أنواع التلوث البيئي وأسبابه، وأهم طرق الحفاظ على البيئة

أنواع التلوث البيئي كثيرة، فعندما نتحدّث عن البيئة فإننا نقصد التحدّث عن كل ما يُحيط بالإنسان من ماء، وهواء، ونبات، وعندما نتحدّث عن التلوّث البيئي فإنّنا نشير بشكلٍ مباشر إلى تلوث كل هذه الأشياء التي تحيط بالإنسان وبالتالي إصابته بالعديد من الأمراض الخطيرة والأوبئة القاتلة، فيما يلي سنتحدث عن تعريف التلوث البيئي انواعه واسبابه واثاره، وأهم الطرق التي تساعد في الحفاظ على البيئة.



العلاقة بين الإنسان والبيئة:

الانسان و البيئة

إنّ علاقة الإنسان بالبيئة علاقة قويّة ومتينة وقديمة أي منذ أول ظهور للإنسان على هذهِ الأرض، وقد اهتم العديد من الفلاسفة والحُكماء بموضوع البيئة فتحدثوا عنها في دراساتهم وبعض نظرياتهم مثل:

1- نظرية الحتميّة البيئيّة:

وتقول هذهِ النظرية بأنّ الإنسان يخضع للبيئة التي يعيش بها وهي التي تسيطر عليه وتتحكم فيه وليس العكس، فمثلًا يتمتع الإنسان الذي يعيش في بيئة جبليّة بساقَيْن ذاتَيْ عضلاتٍ قويّةٍ وصلبة، ويتمتّع الإنسان الذي يعيش في بيئة بحريّة بيدَيْن ذاتَيْ عضلات قوية.

2- نظرية ابن خلدون:

أمّا ابن خلدون فقد فسر علاقة الإنسان بالبيئة بحسب تأثير المناخ على البشر، وتأثير المناخ كذلك على ألوان الشعوب، كما تحدث عن الأقاليم الجغرافية وتأثيرها في حياة الإنسان.

3- نظرية أرسطو:

تحدث أرسطو في بعض كتاباتهِ عن موضوع البيئة وتأثيرها الكبير في الإنسان، حيثُ قال بأنّ سكان المناطق الباردة في أوروبا يتميزون بالشجاعة والقوة ولكنّهم غير ماهرين بالإدراة والتنظيم، أمّا سكان آسيا يتميزون بفكرهم ومهارتهم الفنيّة لكنهم يفتقرون إلى الجرأة.

4- نظرية هيبوقراط:

تحدث هذا الفيلسوف في كتابه الجو والماء والأقاليم عن موضوع تأثير البيئة في صفات الإنسان وشكله العام، حيث قال أنّ سكان الجبال يتصفون بالشجاعة وطول القامة والصفات الحميدة، بينما يتصف سكان الأقاليم الجافة بنحافة القامة وحب السيطرة.

أنواع البيئة ومكوناتها:

أنواع البيئة:

البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان من ظاهرات أو مكونات طبيعية حية أو غير حية، فالهواء الذي يتنفسه والماء الذي يشربه، والأرض التي يسكن عليها ويزرعها، وما يحيط به من كائنات حية أو من جماد هي عناصر البيئة التي يعيش فيها، وهي الإطار الذي يمارس فيه نشاطاته المختلفة. فهي المصدر الأساسي لاستمرار الحياة البشرية على سطح الكرة الأرضية، ومن خلالها يُؤمّن الإنسان حاجياته من غذاء، ونقل، وصناعة، وغيرها من الأمور، كما أنّه يحاول استغلال جميع الموارد البيئية بما يخدم منفعته. وهي:

  1. بيئة مادية كالهواء، الماء، والأرض.
  2. بيئة بيولوجيّة كالنباتات، الحيوانات، والإنسان.

مكونات البيئة:

  1. عناصر حية: مثل عناصر الإنتاج كالنباتات، وعناصر الاستهلاك كالإنسان والحيوان، وعناصر التحليل مثل البكتيريا وباقي أنواع الحشرات.
  2. عناصر غير حية: مثل الهواء، والماء، والشمس، والتربة.
  3. الحياة والأنشطة: وهي الممارسات التي يتم ممارستها في نطاق البيئة.

تعريف ظاهرة التلوث البيئي:

التلوث البيئي هو إدخال الملوِّثات إلى البيئة الطبيعيّة ما يتسبّب في إلحاق الضرر بها وبكل الكائنات الحية التي تعيش فيها، وهذهِ الملوثات تكون بأشكالٍ مختلفة صلبة، وسائلة، وغازيّة، أو تكون على شكل طاقة كالحرارة، أو الصوت، أو أي نشاط إشعاعي يتجاوز النسبة التي يُمكن للبيئة أن تخزنها.

