أين تجد نفسك في المستقبل؟

أقضي معظم أوقاتي كل يوم في محاولة التغلب على مخاوفي وشعوري بعدم الأمان، وأحاول تبني حياة مليئة بالمغامرة؛ لكنَّ هذا لا يعني أنَّني أفعل ذلك بلا خوف؛ إذ لدي كثير من المشكلات التي تمنعني من اتخاذ إجراءات فورية بشأن بعض الأشياء التي أعرف أنَّني أريد أن أفعلها أكثر من غيرها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "تايلر ترفورن" (Tyler Tervooren)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في تبني حياة المغامرة.

هذا جيد:

لم أتوقع أبداً أن يكون هذا سهلاً، وكي أكون صادقاً مع نفسي كان الأمر يتجه لأن يصبح أكثر صعوبة قبل أن يسهل تنفيذه، ويُعدَّ هذا تغييراً في نمط الحياة، وهو شيء سيستغرق منِّي بقية أيامي لاكتشافه حقاً؛ إذ لا أتمنى إلَّا أن أصل إلى هدفي قبل انتهاء حياتي.

بالحديث عن الوصول إلى المكان الذي أطمح إليه كنت أفكر في الفترة الأخيرة في وجود هذا المكان حقاً، وكما قلت إنَّني أقضي كثيراً من الوقت كل يوم في محاولةٍ لإقناع نفسي بفعل الأشياء التي أعرف أنَّني أريد القيام بها، وأحاول الوصول إلى مكان ما مختلف عمَّا أنا عليه الآن.

أين هو؟ أنا لا أعرف تماماً، ولا أعرف ما ينبغي علي فعله، وهذا ما يجعل الأمر يستحق هذا العناء كله، فيوجد شيء واحد مؤكد؛ هو أنَّني أعمل على نفسي باستمرار من خلال نوع من عملية الانسلاخ، وفي كل مرة أفعل ذلك في مكان جديد أحاول التخلص من الأمور التي أوصلتني إلى هناك حتى أتمكن من تطوير مظهر جديد أفضل يأخذني إلى المكان التالي الذي أرغب أن أكون فيه.

ماذا لو توقفت عن فعل ذلك؟

ماذا لو قررت ببساطة أنَّ ما أنا عليه الآن جيد بما فيه الكفاية؟ وهل ستكون حياتي أفضل أم أسوأ؟ وهل سأكون أكثر سعادةً أم أكثر استياءً؟ وماذا عنك؟ ماذا ستفعل لحياتك؟

سيكون رد فعلي بالتأكيد فظيعاً؛ فقد طورت روتيناً يتضمن بصورة رئيسة إخراج نفسي من الروتين قدر الإمكان، وسيكون من الصعب إنهاء ذلك؛ إذ كنت أشعر كأنَّني أتخلى عن شيء أسعى جاهداً من أجله، ولكن هل سيكون الأمر مزعجاً أكثر ممَّا أنا عليه الآن؟ فقد كانت طريقة عملي بأكملها هذه الأيام هي أن أشعر بالراحة كوني متعباً، هكذا تنتقل بنفسك باستمرار إلى المرحلة التالية من الحياة.

هل المستوى التالي هو المكان الذي تريد أن تكون فيه دائماً بحق؟

متى يكون من المقبول اختيار مكانٍ والتمتع فيه لبعض الوقت؟ وإذا كنتُ على طول المسار أسعى إلى التفوق على نفسي باستمرار، فهل أفتقد أي شيء على طول الطريق؟ وهل يجب أن أتريث وأستمتع بما أنا عليه لبعض الوقت؟

أستمتع كثيراً بهذه العملية المتطورة باستمرار؛ لذا فإنَّ غريزتي تقول "لا" وبالطبع أنا أتحسن أكثر؛ فأنا أثق في غرائزي، ويخبرني حدسي أنَّ التغيير الدائم والتطور المستمر هو المسار الذي أنتمي إليه الآن، إنَّه شعور صحيح.

شاهد: 9 نصائح لتعيش حياة مفعمة بالسعادة

هل هو دائماً شعورٌ صحيح؟

لا أعرف، أظنُّ أنَّني سأضطر فقط إلى الانتظار حتَّى أصل إلى أي مكان يأخذني لمعرفة ذلك، ولا أعرف من سأكون في المستقبل، ولا يسعني إلَّا أن أتمنى أن يكون ما أنا عليه الآن هو بناء وعي يقود السفينة في الاتجاه الصحيح بمجرد أن أكون هناك؛ فأنا ومستقبلي لم نتعرف بعد؛ لكنَّنا مهتمان على نحو متزايد ببعضنا بعضاً.

هل يمكنك التفكير في وقت ما في حياتك كنت تشعر فيه بالرضى التام؟ ومتى كنت ستشعر بالراحة لمجرد البقاء في المكان الذي أنت فيه إلى الأبد؟

أتذكر وقتاً واضحاً تماماً كان ذلك في شهر تموز/ يوليو من عام 2008 وكنت مستلقياً على العشب تحت شجرة بجوار قناة في أمستردام (Amsterdam)، وأحتسي عصير برتقال يكلف 7 دولارات، وأتناول أفضل قطعة جبن سبق لي أن تذوقتها، في حين كنت أستمع إلى مضيف خدمة "كوتش سيرفينغ" (Couchsurfing) تخبرني عن ذلك الوقت قبل سنوات، فقد تناولت الحمض وفقدت الإحساس بالوقت لمدة ثلاثة أشهر واستيقظت في اليابان، كان الأمر مخيفاً ومضحكاً في ذات الوقت.

كانت الشمس تغرب بينما هبَّ النسيم برفق على وجهي، خلعت حذائي ونظرت إلى السماء وأنا أفكر: "سأكون سعيداً تماماً إذا بقيت هنا إلى الأبد".

غابت الشمس بعد ساعات قليلة، وأصبح الجو بارداً، ونفد عصير البرتقال، وأصبح الجبن يزعج معدتي، وما تزال مضيفتي تحاول أن تتذكر كيف انتهى بها الأمر في اليابان، كانت القصة تتقدم لتصبح أقدم قليلاً.

هذا عندما أدركت أنَّه لا يوجد شيء مثالي يدوم أكثر من الوقت المخصص له كونياً، ومحاولة القتال هي في الغالب مضيعة للوقت؛ لذلك عندما أفكر فيما يعنيه أن أكون سعيداً بما أنا عليه وعندما أفكر في معنى المحاولة في أن أصبح شخصاً آخر - شخصاً جديداً - فإنَّني أشعر بمشاعر مختلطة يجب أن أتقبلها، وبدأت أشعر أنَّه يجب أن أقبل كليهما، يجب أن أكون مزارعاً ومستكشفاً، وأن أتبنى مسار الاستفادة من أقصى الإمكانات وأتبع كليهما على قدم المساواة، لقد نجحت حتى الآن، فلماذا أتخلى عن شيء جيد إذا كان الكون سيخبرني عندما يحين وقت المضي قدماً؟

إقرأ أيضاً: 3 أمور تجعل لحياتك قيمة ومعنى

الكمال موجود؛ لكنَّه لا يدوم:

لا أعرف بالضبط من سأكون في المستقبل، بصرف النظر عن مدى صعوبة محاولة تحديد المسار، أنت لست كذلك؛ لذا وجِّه السفينة، لكن إذا دفعتك الرياح بعيداً عن مسارها ابحث عن طريقة جديدة للوصول إلى الوجهة.

إقرأ أيضاً: 8 أشياء يجب أن تقوم بها حتى تعيش شغف الحياة

في الختام:

في الوقت الحالي أنا سعيد جداً بما أنا عليه الآن؛ لكنَّني أعلم أنَّ غداً ستبدأ هذه المشاعر في التغيير وسيحين الوقت بالنسبة إلي للتغيير مرة أخرى، في الوقت الحالي، سأستمتع بغروب الشمس فقط.




مقالات مرتبطة