أحاديث نبوية شريفة عن فريضة الحج

الحج ركن من أركان الإسلام لِمَن استطاع إليه سبيلا، وقد شرّع الله سبحانه هذه الشعيرة لعباده لما في ذلك من المصالح العظيمة، والتعارف، والتعاون على الخير، والتواصي بالحق، والتفقه في الدين، وإعلاء كلمة الله، وتوحيده، والإخلاص له، إلى غير ذلك من المصالح العظيمة والفوائد التي لا تحصى.



تعريف الحج في اللغة والشرع:

الحج في اللغة: القَصْد

والحجّ في الشرع: هو قصد المشاعر المقدسة لإقامة المناسك تعبدًا لله تعالى.

الحج: قصد التوجه إلى البيت بالأعمال المشروعة فرضاً وسنة. وهو قصد الكعبة لأداء أفعال مخصوصة في زمن مخصوص.

حكم الحج:

شرع فرض الحج في أواخر سنة تسع من الهجرة، والحج واجب، وهو ركن من أركان الإسلام، ودليل وجوب الحج الكتاب والسُّنَّة والإجماع.

فأما الكتاب: فقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا﴾

وقوله تعالى: (من استطاع إليه سبيلا) للعلماء أقوال في تفسير (السبيل) الوارد في الآية؛ فقال ابن عباس رضي الله عنه: (السبيل) مِلْك الزاد والراحلة. وعلى هذا، فإذا كان المسلم مالكاً لما يوصله إلى أداء فريضة الحج، وكان مالكًا كذلك لما ينفقه على حاجاته، من طعام وشراب ومسكن زائداً عن حاجة من يعولهم، فقد وجب الحج عليه، وإلا فهو غير مالك للسبيل.

وقيل: المقصود بـ (السبيل) الصحة، فإذا كانت صحة الإنسان لا تمكِّنه من أداء فريضة الحج، فهو من الذين لا يملكون السبيل، أو السبيل هو القدرة، والناس على قدر طاقتهم وسيرهم وجَلَدِهِم..

وحاصل تلك الأقوال، أن المقصود بـ (السبيل) أن يملك من يقصد الحج من الوسائل المادية والمعنوية ما يمكنه من أداء تلك الفريضة، من غير أن يفوِّت واجباً عليه، كواجب النفقة على عياله، ونحو ذلك. وللعلماء تفصيل في هذه المسألة، ليس هذا مكان بسطه.

وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوب الحج فقال: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام رمضان وقد أجمع المسلمون على ذلك، وأجمع أهل العلم قاطبة على وجوب الحج مع الاستطاعة، وأنه الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة.

إقرأ أيضاً: كيف يؤدي المسلم مناسك الحج؟

ومن الأحاديث النبوية الشريفة عن الحج نذكر لكم:

الحديث الأول:

عن أبي هُريرة رضي الله عنه، قال: سَمعتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ((مَن حجَّ للهِ، فلم يَرفُث، ولم يَفسُقْ، رجَع كيوم ولدَته أمُّه))، متفق عليه.

الحديث الثاني:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((سُئِلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ الأعمالِ أفضلُ؟ قال: إيمانٌ باللهِ ورسولِه، قِيلَ: ثم ماذا؟ قال جهادٌ في سبيلِ اللهِ. قِيلَ: ثم ماذا؟ قال: حجٌّ مَبرورٌ))، متفق عليه.

الحديث الثالث:

قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تابِعوا بين الحجِّ والعُمرةَ فإنَّهما يَنفيان الفقرَ والذُّنوبَ كما ينفي الكِيرُ خبثَ الحَديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ وليس للحجَّةِ المبرورةِ ثوابٌ إلَّا الجنَّةَ وما من مؤمنٍ يظلُّ يومَه مُحرماً إلَّا غابت الشَّمسُ بذنوبِه))، رواه أصحاب السنن إلا أبا داود.