مستويات واشكال التلوث البيئي:

  1. تلوث بسيط وغير خطير يُمكن للإنسان أن يتعايش معهُ دون أن يُلحق الضرر بهِ لأنّه لا يُحدِث خللاً في التوازن البيئي.
  2. التلوث البيئي الخطير الذي يتركُ بعض الآثار السلبيّة على البيئة والإنسان ويتطلب التدخل السريع لعلاجه والقضاء عليهِ.
  3. التلوث البيئي الذي يُدمر البيئة والبشر بشكلٍ كامل نتيجة حدوث خلل كبير في التوازن البيئي، وهذا النوع من التلوث يتطلب العديد من السنوات لكي يُعالج بشكلٍ صحيح.

أضرار التلوث البيئي:

  1. تآكل طبقة الأوزون في الجو، بسبب ضعف الغلاف الجوي الناتج عن تجمع الغازات الضّارة.
  2. ازدياد ظاهرة الاحتباس الحراري.
  3. تصحر الأرض وفقر التربة من المواد المعدنية المفيدة.
  4. تقلبات المناخ وعدم الاستقرار في درجات الحرارة.
  5. اختفاء أنواع عديدة من النباتات، وانقراض الحيوانات.
  6. تلوّث مياه البحر ومياه الأنهار والشرب، وموت الكثير من المخلوقات البحريّة.

أسباب التلوث ونتائجه:

إنّ التقدم الصناعي الكبير الذي نواكبه، وعلى الرغم من إيجابياته الكثيرة إلا أن له سلبيات كبيرة، ومن أهم تلك السلبيات هو التلوث البيئي الذي يعاني منه العالم؛ إذ يعود سبب التلوث البيئي المرتفع في مختلف بقاع العالم، وخاصة في المجتمعات التي تعتمد على الصناعة في دخلها القومي إلى ارتفاع نسب الغازات السامة الموجودة في الجو، وكثرة النفايات التي تصبّ في البحار والأنهار ومجاري المياه العذبة، إضافة إلى تلوث التربة من مخلفات الصناعة، وهذا له نتائج كارثية على جودة الهواء الذي تتنفّسه الكائنات الحية، وعلى جودة المياه، وكذلك أثر ذلك التلوث البيئي على الأراضي الزراعية التي انخفض مردودها في تلك الأماكن الموبوءة بالتلوث.

أنواع التلوث البيئي:

توجد ثلاثة أنواع للتلوث البيئي وهي:

  1. تلوث الماء.
  2. تلوث الهواء.
  3. تلوث التربة.

وأهم انواع التلوثات، هي:

1. التلوث الهوائي:

وهو التلوث الذي يحدثُ نتيجة تجمع بعض المواد الصلبة والسائلة والغازية في الهواء، مما ينعكس سلبًا على حياة الإنسان وعلى كل الكائنات الموجودة على الأرض بما فيها الحيوان والنبات.

أهم أسباب التلوث الهوائي:

  1. الأسباب الطبيعيّة التي تنتج عن البراكين، والعواصف الترابيّة، وحرائق الغابات.
  2. أسباب صناعية متعلقة بصناعة النفط، والصناعات الأسمنتيّة وصناعة الأسمدة، وصناعات النسيج والغزل، ووسائل المواصلات، والمبيدات الحشرية.
  3. الأسباب الإشعاعيّة الناتجة عن استخدام الأسلحة النووية، ومخلفات النفايات النووية، والمفاعلات الذرية.
  4. الأسباب الحيويّة التي تمثل الأحياء الدقيقة من جراثيم وبكتيريا.
  5. النشاط السكاني الذي يتعلق بمخلّفات المنازل من مواد غازية وصلبة وسائلة.

الآثار السلبيّة التي تنتج عن تلوث الهواء:

  1. إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض الخطيرة التي تتسببُ بالوفاة في كثيرٍ من الأحيان كأمراض السرطان، أو بأمراضٍ دائمة ترافقه مدى الحياة كأمراض الربو، والقلب.
  2. تآكل الغطاء النباتي وحدوث تغيرات غير طبيعيّة في أشكال النباتات وألونها.
  3. موت العديد من الحيوانات وانقراضها.
  4. تآكل المباني السكانيّة وتلفها.
  5. مشاكل اقتصاديّة متعلقة بارتفاع تكاليف علاج المرضى الذين يُعانون من التلوث الهوائي، وتلف المحاصيل الزراعيّة والمنتجات الحيوانيّة.

