أهم معارض الكتب حول العالم
مفتاح العلم في كل زمان ومكان هو قراءة الكتب؛ لأنَّها تعطي الإنسان فرصة للاطلاع على المعارف والأخبار في مختلف مجالات الحياة، فهي ما ينقل له خلاصة ما ينتجه العقل البشري من آداب وفنون وعلوم ومخترعات؛ وذلك كي يتمكن من التخلص من الجهل والتخلف وينمِّي فكره ويصبح أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين.
وليميز ما ينفع وما يضر في هذه الحياة، فالقراءة تصقل شخصية الإنسان الوجدانية وتكسبه الأخلاق الحميدة والسلوك القويم والصفات الجميلة أيضاً، وهذا يرفع من مكانته وقيمته في المجتمع ليرتفع المجتمع نتيجة ثقافة أبنائه.
في زمننا الحالي أصبح بإمكان الإنسان قراءة الكتب عن طريق الأجهزة الإلكترونية، لكن لذلك أضرار كثيرة كمشكلات النوم وصعوبة الفهم، لذلك تبقى متعة القراءة وفائدتها متعلقة بالذهاب إلى معرض الكتاب والاستمتاع بالغرق ضمن الأعداد الهائلة من الكتب المتنوعة وانتقاء ما يشبهك بعناية؛ لذلك سنذكر لك في مقالنا الحالي أهم معارض الكتب حول العالم كي يصبح لمحبي القراءة فكرة أوسع فيتمكنون من زيارة هذه المعارض عند السفر للبلدان الموجودة بها.
أهم المعارض حول العالم
معارض الكتب منتشرة تقريباً في معظم البلدان حول العالم، لكن تختلف من حيث الأهمية، وإليك أهم هذه المعارض حول العالم:
أهم معارض الكتب في العالم العربي:
1. معرض القاهرة الدولي للكتاب:
الذي بدأ في عام 1969، ويُعَدُّ من أكبر المعارض في الشرق الأوسط؛ إذ صُنِّف في عام 2006 على أنَّه أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، ويقام في مركز مصر للمعارض الدولية، ويزوره ما يقارب 4 مليون زائر سنوياً؛ إذ يقام لمدة 12 يوماً عادة في شهر كانون الثاني/ يناير ليصادف ذلك إجازة نصف العام الدراسية فيشارك به ناشرون من مختلف الدول العربية والأجنبية.
2. معرض الرياض الدولي للكتاب:
الذي يقام في مركز المعارض في "الرياض"، ويُعَدُّ من أكبر المهرجانات الثقافية في المملكة العربية السعودية، ويُعقد عادة في شهر آذار/ مارس من كل عام، ويستضيف هذا المعرض في كل عام دولة بوصفها ضيف شرف؛ إذ يخصص لها جناحاً مميزاً، ويتم عرض أدبها وتاريخها لكل من يزور المعرض.
مثلاً استضاف "ماليزيا" في عام 2017، وكان شعار المعرض حينها "الكتاب رؤية وتحول"، كما استضاف "المغرب" في عام 2013، وكان شعار المعرض في تلك الدورة "الحوار ثقافة وسلوك"، وإضافة إلى ذلك فإنَّ المعرض يخصص في كل دورة من دوراته قاعة خاصة لدور النشر المتخصصة بكتب الأطفال، ويُعَدُّ ذلك خطوة هامة في طريق رفع المستوى الثقافي للمجتمع بمختلف فئاته.
3. معرض الشارقة الدولي للكتاب:
هو من أهم المعارض حول العالم؛ إذ تأسس في عام 1982 في الإمارات العربية المتحدة، ويتم تنظيمه من قِبل هيئة الشارقة للكتاب سنوياً، ويبدأ من تاريخ 31 تشرين الأول/ أكتوبر ويستمر إلى تاريخ 10 تشرين الثاني/ نوفمبر في مبنى "إكسبو الشارقة".
يُعَدُّ هذا المعرض منصة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعارف والتواصل بين الكُتَّاب والمترجمين وخبراء النشر والمبدعين من مختلف أنحاء العالم، كما أنَّه يتم توزيع العديد من الجوائز تكريماً لأفضل كاتب إماراتي وأفضل كاتب عربي وأجنبي أيضاً.
إضافة إلى اختياره لدولة بوصفها ضيف شرف في كل دورة من دوراته، فقد اختار "إسبانيا" في عام 2021 تحت شعار "هنا... لك كتاب"؛ لذلك يُعَدُّ معرض الشارقة مشروعاً ثقافياً عربياً عالمياً متكاملاً يتطور من عام إلى عام منذ انطلاقته، ويحضره ما لا يقل عن مليون ونصف زائر سنوياً.
