أضرار المكملات الغذائية وآثارها السلبية

يظن معظم الناس أنَّ تناول المكملات الغذائية دون استشارة طبيب مختص أمر طبيعي لا ضرر به؛ إذ يوجد الكثير من الأوهام عن الخصائص العلاجية للمكملات الغذائية لدرجة أنَّ بعض الناس تقوم باستبدال الأدوية الموصوفة لها من قِبل أطباء مختصين بمكملات غذائية، كما أنَّ سوق المكملات الغذائية كبيرة ومتنوعة، ففي أفضل الأحوال يمكن أن يشتري الفرد مكملاً غذائياً غير مفيد، وفي أسوء الأحوال يمكن أن يشتري منتجاً يسبب له الحساسية.



فقد يريد الشخص تناول المكملات الغذائية واستخدام الأعشاب الطبية في ذات الوقت دون معرفة عواقب حدوث تفاعل بينهما والتي قد تكون وخيمة وذات أثر طويل؛ لذلك لا بد من معرفة متى يجب استخدام المكملات الغذائية، وما هي الآثار السلبية المحتملة نتيجةً لاستخدامها.

المكملات الغذائية:

هي منتجات تُستخدَم من أجل مد الجسم بعناصر غذائية معينة، أو من أجل التقليل من خطر الإصابة بالأمراض أو المشكلات الصحية، ويوجد أشكال متعددة للمكملات الغذائية مثل السوائل أو الأقراص أو المساحيق، وتشمل المكملات الغذائية كلاً مما يأتي:

  • الفيتامينات.
  • المعادن.
  • الأحماض الأمينية.
  • الأنزيمات.
  • الأعشاب.
  • المستخلصات الحيوانية.
  • المعينات الحيوية المعروفة بالبروبيوك.

الفئات التي تحتاج إلى مكملات غذائية:

على الرغم من أنَّ المكملات الغذائية لا تحل محل الأطعمة المغذية، لكن بعض الفئات من الناس تحتاج إلى استخدام المكملات الغذائية بشكل ضروري؛ لأنَّ حاجة جسدها من فيتامينات أو معادن معينة يصعب الحصول عليها من النظام الغذائي فقط؛ لأنَّ الجسم يحتاج إلى كميات كبيرة منه من أجل تعويض النقص الموجود فيه ليستعيد قدرته على أداء عمله الطبيعي.

إقرأ أيضاً: أفضل 9 مكملات غذائية لتعزيز الطاقة وتخفيف التعب والإرهاق

إليك مجموعة الفئات التي تحتاج إلى المكملات الغذائية:

  1. النساء في أثناء الحمل والإرضاع؛ إذ تحتاج النساء خلال سن الإنجاب إلى حمض الفوليك والحديد وفيتامين "د"، أما النساء المرضعات فيحتجن إلى فيتامين "د"، بالإضافة إلى النساء ممن تعاني من نزيف حاد خلال دورة الطمث.
  2. الأشخاص ممن يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً صارماً جداً؛ إذ يحتاج الأشخاص النباتيون إلى فيتامين "ب12" و"د2".
  3. الأشخاص ممن لديهم حساسية غذائية من أنواع محددة من الأطعمة الغذائية لكن لا يمكن للجسم أن يستغني عنها.
  4. الأشخاص المصابون بأمراض معينة مثل أمراض الكلى أو السرطانات أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض العظام.
  5. الأطفال الرضع ممن يعتمدون على الرضاعة الطبيعية فقط؛ إذ إنَّهم بحاجة إلى أخذ مكملات فيتامين "د"، كما أنَّ الأطفال دون سن الخامسة قد يحتاجون إلى فيتامين "أ" و "ج" و "د"؛ وذلك إن لم تكن شهيتهم للطعام جيدة فلن يحصلوا على حاجتهم من هذه الفيتامينات.
  6. المتقدمون في العمر؛ إذ يحتاج الأشخاص فوق عمر 50 عاماً إلى فيتامين "د" و"ب12" وحمض الفوليك، وأما بعد سن 65 عاماً يحتاج الشخص إلى نحو 800 وحدة دولية من فيتامين "د" يومياً للتقليل من خطر السقوط.
  7. الأشخاص ممن يعانون من نقص في عناصر غذائية معينة.
  8. الأشخاص المصابون بسوء امتصاص الجسم للعناصر الغذائية من الأطعمة مثل الإسهال المزمن أو مرض في الكبد أو الأمعاء أو المرارة أو البنكرياس.
  9. الأشخاص ممن خضعوا لعمليات جراحية من أجل علاج البدانة.
  10. الأطفال ممن لديهم حالات صحية تمنعهم من الحصول على الطعام بسهولة.
  11. الأشخاص ممن لا يتعرضون لأشعة الشمس الكافية وذوي البشرة الداكنة فهم بحاجة إلى فيتامين "د".

