أفضل الوظائف التي لا تتأثر بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي

أن تكون موظفاً في شركة ما وعلى رأس عملك وتستيقظ في اليوم التالي على خبر تسريحك تعسفياً من قِبل الإدارة بسبب أزمة اقتصادية عالمية أمر وارد الحدوث جداً، فالاقتصاد العالمي مترابط لدرجة يصعب فهمها، ولعلَّ جائحة كورونا المنصرمة كانت خير مثال عن ذلك.



ففي ظل هذه الجائحة أُغلِقَت المطاعم والشركات والمطارات وجميع القطاعات الخدمية، وما أكثر الموظفين الذين فقدوا أعمالهم فيها وقضوا فترة الحجر بلا مصادر دخل، الأمر الذي أيقظ وعي الكثيرين للبحث عن وظائف لا تتأثر بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي.

لذا ولأنَّ القادم من الأيام مبهم وقد يحمل أشياء جديدة لا نستطيع توقعها، نقدم لكم في هذا المقال قائمة بأفضل الوظائف التي لا تتأثر بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي.

ما هو المقصود بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي؟

قبل أن نقدم لكم حلاً للمشكلة، لا بد لنا من تعريفكم بالمشكلة ذاتها لنستطيع معاً الإحاطة بها وفهم أبعادها؛ لذا فإنَّنا سنقدم لكم شرحاً مبسطاً لكل من مفهومي الركود الاقتصادي والأزمات المالية.

1. ما هي الأزمات المالية؟

يمكن تعريف مفهوم الأزمات المالية على أنَّها اضطراب أو اختلال مفاجئ في التوازنات المالية والمؤشرات الدالة على أدائها، وتعني انهياراً مباغتاً في مجمل المتغيرات المالية كأسعار السندات والأسهم وقيم الودائع المصرفية والقروض وأحجام الإصدارات وأسعار الصرف، وتمتد آثار هذه الانهيارات لتطال جميع القطاعات الاقتصادية؛ لذا فإنَّ الأزمات المالية هي دلالة على سوء أداء وهشاشة النظام المالي للبلد الذي تحدث فيه.

تكون الأزمات المالية في أغلب الأحيان ناتجة عن انفجار في فقاعة سعرية، وهذا يتسبب في انهيار مفاجئ لأسعار الأصول، ويعبِّر مفهوم الفقاعة المالية أو المضاربة أو السعرية عن عمليات بيع وشراء لكميات هائلة من الأصول المادية كالأسهم والعقارات أو الأصول السعرية، وتتم عمليات البيع والشراء هذه بأسعار أكبر من القيم الحقيقية لهذه الأصول.

تنشأ الفقاعة عند ضخ أموال على أصول أكثر مما يرجى من عوائدها، وتتشابه في ذلك مع مفهوم المضاربة التي تعني شراء الأصول للاستفادة من تقلباتها السعرية، ودون أن يكون لها أي هدف باستثمارها في صورتها التي صُنعت لأجلها مثل شراء العملات الأجنبية لغير أهداف التجارة أو الاستثمار، أو شراء محل تجاري دون نية في استثماره أو بيعه، ومن أشهر أنواع الأزمات المالية أزمة العملة والأزمة المصرفية وأزمة المديونية وأزمة الأوراق المالية.

2. ما هو الركود الاقتصادي؟

أما الركود الاقتصادي فهو المصطلح المرادف للكساد الاقتصادي، الذي يعني توقف النشاط التجاري لفترة زمنية تتجاوز الأشهر في دولة معينة "كالذي يحصل في حالات الحروب الأهلية مثلاً"، الأمر الذي يتسبب في توقف حركات البيع والشراء والنشاطات التجارية، وينتج عنه ارتفاع ملحوظ في مستويات البطالة وانخفاض لأرباح الشركات ناتج عن قلة الاستثمارات الأجنبية والمحلية.

كما يسبب الركود الاقتصادي اضطرابات عديدة في اقتصاد الدولة ومؤسساتها، فتقل الوظائف وينخفض الإنتاج وترتفع الأسعار بسبب ندرة وجود السلع، ومن ثمَّ ينهار الاقتصاد في البلاد بسبب اضطرار الشركات إلى إيقاف نشاطاتها وتقليل المحلات لطلبياتها من المصانع.