4. معرض أبوظبي الدولي للكتاب:
انطلق معرض أبوظبي في عام 1981 لأول مرة، لكن كان حينها باسم "معرض الكتاب الإسلامي"، ثم تم تغييره إلى معرض أبوظبي الدولي للكتاب في عام 1986، واستمر ذلك حتى يومنا الحالي، ويقام سنوياً في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
يستضيف أبرز دور النشر العربية والإقليمية والدولية، إضافة إلى المكتبات والمؤسسات الثقافية والنوادي الصحفية، أما عن الزوار فهم ليسوا أقل من 150 ألف زائر سنوياً، وفي عامنا الحالي 2022 تميز المعرض بالعديد من الفعاليات والنشاطات الثقافية بعد تأثر العالم بجائحة كورونا؛ إذ حضر أكثر من 80 دولة حول العالم، وكانت "ألمانيا" ضيف شرف المعرض؛ إذ حضر 34 ناشراً ألمانياً، إضافة إلى برنامج ثقافي يقوم بعرض أبرز المشاهد الثقافية الألمانية، ويتكرر ذلك في كل عام مع اختلاف ضيف شرف المعرض.
كما يقدم المعرض تجارب مختلفة لزواره تتضمن عروض الطبخ والرسامين وفناني الرسوم المتحركة والرسوم الهزلية ومصممي الجرافيك والخطاطين أيضاً، إضافة إلى البرنامج التعليمي والترفيهي الذي يقدمه المعرض للأطفال والذي يشمل العديد من النشاطات كالرسم والكتابة، وكل ذلك جعل معرض أبوظبي للكتاب جزءاً من الاستراتيجية التي تهدف إلى تحويل أبوظبي لمركز رئيس في عالم النشر سواء ضمن العالم العربي أم العالم بأكمله.
أهم معارض الكتب العالمية:
1. معرض فرانكفورت الدولي للكتاب:
أُسِّس هذا المعرض في "ألمانيا" في عام 1949؛ إذ يمتد على مساحة 171790 متراً مربعاً، فهو المعرض الأهم على الإطلاق في العالم، ويلتقي فيه كبار الكتاب والناشرون والباحثون والفنانون والمبدعون في مختلف المجالات ومن مختلف البلدان والثقافات لتقام الندوات الثقافية والأدبية، كما يتم تحديد دولة بوصفها ضيف شرف في كل عام كي تسلط الضوء على الإنتاج الثقافي والأدبي لديها.
مثلاً في عام 2015 تم استضافة "إندونيسيا" وفي عام 2019 "النرويج"، أما عن موعد إقامته فينطلق معرض فرانكفورت الدولي في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، ويُعَدُّ هذا المعرض فرصة للترويج للمنتجات المتعلقة بالمعرفة، فيتم عقد صفقات الشراكة أو البيع والشراء للمنتجات ولحقوق الطباعة والنشر؛ إذ يُعَدُّ نصف زوار المعرض من التجار ممن يزورون المعرض بغاية عقد الصفقات.
2. معرض غودالاخارا الدولي للكتاب:
انطلق منذ عام 1987 وهو من أكبر معارض الكتب في أمريكا اللاتينية وأكبر المعارض في العالم بعد معرض فرانكفورت، ويُعَدُّ حدثاً ثقافياً هاماً يقام سنوياً في "المكسيك" في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، وهو أكبر المعارض التي تنشر باللغة الإسبانية، ويزوره ما لا يقل عن 500 ألف زائر، ويتم أيضاً استضافة دولة بوصفها ضيف شرف سنوياً، كما يتم تنظيم المسابقات خلال المعرض وتوزيع الجوائز.
3. معرض هونغ كونغ الدولي للكتاب:
الذي يُقام عادة مرة سنوياً في منتصف شهر تموز/ يوليو في "هونغ كونغ" في دولة "الصين" منذ عام 1990 حتى وقتنا الحالي؛ إذ أصبح حدثاً رئيساً على مستوى قارة آسيا ككل؛ نتيجة زيادة عدد الزوار والجهات المشاركة سنوياً، ففي البداية كان العدد لا يتجاوز 149 زائراً سنوياً، لكن وصل العدد إلى مليون زائر بعد عام 2009.
في كل دورة من دورات المعرض يتم التركيز على نوع من الأدب، فمثلاً إحدى دوراته كانت برعاية الأدب الرومانسي، وتم البحث عن الحب في الروايات القديمة المكسيكية.
4. معرض لندن الدولي للكتاب:
الذي انطلق منذ عام 1971 تقريباً وزاد حجمه على مدار السنوات ليصبح ثاني أهم معرض للكتاب في أوروبا، ويشارك في هذا المعرض نحو 25000 ناشر وأديب ومسؤولي المكتبات وإعلاميين من دول مختلفة.