نصائح للتخلص من التلوث الهوائي:

  1. إجبار المصانع والمعامل على إقامة وحدات فلترة لمعالجة المخلفات الغازية والغبارية.
  2. الاعتماد على استخدام البنزين الخالي من الرصاص، والمازوت الخالي من الكبريت.
  3. التأكد من سلامة محركات وسائل النقل الخاصة والعامة.
  4. بناء المصانع في أماكن بعيدة عن المدن والتجمعات السكانية.
  5. معالجة مياه الصرف الصحي.
  6. استخدام المبيدات والأسمدة ذات المصدر العضوي بدلًا من الكيميائي.
  7. التشجيع على زراعة الأشجار والنباتات الخضراء.
  8. مكافحة التدخين بأشكالهِ المختلفة والتوعيّة إلى الأضرار التي يُلحقها بالإنسان والبيئة.

2. التلوث المائي:

التلوث المائي

من أخطر صور التلوث، إذ تشيرُ الإحصاءات العالمية إلى أنّ الملايين من الأشخاص يموتون سنويًاً في العالم بسبب التلوث المائي الذي يحدث نتيجة تغيرٍ فيزيائيٍّ أوكيميائي ممَّا يؤثرُ سلبًا في حياة الكائنات الحية.

أنواع التلوث المائي:

  1. تلوث المياه الطبيعي الذي يحدثُ نتيجة تغيُّرٍ في الخصائص الطبيعيّة للمياه، بحيثُ تصبح غير صالحة للاستهلاك البشري، كتغير درجة ملوحتها، وارتفاع نسبة بعض المركبات الضّارة فيها، مما يؤدي إلى تغيُّر لونها ورائحتها.
  2. تلوث المياه الكيميائي الناتج عن تواجد مواد ومركبات سامة في المياه كالرصاص، والمبيدات الحشريّة، والزئبق، مما يؤدي إلى موت الكائنات الحيّة وإصابتها بالأمراض الخطيرة.
  3. تلوث المياه عبر الصرف الصحي، حيث يحدث هذا عندما تقوم بعض الجهات المختصة بتصريف مياه الصرف الصحي في المياه المخصَّصة للشرب، وهذا يؤدي إلى انتشار البكتيريا الضّارة فيها لا سيما السلامونيلا القاتلة التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق الشرب والاستحمام.
  4. تلوث المياه بالنفط الذي يتسرب إليها عن طريق الأنابيب والناقلات البحريّة، وينتقل التلوث إلى الإنسان عندما يتناول من الكائنات البحريّة فيؤدي ذلك إلى إصابته بالسرطانات الخطيرة.
  5. تلوث المياه بالمبيدات الحشريّة والأسمدة عندما يتم تصريف تلك المواد في المياه دون تدويرها بشكلٍ صحيح.

نصائح لعلاج تلوث المياه:

  1. بناء المنشآت الخاصة لمعالجة المياه الملوَّثة.
  2. سَنُّ القوانين والتشريعات الصارمة للمحافظة على المياه ومنع استغلالها بشكلٍ سلبي.
  3. إنشاء جمعيات خاصة لنشر الوعي حول أهمية الحفاظ على المياه من التلوث.
  4. مراقبة الأنهار والبحيرات المغلقة وكافة المسطحات المائيّة لمنع وصول المواد الضّارة لها.
  5. فصل الأنابيب الخاصة بمياه المجارير عن الأنابيب التي ترتبطُ مع مياه البحر والمحيطات، وصيانة هذهِ الأنابيب بشكلٍ دوري.
  6. التخلص من بقايا النفط الموجودة في المياه عن طريق السحب أو الحرق.
  7. تخصيص مناطق معينة لتفتيت مخلفات المنازل والنفايات في أماكن بعيدة جداً عن مصادر المياه.
  8. البحث عن وسيلة مناسبة لدفن المخلفات النووية في أعماق بعيدة عن المياه الجوفيّة للحفاظ على نظافة الماء المخزّن في طبقات الأرض.

3. تلوث التربة:

تلوث التربة

يحدث تلوث التربة نتيجة دخول بعض العناصر الغريبة والضارة إليها، مما يتسبب في تغيُّر عام في الخصائص الفيزيائيّة والكيميائيّة والبيولوجية للتربة وينعكسُ سلبًا على حياة الإنسان والحيوان والنباتات وصحتها.

