أهمية الإدارة الجيدة للمواهب في زيادة القيمة التسويقية لشركتك

تعتمد قيمة الشركات اعتماداً متزايداً على الموظفين؛ إذ أصبح تحسين المواهب مسألة تجارية هامة، وقد ذكر معهد "بروكينغز" (Brookings) أنَّ ما يصل إلى 85% من القيمة التسويقية للشركة يُحسَب الآن عبر الأصول غير المادية، مثل المعرفة والسمعة والمواهب البشرية، وقبل 25 عاماً فقط كان هذا الرقم أقل من 40%، ومن ثمَّ فإنَّ التحول في القيمة كان كبيراً وسريعاً.



دليل على القيمة التجارية للمواهب:

تدرك الشركات أنَّ قيمتها لا تتعلق بالمباني والآلات والمخزون؛ بل تتعلق بالأصول غير الملموسة للموظفين في منظماتهم، ومع ذلك، كان كبار رجال الأعمال بطيئين في تبنِّي والتصرف مع حملة البيانات التي تثبت هذه النقطة، وعرفوا بعد فوات الأوان أنَّهم أهدروا فرصاً للاستفادة الكاملة من أصول مواهبهم.

الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنَّ العديد من القادة لا يدركون أنَّ الموظفين هم الأصول، وليسوا على استعداد للاستثمار في هذا الأصل دون سبب مقنع وقابل للقياس للقيام بذلك.

شاهد بالفيديو: 6 طرق مبتكرة لتعزيز إنتاجية الموظفين

وجود استراتيجية المواهب أمر ضروري:

ينبغي أن يكون تحسين النتيجة النهائية الدافع الرئيس لأي استراتيجية لإدارة المواهب؛ وذلك وفقاً لتقرير بعنوان: "زيادة استنزاف مجموعة المواهب: ربط رأس المال البشري بخطة التطوير"؛ إذ قال 43% من المديرين التنفيذيين والمديرين الماليين ومديري الموارد البشرية الذين شملهم الاستطلاع إنَّ شركاتهم لم تحقق الأهداف المالية المرجوة في الأشهر الـ 18 السابقة؛ وذلك بسبب أوجه القصور في إدارة المواهب، وأشار نفس العدد تقريباً إلى أنَّ أوجه القصور هذه أعاقت قدرتهم على الابتكار.

لتحسين هذه النتائج السلبية، وللمساعدة على دراسة جدوى الاستثمار في تحسين المواهب، يجب على قادة الموارد البشرية الاجتماع مع المديرين الماليين؛ وذلك للحصول على فهم أفضل للدوافع الكامنة وراء أعمالهم والأهداف التجارية الشاملة للشركة، كما يمكن أن يكون المديرون الماليون شركاء ممتازين في وضع تدابير المساءلة التي تربط مبادرات إدارة المواهب بأهداف الأعمال تلك على نحو أكثر فاعلية.

إقرأ أيضاً: هل تتسبب لنفسك بخسارة المواهب؟

المكافآت تسرِّع نجاح المواهب:

لقد أثبتت برامج التقدير والحوافز فاعليتها العالية في تحسين اندماج الموظفين وولائهم، وهما من الركائز الرئيسة لاستراتيجية ناجحة لإدارة المواهب، كما تُعَدُّ المكافآت واحدة من أدوات الأعمال القليلة التي يمكن أن تستند تكلفتها إلى الأداء الفعلي، ولا تُسدَّد إلا بعد تحقيق النتائج المرجوة.

وفقاً لتقرير بحثي صادر عن "الجمعية الدولية لتحسين الأداء" (International Society of Performance Improvement) بعنوان: "الحوافز والتحفيز والأداء في مكان العمل: البحث وأفضل الممارسات"، يمكن لبرامج المكافأة المصممة تصميماً فعالاً زيادة الأداء بنسبة 22% في المتوسط، ويمكن أن يؤدي تقدير الفريق إلى زيادة الأداء بنسبة تصل إلى 44%.

كما تساعد هذه البرامج على زيادة اهتمام الموظفين بعملهم، وقد كشف البحث أنَّه بعد تقديم مكافآت لأول مرة بعد إنجاز مهمة ما، حدث تحسُّن في الأداء بنسبة 15%، وعندما طُلِب منهم الاستمرار في تحقيق هدف، تحسَّن أداء الموظفين بنسبة 27%، وعندما استُخدِمت برامج المكافآت لتشجيع "التفكير الأكثر ذكاء"، زاد الأداء بنسبة 26%.

إقرأ أيضاً: 4 طرق لجذب أفضل المواهب إلى الشركات

اتباع نهج أوسع لإدارة المواهب:

يجب على الموارد البشرية النظر في اتخاذ نهج أوسع لإدارة المواهب؛ وذلك بهدف بناء استراتيجية متكاملة تستفيد من إجمالي المكافآت، واستخدام برامج التقدير والحوافز لبناء وتحسين الاندماج، وضمان تحسين جميع جوانب التعويض لتحفيز القوى العاملة ومساعدة مؤسساتها على الازدهار.

المصدر




مقالات مرتبطة