على الرغم من احتفاظ الكتاب الورقي بقيمته في معرض لندن، إلا أنَّ التجديد الذي يحدث فيه باستمرار أدى إلى إعداد جناح للتكنولوجيا الحديثة فيه؛ إذ اهتمت دورة 2015 بالقراءة الإلكترونية عن طريق الأجهزة الإلكترونية التي تتطور باستمرار والتي تسببت بزيادة معدل القراءة ونشر الكتب، كما اهتمت تلك الدورة بصناعة ألعاب الفيديو أيضاً.
5. معرض الولايات المتحدة الأمريكية /Book Expo/:
يُعقَد هذا المعرض في شهر أيار/ مايو من كل عام بدءاً من عام 1947؛ إذ كان يحمل اسم "مهرجان القراءة" ثم تم تغييره إلى الاسم الحالي في عام 1994 ويُعقَد في ولايات مختلفة، ففي عام 2008 عُقد في "لوس أنجلوس"، أما في عام 2016 عُقد في مدينة "شيكاغو"، ويُعَدُّ الحدث الأهم في الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ يتم فيه تسويق الأعمال الأدبية الشهيرة المكتوبة باللغة الإنجليزية، كما أنَّه يهتم بالأعمال المترجمة إلى اللغة الإنجليزية، فمثلاً اهتم بإحدى دوراته بالأعمال الصينية المترجمة إلى الإنجليزية واحتفى بالثقافة الصينية أيضاً.
6. معرض الهند الدولي للكتاب:
هو من أقدم المعارض في قارة آسيا؛ إذ يعود تأسيسه إلى عام 1972 ويقام في "نيودلهي"، ويتم نشر ما يقارب 90 ألف عنوان سنوياً وبلغات متعددة تصل إلى 18 لغة، وهذا جعل المعرض يجذب الكثير من الزوار من دول مختلفة وصل عددهم إلى مليون زائر تقريباً كونه يُعَدُّ حضناً لثقافة العالم، ويستضيف إحدى الدول بوصفها ضيف شرف، ففي عام 2019 كانت "الشارقة" هي ضيف الشرف وكان المعرض بعنوان "كتب للقراء ذوي الاحتياجات الخاصة".
7. معرض بيونس آيرس الدولي للكتاب:
الذي يقام سنوياً في شهر نيسان/ أبريل في عاصمة "الأرجنتين" مدينة "بيونس آيرس"، والذي تم تنظيمه من قِبل جمعية الكتاب الأرجنتينية غير الربحية، ويستمر لمدة ثلاثة أسابيع؛ لذلك يُعَدُّ من أطول المعارض من حيث المدة، كما أنَّه من أكبر المعارض للكتاب في الدول الناطقة بالإسبانية ويزوره ما يقارب مليون شخص سنوياً.
8. معرض بولونيا لكتب الأطفال:
يُقام سنوياً هذا المعرض منذ عام 1963 في شهر آذار/ مارس في مدينة "بولونيا" التي تقع في شمال "إيطاليا"، وهو المعرض المهني الرائد لكتب الأطفال في العالم؛ إذ يلتقي فيه الأدباء وكل المعنيين بإعداد كتب الأطفال ونشرها أيضاً، كما يتم تقديم العديد من الجوائز في هذا المعرض للناشرين ويتم أيضاً عرض أعمال رسامين مختارين من قِبل خبراء دوليين.
في الختام:
من الضروري التعرف إلى أهم معارض الكتب حول العالم؛ وذلك نظراً لأهمية المعارض الكبيرة في نشر الثقافة والإبداعات الأدبية في مختلف المجالات السياسية أو الفكرية أو الأدبية أو غير ذلك، إضافة إلى كونها فرصة تسمح لعشاق القراءة باكتشاف تطورات عالم الكتب، والتي تجعل بعض الناس يسافر من مكان إلى مكان كي يحظى بحضور هذه المعارض ويستمتع بفعالياتها الثقافية التي تخلق جواً من التفاعل الفكري بين البلدان والثقافات المختلفة، فضلاً عن أهمية المعارض من الناحية الاقتصادية، فهي من الوسائل الرئيسة للتطوير الاقتصادي في البلدان المقامة بها، وهذا ينعكس إيجاباً على حياة المواطن.
توجد العديد من المعارض المشهورة على مستوى العالم منها معارض عربية كمعرض القاهرة والرياض والشارقة وأبوظبي، ومنها ما هو عالمي مثل معرض فرانكفورت في ألمانيا الأضخم في العالم ومعرض غودا لاخارا في المكسيك الأكبر في قارة أمريكا الشمالية ومعرض هونغ كونغ الحدث الرئيس في قارة آسيا، أما الأقدم في قارة آسيا فهو معرض الهند الدولي ومعرض لندن، ومعرض (Book Expo) الأهم في الولايات المتحدة الأمريكية، وأما للطفل فيوجد معرض مخصص له في مدينة بولونيا الإيطالية.