9 نصائح للاستعداد لشهر رمضان قبل بدايته

يُعَدّ رمضان أكثر شهور العام التي يستبشر بها المسلمون خيراً، إذ أنَّهم يستثمرون هذا الشهر ليُقَوُّوا علاقتهم بالله تعالى ويحسِّنوها، ولهذا السبب يكتسب هذا الشهر أهميةً بالغةً بالنسبة إلى كلِّ مسلم. من المنطقي إذاً أن نستعدَّ مُسبقاً لشهر رمضان، حتَّى نتمكَّن في المقام الأوَّل من تحقيق أقصى استفادةٍ من العطايا الكثيرة التي يخبِّئها لنا. إليك 6 نصائح قبل دخول شهر رمضان.



1- وضع برنامج خاصِّ بالشهر:

ليس غريباً أن تُحِسَّ بالضياع وانعدام التنظيم خلال الأيام الأولى من الشهر، إذ أنَّ الصيام، وصلاة التراويح، وغيرها من العبادات؛ تجعل شكل الأيام في رمضان مختلفاً عن شكل بقيَّة أيَّام العام.

يُعَدّ وضع برنامجٍ خاصٍّ بالشهر من الطرائق التي يمكن اتِّباعها لضمان ألَّا تَعُمَّ الفوضى أيَّام الشهر الأولى. هذا يعني أن تُدوِّن كلَّ العبادات التي ترغب في الالتزام بأدائها خلال الشهر، وأن تحاول البحث عن طريقةٍ لممارستها إلى جانب الالتزامات المهنية والشخصية الأخرى.

من أسهل الطرائق للقيام بذلك: التفكير في مختلَف أوقات الفراغ التي لديك خلال النهار، وممارسة أهمِّ الأعمال خلال تلك الأوقات.

احرص على ألَّا تُثقِل كاهل نفسك، وألَّا تضع أهدافاً لا يمكن تحقيقها، إذ يجب على جوانب حياتك الأخرى ألَّا تتأثَّر، ويجب عليك ألَّا ترهق نفسك بعبءٍ يَصعُب عليك تحمُّله. تعامل برفقٍ مع نفسك، لكن فكِّر مُسبَقاً في الأهداف والغايات التي تريد الوصول إليها خلال هذا الشهر الفضيل.

2- الاهتمام بالصلاة:

الصلاة

الغاية من شهر رمضان هي أن تبذل أقصى ما بوسعك لإرضاء الله تعالى، واغتنام أكبر عددٍ ممكنٍ من النعم التي منَّ الله بها علينا خلال الشهر. وتُعَدُّ الصلاة إحدى أهمِّ أشكال العبادة، وربَّما تكون أبرز شكلٍ من أشكال الخضوع لله عزَّ وجل، لذلك يُسهِم تخصيص بعض الوقت للاهتمام بمختلف جوانب الصلاة إسهاماً كبيراً بكل تأكيدٍ في تحقيق أقصى استفادةٍ من شهر رمضان.

يُعزِّز التركيز في أثناء الصلاة وأداؤها بطريقةٍ صحيحة، المتعة التي تُحِسّ بها أثناء الصلاة -سواءً صلاة التراوح أم النوافل- بشكلٍ كبير.

إقرأ أيضاً: اهمية الصلاة ومتى فرضت

3- تناول كميات أقلّ من الطعام:

حتَّى لا تَقِلَّ بشكلٍ مفاجئٍ كمِّيَّات الطعام التي تتناولها أثناء شهر رمضان، ابدأ قبل أسبوعٍ من بداية الشهر بالتخفيف تدريجياً من تناول الطعام حتَّى تُهيِّئ عقلك، ومعدتك، وشهيَّتك. حتَّى إذا كنت معتاداً على شرب أنواعٍ مُعيَّنة من المشروبات خلال الأيام العاديَّة، كالقهوة على سبيل المثال، يُفضَّل أن تخفِّف من تلك المشروبات، أو أن تمتنع عن شربها نهائيَّاً قبل بداية شهر رمضان المبارك.

4- اصطحاب الأطفال إلى النُزَه:

خُذ أطفالك إلى الأماكن التي يرغبون الآن بزيارتها، إذ قد لا تكون قادراً في أيام الصيام الطويلة على الخروج مشياً إلى المنتزهات أو حدائق الحيوان. جرِّب أيضاً أن تقيم قبل بداية شهر رمضان أنشطةً لتعريف الأطفال بالشهر الكريم، وحدِّثهم عن العبادات والطاعات التي من المفترض أن يؤدِّيها المسلم خلاله، وإذا كانوا في سنٍّ مناسب، فحاول أن تهيِّئهم نفسيَّاً وجسديَّاً لصيام رمضان، أو بعض أيامه على الأقل.

5- ترتيب المنزل:

قد لا يكون لديك خلال شهر رمضان ما يكفي من الوقت والطاقة للقيام بجميع الواجبات المنزلية وأعمال التنظيف، لذا خصِّص بعض الوقت قبل بداية شهر رمضان الكريم للقيام بأعمال الترتيب والتنظيف، لا سيما المطبخ؛ لأنَّه الغرفة التي تشهد الحركة الأكبر خلال الشهر، حتَّى تتفرَّغ في رمضان لأداء العبادات من صيامٍ، وصلاةٍ، وقراءةٍ للقرآن.

