أسباب تحسُّن تفاعل الموظفين خلال الجائحة

أعلن "المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية" (National Bureau of Economic Research) رسمياً أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية قد دخلت مرحلة الركود الاقتصادي في الفترة الأخيرة، التي أنهت واحدةً من أطول فترات الازدهار الاقتصادي والتوسع في التاريخ.



ومع ذلك، وعلى الرغم من التحديات والتوقعات الاقتصادية القاتمة، كشفت دراسة أجرتها شركة "كوانتم ورك بليس" (Quantum Workplace)، باستخدام بيانات من استطلاعات رأي حول أفضل أماكن العمل في عامي 2019 و2020، عن تحسُّن إنتاجية الموظفين تحسُّناً كبيراً خلال جائحة كورونا COVID-19 في 73% من المنظمات.

وعلى وجه التحديد؛ بلغت نسبة تفاعل الموظفين في أوائل عام 2020 نحو 11% بالمقارنة مع نسبة تفاعلهم خلال الفترة نفسها من عام 2019، كما كشفت بيانات الاستطلاعات أنَّ نسبة تفاعل الموظفين لم تتجاوز 1 إلى 2% على مدار أكثر من عقد من الزمن قبل جائحة كورونا COVID-19. ويُضاف إلى ذلك أنَّ رغبة الموظفين في البقاء في وظائفهم الحالية كانت قد بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق.

قد يبدو هذا الأمر متوقعاً، فالأزمة الاقتصادية ليست الوقت المثالي لإيجاد فرص عمل جديدة؛ لكن مع ذلك، تشير التوقعات إلى أنَّ المؤشرات الاقتصادية لا تفسر القصة الكاملة.

بدلاً من النظر إلى هذا التحسُّن في أداء الموظفين خلال الجائحة على أنَّه حدث مفاجئ، أو غريب، أو أنَّه مجرد صدفة، فربما من الأفضل أن نركز على سبب هذا التحسُّن الحاصل، في وقت توقَّع فيه الكثيرون حدوث عكس ذلك.

إقرأ أيضاً: 5 توجهات هامة لعودة الموظفين للعمل في المكاتب

1. التواصل والقيادة:

خلال هذه الفترة من الانقطاع والتغيير القسري، أشارت الأدلة إلى استجابة المنظمات بشكل إيجابي؛ إذ أكد 88% من الموظفين على الدور الفعَّال لتكرار التواصل من القادة، وعبَّر نحو 9 من كل 10 موظفين عن شعورهم بدعم جيد من قِبل مديرهم المباشر خلال هذه الفترة.

وعلاوة على ذلك، فقد كانت البنود التي شهدت استحساناً في استطلاعات الرأي، هي تلك المتعلقة بإدارة التغيير والقيادة؛ إذ يُعزَى تفسير ذلك إلى أنَّ الوباء أجبر القادة على التواصل بشكل أكثر تواتراً وصدقاً وشفافيةً، لإظهار ودعم وإلهام موظفيهم خلال هذه الفترة المضطربة، وفي الواقع، وبما أنَّ فرصة المديرين في التواصل المباشر مع موظفيهم وجهاً لوجه خلال جائحة كورونا COVID-19 كانت أقل، فقد أصبحت الحاجة إلى الإصغاء إليهم أكثر أهمية.

وهذا ما يفسر سبب تضاعف عدد الاستطلاعات الاستقصائية التي أطلقها العملاء في الربع الأول والثاني من هذا العام؛ إذ إنَّها كانت تهدف إلى مساعدة المنظمات على فهم ما يأتي بشكل أفضل:

  1. إذا كان لدى الموظفين كل ما يحتاجون إليه ليكونوا منتجين.
  2. إذا كان الموظفون يشعرون بارتباطهم بمديريهم وفِرقهم.
  3. إذا كانوا على علم بأولويات الشركة.
  4. العوامل الشخصية التي يجب مراعاتها لدعم عمل الموظفين وحياتهم الشخصية.
  5. أفكار الموظفين لتحسين العمليات أو الإجراءات الحالية.

شاهد بالفيديو: مع انتشار فيروس كورونا، 7 نصائح لإدارة الموظفين عن بُعد في أوقات الأزمات

2. الصحة والرفاه والتوازن:

في حين أنَّ جائحة كورونا COVID-19 قد خلقت العديد من التحديات، إلا أنَّ الانقطاع الذي سببته أتاح الفرصة لتحقيق الرفاه؛ فعلى سبيل المثال، أعلنت شركات مثل "تويتر" (Twitter) و"فيسبوك" (Facebook) عن أنَّها ستسمح بالعمل عن طريق برامج العمل الدائمة من المنزل إلى أجل غير مسمى؛ إذ تتيح هذه الإجراءات وغيرها للعمال مرونةً إضافية، كما تساعد على تحسين الصحة والرفاه والتوازن، التي تُعَدُّ من أساسيات الإنتاجية الناجحة.

أظهرت النتائج أنَّ الموظفين شعروا وبكل تأكيد بأنَّ شركاتهم دعمت رفاهيتهم هذا العام أكثر من العام الماضي؛ إذ تنبع مثل هذه التغييرات في توقعات الموظفين، من استجابة قادة المنظمات لوضع مبادئ توجيهية، وتغيير السياسات فيما يتعلق بالعمل عن بعد؛ وذلك بهدف تحسين صحة ورفاه موظفيهم خلال مثل هذه الأوقات الصعبة.

إقرأ أيضاً: هل لبرامج الصحة تأثير في إنتاجية الموظفين؟

3. التعويضات والأجور:

لقد ازدادت خلال هذه الفترة الزمنية من الجائحة تصورات الموظفين حول الأجور والمزايا العادلة، وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ هذه النتائج المتعلقة بالأجور والمزايا، لا تشير إلى أنَّ الموظفين تلقُّوا فجأةً المزيد من الأجور أو حظوا بمزايا أفضل؛ بل تبيِّن اختلاف تصورات العمال في الوقت الراهن لمقدار الأجر العادل والمزايا المناسبة خلال هذا الوباء العالمي والركود الاقتصادي؛ لذلك، من الهام للشركات أن تواصل باستمرار مكافآتها الإجمالية، وأن تكون أكثر شفافيةً حول كيفية مكافأة موظفيها.

عند رؤية بريق أمل يشير إلى نهاية هذه الجائحة، ينبغي على المنظمات الاستمرار في هذه العادات المتعلقة بالتواصل والرفاهية والقيادة؛ وذلك لمواصلة رفع مستوى المشاركة، وتحسين الإنتاجية، وتعزيز الأداء.

المصدر.




مقالات مرتبطة