بذكاء وليس بجهد... تلميحات هامة لدراسة فعالة!

يستمر العقل في التعلّم من لحظة الولادة وحتى نهاية العمر، يقول (ويل ديورانت) "المعرفة هي عين الرغبة ويمكن أن تصبح الربان المرشد للروح"، هل تعلم أنّ معدل ظهور المعلومات الجديدة يتضاعف كل ستة أشهر؟ هل تعلم أن معظم ما تتعلمه اليوم سيصبح معلومات قديمة خلال عامين فقط؟ كنت قد كتبت في موضوع الدراسة الفعالة كثيراً لأنها عملية حيوية وعملية التعلم عملية دائمة للإنسان، وطرحت العديد من الدورات في هذا المجال، وتكلم غيري الكثير من خبراء العقل والتعليم عن هذا الموضوع، وإنما جمعت في هذا المقال بعض التلميحات المهمة للدراسة الفعالة على أسس علمية.



يمكنك أن تحقق الأفضل، فإذا كنت تفشل في اجتياز الاختبارات، فستنجح في هذا، وإذا كنت تنجح فيها، يمكن أن تحصل على درجة جيد جداً، وإذا كنت تحصل على درجة جيد جداً فبإمكانك أن تحقق الامتياز، وإذا كنت تحقق الامتياز فبإمكانك أن تحصل على ما هو أفضل من هذا. يتطلب ذلك فقط ثلاثة أشياء كما يقول "كيفن بول" مسؤول القبول والتسجيل السابق في جامعة فيكتوريا وصاحب الكتاب المميز "ادرس بذكاء وليس بجهد"، وهي أن تكون رغبتك أنت في أن تصبح متعلمًا أفضل، وأن تؤمن بنفسك وقدراتك، وأن تكتشف صندوق أدوات سحري غير محدود. فالعبقرية 1 بالمئة منها إلهام و99 بالمئة عرق وجهد كما يقول "توماس أديسون".

فيمكن لعقلك أن يستمر في التعلم من لحظة مولدك وحتى نهاية عمرك، كما يقول الدكتور "ماريان دياموند"، وكلما زاد عمر الإنسان زادت قدرته على التعلم، (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) الآية 21 سورة الذاريات، فهل تعلم أنك تمتلك تريليونات فوق تريليونات من الخلايا في عقلك، ومئة بليون من الخلايا المخية في عقلك المفكر، وما يقدّر بحوالي عشرين ألفاً من الموصلات العصبية بين الخلايا المخية، وسبعة أنواع من الذكاء وفقاً لما جاء به العالم جاردنر (لغوي، حسابي، موسيقي، مكاني، بدني، تواصل مع الآخرين، تواصل مع الذات).

وأربعة أطوال من الموجات لأنماط موجات العقل البشري (ألفا، بيتا، دلتا، ثيتا)، وثلاثة عقول في عقل واحد (العقل الثلاثي) "الزاحف(الأدنى)، والطرفي (الأوسط)، والقشرة المخية (الأعلى)"، وثلاثة أشكال أساسية للتعلم (بصري، سمعي، حركي أو حسي)، وجانبين للعقل العلوي (المخ الأيمن "اصطلاحاً" للإبداع والأيسر "اصطلاحاً" للمنطق)، هذه مجرد بداية لاكتشافات أخرى عن قدرة العقل المذهلة.

اقرأ أيضاً: 3 طرق لتصبح متعلماً أكثر فعالية

العقل والمظلة:

العقل يشبه المظلة فهو لا يعمل إلا إذا كان مفتوحاً، فالإعداد يعد أهم جزء من عملية التعلم، ويشمل تجهيز مكان الدراسة، فقم بإيجاد مكان للمذاكرة، واجعله مكاناً مريحا، وافحص الإضاءة، واحتفظ بكل شيء في متناول يديك، وأرسل العديد من الرسائل الإيجابية حول المكان. ويشمل أيضاً إعداد عقلك للاستذكار، ومنها تحديد أهدافك من الاستذكار.

ومن الخطأ أن تضع من أهدافك أن تنجح في الاختبار أو أن تحصل على درجة عالية، فالنفس لا تتعامل مع الأرقام وإنما مع القيم، فابحث عن المعلومات بنية الشغف والفضول، ولماذا ألّف هذا الكتاب، أو ماذا يريد أن يقول في المحصلة، أو لماذا قررت الوزارة علينا هذا المقرر؟ يجب أن أعرف، فبهذه النية سيتضاعف نشاطك وتحصيلك الدراسي.

وللمذاكرة ثلاث مراحل أساسية، هي التسجيل والاحتفاظ بالمعلومة ثم الاستدعاء، فقم بتقسيم الدراسة على الفصل ووزعها وضع جدولا للمراجعة ولا تتكاسل في ذلك، فالمراجعة بعد 10 دقائق ثم بعد 24 ساعة ثم بعد أسبوع ثم بعد شهر، فأنت ضمنت أنك ستتذكر المعلومات بنسبة 400 بالمئة.

إدارة الوقت والنظر للأمام:

ولا تذاكر أكثر من ساعة ثم خذ وقت راحة 10 دقائق حتى يستعيد المخ نشاطه، تعمل بهذه الـ 10 دقائق ما تريد إلا الدراسة، ويوجد تطبيقات ذكية عديدة في هذا المجال يمكن الاستفادة منها، وتمرن على إدارة الوقت ففرق تسد، وتمرن على القراءة السريعة وليس التصويرية وبها دورات عديدة وكتب متميزة، وتعد الخرائط الذهنية أفضل طريقة تم ابتكارها على الإطلاق للتلخيص.

اقرأ أيضاً: 10 طرق لتحسين مهارات إدارة الوقت لديك



ولـ"توني بوزان" مؤلفات عظيمة في هذا المجال، وفي فترة الاختبارات لا تراجع قبل الاختبار بساعة والأفضل أن تأخذها بالاسترخاء، وبعد الاختبار أيضاً لا تراجع ما كتبت بعد أن تسلم الورقة فقط أغلق الموضوع، وخذ راحة، ثم اتجه للمادة التي بعدها فما مضى قد مضى انظر لما هو آت، واختبر نفسك قبل الاختبار عدة مرات، وقدم التغذية الراجعة لنفسك (صلح لنفسك وصلح أخطائك).

هكذا نكون قد تحدثنا عن القدرات العقلية الخارقة، وعن حزمة الأدوات التي تستطيع الاستعانة بها، فادرس بفهلوة وفطنة وليس بجهد وتعب، فمن طلب العلا استعان بالأدوات ودرس بذكاء.




مقالات مرتبطة