6- القراءة عن ميِّزات شهر رمضان:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا جاء رمضان فُتِّحَت أبواب الجنة، وغُلِّقَت أبواب النار، وصُفِّدَت الشياطين). يُعَدُّ هذا حديثاً واحداً فقط من عديدٍ من الأحاديث التي تَذكُر الأهمية الكبيرة لشهر رمضان وكيف أنَّه يُعَدُّ فرصةً مثاليَّةً لتجديد التواصل مع الله تعالى. لذلك ربَّما يُعَدُّ من المنطقي أن تتعرَّف فعلاً إلى القيمة الكبيرة لشهر رمضان، حتَّى تُحِسَّ بأقصى درجات الحماسة، وتتولَّد لديك الرغبة بتحقيق أقصى استفادةٍ منه.

هذه المعلومات ستكون مفيدةً بشكلٍ كبير خلال أيام الصيام القاسية وفي أثناء صلوات التراويح؛ لأنَّك ستعلم دائماً الثواب الكبير الذي ينتظرك مقابل تلك الجهود البسيطة التي تبذلها.

إنَّ التعرُّف إلى الثواب الذي ينتظرك خلال الشهر لن يُعزِّز رغبتك في المشاركة في أكبر عددٍ ممكنٍ من العبادات في أثنائه وحسب، بل يجعلك تتوق شوقاً إلى وصول الشهر الفضيل، وهل ثمَّة طريقة أفضل للاستعداد للشهر من أن تُعبِّر عن شوقك له، مثلما كان يفعل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلَّم؟

7- التفكير في وجبات إفطار صحية:

بينما نتضوَّر جوعاً ونحن ننتظر بفارغ الصبر سماع صوت الأذان، يصبح تناول الطعام الصحي عادةً آخر ما يُهِمُّ معظم الناس. لكن يجب علينا أن نعي أنَّ رمضان هو شهر تجديد العلاقة مع الله قبل أن يكون شهر الطعام؛ لذلك فمن الهامِّ أن ننتبه إلى الطعام الذي نتناوله في أثناء الشهر. من الهامِّ أيضاً بكلِّ تأكيد ألَّا يزداد وزنك ازدياداً كبيراً؛ لذلك ربَّما يكون من المنطقي أن تفكِّر في طرائق لجعل وجبتَي الإفطار والسحور وجبتَين صحِّيَّتَين. ابحث عن نصائح لإعداد وجبات إفطارٍ صحية، إذ ربَّما يكون التخطيط مُسبقاً لإعداد وجبات فطورٍ صحيةٍ أقلَّ تكلفةً أيضاً من الناحية المادية.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح لتحضير مطبخك لاستقبال شهر رمضان

8- التسوُّق لشراء أغراض العيد:

ربَّما يكون التسوُّق لشراء حاجات العيد قبل بدء شهر رمضان فكرةً سديدة، إلَّا إذا كنت تستمتع بالخروج إلى التسوُّق في أثناء رمضان. ربَّما يكون الخروج إلى التسوُّق في منتصف شهر رمضان -الذي يكتظُّ عادةً بالمشاغل- أمراً شاقَّاً، لذلك قد يكون التسوُّق قبل بداية شهر رمضان أسهل بكثير، وربَّما تنجح في أثناء ذلك أيضاً في توفير المال من خلال بعض الحسومات الرائعة.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح للتسوّق قبل شهر رمضان المبارك

9- الاهتمام بالآخرين:

قد يكون ثمَّة أشخاص ميسورون مادِّيَّاً أكثر من غيرهم، لكن يجب على كلِّ مسلمٍ أن يهتمَّ لأمر الآخرين، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من نَفَّسَ عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة).

فلنعترف أنَّ شهر رمضان يمكن أن يُشكِّل عبئاً ماليَّاً على بعض الناس، وهذا يزيد من أهمية أن يخفف أولئك الذين أنعم الله عليهم ذاك العبء عن مثل هؤلاء بما يكفي من المال. ربَّما لا يوجد شعورٌ أجمل من أن تعرف أنَّك جعلت حياة شخصٍ آخر أكثر راحةً، أو أنَّك أزحت عنه عبئاً كان يُثقِل كاهله. فإذا كنت تعرف شخصاً يحتاج إلى قليلٍ من المساعدة للاستعداد لشهر رمضان، فلا تتردَّد في مساعدته، فالمسلم يهتمُّ بالآخرين ويفكِّر فيهم. اغتنم هذه الفرصة لإرضاء الله واتِّباع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.

مع اقتراب شهر رمضان المبارك يُحِسُّ الناس بالترقُّب؛ لأنَّ شهر رمضان هو شهر الطاعات المباركة، والثواب المضاعف.

وحتَّى تستعد أفضل استعدادٍ للشهر المبارك، اتَّبع النصائح التسع المذكورة في الأعلى، واستثمر وقتك خلال الشهر في العبادة والطاعة وأداء أعمال الخير.

 




مقالات مرتبطة