أنواع الحواسيب
تنتشر أنواع الحواسيب في الوقت الراهن لدرجة أصبح من المستحيل تخيُّل الحياة دون كمبيوتر، فهي تساعد في الأعمال وتؤدي دوراً في الترفيه؛ لذا سنستعرض في هذا المقال أبرز أنواع الحواسيب وكيفية تصنيفها.
أنواع الحواسيب:
تعدَّدت أنواع الحواسيب؛ إذ تجاوز مصطلح الحاسوب ليُطلَق على أي جهاز يحتوي على معالج دقيق، فلم يَعُد يقتصر على جهاز يتلقى مدخلات من المستخدم عبر الماوس أو لوحة المفاتيح، ويعالجها بطريقة معينة ثمَّ يعرض النتيجة على الشاشة، كما تطورت الأجهزة والبرامج داخل الحواسيب تطوراً سريعاً جداً في العقود القليلة الماضية، فلم تَعُد ضخمة كما كانت في أوائل الثمانينيات؛ إنَّما أصبحت أجهزة لوحية مزودة بشاشة تعمل باللَّمس في الوقت الحاضر، كما أصبحت الحواسيب الحديثة أكثر ترابطاً من خلال انتشار الإنترنت وتقنيات الويب المختلفة، وهذا عمل على تغيير الجهاز نفسه.
فقد تطوَّرت أجهزة المودم الخاصة بالطلب الهاتفي إلى اتصالات WiFi والنطاق العريض لتصفح الإنترنت، وتُوصَف أنواع الحواسيب المختلفة بمصطلحات عديدة قد تشير إلى حجم الحاسوب أو استخداماته أو قدرته، ومن أبرز أنواعه:
1. الكمبيوتر الشخصي PC:
الكمبيوتر الشخصي (PC) من أنواع الحواسيب مُصمَّم ليستخدمه شخص واحد، مثل أجهزة iMac وWindows.
كشفت شركة IBM الرائدة في مجال التكنولوجيا عام 1981 عن أول حاسوب لها، واعتمد على MS-DOS، ثم تبعتها شركة Apple عام 1983، فأنشأت أول حاسوب ذات واجهة (GUI) وهو Lisa، ثمَّ تطوَّرت المكونات الهامة، بما يتضمن وحدات المعالجة المركزية وذاكرة الوصول العشوائي بسرعة، لتجعل الحواسيب أسرع وأكثر كفاءة، ثم أطلقت Compaq عام 1986 وحدة المعالجة المركزية 32 بت في 386 جهاز، كما احتلت إنتل مكاناً في تاريخ الحاسوب عام 1993 مع أول معالج بنتيوم، وفي الوقت الراهن تحتوي الحواسيب الشخصية على شاشات تعمل باللَّمس، وتتضمَّن أنواع الاتصال كلها، بما في ذلك Bluetooth وWiFi، وأحدث أنظمة التشغيل.
شاهد بالفيديو: كيفية إنشاء كود الاستجابة السريعة QR code
2. سطح المكتب:
ظلَّ حتى منتصف الثمانينيات لدى المستخدمين خيار واحد للحاسوب الشخصي له تنسيق سطح المكتب ومجهز بشاشات كبيرة CRT، وهذا يجعلها مزدحمة بمساحة مكتبك، وتوفِّر معظم الحواسيب المكتبية طاقة وتخزيناً كبيرَين، كما تمتاز بالاستخدامات المتعددة وبكلفة أقل.
أصبحت الحواسيب المكتبية في الوقت الحالي أرخص بكثير ممَّا كانت عليه منذ 20 عاماً، فلا يتجاوز ثمنها مئات الدولارات، في حين كانت آلاف الدولارات في الثمانينيات، لكن عام 2017 انخفضت مبيعات الحواسيب المكتبية في دول العالم كلها إلى أقل من 100 مليون.
3. الحواسيب المحمولة:
الحواسيب المحمولة هي أجهزة محمولة تدمج الشاشة ولوحة المفاتيح وجهاز التأشير أو كرة التتبع والمعالج والذاكرة ومحرك الأقراص الثابتة في جهاز واحد ويعمل بالبطارية، وهو أكبر من غلاف الكتاب؛ إذ حلَّت الحواسيب المحمولة مكان الحواسيب المكتبية لتكون حاسوب العمل المفضل؛ إذ لم يستطع المهندسون تكثيف الأنظمة المعقدة في حاسوب في صندوق محمول؛ لكنَّه كان أول حاسوب محمول تجاري حقيقي بعيداً عن الأجهزة الرشيقة التي تزدحم متاجر البيع بالتجزئة اليوم فيها.