أضرار المكملات الغذائية:

يحذِّر الأطباء دائماً من استخدام المكملات الغذائية عشوائياً، فقد لا يتحمل الجسم نتائج استخدامها؛ إذ أكدت الدراسات أنَّ الجرعات العالية يمكن أن تؤدي إلى أضرار جسيمة ثم الموت.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح هامة لتتمتع بأسلوب حياة صحية

من أضرار المكملات الغذائية إليك ما يأتي:

  1. حساسية الجلد؛ ففي كثير من الحالات الصحية لا يمكن أن يتم تناول المكملات الغذائية؛ وذلك بسبب تأثيرها السلبي في الجلد مثل مرضى السرطان وخاصة ممن يخضعون للعلاج الكيميائي؛ لأنَّهم أكثر عرضة للخطر من غيرهم؛ فإنَّه من الممكن حدوث تعارض بين مضادات الأكسدة والأدوية القاتلة للخلايا السرطانية؛ لذلك من الأفضل إخبار الطبيب المختص في حال أخذ المكملات لمعرفة النوع المناسب له، ويُفضِّل الكثير عدم أخذها نهائياً حتى نهاية العلاج.
  2. قد تعطي مفعولاً عكسياً؛ إذ إنَّ المكملات الغذائية تحتوي في تركيبها على فيتامينات وأعشاب وعناصر غذائية أخرى، ومن ثمَّ يجب الالتزام بجرعة محددة وعدم أخذ جرعات زائدة منها؛

لأنَّ بعض الفيتامينات لها مفعول عكسي عند الاستخدام الزائد مثل:

  • فيتامين "ك" إن وُجد في الجسم بكميات كبيرة زائدة عن حاجة الجسم يؤدي إلى التأثير في وظائف الأدوية المميعة للدم مثل "الوارفارين".
  • فيتامين "ه" الذي يسبب وجود نسبة عالية منه في جسم الإنسان إلى زيادة مفعول مميعات الدم، ومن ثمَّ يؤدي إلى سهولة ظهور الكدمات وحدوث نزيف في الأنف.
  • مضادات الأكسدة التي بإمكانها التقليل من فاعلية بعض أنواع العلاج الكيميائي لمرضى السرطان.
  • فيتامين "ب6" الذي يمكن للجرعة العالية منه عند الاستخدام الطويل - أي لمدة لا تقل عن سنة - أن تؤدي إلى تلف حاد في الخلايا العصبية للإنسان.
  1. تلف الكبد؛ إذ إنَّ المكملات الغذائية على الرغم من أنَّها تساعد على بناء الأجسام أو حتى خسارة الوزن، إلا أنَّها قد تؤدي إلى تلف الكبد، وتوجد دراسات عدة تؤكد أنَّ 18% من أضرار الكبد حدثت نتيجة استخدام مكملات غذائية واستخدام أعشاب لنفس الأغراض.
  2. قد تؤدي المكملات الغذائية إلى الإصابة بالأمراض القلبية؛ وذلك لأنَّها تحد من وصول الدم إلى القلب بالكميات المطلوبة كي يقوم بعمله الطبيعي نتيجة تراكم المواد الكيميائية في شرايين القلب فيتسبب في انسداد الشرايين.
  3. إلحاق الضرر بالكلى؛ وذلك لأنَّ تناول المكملات الغذائية يؤثر تأثيراً سلبياً في الكلى نتيجة وجود مادة "الكيراتين" فيها والتي تعمل بدورها على إتلاف الكلى وعدم قدرتها على أداء وظائفها الطبيعية.
  4. أخذ فيتامين "ج" بجرعات زائدة يؤدي إلى الإسهال؛ وذلك لأنَّ الجرعة أعلى من قدرة امتصاص الأمعاء، لكن في بعض الحالات يمكن لجسم الإنسان أن يتحمل 5000-25000 ميليغرام من فيتامين "ج" يومياً.
  5. تناول فيتامين "د" والكالسيوم يزيدان من فرص الإصابة بالسرطانات، كما أنَّهما يزيدان من حدوث الوفاة المبكرة؛ وذلك لأنَّ فيتامين "د" من الفيتامينات المذابة في الدهون؛ لذلك الزائد منه لا يخرج في البول، أما بالنسبة إلى الكالسيوم فإنَّه من الأملاح التي تترسب في الجسم عندما لا يتم تناول كمية كافية من الماء ثم ينتقل الزائد منها إلى الكلى، فيتسبب بحدوث فشل كلوي وصولاً إلى الوفاة.
  6. فيتامين "أ" على الرغم من ضرورته لصحة العيون وصحة الجلد، إلا أنَّه قد يتسبب بهشاشة العظام؛ لأنَّه أيضاً من الفيتامينات المذابة في الدهون.
  7. تناول الجنسينغ بهدف تحسين أداء الجسم عموماً وتحسين الأداء الجنسي خاصة، قد يتسبب في ارتفاع مفاجئ لضغط الدم؛ وهذا يؤثر سلباً في صحة القلب.
  8. تناول المكملات الغذائية الهادفة إلى إنقاص الوزن قد يتسبب بالعديد من مشكلات الجهاز الهضمي كالإسهال، بالإضافة إلى الأرق وزيادة معدل ضغط الدم.
  9. تحتوي المكملات الغذائية على نسبة عالية من الكافيين والكيراتين، ومن ثمَّ تتسبب في حدوث مشكلات في النوم وزيادة الشعور بالتعب والإرهاق، كما أنَّ الأرق وقلة النوم تتسبب لاحقاً بمشكلات نفسية واكتئاب.
  10. تؤدي المكملات الغذائية عند كبار السن إلى شعور بالصداع الدائم، كما أنَّ الاعتماد المفرط عليها يؤدي إلى مشكلات هضمية مثل الإسهال؛ وذلك لأنَّه مع تقدُّم الإنسان في العمر، يزداد عدم تحمُّل اللاكتوز، ومن ثمَّ فإنَّ أي منتج مصنوع من بروتينات الحليب قد يتسبب بحدوث انتفاخ البطن أو الغثيان أو الإمساك أو الإسهال؛ لذلك يجب الانتباه إلى نوع المكمل الغذائي المستخدَم.
  11. تناول حمض الفوليك الذي يُنصَح به للنساء، وإن أخذَه الرجال بجرعة زائدة، فقد يتسبب في زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات.
  12. أخذ جرعة زائدة من السيلينيوم يومياً يمكن أن يتسبب في زيادة خطر الإصابة بمرض السكري بنسبة لا تقل عن 50%.
  13. أخذ أحماض أوميغا 3 وزيت السمك مع أدوية خفض ضغط الدم يمكن أن يتسبب في زيادة آثار هذه الأدوية، ومن ثمَّ زيادة انخفاض ضغط الدم، كما أنَّ أخذها مع حبوب منع الحمل يؤثر سلباً في قدرتها على إسقاط الدهون الثلاثية.
  14. أخذ الميلاتونين وهو أحد أنواع المكملات الغذائية يمكن أن يؤدي إلى النعاس، كما أنَّه قد يتسبب في إبطاء تخثر الدم، ومن ثمَّ إن تم تناوله مع الأدوية المضادة للتخثر، فقد يزيد من حدوث الخثرات.
  15. أما بالنسبة إلى النساء الحوامل فإنَّ تناول المكملات الغذائية غير محبذ دائماً؛

