أهمية التعلم وأبرز منصات التعلم عبر الإنترنت

وصفت نفسي منذ فترة طويلة بأنَّني "طالبٌ لا يتوقف عن التعلم" ولم أحب المدرسة أبداً؛ ولكنَّني أحببت التعلم، وعندما أفكر في أكثر فترات النمو الشخصي احتداماً في حياتي، فإنَّها تلك التي كنت أتعلم فيها شيئاً ما بنشاط.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون كريس جيلبو (Chris Guillebeau)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع التعلم.

لكن في إحدى مراحل حياتي توقفت عن التعلم أو على الأقل توقفت عن التعلم النشط، وكان عليَّ أن أقوم بكثير من الأشياء لدرجة أنَّني لم أعد أقضي وقتاً في دراسة واستيعاب الموضوعات المعقدة وخلال الأشهر القليلة الأولى من جائحة كوفيد-19 (covid-19) قررت إعادة تنظيم حياتي، وفي النهاية دخلت إلى عالم النباتات وزرعت عدداً كبيراً من النباتات في غرفة معيشتي.

بدأ الأمر بإدراك أنَّني أتابع أغلب المعلومات التي لها علاقة مباشرة بعملي، ولكن كان ثمة شيء آخر هام ومفقود وهو معلومات لم أكن بحاجة إليها بالضرورة؛ ولكنَّها كانت شيقة وربما مفيدة أيضاً.

يعود كثير من ذلك إلى القاعدة البسيطة المتمثلة في تكوين عادات معينة؛ إذ يجب عليك فقط أن تحمل نفسك على البدء وكلُّ شيء آخر سيكون على ما يرام، وقد لا تكون مشاهدة سلسلة طويلة من المحاضرات عن تاريخ العالم مسلية مثل مشاهدة المسلسلات التلفزيونية المعتادة، ولكن عندما تأخذ الوقت الكافي للقيام بذلك سوف تشعر بالثراء والرغبة في معرفة المزيد.

سأقدم لك شيئين في هذا المقال: أولاً قائمة بمنصات التعلم المجانية والمنخفضة التكلفة؛ إذ يمكنك الوصول إلى الدورات التدريبية ذات المستوى العالمي، إضافة إلى بعض النصائح لسهولة التعلم وحفظ المعلومات.

منصات للتعلم المجاني أو بتكلفة منخفضة:

إذا كنت تريد التعلم عبر الإنترنت فلديك وفرة من الخيارات؛ خيارات كثيرة جداً لدرجة أنَّها أكثر من أن تُحصى، في البداية إليك بعض المنصات الجيدة التي يمكنك البدء بها والتي جربتها جميعها.

إليك أين يمكنك أن تتعلم مجاناً:

  1. منصة كورسيرا (Coursera) لقد استمتعت حقاً بالعالم الحديث: التاريخ منذ عام 1760 حتى عام 1910.
  2. تطبيق إي دي إكس (edX) خاصةً فيما يتعلق بالموضوعات التقنية.
  3. تطبيق يوتيوب (YouTube) يمكنك الحصول على عضوية متميزة لتجنب الإعلانات وتنزيل مقاطع الفيديو لمشاهدتها في وضع عدم الاتصال بالإنترنت.

شاهد: 7 نصائح لتعلم مهارات جديدة في وقت قصير

إليك أين يمكنك أن تتعلم مقابل مبالغ صغيرة من المال:

  1. منظمة أوداسيتي (Udacity) راقب التخفيضات؛ إذ تنخفض تكلفة الدورات التدريبية بنسبة 10-20% فقط من تكلفتها المعتادة.
  2. منصة لينكد إن ليرننج (LinkedIn Learning) متاح لأعضاء لينكدإن المتميزين مجاناً.
  3. منصة كريتيف لايف (CreativeLive) يمكنك الحصول على كلمة سر المُنشئ (Creator Pass) مقابل 13 دولار شهرياً، والتي تتيح الوصول إلى الكتالوج الكامل لمئات الدورات.
  4. تطبيق بلينكست (Blinkist) بعض المؤلفين يكرهون ملخصات الكتب وأنا أوافق على أنَّها ليست مفيدة مثل قراءة الكتب، لكن بالنسبة إلى موضوعات مثل العلوم التي لن أقرأ عنها كثيراً من الكتب المكونة من 400 صفحة؛ لذلك أُفضِّل أن أقرأ ملخصاتها.

أهمية تدوين الملاحظات:

إذا لم تدوِّن الملاحظات عما تتعلمه فأنت تقوم بترفيه نفسك فقط، بالطبع لا بأس بالترفيه، لكن هدفك الأساسي هو التعلم، وإذا كنت لا تستوعب ما تتعلمه فعلياً بطريقة يمكنك أن تتذكر فيها المعلومات لاحقاً بسهولة، فأنت لا تتعلم حقاً.

توجد عدة عادات يمكن أن تساعدك على حفظ المعلومات؛ إذ يعدُّ التكرار المتباعد من الأنظمة التي تنشئ فيها نظاماً لبطاقات الاستذكار (الرقمية أو غير ذلك) والتي ستستخدمها بعد ذلك لمراجعة المعلومات الأساسية وتذكرها.

مع ذلك فإنَّ العادة الوحيدة الأكثر أهمية هي تلخيص المعلومات من خلال تدوينها باستخدام كلماتك الخاصة؛ أي بعد أن تقرأ أو تدرس أو تشاهد أو تستمع إلى شيء تود أن تتذكره لاحقاً، اكتب النقاط الرئيسة منه بكلماتك الخاصة.

أظهرت الأبحاث أنَّ الكتابة أكثر فاعلية من إبراز الكلمات فقط بقلم تمييز؛ فعندما تبرز شيئاً ما في كتاب ما، فإنَّك تخدع عقلك للتفكير بأنَّك ستتذكره لاحقاً؛ ولكنَّك في الحقيقة لن تتذكره، بينما يساعدك التلخيص على حفظ المعلومات وتذكرها.

على سبيل المثال بالنسبة إلي إذا كنت أقرأ هذا المقال، فقد أقوم بتلخيصها على النحو الآتي:

من الهام أن تتعلم بنشاط وإذا لم يكن لديك خطة للتعلم المنتظم، فلن تتعلم أبداً؛ فالعادة الوحيدة الأكثر أهمية للاحتفاظ بما تتعلمه هي إعادة كتابة المفاهيم الأساسية بكلماتك الخاصة.

إقرأ أيضاً: تطوير التعلم الذاتي والتعلم بسرعة بـ 13 طريقة

قد تقول ذلك قولاً مختلفاً عني، ولكن هذه هي النقاط الأساسية والهامة في هذا المقال، إذا تذكرتها وطبقتها فستكون أفضل حالاً كلَّ يوم في حياتك، ولكن بالطبع التذكر والتطبيق ليس أمراً سهلاً لهذا السبب ستحتاج إلى خطة.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلم بفاعلية باستخدام أسلوب التعلم الحسي الحركي؟

في الختام:

لقد بدأت في تخصيص مزيد من الوقت للتعلم النشط، وبدأت أشعر الآن بأنَّني متعلم مدى الحياة مرة أخرى وأنَّني شخص قد خرج عن المسار لفترة مؤقتة من الوقت؛ لذا أعتقد أنَّ الأمر سيستمر هذه المرة إذا استمررت في تدوين الملاحظات على الأقل.




مقالات مرتبطة