ثُمَّ بِيعَ Osborne 1 الذي أُصدَر عام 1981 نحو 1800 دولار، وكان يأتي مع ذاكرة تبلغ 64 كيلوبايت، ويَزِن نحو 24 رطلاً، وشاشة 5 بوصات (12 سم)، لكن حسَّن المصنعون شكل الحواسيب المحمولة ومظهرها بعد ذلك بعامين فقط، فأصدروا طراز TRS-80 من راديو شاك بتعبئة مكوناته في إطار 4 أرطال؛ لكنَّه يفتقر إلى القوة، ثم جاء UltraLite من NEC ليحطِّم الحواجز؛ إذ جمع كفاءة الحوسبة الحقيقية في أول حاسوب محمول خفيف جداً، فقد كان يزن 5 أرطال فقط.
4. النت بوك والأجهزة اللوحية:
الأجهزة اللوحية هي من أنواع الحواسيب المحمولة أصغر حجماً بكثير من الحواسيب المحمولة التقليدية، ويبلغ ثمنها نحو 200 دولار، فهي أرخص من أي حاسوب محمول جديد؛ لكنَّ هذه المكونات الداخلية أقل قوة من مكونات الحواسيب المحمولة العادية.
ظهرت أجهزة Netbooks لأول مرة في عام 2007 بصفتها وسيلة للوصول إلى الإنترنت والتطبيقات المسندة إلى الويب من البريد الإلكتروني إلى تدفق الموسيقى والأفلام إلى تصفح الويب، وتمتلك شاشات صغيرة بحدود 6 أو 7 بوصة، وسعة تخزين صغيرة بحدود 64 جيجابايت كحد أقصى؛ لكنَّها تفتقر لمنافذ البيانات مثل منفذ USB أو HDMI، كما في الحواسيب التقليدية.
ثمَّ حلَّت الأجهزة اللوحية محل النت بوكس وهي أجهزة رفيعة ومسطحة تشبه الإصدارات الأكبر من الهواتف الذكية، وصُنعَت لأول مرة عام 2000 من قبل Lenovo، وقد نشرتها Apple عام 2010 بإصدار iPad.
ميزات الحواسيب اللوحية وعيوبها:
لا تستطيع الحواسيب اللوحية حمل الأعباء الثقيلة مثل تطبيقات الرسومات أو الألعاب القوية، إضافة إلى نتيجة المعالجات البطيئة نوعاً ما والذاكرة القليلة.
كما أنَّها لا تمتلك مراوح داخلية كما في الحواسيب؛ لذا يجب الاعتماد على المعالجات منخفضة الأداء كي لا تستخدم قدراً كبيراً من الحرارة أو طاقة البطارية؛ لكنَّها تتميز بعمر بطارية أطول إضافة إلى إمكانية القيام بنشاطات شبيهة بالهواتف الذكية، مثل التقاط الصور وممارسة الألعاب، وتتيح الرسم باستخدام قلم، وبعضها يأتي مع لوحة مفاتيح متصلة أو قابلة للفصل، وهذا يجعلها تجمع بين عالَمي الحاسوب اللوحي والكمبيوتر.
تستخدم الأجهزة اللوحية القديمة أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة نفسها؛ لكنَّ الأحدث تستخدم نظام تشغيل كامل مثل نظام Micrsoft Windows 10.
5. أجهزة الكمبيوتر النقالة:
كانت الحواسيب المبكرة في القرن العشرين تحتاج إلى غرف كاملة، ثم صَغُرَ حجمها لتوضع في جيب بنطالك مباشرةً وزادت قوة المعالجة فيها، وتُعدُّ الحواسيب المحمولة مثل الهواتف الذكية وأجهزة المساعد الرقمي الشخصي (PDA) من الأجهزة الشهيرة في الوقت الحالي؛ إذ ظهرت أجهزة (PDA) لأول مرة في تسعينيات القرن الماضي، وكانت عبارة عن حواسيب مدمجة بإحكام، وتستخدم غالباً ذاكرة فلاش بدلاً من محرك أقراص ثابت للتخزين.
لا تحتوي تلك الحواسيب على لوحات مفاتيح؛ لكنَّها تعتمد على تقنية شاشة اللمس لإدخال المستخدم، وكانت أجهزة (PDA) أصغر حجماً من الروايات ذات الغلاف الورقي، ولها وزن خفيف جداً مع عمر بطارية لا بأس به، وكانت مثل أجهزة الانتقال إلى التقويمات والبريد الإلكتروني ووظائف المراسلة البسيطة؛ لكنَّها تلاشت مع بدء ثورة الهواتف الذكية.
تمزج الهواتف الذكية بما في ذلك iPhone وSamsung Galaxy بين ميزات الاتصال ووظائف (PDA) مع إمكانات الكمبيوتر كلها، كما تتميز بواجهات تعمل باللمس ومعالجات عالية السرعة وذواكر من جيجابايت ومختلف خيارات الاتصال، بما في ذلك Bluetooth وWi-Fi وكاميرات ثنائية العدسة وأنظمة صوت ذات جودة عالية.
6. محطة العمل:
يُعرَّف حاسوب محطة العمل بأنَّه حاسوب مكتبي مزود بمعالج قوي وذاكرة كبيرة ومُحوِّلات رسومات متطورة وقدرات محسَّنة، مما يجعله يؤدي مجموعة خاصة من المهام، بما في ذلك الرسومات ثلاثية الأبعاد وتطوير الألعاب.
