أهميّة الحب لعلاقة حميميّة أفضل مع زوجتك

هل ارتبطت بزوجتك عن حُب؟ أم أنّك تزوّجت بطريقةٍ تقليديّة؟ هل تحتاج للحُبّ كي تُمارس العلاقة الحميميّة بشكلٍ أفضل مع زوجتك؟
قبل أن تُجيب على هذا التّساؤُل، فكّر مليّاً، هل حدثت علاقتك الحميميّة مع زوجتك بعد قصّة حُب؟
قد تكون إجابتك هي لا، أو على الأٌقل ستجاوب بأن لا يحتاج جميعُنا للحُب كي يتمتّع بعلاقة حميميّة رائعة. لكن هل يُساعد الحبّ في ذلك؟ هل يجعل الحبّ من العلاقة الحيميّة أفضل؟ وهل وقوعك في الحُب يزيد من أدائِك في السّرير؟
تكثر الأسئلة وتختلف معها الأجوبة من شخص لآخر، فبعض النّاس قد يُجيبون بنعم والبعض الآخر قد ينفون ذلك.



إنّ مُعظم الأشخاص يتعلّمون أنّ العلاقة الحميميّة هي تلك العلاقة التي تحدث بين شخصين يُحبّان بعضهُما البَعض. بالطّبع هذا ليس خطأ، مُعظم الأشخاص الذين هُم واقعون في الحُب يُمارسون العلاقة الحميميّة مع زوجاتهم. لكن إذا كانت هذه العلاقة مُقتصرة فقط على الأشخاص الواقعين في الحُب، فسيُصبح الأزواج نادراً ما يُمارسون العلاقة الجنسيّة مع زوجاتهم، أو أنّ هُنالك الكثير من مشاعر الحُب حول العالم، لدرجة أنّ جميع من هُم متزوّجون يحبّون بعضهُم حتماً.

الحُبّ شيءٌ مُتعدّد الجوانب:

إنّ الحُبّ كلمة نستخدمُها لوصف العديد من الحالات المُختلفة. حتّى بإمكاننا رُؤية ذلك من خلال اللُّغة التي نستخدمها للتّعبير عن الحُب، كأن نقول: أنت تُحبُّ شخصاً ما، أو أنت تقع في حُبّ شخصٍ ما، أو تشعر بحُبّ شخصٍ ما، أو شيءٍ من هذا القَبيل.

كذلك فإنّ الحُب يتغيّر مع الزّمن. فالحُبّ الذي تكنّهُ لزوجتك بعد ثلاثين عاماً من الزّواج، يختلف عن الحُبّ الذي شعرت به عندما قُلت في نفسك ولأوّل مرّة "أنا اُحبُّ هذه الفتاة".

إذا كان للحُب تأثير على العلاقة الحميميّة، هل أنواع الحُب المُختلفة تجعلُك تشعر بأحاسيس مُختلفة؟ وماذا سيحدثُ بعد ذهاب الحُب؟ هل علاقتك الحميميّة مع زوجة أحببتَها أفضلُ؟ أم أسوء منها مع زوجةٍ لم تُحببها أبداً؟

عندما يتحّدث الخُبراء عن عِلمِ "الحُبَ والجنس" ليست هذه الأسئلةُ التي يرتكزون عليها عادةً، فهُم بعض الأحيان يُميّزون بعض أنواع الُحُب (على سبيل المثال الحُب العاطفي والحُب المليئ بالرّحمة أو حُب الأبوين لأبنائهما) لكن ما ينقصنا هي تفاصيل كيف أنّ الحُبّ والجنس مُرتبطان فعلاً في حياتنا.

ماهو الجنس؟

العلاقة الحميميّة الرّائعة، هي حدث مُعقّد، هي فيزياء وفيزيولوجيا وعاطفة وقد تكونُ شيئاً روحيّاً كذلك. وبالطّبع عندما نتكلّم عن علاقاتنا بزوجاتنا، نقومُ بإكتساب الخبرة من خلال ما نذكُرهُ.

