أهمية الامتيازات التي تمنحها الشركات لموظفيها

لقد أدرك "وادي السيليكون" (Silicon Valley) منذ وقت طويل أنَّ كل الأمور التي تقوم بها الشركات من أجل الموظفين والتي تتجاوز رواتبهم، من الممكن أن تكون بمنزلة إغراء عظيم للمواهب الجديدة، ولكنَّها تشكل أيضاً طريقة رائعة للاحتفاظ بالموظفين الذين يعملون لديك.



لا شك أنَّ معظم الشركات لا تقدم ذلك النوع من الامتيازات التي تقدمها شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون، لكن كما توصلت بعض الأبحاث الحديثة، فإنَّ هذا الأمر لا يعني أنَّ تلك الفوائد الإضافية التي تتجاوز ما تدفعه للموظفين ليست أداة رائعة من أجل جذب والحفاظ على أفضل المواهب.

الامتيازات: "اعتبار هام الآن"

لقد توصلت شركة "تكنولوجي أدفايس" (Technology Advice) مؤخراً إلى نتائج استطلاع أُجري منذ فترة قصيرة تحت عنوان "ما مدى أهمية الامتيازات؟"، وقد ساعدت هذه النتائج على تحديد مدى أهمية تلك الفوائد الإضافية التي تقدمها الشركات فعلياً، وإليكم ما عبَّر عنه الملخص التنفيذي للتقرير:

"تُعَدُّ الامتيازات الآن إحدى الاعتبارات الهامة بالنسبة إلى الموظفين عند تقييم أي منصب يشغلونه؛ إذ يُعَدُّ هذا الأمر هاماً بشكل خاص بالنسبة إلى الموظفين الأصغر سناً الذين استُطلِعَت آراؤهم، والذين يبدو أنَّهم ينظرون إلى الامتيازات على أنَّها أكثر أهمية، وكانوا في الأرجح يفضلون الامتيازات بدلاً من الزيادة المعتادة في الرواتب.

عموماً، تتمتع الشركات بفرصة كبيرة لتحسين حوافز موظفيها؛ إذ أفاد أكثر من ربع الموظفين 28.4%، الذين استُطلِعت آراؤهم أنَّهم لم يتلقوا أياً من الامتيازات المذكورة في هذه الدراسة، ففي كثير من الحالات، سيكون الموظفون مستعدين لمقايضة زيادة الرواتب مقابل الامتيازات المرغوبة للغاية.

إذا تمكنت الشركات من التوفيق بين امتيازاتها وتفضيلات الموظفين، فيمكنها زيادة الاحتفاظ بهم وتعزيز قدرتها على استقطاب المواهب الجديدة، ومع ذلك، إذا لم تتجاوز الشركات حزمة عرض العمل القياسية من أجل منح المرشحين والموظفين ما يريدون، فقد يخسرون أفضل المواهب".

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لتحفيز الموظفين من دون اللجوء إلى المال

النتائج الرئيسة للاستطلاع:

إذاً، ما الذي اكتشفه هذا الاستطلاع عن كيفية تأثير الامتيازات في القوى العاملة؟ فيما يأتي أبرز النقاط الهامة المتعلقة بنتائج الاستبيان:

  1. قال 56% من الموظفين إنَّهم سيستبدلون الزيادة القياسية في الرواتب مقابل الحصول على امتيازات محددة.
  2. قال 56.4% من الأشخاص الذين استُطلِعت آراؤهم إنَّ امتيازات الموظفين كانت هامة جداً أو متوسطة الأهمية عند تقييم فرصة عمل.
  3. قال 9.8% فقط من الأشخاص الذين استُطلِعت آراؤهم إنَّ الامتيازات ليست هامة على الإطلاق عند تقييم الوظيفة.
  4. كان الوقت المرن أو فرص العمل عن بُعد هما الميزتان الأكثر طلباً، وقال 31.8% من الموظفين إنَّهم يرغبون في أن تقدم لهم منظمتهم هاتين الميزتين.

الامتيازات الأُخرى المطلوبة بكثرة تشمل:

  1. العضويات المجانية في صالة الألعاب الرياضية (24.1%).
  2. طعام مجاني أو وجبات غداء جاهزة (19.4%).
  3. ما يقرب من ستة من أصل كل 10 مشاركين (59.7%) يفضلون الحصول على مكافأة نقدية مقابل إنجاز مشروع ناجح أو ربع (ثلاثة أشهر) تجاري ناجح.
  4. يفضل واحد من كل خمسة أشخاص (21.7%) إجازة مدفوعة الأجر.