لأنَّه يتسبب بأضرار منها:

  • فيتامين "أ" على الرغم من ضرورته لتطوير الجنين إلا أنَّ الجسم قد يخزِّن كميات زائدة في الكبد؛ وهذا يؤدي إلى تلفه وينتج عنه عيوب خلقية عند الطفل.
  • بعض الفيتامينات قد تؤدي إلى آلام في البطن وزيادة خطر تمزق كيس السلى.
  • بعض المكملات الغذائية تتسبب في حدوث تقلصات في الرحم، ومن ثمَّ تؤدي إلى تحفيز المخاض قبل الأوان وحدوث ولادة مبكرة.
  • بعض المكملات الغذائية تتفاعل مع الأدوية، ومن ثمَّ تؤثر في فاعلية الأدوية في جسم الحامل.

أضرار المكملات الغذائية

تحذيرات قبل استخدام المكملات الغذائية:

  • يجب استشارة الطبيب المختص قبل أخذ المكملات مع الأدوية أو عند استبدالها بالأدوية.
  • إخبار الطبيب بالمكملات الغذائية التي تستخدمها قبل الخضوع للعمليات الجراحية.
  • قبل استخدام مكمل غذائي يجب أن تحصل على إجابة لكل من هذه الأسئلة:
  1. ما هي الفائدة الصحية المرجوة من استخدام هذا المنتج؟
  2. ما هي الفوائد التي تريدها من هذا المنتج بالنسبة إليك؟
  3. ما هي الآثار السلبية لهذا المنتج؟
  4. ما هي الجرعة التي تناسبك؟
  5. ما هي المدة التي يجب أن تستمر في أخذ المكمل الغذائي؟
  • لا تظن أنَّ كلمة "طبيعية" التي توجد على بعض المنتجات تعني أنَّ هذا المكمل الغذائي آمن بنسبة 100%؛ إنَّما الأمان يعتمد على عدَّة عوامل؛ كالتركيب الكيميائي لها، وكيفية تحضير هذا المنتج، وكمية الجرعة التي يأخذها الشخص.
إقرأ أيضاً: أفضل 10 مكملات تحتوي على فيتامين (د)

لذلك من الأفضل وفي جميع الحالات أن يكون اعتماد الإنسان على النظام الصحي المتكامل والمتوازن للحصول على العناصر الغذائية والفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم للقيام بعمله، كما أنَّ الأطعمة الغذائية تحتوي على مواد ضرورية للوقاية من الإصابة بالأمراض؛ فمثلاً الخضراوات والفاكهة تحتوي على مواد تُنتَج طبيعياً وتُسمَّى بالمواد الكيميائية النباتية التي تساعد على الوقاية من الإصابة بالسرطان وأمراض القلب وداء السكري والارتفاع في ضغط الدم، بالإضافة إلى الأطعمة التي تُعَدُّ مصدراً لمضادات الأكسدة والتي تبطئ من العملية الطبيعية لتلف الخلايا والأنسجة.

المصدر.




مقالات مرتبطة