أهم 4 أخطاء في تطبيق قاعدة 80/20

ينص مبدأ 80/20 -المعروف بمبدأ "باريتو" (Pareto Principle)- على أنَّ 80% من النتائج تأتي بسبب 20% من المدخلات، وقد وضع هذه القاعدة الاقتصادي الإيطالي "فيلفريدو باريتو" (Vilfredo Pareto)، الذي لاحظ أنَّ 80% من ثروة إيطاليا في أيدي 20% من السكان.



تشير قاعدة 80/20 إلى عدم توازن التأثيرات، تماماً كما قد يكون لدى شخصٍ أضعاف ثروة شخصٍ آخر؛ وكما يمكن أن يُنفَق 10000 دولار أميركي في ساعةٍ واحدة على مشروعٍ حاسم، بينما قد يُكلِّف مشروعٌ آخر 20 دولاراً فقط في الساعة.

الهدف من استخدام قاعدة 80/20 هو تعظيم العشرين في المئة القوية، والحدُّ من الفاقد الذي يساوي ثمانين في المئة.

رغم شعبية هذه القاعدة، إلَّا أنَّ قلَّةً من الناس يفهمونها؛ إذ يمكن ملاحظة المئات من حالات سوء الفهم والارتباك التي تظهر عبر الإنترنت وفي وسائل الإعلام، والتي يرجع بعضها ببساطةٍ إلى عدم فهم معنى القاعدة، بينما يكون بعضها الآخر مجرد تهجمات غير عادلةٍ على هذا المبدأ المفيد.

فيما يلي أسوأ المحاولات لاستخدام قاعدة 80/20:

1. 80 + 20 = 100:

قد ترى الناس يحاولون عدة مرات إنشاء رسمٍ تخطيطي يوضح قاعدة 80/20، حيث يُسمَّى خُمسُ الرسم البياني الدائري بـ 20%، والأربعة أخماسٍ الباقية بـ 80%؛ وفي حين أنَّ أولئك الذين يتمتعون بمهارات الرياضيات الأساسية يمكنهم رؤية كيف يمكن أن يصل هذا إلى 100%، إلَّا أنَّ هذا الحساب يقوِّض ماهية القاعدة.

تنص قاعدة 80/20 على أنَّ 20% من المدخلات تخلق 80% من الناتج؛ فالمدخلات والمخرجات ليست هي نفسها، وبالتالي لا يمكن وضعها في المخطط الدائري نفسه.

يمكن تسمية قاعدة 80/20 بالسهولة نفسها بقاعدة 55/3 مثلاً، حيث يُنشَأ 55% من النتائج بناءً على 3% من المدخلات، وهنا لن يكون مجموع 3 و55 مساوياً لـ 100؛ ممَّا يناقض هذا الادعاء.

لا تركز هذه القاعدة على الأرقام فحسب، فكلٌّ من 80 و20 هي مجرد أمثلةٍ على نوعٍ واحد من التوازن غير المتكافئ، وحقيقة أنَّ هذه النسب قد تصل إلى 100 هي محض مصادفةٍ لا أكثر.

2. تُطبَّق قاعدة 80/20 بشكلٍ متكرر:

هناك حجةٌ قد تسمعها ضد قاعدة 80/20، وهي كالتالي: "إذا استمريت في تطبيق قاعدة 80/20، وقضيت على نسبة الهدر بنسبة 80%؛ فسوف ينتهي بك الحال في النهاية إلى لا شيء"؛ إنَّ الناس الذين جادلوا بهذه النقطة، شعروا بأنَّهم بارعون حرفياً باستخدام تفسيرٍ حسابي للقاعدة.

ومرةً أخرى، لا تشكل الأرقام هنا أيَّ أهمية؛ فالتطبيق الفعلي للقاعدة ليسَ حسابياً كما يبدو عليه؛ فعندما يكون لديك وقت محدود، لن تتمكَّن من أداء كلِّ مَهمَّة أمامك؛ لذا تقترحُ قاعدة 80/20 النظر في المهام التي يمكنك تنفيذها عادةً، واختيار أفضل 20% منها -أي المهام التي تحقق أكبر قدر من النتائج- والتركيز عليها؛ ومهما كان الوقت المتبقي، فمن الممكن أن يُنفَق هذا الوقت على نسبة 80% المتبقية من المهام الأقل إنتاجية.

إقرأ أيضاً: 7 طرق لتصبح محترفاً في تحديد أولويات المهام

3. طبِّق قاعدة 80/20 لتصل إلى الكمال:

هناك طريقةٌ أخرى يكون فيها تطبيق القاعدة خاطئاً، وهي عند بناء المهارات، فقد يستغرق الأمر سنتين كي تتقن 80% من المهارات في مهنتك، بينما يستغرق إتقان الـ 20% الأخيرة من المهارات كي تصبح محترفاً ثمانية سنواتٍ أخرى.