ما هي الامتيازات التي يتمتع بها الموظفون الآن؟

وفقاً لتقرير استطلاع "ما هو مدى أهمية الامتيازات؟" فيما يأتي الامتيازات التي يقول الموظفون إنَّهم يحصلون عليها حالياً:

  1. اللباس غير الرسمي - 46.7%.
  2. الوقت المرن/ العمل عن بُعد - 34.6%.
  3. برامج المينتورينغ أو التطوير - 20.2%.
  4. طعام مجاني أو وجبات غداء - 12.6%.
  5. عضوية مجانية في الصالة الرياضية - 11.3%.
  6. الألعاب الترفيهية (مثل كرة الطاولة) - 8.4%.
  7. لا شيء مما سبق - 28.4%.

ما تبين هنا هو أنَّه على الرغم من كل الحديث عن التطور الهائل في علاقات العمل البديلة مثل الوقت المرن والعمل عن بُعد، إلا أنَّ ثلثي الموظفين لا يملكون القدرة على الاستفادة من ذلك، ويُحتمَل أنَّهم يعملون في بيئة مكتبية تقليدية، وبالنظر إلى كل التركيز على هذا الأمر، كان من المتوقع أن تكون النسبة المئوية للموظفين الذين يعملون بطرائق أقل تقليدية أعلى.

إقرأ أيضاً: كيف نعيد التفكير في الامتيازات الوظيفية في ظل جائحة كورونا (Covid-19)؟

حوافز أفضل "يمكن أن تساعد الشركات على كسب أفضل المواهب":

كانت المفاجأة أيضاً بفكرة أنَّ برامج المينتورينغ وتطوير الموظفين ينظر إليها الأشخاص الذين استُطلِعت آراؤهم على أنَّها "ميزة" وليست مجرد تدريب مهني جيد؛ إذ إنَّ حقيقة أنَّ 20% فقط من الأشخاص الذين استُطلِعت آراؤهم يقولون إنَّ بإمكانهم الحصول على تلك الميزة، تشير بوضوح إلى الحالة المروعة التي بلغتها تنمية المواهب، وتعكس نقص استثمار الشركات في هذا الأمر؛ وهذا قصر نظر يشبه الزيادات الضئيلة التي شهدناها في رواتب الموظفين على الرغم من الأرباح القياسية التي حققتها الشركات.

تُعَدُّ النسبة المئوية البسيطة لعضوية الصالة الرياضية المجانية (11%) مؤشراً جيداً على الرغم من كل الحديث عن العافية في مكان العمل، فإنَّه ما يزال فكرة متأخرة في أحسن الأحوال، والشركات لا تفعل شيئاً حياله.

ما تزال الامتيازات في مكان العمل واحدة من تلك المشكلات التي تُحدِث انقساماً بين المديرين التنفيذيين وقادة الموارد البشرية، على الرغم من أنَّ بعضهم يفهم قيمة هذه الامتيازات ويرغبون في استخدامها كأداة لجذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها، إلا أنَّ هناك العديد ممن يَعُدُّونها حافزاً مكلفاً ويريدون منح أقل عدد ممكن منها.

إقرأ أيضاً: 11 من أهم الحوافز غير النقدية لمكافأة موظفيك

الخلاصة:

يعالج التقرير المذكور هذه المشكلة، وهو شيء يحتاج جميع مديري المواهب إلى تذكُّره: "إنَّ تقديم حوافز أفضل من منافسيك يمكن أن يساعد الشركات على كسب أفضل المواهب، بيد أنَّ الشركات لن تقلل من معدل دوران موظفيها ما لم تحدد الامتيازات المناسبة؛ إذ يقضي معظم الناس جزءاً كبيراً من حياتهم في العمل؛ لذا فإنَّ نوعية تجربتهم في مكان العمل لا بد أن تنعكس في نوعية حياتهم، ومن خلال تقديم الامتيازات المناسبة للموظفين، يمكن للشركات زيادة إنتاجية العاملين لديها، وكسب الحرب على المواهب".

المصدر




مقالات مرتبطة