الحديث الرابع:

عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من طاف بهذا البيت أسبوعاً - أي سبعة أشواط - فأحصاه كان كعتق رقبة، لا يضع قدماً ولا يرفع أخرى إلا حطَّ الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة))، رواه الترمذي.

الحديث الخامس:

عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، قال: ((أتيتُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقلت: ابسُطْ يمينَك فلْأُبايِعْك، فبسطَ يمينه، قال: فقَبَضْتُ يَدي، قال: ما لَك يا عمرُو؟ قال: قلتُ: أردتُ أن أشتَرط، قال: تشترط بماذا؟ قلتُ: أن يُغفَرَ لي، قال: أما علِمت أنَّ الإسلام يهدم ما كان قبله، وأنَّ الهجرةَ تهدم ما كان قبلها، وأنَّ الحَجَّ يهدم ما كان قبله))، رواه مسلم.

الحديث السادس:

قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ((ما من يومٍ أكثر من أن يُعتِقَ اللهُ فيه عبداً من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟))، رواه مسلم.

الحديث السابع:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((جاءني جبريل فقال يا محمَد مُر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتَّلبية فإنها من شعارِ الحجِّ))، رواه ابن ماجه وابن خزيمة والحاكم.

الحديث الثامن:

قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((جِهادُ الكبيرِ، والصَّغيرِ والضَّعيفِ والمرأةِ: الحجُّ والعُمرةُ))، رواه النسائي وأحمد.

الحديث التاسع:

عَن أَبِي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناسُ، قد فرض اللهُ عليكم الحجَّ فحجُّوا فقال رجلٌ: أكل عام يا رسول الله، فسكت، حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لو قلتُ: نعم لوجبت ولما استطعتم))، رواه أحمد ومسلم والنسائي.

الحديث العاشر:

وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، قالت: يا رسول الله! نرى الجهاد أفضل العمل، أفلا نجاهد، قال: ((لا، لكنَّ أفضل الجهاد حجّ مبرور))، رواه البخاري.

الحديث الحادي عشر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((العُمرة إلى العُمرة كفَّارة لما بينهما، والحج المبرور ليسَ له جزاءٌ إلا الجنة))، متفق عليه.

الحديث الثاني عشر: 

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الغازي في سبيلِ الله، والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم))، رواه ابن ماجه.

الحديث الثالث عشر:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة))، رواه ابن ماجه

الحديث الرابع عشر:

وعن عائشة قالت: ((قُلْتُ: يا رسولَ اللَّه هل على النّساء ممن جهاد؟ قال نعم، عَلَيْهِنَّ جهادٌ لا قتالَ فيه: الحجُّ والعمرة))، رواه أحمد وأبن ماجة وإسناده صحيح.

الحديث الخامس عشر:

عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يلبي إلا لبى مَنْ عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا))، رواه الترمذي.

الحديث السادس عشر:

عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: ((العج والثج)) رواه الترمذي وابن ماجه، ومعنى (العج) رفع الصوت بالتلبية، و(الثج) نحر البُدن.

الحديث السابع عشر:

عن ابن عمر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مسحهما - مسح الحجر والركن اليماني - كفارة الخطايا))، رواه الترمذي.

الحديث الثامن عشر:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((رحِمَ الله المحلقين قالوا: والمقصرين يا رسول الله! قال رحم الله المحلقين قالوا: والمقصرين يا رسول الله! قال: رحم الله المحلقين قالوا: والمقصرين يا رسول الله! قال: والمقصرين))، متفق عليه.

الحديث التاسع عشر:

عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليأتين هذا الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به، يشهد على من استلمه بحق))، رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

 

كما رأيت عزيزي فإنّ الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من خلال هذه الأحاديث النبوية الشريفة التي قد ذكرناها قد أمر المسلمين على تأدية فريضة الحج، وشدد على أهمية هذهِ الفريضة وثوابها الكبير عند الله تعالى.




مقالات مرتبطة