أهمية المواظبة على العمل وعدم الاستسلام

في عام 2010 خلال فترة الركود، قررت أنا ووالدي أن نبدأ بعمل تجاري. كنتُ ما أزال في تلك الفترة في كلية الدراسات العليا، وكنت مُدركاً أنَّني لا أملك فرصة كبيرة للحصول على وظيفة جيدة؛ لأنَّ الوضع الاقتصادي كان ما يزال في طور التعافي من الأزمة المالية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية الحضور وعدم الاستسلام.

كَوني من الأقليات كان الحصول على وظيفة في غاية الصعوبة؛ فقد نظرتُ إلى سوق العمل والاقتصاد وإلى خبرتي المحدودة، وأدركت أنَّ فرصتي في الحصول على عمل جيد ضئيلة جداً.

كان والدي يعمل في خدمة تنظيف الكتان؛ فقد كانت تُقلِّل هذه الصناعة من التكاليف بسرعة كبيرة لتفادي الإفلاس، وبوصفه مديراً اضطُرَّ إلى تسريح كثير من الأشخاص، ولم يرغب والدي في العمل في تلك الشركة بعد ذلك؛ لذا رأى كلانا الحاجة إلى البدء بعمل تجاري.

نظراً لأنَّ الإلحاح كان كبيراً فقد بدأنا بداية جيدة؛ فعملنا سبعة أيام في الأسبوع لبدء العمل بنجاح، بدأنا في بيع معدات المغاسل الصناعية وشرائها، وكنَّا بحاجة إلى مساحة كبيرة لذلك؛ لذا ساعدنا صديق والدي ومنتوره على الحصول على قرض من أجل مستودع كبير.

في أول عام من العمل كان العمل جيداً؛ لقد كنَّا جديدين في هذا المجال وكانت التكاليف العامة منخفضة وقمنا بتوفير المعدات المستخدمة التي كان عليها طلبٌ كبيرٌ؛ لأنَّ المغاسل التي ركزنا على التعامل معها كانت تحاول توفير المال.

أهمية الحضور:

بعد حوالي عام ونصف من بدء العمل لاحظنا قلَّةً في نشاطنا التجاري؛ فقد بدأ الاقتصاد بالتعافي، وكان عملاؤنا يتَّجهون نحو مشاريع أخرى، لقد مرَّ علينا فترة ما بين أربعة إلى ستة أشهر لم يكن لدينا أي شيء للقيام به لا عمل، ولا مبيعات، ولا حتَّى استفسارات من العملاء، لا شيء على الإطلاق. 

لقد كان الوصول إلى العمل يستغرق 30 دقيقة بالسيارة، وخلال تلك الفترة شعرت أنَّه لا فائدة من الحضور إلى المكتب، لقد كانت فترةً عصيبةً؛ لأنَّنا كنَّا بحاجة إلى إجراء المبيعات كي نتمكن من العمل، لكن لم يكن هناك أيٌّ من ذلك.

عندما تواجه التحديات من الهام أن تبقى إيجابياً وتواصل المضي قدماً ولا تستسلم؛ ففي اللحظة التي تستسلم فيها لعادة سيئة واحدة، فهذه بداية فشلك، بالنسبة إلي بدأت بالاستيقاظ في وقت متأخر من الصباح، بعد ذلك أصبحت أذهب إلى المكتب حوالي الساعة 10 صباحاً بدلاً من 9، ثمَّ بعد فترة بدأت أذهب في الساعة 12 ظهراً، وبعد شهرين توقفت عن الذهاب في بعض الأيام.

لكنَّ والدي لم يفعل ذلك؛ بل كان يذهب إلى المكتب كل يوم، وقد صادف أن يحدث ذلك كله في الشتاء أيضاً ممَّا زاد الأمور سوءاً؛ فكان من الصعب تدفئة المستودع؛ لأنَّه كان كبيراً جداً فكان الأمر سيكون مُكلفاً أيضاً؛ لذا أصبح الذهاب إلى العمل أكثر إزعاجاً في الشتاء.

لكن كان والدي يحضر كل يوم، وعندما سألته عن سبب ذهابه إلى المكتب كلَّ يوم على الرَّغم من أنَّه لا يوجد شيء للقيام به، أجابني: "لأنَّ هذا ما يجب أن تفعله"، لقد كان يحافظ على نظافة المكان ويعيد تنظيم الأشياء.

إذا كنت مهنياً في عملك فسوف تذهب إلى العمل حتَّى ولو لم يكن لديك شيء لتقوم به.

شاهد: 10 نصائح لمحاربة اليأس والاستسلام

بعض الأشياء التي تعلمتها من تلك الفترة:

1. أنت تحضر إلى العمل من أجل نفسك وليس من أجل الآخرين:

في بعض الأحيان يتأنَّق بعض الناس أو يحاولون التمتع بلياقة جيدة؛ من أجل الأشخاص الآخرين فقط وليس من أجل أنفسهم، وكذلك يهتم بعضهم لرأي الآخرين جداً؛ لكنَّ الأمر الأكثر أهمية هو رأيك عن نفسك، وإذا كنت شخصاً يواظب على العادات الجيدة فستبقى مستعداً لأيِّ فرصة قد تواجهك.

2. لن تعرف متى ستأتيك الفرصة الجيدة أبداً:

لكن عندما تأتيك الفرصة يجب أن تكون مستعداً للاستفادة منها، وإذا لم تكن مستعداً فلا يمكنك اغتنامها.

3. عادةً ما تتحسن الأمور في النهاية:

عندما يكون لديك مشكلة في الاقتصاد فعادةً ما يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها مرة أخرى، والعكس صحيح أيضاً؛ أي إذا سارت الأمور سيراً جيداً لفترة من الوقت فلا تتوقع أن تبقى على هذا النحو، لكن تأكد من استمرارك فقط.

4. يجب أن تبقى منشغلاً:

عندما لا يكون لديك شيء لتفعله اصنع شيئاً ما؛ فعندما تفعل أشياء مفيدة ستشعر بالتحسن.

إقرأ أيضاً: نصائح لتتحلّى بالصبر عندما تتعرّض لضغوط العمل

5. التحلي بروح المبادرة:

إذا لم تنجح الأمور في حياتك أو في مهنتك فلا يتعين عليك الاستمرار في فعل الشيء ذاته وتوقُّع حدوث نتيجة مختلفة؛ بل يمكنك تجربة شيء آخر ومحاولة اعتماد طرائق أخرى للنجاح.

لقد تعلمت العديد من الدروس بعد أن بدأت بالعمل التجاري مع والدي، وقد ساعدني ذلك على تكوين عادات جيدة خدمتني في حياتي المهنية بصفتي كاتباً.

إقرأ أيضاً: 8 أمور يجب القيام بها عندما ترغب في الاستسلام

في الختام:

أنا أنشر على الإنترنت منذ عام 2015 وقد مررت في فترات عديدة من النجاح، لقد كتبت العديد من المقالات التي وصل قُرَّاؤها في بعض الأحيان إلى مئات الآلاف، وفى أحيان أخرى كان يقرؤها نسبة قليلة فقط من الناس، لقد كان كل شيء يتكرر، فقد جاءت بعض الفرص، وذهبت أخرى، وقد عاد بعضها، وبعضها الآخر لم يعد. 

لكن طوال الوقت فعلت الشيء نفسه بالضبط؛ أي كنت اكتب وأخدم قرائي، ولم أُصَب بالذعر أو الخوف عندما قلَّ عملي قليلاً، عموماً لقد سارت الأمور على نحوٍ جيد، وما زالت مدونتي تستمر في النمو.

المصدر




مقالات مرتبطة