أسرتك أهم شيء في حياتك

إنَّ الكثير من المشاغل التي نواجهها في الحياة - وليس معظمها - هي نتيجة غرورنا، فلا شك أنَّنا نواجه صعوبات جمة مثل: إعالة عائلاتنا، ومساعدة الآخرين عندما نستطيع، وتربية أطفالنا، واستثمار وقتنا بكفاءة، لكن في الكثير من الأحيان تتعدى المساعي التي نشغل أنفسنا بها ما هو مطلوب منا لعيش حياة هادفة.



نحن نأخذ على عاتقنا الكثير من المهام والمسؤوليات، ليس لأنَّها مطلوبة منا؛ وإنَّما بسبب غرورنا؛ إذ نعتقد أنَّه من الضروري أن تكون لنا يد في كل شيء، وأن نبدي آراءنا قبل اتِّخاذ أي قرار.

لذلك تزداد مهامنا وتتراكم لأنَّنا:

  1. نتحقق من بريدنا الإلكتروني عدة مرات يومياً خوفاً من أن يكون هناك شخص ما يحاول التواصل معنا.
  2. نحضر الاجتماعات لأنَّنا نظن أنَّه قد لا يتم التوصُّل إلى القرار الصحيح دون حضورنا.
  3. نقبل مسؤوليات العمل لأنَّنا نعتقد أنَّه لا يمكن لأي شخص آخر القيام بها كما نقوم نحن بها.
  4. نتصفح وسائل التواصل الاجتماعي تحسباً من وجود شخص ما يحتاج إلى رأينا.
  5. نتحقق من المواقع الإخبارية بشكل متكرر لأنَّه من الضروري أن نعرف الأحداث العالمية فور حدوثها.
  6. نحتفظ بهواتفنا بالقرب منا طوال اليوم حتى نتمكن من الرد على الفور عندما يريد شخص ما التحدث إلينا أو إرسال رسالة نصية إلينا.
  7. نبحث عن المشاريع الجديدة ونؤدي أعمالاً إضافية لأنَّنا نعتقد أنَّ وقتنا ومواهبنا تستحق أموالاً أكثر مما نكسبه حالياً.

نحن نندفع من مكان إلى آخر ومن اجتماع إلى آخر ومن التزام إلى التزام؛ لأنَّ الجميع بحاجة إلينا، أو هكذا نعتقد؛ والحقيقة هي أنَّ العديد من الأشياء التي نعتقد أنَّه يتعين علينا القيام بها في يوم معيَّن هي فقط نتيجة غرورنا، فالعالم سوف يكون على ما يرام حتى لو لم نتدخل في كل صغيرة وكبيرة.

شاهد بالفيديو: 12 طريقة لتعزيز التواصل الأسري

نحن ننشغل بأمور ثانوية على حساب الأولويات:

ليس من الضروري التحقُّق من بريدك الإلكتروني طوال اليوم، فأنت لست بحاجة إلى أن تكون متاحاً على مدار 24 ساعة في اليوم، ويوجد أشخاص آخرون يمكنهم القيام بالعمل الذي تقوم به، وكذلك يمكن الوصول إلى قرارات حكيمة من دونك، وتوجد أشياء أكثر أهمية في الحياة من جني الأموال.

الأسوأ من ذلك أنَّ هذا المزيج من الانشغال والغرور يصرف انتباهنا عن أهم الأشياء في الحياة، على سبيل المثال لا يوجد شيء أكثر أهمية من عائلتك، لكن في معظم الأوقات عندما يكون جدولنا الزمني مليئاً بالأشياء التي يجب علينا فعلها، فإنَّ عائلاتنا هي التي تدفع الثمن.

نحن نعتذر عن حضور الكثير من المناسبات العائلية لأنَّنا مشغولون جداً في العمل، ولا نساعد في أعمال المنزل لأنَّنا بحاجة إلى إنهاء مشروع ما، ولا نندمج مع شركائنا في الحياة أو أطفالنا لأنَّنا منهكون للغاية.

لقد بدأنا الاعتقاد بأنَّنا أهم من أن نقوم بالأعمال المنزلية التافهة مثل إخراج القمامة أو تنظيف المطبخ أو حتى قراءة قصة للأطفال قبل النوم، وإنَّ أهم أولوياتنا - حيث تبلغ الحاجة إلينا فيه ذروتها - هي في أغلب الأحيان أول مكان يدفع الثمن عندما نعتقد أنَّنا أكثر أهمية مما نحن عليه في الواقع.

لكن في كل عام يوفر لنا موسم الأعياد فرصة جديدة؛ إذ خلال هذا الموسم يمكننا أن نعيد ضبط أنفسنا، ويمكننا أن نتمهل ونستغل الفرص لكي نكون مع عائلاتنا، ولترتيب أولوياتنا مرة أخرى، ففي موسم الأعياد هذا ذكِّر نفسك باستمرار أنَّه لا يوجد شيء أكثر أهمية من عائلتك.

إقرأ أيضاً: كيف يمكن تعزيز الإنتاجية بمنح نفسك الأولوية؟

في الختام:

عندما تريد التحقُّق من البريد الإلكتروني في المساء، أو تريد العمل لوقت متأخر، أو تريد التحقُّق من هاتفك خلال مناسبة عائلية ما، أو عندما تبدأ التفكير في أنَّك أهم من أن تقضي يومك مع أطفالك، فقُل لنفسك: "لا يوجد شيء أكثر أهمية من عائلتي".

إنَّ عائلتك أكثر أهمية من أي عمل تقوم به، وحتى أكثر أهمية من راتبك الشهري، ومن وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك؛ إذ إنَّ المقرَّبين منك أولى بك من أي شيء آخر.

المصدر




مقالات مرتبطة