في حين أنَّ هذا الاستخدام للقاعدة عادلٌ إلى حدٍّ ما، لكن غالباً ما تتعارض النصيحة حول المهارات مع قاعدةِ 80/20؛ فبدلاً من التقليل من الحاجة إلى تلك الـ 20% الأخيرة، فإنَّك يجبُ أن تستثمر معظم وقتك لإتقان الـ 20% الأخيرة الأكثر أهمية.

الهدف من قاعدة 80/20 هو أنَّه يجب عليك تقليل 80% من المدخلات غير الفعالة؛ لكن هناك بالطبع أوقاتٌ لا تنطبق عليها هذه القاعدة، ويمكن أن يكون إتقان مهارةٍ ما واحداً من المجالات التي تكون فيها نصيحة 80/20 خاطئةً تماماً.

ومع ذلك، فإنَّ التوصية بعكسِ قاعدة 80/20 لا تجعلها قابلةً للتطبيقِ هُنا؛ حيثُ سيكون هذا مثل قول أنَّ نصيحة "في العجلة الندامة" هي ذاتها "من يتردد سيخسر".

إقرأ أيضاً: لماذا لا يمكنك الجمع بين السعي نحو الكمال وريادة الأعمال؟

4. "ولكن لا يزال يتعين علي القيام بذلك...":

إنَّ الحجَّة الرائجة ضد قاعدة 80/20 على هذا النحو: "بالتأكيد، بعض المهام أقلُّ قيمة من غيرها؛ ولكنَّ هذا لا يعني أن لا داعي لإنجازها".

قد تبدو الإجابة على رسائل البريد الإلكتروني أو إجراء مكالمات هاتفية أو عقد اجتماعات مضيعةً للوقت، ولكنَّك لا تزال بحاجةٍ إلى القيام بها، أليس كذلك؟

هذه الحجة فيها جزءٌ من الحقيقة، لكنَّها تخفي كذبةً أكبر؛ فالحقيقة هي أنَّ هناك أشياء يجب عليك القيام بها، رغم أنَّها ليست هامةً للغاية؛ فمثلاً: إذا توقفت عن الرد على رسائل البريد الإلكتروني، قد تفقدُ فرصاً أو تتدهور شبكتك المهنيةُ أو تفقد رسائل هامة. لكنَّ الكذبة هي أنَّها تدعي أنَّه لا يمكنك ضبط الوقت الذي تقضيه على كلِّ مَهمَّة؛ فإذا لم يكن البريد الإلكتروني يهمك، فيجب أن يكون هدفك تقليل الوقت الذي تقضيه في قراءته والرد عليه، لا إلغاء المَهمَّة من أساسها؛ وإذا لم تصبَّ الاجتماعات في مصلحةِ الشركة، فيجب أن يكون لديك اجتماعاتٌ أقصر وأقل؛ وإذا كانت يداك مقيدتان حقاً ولا يمكنك التحكم بكيفية قضاء وقتك، فما الفائدة من قراءة مواقع الانتاجية مثل موقعنا على أيِّ حال؟

كيف تستخدم قاعدة 80/20 استخداماً واقعياً؟

اختر مجالاً من حياتك تشعر فيه بوجود خللٍ في التوازن؛ فعلى الرغم من أنَّ هذا لن يكون صحيحاً في جميع المجالات، ولكنَّ العديد من المواقف غير متوازنة، خصوصاً فيما يتعلق بالمال والوقت والصحة، وربَّما العلاقات.

ثمَّ حاول تحديد أهم 10 أو 20 أو 40 في المئة من المدخلات التي تنشئ معظم نتائجك؛ فقد يشكل الوقت الذي يُولِّد أكبر عائد لك نسبة 10% من مجمل وقتك، ويمكن أن تكون 40% من علاقاتك هي التي تخلق السعادة لك.

بعد الانتهاء، ابحث عن طرائق للتأكيد على النسب الرئيسة، واقضِ مزيداً من الوقت في تلك الأنشطة، وضعها أولاً في جدول أعمالك، واجتمع مع أصدقائك، واستثمر مزيداً من أموالك في الأشياء التي توفِّر لك الراحة أو السعادة.

أخيراً، ابحث عن طرائق لتقليل أو إلغاء الباقي، وتخلَّص من الأنشطة التي ليس لها مردودٌ مرتفع، وتوقَّف عن قضاء الوقت في العلاقات التي لا تخلق لك قيمةً كافية، وتوقف عن إهدار المال على الاستثمارات التي لا تمنحك نوعية حياةٍ أفضل.

 

المصدر




مقالات مرتبطة