أهمية التكرار: 3 نصائح للاستفادة منه

إنَّ تجاهلك لأساسيات مهنتك هو أكبر خطأ يمكن أن تقترفه بصرف النظر عن عملك أو مكان عيشك أو كينونتك؛ إنَّنا ننسى أنَّ التكرار يعزِّز مهاراتنا وقدراتنا، وأنَّنا عندما نتجاهل الأساس الذي يجعل منَّا شخصاً أو صديقاً صالحاً سواء أكان واحدنا لاعب قوى أم طالباً أم رجل أعمال ناجحاً وغيره من أمور فإنَّنا لن نحافظ على ثبات تقدمنا، هذا أهم درس يمكن تعلمه من دراسة الرياضيين؛ وذلك لأنَّ من يمارسون رياضات احترافية يتعرضون لضغط مستمر.

لنأخذ البطل والمصارع الأولمبي السابق "دانيال كورميير" (Daniel Cormier) مثالاً؛ فهو شاب يبلغ من العمر 38 عاماً ولديه مسيرة مهنية مثيرة للإعجاب حتى اللحظة؛ فقد فاز بعدة ميداليات ذهبية في المصارعة، وفي الفنون القتالية المختلطة، وفاز بعشرين قتال من أصل اثنين وعشرين بالمجمل.

يمكن القول إنَّه من المميزين، وعلاوةً على ذلك فهو محلل رياضات قتالية وضيف مشارك في البرامج الرياضية، وهنا يبرز التساؤل عن سر نجاحه الذي يكمن في التركيز على الأساسيات على حد تعبيره، فهو يقول: "لن تتسنى لك فرصة الوصول إلى المستويات الرياضية المرموقة دون مرورك بالأساسيات بالترتيب".

ينطبق هذا الأمر على مجالات الحياة كلها من الكتابة إلى المحادثة إلى البيع أو التأجير وليس فقط على الرياضة، فمن دون المرور بالأساسيات بالترتيب لن تصل لأقصى إمكاناتك.

إليك 3 نصائح للاستفادة من التكرار:

1. كرِّر الأساسيات:

توجد طريقة واحدة لتطوير الأساسيات؛ وهي تكرارها؛ فتزداد قوتك برفع الأثقال، وترفع التمرينات الهوائية من قدرة تحملك، نحن جميعنا نعلم ذلك، لكن ماذا بشأن عقلك؟ كيف تصبح أقوى فكرياً؟ ولمَ يُعَدُّ الأمر هاماً؟ يمكن أن يكون الجواب ببساطة أنَّ كل شي يبدأ من العقل.

يُعبِّر الكاتب الأمريكي "ستيفن بريسفيلد" (Steven Pressfield) عن هذه الفكرة بقوله: "علينا أن نبدأ ببناء قوتنا الداخلية على الأمد الطويل، وهي ليست مجرد مهارات تشبه تكنولوجيا الحاسوب؛ وإنَّما أساسيات قديمة مثل الاعتماد على الذات والتحفيز الذاتي وتعزيزات الذات والانضباط الذاتي وتمالك النفس".

كان التحدي الذي يفرض نفسه دائماً نابعاً من عدم معرفة كيفية تحقيق هذا الأمر، فعلى الرَّغم من معرفة كيفية زيادة القوة البدنية فإنَّ تحسين القوة العقلية يبدو مجهولاً، وعلى الرَّغم من ظن الناس أنَّه يتعلق بالتجارب الحياتية فلا بد من وجود طريقة أفضل، فما من أحد يفضِّل الانتظار حتى عمر السبعين ليصبح أقوى عقلياً.

يمكن لبعض الأمور أن تتم بطريقة أسرع، وخصوصاً إذا داومنا على تكرار الأساسيات؛ لأنَّنا في تلك النقطة نفشل في أغلب الأحيان؛ إذ نعتقد أنَّنا نعرف كل شيء.

شاهد: 8 خطوات للحفاظ على التحفيز الذاتي حتى في الأوقات الصعبة

2. ابقَ مبتدئاً:

كم مرة تقول لنفسك: "أنا أعرف هذا بالفعل"؟ إذا كنت مثل معظمنا، فهذا يحدث غالباً، يجب أن نُذكِّرَ أنفسنا على الدوام أنَّ الفاشلين وحدهم من يظنُّون أنَّهم يعرفون كل شيء، وكثيراً ما نقابل مثل هؤلاء الناس، كما أنَّ العديد من المعلقين على الإنترنت يريدون أن يبدوا أذكياء وذلك واضح جداً، هذا ليس أسلوب تعامل العظماء مع الأمور.

فقد قال الملاكم "محمد علي" (Muhammad Ali) ذات مرة: "إن تكرار العبارات التشجيعية يقود إلى الإيمان، وحالما يصبح ذاك الإيمان راسخاً وعميقاً، فإنَّ الأشياء تبدأ بالحدوث"، فعندما تكرر الأساسيات، فإنَّك لا تصبح فقط عظيماً؛ بل تحافظ على عظمتك، وهو تحدٍّ يواجهه ذوو الكفاءات العالية.

من المجدي تكرار أشياء مثل اللياقة والفلسفة واللطف والأعمال التجارية والكتابة بين الحين والآخر لتمرين العقل، وإذا لم نقم بهذا التكرار، فإنَّنا ببساطة ننسى فلسفتنا في الحياة وكيفية كتابة مقالات ممتعة؛ إنَّها الطريقة التي يعمل بها دماغنا، ومن دون التكرار فإنَّنا ننسى بسهولة.

من الجيد عَدُّ أنفسنا مبتدئين، هذا من أهم الأشياء التي ينصح بها المرشدون الذين يعدُّون أنفسهم تلامذة الحياة بغض النظر عن تجاربهم وأعمارهم؛ لذا اتَّبع هذا النهج نفسه في عالم الأعمال، وعُدْ دائماً إلى السؤال عن هدف العمل، فإذا كان الجواب جني المال، عندها من الأفضل تكرار الأساسيات.

إنَّ الأمر في غاية البساطة، حدِّد أساسيات مجالك وكررها ولا تُعَقِّد الأمور؛ فلا مضيعة للوقت أكبر من تكرار الأشياء السيئة أو الخاطئة أو السلبية، هذا الشيء الوحيد الذي ينبغي أن تدركه، ولا تأخذ بنصيحة من لم يحقق نجاحه بنفسه.

3. كن عظيماً وابقَ عظيماً:

يمكنك أن تكون ذكياً ومندفعاً ومتواضعاً وما إلى ذلك، لكن إذا لم تحافظ على هذه الصفات فما أهمية ذلك كله؟ فكم شهدنا نجاحات أضاعها أصحابها، فوحدهم العظماء يستمرون.

إذا أردت الاستمرار أيضاً، فعليك ألَّا تُقلِّل من أهمية التكرار وتأثيره، وإيَّاك أن تظنَّ أنَّك نجحت أو أنَّك ذكي كفاية؛ لأنَّ هذه العقلية وحدها هي التي تضمن بقاءك عظيماً.

المصدر