أهمية أن تظن أنَّك تعيش حياة خالدة
يرى أناس كثيرون أنَّ صغر السن هو عذر لهم لعدم عيشهم حياة مُرضية، لكن جيل الألفية هم ليسوا المجموعة الوحيدة من الأشخاص الذين يختبؤون وراء الأعذار؛ بل جميعنا نفعل ذلك؛ وهذا يعود إلى أنَّنا نعدُّ تحمُّل المسؤوليات في الحياة هو أمر مخيف ونفضل أن نعيش حياة خالية من المسؤولية.
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن عيش الحياة وكأنَّنا خالدون فيها.
لكن هل تعلم ما هو الشيء الرائع حقاً؟
- بناء حياة مهنية هادفة تفخر بها.
- المساهمة في شيء ما في حياة الآخرين.
- إنشاء منتج أو خدمة مفيدة.
- استثمار أموالك من أجل تقاعدك.
توقف عن اختلاق أعذار مثل: "ما زلت صغيراً في السن" أو "ما يزال أمامي متسعٌ من الوقت" ما الذي تنتظره؟
لدي فكرة أريد مشاركتها مع الأشخاص جميعهم الذين لا يشعرون بالرضى، وهي:
ابدأ بالعيش كأنَّك خالد:
نعم، أعلم أنَّ هذا الكلام غريب، لكن تقول الحكمة التقليدية إنَّ الحياة لن تدوم إلى الأبد ومن المؤكد أنَّك سمعت عبارات مثل:
- "إنَّ الحياة قصيرة".
- "لن تعيش إلا مرة واحدة فقط".
- "ركِّز اهتمامك على الوقت الحاضر".
أنا أتفق مع هذا الكلام أيضاً، لكن عندما تعيش حياتك وفقاً لذلك المبدأ فمن غير المنطقي أن تقوم بأشياء ستستغرق وقتاً طويلاً لتؤتي ثمارها، وإذا كنت تعتقد أنَّ الحياة قصيرة، فلماذا ستقوم بالأشياء الصعبة؟ فهذا أمر غير منطقي.
إذا نظرنا إلى الأمور من هذا المنظور، فمن الأفضل أن ننفق أموالنا وأن نخرج كلَّ أسبوع ونعيش حياتنا كما يحلو لنا.
اسأل نفسك، "إلى ماذا سيؤدي كلُّ ذلك؟":
لا يتطلب الأمر عالِماً للإجابة عن هذا السؤال؛ فالإجابة هي "لن يؤدي إلى شيء"، لكن هناك منظور آخر يمكنك اتخاذه بشأن العيش وهو أنَّك ستبقى حياً إلى الأبد؛ لذا فكِّر في الأمر كم ستختلف حياتك إذا أخبرتك أنَّك لن تموت أبداً؟
عندما أنظر إلى نفسي أرى كيف كنت أعيش كما لو أنَّني سأخلِّد في هذه الحياة كنت أنفق أموالي على الملابس والمعدات والإجازات أيضاً؛ ولكنَّني كنت في عجلة من أمري وكنت أرغب في تحقيق كثير من الأشياء في حياتي بسرعة جداً، كما أنَّني تابعت أشياء عديدة في آنٍ واحد دون معرفة نتيجة ذلك، وقد سعيت إلى تحقيق أفكاري العشوائية أيضاً.
شاهد بالفديو: كيف تعيش حياتك برضا تام؟
لكن في الآونة الأخيرة اعتمدت طريقة تفكير مختلفة وهي: "ماذا لو كنت خالداً في الحياة؟":
أعلم أنَّ الأمر يبدو غريباً، لكن صدقني لست موهوماً لهذه الدرجة إنَّني أتحدث حديثاً مجازياً فقط، فلقد خطرت لي هذه الفكرة لأول مرة عندما قرأت سلسلة الكتابات الشخصية للإمبراطور الروماني السابق ماركوس أوريليوس (Marcus Aurelius) التي تدعى تأملات (Meditations): "فكر في نفسك بوصفك شخصاً ميتاً وأنَّك قد عشت حياتك، بعدها خذ ما تبقى وعِش عيشاً صحيحاً".
إنَّني أشير إلى الجزء الأخير إشارة خاصة؛ أي إلى العيش الصحيح، فماذا يعني ذلك؟
أعتقد أنَّ كلَّ شخص لديه منظور مختلف عن الآخر؛ فبالنسبة إلي العيش الصحيح يعني أن أكون راضياً عن حياتي وأن أستطيع أن أنظر إلى المرآة وأقول إنَّني أحب حياتي بكلِّ صدق.
لكن هل كنت راضياً حقاً عندما عشت حياتي؟ كلا، لم أكن راضياً؛ فلم يكن لدي مهنة حقيقية أو منزل أو أيَّ شيء كنت فخوراً به والسبب في ذلك هو أنَّني كنت شديد التركيز على الوقت الحاضر وأردت أن تحدث الأشياء بسرعة.
توجد طريقة تفكير جيدة للبدء، وهي: "أنَّك ستموت فجأة" وأفضل شيء يمكن القيام به وله تأثير حقيقي في الأشخاص هو إخبارهم بأنَّهم سيموتون، لكن بمجرد العمل على بناء حياة لك، فلن يفيدك التفكير بهذه الطريقة، بالطبع العيش في الحاضر هو شيء عظيم، لكن مثل أشياء كثيرة في الحياة لا تبالغ في الأمر.
لهذا السبب أحبُّ أن أعيش وكأنَّني سأخلِّد في الحياة؛ لأنَّك عندما تعيش إلى الأبد:
- سيكون لديك متسع من الوقت لبناء شيء ما.
- يمكنك ارتكاب الأخطاء والتعلم منها.
- لا يوجد ضغط عليك لجعل الأمور تحدث بسرعة.
- ستعامل الناس باحترام لأنَّ الآخرين سيوجدون حولك إلى الأبد أيضاً.
لقد ساعدني هذا التعديل الصغير في طريقة تفكيري على اتخاذ وجهة نظر مختلفة عن الحياة، فلست أخشى أن أتطلع إلى المستقبل بعد عشر أو عشرين عاماً من اليوم، فهذا يساعدني على اتخاذ قرارات أفضل اليوم، على سبيل المثال، إنَّني أفضِّل ادخار نقودي أو استثمارها بدلاً من إنفاقها لأنَّني أعرف أنَّني سأستفيد من ذلك في المستقبل.
"لكن ماذا بشأن الحاضر؟":
لقد تحدثت عن الرضى ومن الغريب أنَّني أشعر بالرضى أكثر عندما أدخر أموالي أو عندما أتناول طعاماً صحياً أو أمارس التمرينات الرياضية كلَّ يوم؛ فعندما أفكر في هذه الفكرة أجد أنَّها ناجحة نجاحاً رائعاً.
في الختام:
جميعنا نعلم أنَّنا سنموت، لكنَّ هذا الأمر جيد وسيئ في آن واحد.
- جيد لأنَّه يشعرنا بالإلحاح.
- سيئ لأنَّنا نغفل عن الصورة الكبرى.
لذا أتمنى أن تكون راضياً عن حياتك مهما كانت الطريقة التي تعيش بها؛ لأنَّه في النهاية هذا هو أكثر ما يهم.