أما عن أسباب الركود الاقتصادي فنذكر انعدام التوازن بين حركات البيع والشراء؛ إذ يكون الإنتاج أكبر بكثير من الاستهلاك والشراء للبضائع، وهذا يكبِّد المصانع والشركات خسائر هائلة تؤدي إلى إفلاسها.

كما تؤدي قلة السيولة المالية دوراً في حدوث الركود الاقتصادي؛ كونه ينتج عنها قلة في الاستثمارات، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى إفلاس البنوك وانهيارها، وأيضاً ضعف القدرات الشرائية للمواطنين بسبب انخفاض مدخولهم له دور كبير في حدوث الركود الاقتصادي، فالمنتجات متوفرة بالسوق ولكنَّ المواطنين غير قادرين على شرائها، وهذا ما يسبب فسادها وكسادها.

شاهد بالفديو: أنواع الأزمات التي تحدث في المجتمع

التعلّم عن بعد: تعريفه، أهميته، أفضل الجامعات التي تعتمده
التعلّم عن بعد: تعريفه، أهميته، أفضل الجامعات التي تعتمده

أفضل الوظائف التي لا تتأثر بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي:

بعد أن قمنا بتسليط الضوء على كل من مفهومي الأزمات المالية والركود الاقتصادي، نقدم لكم قائمة بأفضل الوظائف التي لا تتأثر بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي:

1. الوظائف في مجال الخدمات الطبية:

تُعَدُّ الوظائف في مجال الخدمات الطبية من أفضل الوظائف التي لا تتأثر بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي، ويندرج ضمن هذا النوع من الوظائف الأطباء بمختلف اختصاصاتهم والممرضون والمخبريون وفنيو الأشعة.

تُعَدُّ هذه الوظائف مقاومة للركود الاقتصادي والأزمات المالية كون الناس في حاجة دائمة ومستمرة إلى العناية الطبية، حتى في أثناء حالات ضعف الاقتصاد، فالصحة أولوية تتربع على رأس قائمة أولويات الأفراد مهما كان وضع البلاد الاقتصادي.

بخلاف ذلك لربما كان الوضع الاقتصادي المتردي للبلاد سبباً في ارتفاع الحاجة إلى الرعاية الطبية؛ وذلك بسبب مشكلات نقص التغذية أو سوء التغذية أو انتشار الأوبئة كما حدث خلال جائحة كورونا، فضلاً عن الحالات المرضية المعتادة من ولادات وحوادث سير وأمراض جسمية ناتجة عن التقدم في السن وغيرها؛ لذا فإنَّ عمل الأفراد في العيادات والمستشفيات والمراكز الصحية يُعَدُّ من الأعمال ذات الأمان الوظيفي العالي التي لا تتأثر بالأسهم والقطع الأجنبي.

2. الوظائف في المجال التقني:

تُعَدُّ الوظائف التي تتعلق بتكنولوجيا المعلومات والبرمجة أيضاً من أفضل الوظائف التي لا تتأثر بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي، كون العالم كله يتجه في الآونة الأخيرة إلى الاعتماد على التكنولوجيا والحواسب والأجهزة المحمولة والذكية، ومن ثمَّ فإنَّ صناعة وصيانة هذه التجهيزات عمل لا يتوقف، وخاصة بعد دخول الإنترنت مجالات الحياة جميعها، والذي يجب الاستعانة بوسيط تقني للوصول إليه وأداء المهام من خلاله.

تؤكد الإحصاءات أنَّ شركات تكنولوجيا المعلومات لا تتأثر بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي؛ بل استطاعت توفير تكاليفها في فترات الأزمات عن طريق توظيف الأفراد عن بُعد واستلام المهام المنجَزة منهم عن طريق الإنترنت، وهذا خفف من مصاريف المكاتب وتأمين أعباء المواصلات للموظفين، فضلاً عن الأرباح الناتجة جراء تقديم خدمات لا تتأثر بانكماش الاقتصاد.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح للتبني الناجح للتكنولوجيا

3. الوظائف في مجال المرافق والقطاعات الخدمية:

تُعَدُّ الوظائف في القطاعات الخدمية والمرافق مثل قطاعات الكهرباء وإدارة النفايات من أفضل الوظائف التي لا تتأثر بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي، فالمواطنون مهما بلغت بهم درجة انخفاض الدخل والركود الاقتصادي لن يستطيعوا الاستغناء عن المرافق التي تُعَدُّ من أساسيات حياتنا اليومية، كالكهرباء التي تنير منازلهم وتشغل ثلاجاتهم وتشحن أجهزتهم المحمولة، والمياه النظيفة للشرب والتنظيف، وخدمة إدارة النفايات وتنظيف الشوارع والأماكن العامة والأسواق، وخدمة الاتصالات الخليوية منها والأرضية، إضافة إلى خدمة الإنترنت التي أصبحت ضرورية كالخبز في أيامنا هذه لأنَّها عماد الكثير من الأعمال.