أسباب تلوث التربة:

  1. التلوث الكيميائي الذي يحدث نتيجة استخدام المزارعين للأسمدة الكيميائيّة، والمُخصبات الكيماوية، والمبيدات الحشريّة، بطريقةٍ خاطئة، دون أن يتبعوا شروط الحماية، وهذا ما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالتربة كقتل هذه المواد لبعض البكتيريا الضروريّة مما يفقد التربة خصوبتها وسلامتها.
  2. الطرق الخاطئة في التخلّص من النفايات والفضلات المنزليّة، كأن تقوم الجهات المختصة بدفن هذه الفضلات في التربة، مما يؤدي إلى تحللها داخلها وتسربها إلى المياه الجوفيّة والنباتات وإلحاق الضرر بالإنسان والكائنات الحية التي تتغذى عليها.
  3. كثافة الأمطار الحمضيّة والمواد المُشعة التي تنتج بسبب الإنفجارات النووية، التي تتسربُ إلى التربة وتؤدي إلى تلوثها.
  4. استخدام المياه المالحة لري الأراض الزراعيّة مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالتربة نتيجة عدم التوافق في نسبة الأملاح المُحددة الموجودة في مياه الري مع مجموعة المعادن الموجودة في التربة.
  5. استخراج المعادن والوقود الأحفوري، والعمليات الصناعيّة التكنولوجيّة المُستمرة في التربة.
  6. قطع الأشجار بشكلٍ عشوائي، مما يؤدي إلى تآكل التربة.
  7. التغيُّرات المناخيّة التي تؤدي إلى إزالة الغابات، وزيادة ظاهرة الاحتباس الحراري الذي ينعكس على صحة التربة بشكلٍ سيئ.

نصائح مهمة للتخلص من مشكلة تلوث التربة:

  1. اتباع الطرق الصحيّة للتخلّص من النفايات الصلبة والمخلفات المنزليّة، كإعادة تدويرها مثلًا.
  2. التقليل قدر المستطاع من استخدام المُبيدات الحشريّة، والزراعيّة، ومن استخدام المُخصبات الكيماويّة، والاعتماد فقط على استخدام المُبيدات والأسمدة التي تتحلل بشكلٍ سريعٍ في التربة.
  3. نشر الوعي العام حول أهمية التربة وطرق الحفاظ على نظافتها وحمايتها من التلوث.
  4. زراعة الأشجار والأعشاب التي تساهم في تأمين التربة السطحيّة لأنّ أوراق الأشجار تقوم بامتصاص الماء الزائد، كما تساعد جذور الأشجار على تثبيت التربة ومنعها من الانجراف.
  5. حفر قنوات خاصة لمياه الأمطار لتوجيهها ومنعها من الجريان السطحي الذي يؤدي إلى انجراف التربة.
  6. الحد من الرعي الجائر، ووضع قوانين تمنع التعدي على الثروة النباتيّة.

وسائل الحفاظ على البيئة:

الحفاظ على البيئة

  1. التقليل من استخدام السيارات ووسائل النقل، والاعتماد على السير وركوب الدراجات الهوائية.
  2. توفير الطاقة في المنزل لتقليل الإنبعاثات الصاردة من محطات الكهرباء.
  3. شراء أجهزة ذات كفاءة عالية في استهلاك الطاقة.
  4. استخدام النفايات الصلبة كمصدر لإنتاج الطاقة.
  5. الاعتماد على الطاقة الشمسية.
  6. استخدام وسائل الطبخ الآمنة والابتعاد عن استخدام الفحم الذي يؤدي إلى انبعاث الغازات الضّارة.
  7. عدم إشعال الحرائق في الغابات وعدم الشواء في المناطق العشوائيّة.
  8. عدم رمي النفايات وبقايا الأطعمة في مياه البحر والأنهار.
  9. وضع النفايات المنزليّة في الأماكن المخصصة لذلك مع الحرص على وضعها في أكياس محكمة الإغلاق لمنع انتشار البكتيريا والروائح الكريهة.

شاهد: 8 حلول للحد من ظاهرة التلوث البيئي

كما تتعدد مصار التلوث إذ يوجد كثير من مصادر التلوث المختلفة وهي:

  • أدخنة المصانع
  • المياه الملوثة الناتجة من الحمامات والمطابخ
  • غازات حرق النفايات.
  • المبيدات الحشرية.
  • الأسمدة الزراعية
  • مخلفات التعبئة والتغليف.
  • دخان السجائر
  • عوادم السيارات.
  • توجد ملوثات طبيعية مثل البراكين، وانبعاث الغازات الدفينة من باطن الأرض.

وفي النهاية نتمنى عزيزي أن تحرص على العناية بالطبيعة والبيئة التي تعيشُ فيها لكي تحمي نفسك وعائلتك وأهلك من الإصابة بالأمراض الخطيرة الناتجة عن التلوث البيئي.

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة