أهمية التفاني والإخلاص في العمل لتحقيق النجاح

هل تعرف شعور التعب عند الاستيقاظ؟ أو العودة إلى المنزل بعد يوم عمل شاق، وكأنَّك مشلول تماماً بسبب التعب؟ أو تشعر في بعض الأحيان، وكأنَّك لا ترغب في القيام بأيِّ عمل أو نشاط:

• "لا أشعر بالرغبة في العمل".
• "لا أشعر بالرغبة في إحضار مستلزمات المنزل".
• "لا أشعر بالرغبة في الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية".
• "لا أشعر بالرغبة في استخدام وسائل النقل العام".

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في التفاني في عمله وتقديم أفضل ما لديه لتحقيق الهدف.

أنا أتفهم شعورك، فقد انتابني هذا الشعور من قبل، وما زال ينتابني بين الحين والآخر، لكن ماذا لو أخبرتك أنَّك بهذه الحالة تهدر حياتك ووقتك؟ ربما ستقول: "أنا أعرف ذلك بالفعل"، لكن على الرَّغم من أنَّنا جميعاً نعلم أنَّها عادة سيئة، إلا أنَّنا ما زلنا نهدر وقتنا الثمين دون القيام بأيِّ عملٍ مفيد.

توقف عن العيش دون حماسة:

أنا مغرمٌ بكرة السلة، وقد مارست هذه اللعبة لسنواتٍ عديدة، وأتابع الدوري الأميركي للمحترفين (NBA) عن كثب، وأحد اللاعبين المفضلين لدي في السنوات الأخيرة هو أيزاياه توماس (Isaiah Thomas)، طوله 175 سم ويلعب في فريق بوسطن سيلتكس (Boston Celtics).

إنَّه أحد أفضل اللاعبين في الدوري الأميركي للمحترفين، وهذا ما لم يتوقعه الناس في عام 2011 عندما اختِير آخر مرة للانضمام إلى الدوري الأميركي للمحترفين، وأحد أسباب عدم إيمان الناس به هو قصر قامته.

أنت تعرف كيف يقول الناس غالباً: "بصرف النظر عن مدى صعوبة التدريب، لن أستطيع الوصول إلى الدوري الأميركي للمحترفين لأنَّني قصير"؟ لكن أيزاياه فعل ذلك بمهارة، فلم يقتصر الأمر على مشاركته في الدوري الأميركي للمحترفين فحسب؛ بل قاد فريقه أيضاً إلى المركز الأول، وفي يوم الأحد، 16 نيسان / أبريل، كان من المقرر أن يبدأ فريق سلتكس التصفيات ضد شيكاغو بولز (Chicago Bulls)، والتصفيات هي ما يعيش لأجله لاعبو الدوري الأميركي للمحترفين، فهي أعظم مرحلة لكرة السلة في العالم.

لكن في 15 نيسان/ أبريل، وبالضبط قبل يوم واحد من بدء اللعبة، لقيت أخت أيزاياه توماس البالغة من العمر 22 عاماً مصرعها في حادث سيارة في واشنطن (Washington)؛ إذ كانت ضربة مدمرة، ولا أستطيع أن أتخيل كيف يمكن أن يبدو ذلك الموقف.

تخيل أنَّك تستعد لواحدة من أهم اللحظات في حياتك المهنية، وفي اليوم السابق، تفقد أحد أشقائك، إنَّ مجرد التفكير في الأمر يدمي القلب ويغرق العيون بالدموع، لكن في يوم المباراة، ارتدى أيزاياه لباسه وشارك فيها، بكى قبل المباراة، ولعب والدموع تغرق عينيه، وعندما تحدثت عن ذلك مع الأصدقاء، لم يفهم أحد كيف فعل ذلك، إنَّه بطل خارق.

سجَّل أيزاياه حينها 33 نقطة و6 تسديدات و6 تمريرات حاسمة، كان أداءً قوياً، وقد نال احترام اللاعبين والنقاد والمشجعين، لكنَّ فريق سيلتيكس خسر اللعبة الأولى والثانية من أصل سبع مباريات، وقبل المباراة الثالثة المحورية، أرسل كيفن جارنيت (Kevin Garnett)، أحد الرياضيين المفضلين لدي، والذي اعتاد اللعب مع فريق سيلتيكس، رسالة ملهمة لأيزاياه، كانت رسالته بمنزلة تذكير له بالبقاء حاضراً وتقديم أفضل ما لديه.

بعد ذلك، واصل سلتكس الفوز بأربع مباريات متتالية ليهزم بولز، ويتقدم إلى الدور الثاني من التصفيات.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح تساعد على تحقيق النجاح والترقي في العمل

افعل كلَّ شيءٍ بدقة وتفانٍ:

• أنت مدين بذلك لنفسك.
• أنت مدين بذلك للناس في حياتك.

هذا أيضاً جزء من عقلية سلتكس، فهم دائماً أقوياء ذهنياً، واحدة من أعظم اللحظات في تاريخ الرياضة بالنسبة إلي هي عندما فاز فريق سيلتيكس ببطولة الدوري الأميركي للمحترفين لعام 2008، في تلك اللحظة بكى كيفن جارنيت وصرخ قائلاً: "لا شيء مستحيل".

ذهبت كلُّ سنوات العمل الجاد والألم في لحظة بهجة واحدة بالنسبة إليه، لهذا أحب الرياضة، لقد كتبت عن فريق سيلتيكس من قبل، لكن لديهم هذا الاقتباس في صالة الألعاب الرياضية الخاصة بهم: "ما الذي يؤلم أكثر، ألم العمل الشاق أو ألم الندم؟".

في الختام:

في المرة القادمة التي تكافح فيها من أجل النهوض، ذكِّر نفسك بسبب قيامك بذلك، ومن الأفضل أن تعطي أفضل ما لديك لتحقيق هدفك مهما كان مؤلماً، وتحدَّى نفسك كلَّ يوم، وركِّز اهتمامك على لحظات الحاضر دون أيِّ أعذار، وإذا لم تفعل ذلك عليك التعايش مع ألم الندم طوال حياتك.