تشبه حواسيب محطة العمل الحواسيب المكتبية العادية، فهي مُخصَّصة للمستخدمين الفرديين؛ لكنَّها أسرع منها، وعادةً ما تشتريها بعض الشركات لموظفيها، بما يتضمن الشركات الهندسية وشركات الوسائط المتعددة والحواسيب الشخصية العملاقة.
تحتوي هذه الحواسيب على محركات أقراص ثابتة عديدة للحفاظ على أمان البيانات، إضافة إلى وحدات معالجة مركزية ومحركات أقراص صلبة بسعات كبيرة، ورغم شعبية محطات العمل؛ لكنَّها تراجعت نتيجة زيادة قوة أجهزة الكمبيوتر العادية.
7. الخادم:
الخادم هو من أنواع الحواسيب حُسِّنت لتقدم خدمات لأجهزة الكمبيوتر الأخرى عبر الشبكة، وتحتوي عادة على معالجات قوية وذواكر عديدة ومحركات أقراص ثابتة كبيرة.
يوفِّر الخادم طاقة الحواسيب من خلال شبكة محلية (LAN) أو عبر الإنترنت، وتعتمد عليها الشركات الصغيرة والكبيرة لتوفير المعلومات وأوامر المعالجة وتتبُّع بيانات الشحن وحل الصيغ العلمية وغير ذلك، وعادةً تُخزَّن على رفوف في غرفة خادم مخصَّصة تشبه المستودعات في بعض الشركات.
مكونات الخادم:
تحتوي الخوادم على مكونات كمبيوتر نموذجية، بما يتضمن اللوحات الأم وذاكرة الوصول العشوائي وبطاقات الفيديو وإمدادات الطاقة واتصالات شبكة واسعة، لكن ليس لديهم شاشات مُخصَّصة؛ إنَّما يستخدم العاملون في مجال تكنولوجيا المعلومات شاشة واحدة لتكوين خوادم عديدة والتحكم فيها، وتجمع بين قوتها لتحصل على سرعة أكبر مما مضى.
8. حاسب مركزي:
كانت الحواسيب المركزية في بدايات الحوسبة حواسيب ضخمة تملأ غرفة كاملة، لكن نتيجة تقلُّص حجمها وزيادة قوتها، فلم يُعدْ مصطلح الكمبيوتر المركزي يُستخدَم لمصلحة خادم المؤسسة؛ إنَّما أصبح لوصف الآلات الضخمة التي تعالج ملايين المعاملات في الشركات الكبيرة.
9. حاسوب عملاق:
يكلِّف هذا النوع من الحواسيب مئات الآلاف أو ملايين الدولارات، بُنيَت أجهزة الكمبيوتر العملاقة الأكثر شهرة بواسطة Cray Supercomputers، ومع أنَّ بعض الحواسيب العملاقة هي أنظمة كمبيوتر فردية، فإنَّ معظمها يتكون من حواسيب عالية الأداء تعمل بالتوازي بصفتها نظاماً واحداً.
تتمتع الحواسيب العملاقة بقوة حاسوبية كبيرة لأشد العمليات الحسابية الصناعية والعلمية، كما تُعدِّلها كل عام لتوفير أقصى درجات موثوقية البيانات.
كما أنَّها أسرع أنواع الحواسيب فقد صُمِّمت بسرعة معالجة فائقة، وعادةً تجدها في أماكن تشكِّل فيها السرعة مصدر قلق حيوي بصفتها مراكز الأبحاث الذرية أو وكالات التجسس أو المعاهد العلمية أو محطات التنبؤ بالطقس.
10. أجهزة قابلة للارتداء:
تُعَدُّ الأجهزة القابلة للارتداء أحدث أنواع الحواسيب؛ لمرونتها وإمكاناتها المشوشة للعقل، وتشمل الساعات الذكية، وكذلك النظارات الذكية والأحزمة الذكية وأجهزة مراقبة النوم وأجهزة تتبُّع معدل ضربات القلب وسماعات الأذن الذكية.
الساعات الذكية هي من أنواع الحواسيب القابلة للارتداء؛ إذ تُدمَج تطبيقات الكمبيوتر الشائعة، بما يتضمن البريد الإلكتروني وقاعدة البيانات والوسائط المتعددة والتقويم المجدول في الساعات والهواتف المحمولة والأقنعة وحتى الملابس، وتستهدف المتحمسين في الهواء الطلق وعشاق اللياقة البدنية، فهي تسمح لهم بتتبُّع موقعهم والسعرات الحرارية المحروقة والخطوات والسرعة وما إلى ذلك.
في الختام:
تشهد أنواع الحواسيب تطورات مستمرة كل عام لتقدِّم للمستخدم تجربة أكثر إفادة من خلال الميزات التي تقدِّمها.