أهمية وجود موظفين من ذوي الأداء المتوسط ضمن القوى العاملة

نشرت صحيفة "ذا نيويورك تايمز" (The New York Times) مقالاً يعرض فرضية مثيرة للاهتمام: أصبح مفهوم أن تكون "متوسط" أو "عادي" الأداء مهيناً، وإنَّ الأمر مشابه للفرضية التي تقول إنَّ المنظمات بحاجة إلى موظفين من الدرجة الثانية يحملون على عواتقهم تنفيذ المهام المُضنية؛ وهذا يتيح سطوع نجم الموظفين المميزين".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "جون هولون" (John Hollon)، يُحدِّثُنا فيه عن أهمية الموظفين ذوي المستوى المتوسط في الشركات.

يتعمق مقال "نيويورك تايمز" (The New York Times) في فكرة أنَّ جيل "طفرة المواليد" (Baby Boomer) وأولئك الذين تبعوه، قد تعلَّموا أنَّ كل شخص يحتاج إلى أن يكون مميَّزاً حتى لو لم يكن كذلك، وهذا يثير السؤال: لماذا يُعَدُّ كوننا متوسطي الأداء مشكلة؟

هل يوجد مجال لكي تكون ذا مستوى متوسط؟

تسأل الكاتبة "إلينا تانجيد" (Alina Tugend): "أتساءل عما إذا كان يوجد أي مكان للشخص متوسط الأداء بعد الآن للطفل أو المراهق - أو حتى البالغ - الذي يستمتع بلعبة كرة السلة ولكنَّه بعيد عن مستوى الألعاب الأولمبية، الذي سيكون مواطناً صالحاً ولكنَّه لا يستطيع صنع المعجزات، فنحن متمسكون بشدة بفكرة أنَّنا يجب أن نتطلع جميعاً إلى أن نكون مميزين.

في منافستنا غير المعلنة لكن غير الخفية مع بعضنا بعضاً التي تنبع - على ما أظن - من خوفنا من قلة أهميتنا، تبين أنَّنا نُفضِّل الجوائز المادية على الإنجازات الحقيقية؛ إذ نراها الهدف من كل ما نفعله، ويسعدنا التنازل عن معاييرنا أو تجاهل الواقع، إذا ظننا أنَّ هذه هي أسرع طريقة أو الطريقة الوحيدة للحصول على شيء نضعه على رفوفنا، ونأخذ صوراً معه ونتفاخر به".

لم أقرأ القصة في صحيفة "ذا نيويورك تايمز" عندما صدرت أول مرة، ولكنَّ الكاتبة "تانجيد" تبعتها في اليوم التالي بعدد من تعليقات الأشخاص الذين لا يمانعون بأن يكونوا متوسطي المستوى.

شاهد بالفديو: 8 طرق لتحفيز العاملين على العمل

تقبَّل القرَّاء بأن يكونوا متوسطي المستوى:

أخبر أحد القرَّاء الكاتبة بما يأتي: "غالباً ما تساءلتُ كيف يمكن أن يكون العالم في مثل هذه الفوضى مع كل الأشخاص "الاستثنائيين" في المناصب القيادية الذين نقرأ عنهم، فكما تقترحين ربما كانوا يشقُّون طريقهم لأسباب خاطئة".

وكتب لها آخر اقتباس لـ "ألبرت أينشتاين" (Albert Einstein) يبدو مناسباً جداً: "الجميع عبقري، لكن إذا حكمت على سمكة من خلال قدرتها على تسلق شجرة، فستعيش حياتها كلها تظن أنَّها غبية" - "ألبرت أينشتاين" (Albert Einstein).

إقرأ أيضاً: قمة الأداء: دور الذكاء العاطفي في تحقيق أفضل ما لديك

الحاجة إلى موظفين أقل من مميزين:

ما يذهلني هو مقدار اختلاف استجابة هؤلاء الأشخاص إلى مقال "نيويورك تايمز" (The New York Times) من الردود التي وردتنا عن مقال نشرناه على موقعنا الإلكتروني عن حاجة مكان العمل إلى موظفين عاديين، ولماذا يساعد غير المميزين على جعل المؤسسة تنطلق، وبالحكم من خلال التعليقات على المقالات التي نشرناها عن هذا الموضوع، نجد أنَّ عدداً من الناس يواجهون مشكلة مع فكرة أنَّ الأداء المتوسط هو في الواقع أمر جيد.

لن نحل المشكلة اليوم لكن من المنطقي أنَّه لا يمكن لأي شخص أن يكون استثنائياً وأنَّ الحياة تعمل لمصلحة الأشخاص متوسطي الأداء وكذلك لأولئك الذين نراهم رائعين، ونحن بحاجة إلى موظفين من ذوي الأداء المتوسط، وليس سيِّئاً أن نقول إنَّهم يعملون في شركاتنا وإنَّهم ذوو قيمة بطريقتهم الخاصة؛ تماماً كما أنَّه ليس عيباً أن يكون شخص عادياً، فنحن بحاجة إلى كل شخص لجعل هذا العالم يستمر.

المصدر




مقالات مرتبطة