لذا عندما نقول أنّ العلاقة الحميميّة أفضل بسبب وجود الحُب، فمن المُفيد أن نسأل أنفُسنا، ماهو ذلك الشّيء بالضّبط الذي يجعل من العلاقة الحميميّة أفضَل؟ إذا لم يكُن تواصُلاً عاطفيّاً، ثُمّ هل من المُمكن أن يُعطي الحُبُّ دفعةً أقوى للرّغبة الجنسيّة؟

باستطاعتنا أن نأخُذ جُرعة عميقة من العاطفة دونما أن نقع في الحُب. لذا هل الشّعور بالتواصل هو السّبب وليس الحُب؟ أم الإلتزام؟ أم هو الشّعور بالرّاحة التي تأتينا نتيجةً لوقوعنا في علاقة غراميّة؟

أشارُ مجموعة من الباحثين ممّن درسوا ما يُسمّى بـ "الجنس المثالي"، ومن خلال لقائاتهِم مع النّاس الذين لديهم تجارب رائعة في العلاقة الحيميّة مع زوجاتهِم، أنّهُ ومع أنّ المُشاركين وصفوا لهُم جميع جوانب الحُب ، لكنّهُم نادراً ما كانوا يستخدمون كلة "حُب" في التّعبير عن السّبب الذي جعل من العلاقة الحميميّة بهذه الرّوعة. هذا لا يعني أنّ الحُب ليس من المُهم لعلاقة حميميّة رائعة، لكنّ العلاقة هي مُعقّدةٌ أكثر ممّا نظنُّ بكثير.

كيف نستغل الحُب والإلتزام على طريق العلاقة الحميميّة الرائعة ؟

في عام 2007 معالجة الأزواج "إيثر بيرل" أثارت فضول الجميع من خلال كتابها الأكثر مبيعاً تحت عنوان "التزاوُج في الأُسَر". ويطرحُ هذا الكتاب خبرتها التي أسستها لسنواتٍ وسنوات من العمل مع الأزواج. لقد كان كتاباً بسيطاً لكنّهُ مُفاجاٌ للغاية: فهو يتحدّثُ عن الصحّة والسّعادة والإلتزام. العلاقات الزوجية وعلى المدى الطّويل قد تُسبّب نقصاً في الشّهوة بالعلاقة الحميميّة، كما قد تُسبب عدم الرّغبة الجنسيّة ونقصاً في النّشاط الجّنسي كذلك.

العالمة "بيرل" لم تكُن أوّل من طرح هذه الأمور لكنّها وضّحت وبإسلوب بليغ كيف تكونُ أقرب، وتعلمُ كُلّ شيءٍ عليك معرفتهُ عن شريكة حياتك، ترى البعض يومٌ في المنزل ويومٌ خارجهُ، ممّا يُسبّبُ تآكلُ الطّاقة الجنسيّة وهذا ما يأتي من عدم المعرفة (الجّهل)، أو الرّغبة في اكتشاف شيء ما جديد عن جسدِ شخصٍ آخر (علاقة مُحرّمة أو زوجة ثانية).

بأبسسط طريقة كتاب "بيرل" استطاعَ إيضاح كيف لا يكون الحُب بعض الأحيان سبباً في علاقة حميميّة رائعة، لكنّهُ فعلاً يحصلُ بهذه الطريقة.

خلاصة القول:

العديدُون منّا لا يُنكرُون العلاقة بين الحُبّ والجنس، لكنّ الحُبّ هو عبارة عن تجارب مُتعدّدة المستويات، وكيفيّة الحُب في حياتنا تعتمد علينا شخصيّاً، متى وأين نشأنا، مع من إخترنا أن نكون ونُكمل حياتنا ونُؤسّسَ عائلة، إنّ قيمنا ومُعتقداتنا وأمور أُخرى أكثر من ذلك هي التي تُحدّد كُلّ شيء. فمع كُلّ هذه المُتغيّرات ولسوء الحَظ تكون العلاقة بين الحُب والجنس ستبقى بسيطة وثابتة.




مقالات مرتبطة