أهمية الإنصات إلى الموظفين

هل الإدراك ما يحدد شكل الواقع أم خلاف ذلك هو الصحيح؟ يبدو أنَّ الإدراك والواقع يسيران جنباً إلى جنب، لكن يستحيل وجود واقعٍ مشترك سواء في الحياة المهنية أم الشخصية؛ إذ نصادف شخصياتٍ مختلفة، لكلٍّ منها وجهة نظر فريدة حول العالم، وهو ما نسميه المنظور الشخصي الذي يعكس رؤية الفرد للواقع المحيط.



من السهل التعامل مع اختلاف وجهات النظر في الحياة اليومية؛ إذ يصقل الفرد منظوره بوعيٍ أو من دون وعي من خلال تجاربه وتواصله مع الآخرين، ومن ثمَّ فهو يغير واقعه أيضاً، وإن التقيت بشخصٍ لا ينسجم مع واقع أفكارك، فيمكنك تجاوزه ببساطة والمضي قدماً في حياتك، لتعزو ذلك إلى الافتقار إلى التناغم؛ بيد أنَّ تعامل القوى العاملة مع وجهات نظر بعضهم بعضاً في بيئة العمل أصعب بكثير.

في حين أنَّ إدارة وتغيير الشخصيات أمرٌ صعب، يبقى التحكم بالمعتقدات الفكرية المختلفة أمراً شبه مستحيل، ولن تُجدي الأساليب الإدارية نفعاً في تغيير أفكار زميلٍ أو موظفٍ مخالفة لأفكار الإدارة أو الثقافة التنظيمية.

إنَّ اختلاف المعتقدات والتوجهات الفكرية غير القابلة للتناغم داخل المنظمة لهو أسرع طريق لإفساد ثقافتها، وقد يواجه أيُّ مديرٍ تنوعاً في المعتقدات الشخصية داخل المؤسسة، ومن ثمَّ تختلف تصورات الموظفين عنك، وتتنوع الآراء عن أسلوب إدارتك وعن الشركة ككل.

وهنا يبرز السؤال: كيف ندير شيئاً يستحيل إدارته؟ امنح موظفيك متنفَّساً، أو على الأقل تصوراً بأنَّ لديهم صوتاً مساهماً في عملية صنع القرار.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح ذهبية تعلّمك مهارة الإنصات

أهمية الإنصات لآراء الموظفين:

تُعَدُّ إتاحة الفرصة للموظفين لإبداء آرائهم هي الحل الأبرز لجمع وجهات النظر والأفكار المتباعدة ضمن إطارٍ مهنيٍ موحد؛ إذ إنَّ "منح الموظفين صوتاً" يعني الإصغاء إلى اقتراحاتهم وأسئلتهم ومخاوفهم وتعليقاتهم ومشاعرهم ووجهات نظرهم العامة عن شخصيتك بصفتك مديراً وكذلك تجاه الشركة.

ويعني الإصغاء إلى صوت الموظفين تقديم تنازلاتٍ لمصلحتهم، وإيجاد حلٍّ وسط لموضوعات معيَّنة؛ فليس عليك أن تغير توجُّه شركتك أو أسلوب إدارتك بناء على إرادة الجماهير، لكن يجب إشراك الموظفين في صنع القرار، وإشعارهم بوصول وسماع صوتهم في الشركة.

شاهد بالفيديو: 5 أخطاء نفعلها عند الاستماع للآخرين

القائد الجيد يجيد الإصغاء:

العمل مباشرة لمصلحة قائدٍ ذي رؤية أمرٌ صعب؛ فالوقت ضيق، وصبره قليل، وتركيزه مشتَّت بين أقسام عدة متغيرة، وغالباً ما يتبع قائدٌ بتلك الصفات الأسلوب المباشر الواضح السريع للتغيير، ويتوقع نتائج فورية بناءً على أوامره، وقد تقل عزيمة بعض الموظفين في بعض الأحيان؛ إذ يتحتم عليهم العمل بسرعة كبيرة.

لسوء حظ هؤلاء الموظفين، ستحتاج الشركة إلى أشخاصٍ عمليين يعملون بسرعة، ومع هذا، على القائد الجيد أن يجيد الإصغاء والتعامل مع الاقتراحات أو الأسئلة أو المخاوف، حتى إن كانت لن تغير رأيه أو اتجاه العمل، ثم إنَّ عليه أن يرد عليها بقول: "هذه فكرة جيدة"، أو "لم أنظر إلى الموضوع بهذه الطريقة"؛ إذ ببساطة، ستكون تلك العبارات الصغيرة كافية ليشعر الموظف بأنَّ صوته مسموع في مكان العمل.

هدفنا النهائي هو الوصول إلى ثقافة المشاركة والتأييد من الزملاء والموظفين، إضافة إلى إدارة منظمة تعجُّ بالناس المؤيدين لرؤيتك، وتوجيهاتك، وأسلوب الإدارة، ومن ثمَّ السعي إلى النجاح الجماعي؛ لذا انهض بشركتك في النجاح الجماعي من خلال منح الموظفين حق المشاركة، بما يدفعهم ليشعروا بأنَّهم يساهمون في شيءٍ يخصُّهم.

إقرأ أيضاً: كيف تمارس الإصغاء الفعَّال؟ (دليلك خطوة بخطوة)

الأفكار الرئيسة:

  1. يرغب الموظفون في الشعور بمساهماتهم.
  2. يرغب الموظفون في فرض بعض السيطرة على طريقة سير الأمور في العمل أو الحياة العامة.
  3. من الممكن أن تُشعِر موظفيك بأهمية مساهماتهم من دون تلبية مطالبهم.
  4. أسرعُ طريقة لتعزيز التأييد الجماعي في المنظمة هي إتاحة فرص التعبير عن الرأي.
  5. سيؤدي التأييد الجماعي في جميع أنحاء المنظمة إلى نشوء ثقافةٍ صحية تركز على النجاح الجماعي.

المصدر




مقالات مرتبطة