لذا فإنَّ الراغبين في العمل بوظائف لا تتأثر بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي، عليهم بالدخول إلى بيئات العمل ضمن واحدة من هذه القطاعات، وتستوعب هذه القطاعات كوادر بشرية كبيرة كونها تحتاج دوماً إلى الدماء الشابة القادرة على بذل الجهود فيها.

4. الوظائف المحاسبية:

مهما بلغ الركود الاقتصادي ومهما تفاقمت الأزمات المالية ستظل الضرائب مفروضة على جميع القطاعات والشركة؛ إنَّها الطريقة التي تتبعها البلدان من أجل تحسين ميزانياتها، ولا بد إذاً لجميع الشركات والمؤسسات من امتلاك محاسبين يقومون بإعداد الجداول المحاسبية وحساب الأرباح والخسائر واقتطاع أجور العاملين وإعداد السجلات المالية والقيام بالإيداعات المصرفية؛ لذا فإنَّ العمل في مجال المحاسبة يندرج ضمن أفضل الوظائف التي لا تتأثر بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي.

5. الوظائف في قطاعات السلامة:

يندرج ضمن قطاعات السلامة كل من رجال الإسعاف ورجال الإطفاء ورجال الأمن وضباط إنقاذ القانون، وترتبط مهمة هؤلاء الأشخاص في الحفاظ على الاستقرار مستتباً في البلاد، وهذا يجعل وظائفهم من أفضل الوظائف التي لا تتأثر بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي.

6. الوظائف في القطاع التعليمي:

إنَّ التعليم واحد من أهم المسارات التي لا يجب توقفها بسبب حدوث أزمة مالية أو ركود اقتصادي، وهو لا يقل قيمة وأهمية عن القطاع الصحي وغيره من القطاعات.

لعلَّ سبب الأهمية البالغة لاستمرار القطاع التعليمي تحت أي ظرف هو كونه بصيص الأمل وأداة الخلاص التي يرجو الجميع منها أن تقود بيدهم إلى بر الأمان والاستقرار، وهذا ما يجعل وظيفة المعلم من أفضل الوظائف التي لا تتأثر بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي.

ففي كل يوم يولَد أطفال جدد، وهؤلاء الأطفال في حاجة ماسة لتلقي العلم بجميع مراحله ومستوياته ليكونوا عماد بنيان المستقبل، وفي جائحة كورونا درس عملي لنا عن أهمية استمرار التعليم؛ إذ لمسنا حرص جميع المؤسسات التعليمية على استكمال مهامها في نقل المعرفة للطلاب عن طريق أسلوب التعليم عن بُعد، خوفاً من حدوث فاقد تعليمي يزيد وضع الأزمة الاقتصادية سوءاً، ويشدد من وطأتها على مستقبل الشعوب.

إقرأ أيضاً: 9 نقاط تشترك فيها أكثر الوظائف إرضاء

في الختام:

إنَّ الأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي هي كابوس قابل للتحقق في حياة الاقتصاد لأي بلد، ومهما بلغت احتياطات هذه البلاد لتلافي وقعه الشديد عليها، إلا أنَّها ستتأثر حتماً، فازدياد وجود السلع وقلة شرائها والتبدلات في أسعار الصرف وغيرها من الأعراض التي ترافق الأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي لا بد أنَّها ستؤثر في الشركات وتحشرها في زاوية ضيقة، فتقرر تلك الأخيرة التخفيف من ثقل أعبائها وتسريح عدد من الموظفين، الأمر الذي يجعل الكثيرين بلا مصادر دخل تعيلهم.

لذا فقد حرصنا في هذا المقال أعزاءنا القراء على تزويدكم بقائمة بأفضل الوظائف التي لا تتأثر بالأزمات المالية وفترات الركود الاقتصادي، علَّ كلماتنا تكون رياحاً تدفع أشرعتكم في بحار الكد والسعي.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة