9 نصائح لتشعر بالراحة في الأوقات الصعبة

تعاملتُ طوال العقد الماضي أنا وزوجي مارك مع أزمات شخصية عدة متفاوتة الصعوبة، منها الوفاة المُفاجئة لأحد الأشقاء، وخسارة صديق مُقرَّب بسبب المرض، وتسريح مفاجئ من العمل لمُعيل الأسرة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "آنجل كرنوف" (Angel Chernoff)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها في التعامل مع الأوقات الصعبة وكيفية تجاوزها.

كانت هذه التجارب قاسية وكل واحدة منها فاجأتنا وأضعفتنا وأبعدتنا عن حياتنا لفترة، لكن عندما انتهى وقت الحزن أقبلنا على الحياة ونحن أقوى وبتفهم واحترام أكبر للحياة.

إليك 9 نصائح لتشعر بالراحة في الأوقات الصعبة:

1. تعلَّم أن تثق بنفسك:

"أحياناً لا يكون الأمر بالسوء الذي تظنه، فبينما تتعافى وتنمو سيسير كل شيء على ما يرام من تلقاء نفسه، فاسترخِ وثق بنفسك".

ردِّد هذه العبارة في ذهنك كل صباح لأنَّ الحقيقة هي أنَّ كل شيء سيكون على ما يرام في النهاية، ضع ثقتك الكاملة في نفسك باتباع حدسك وبذل قصارى جهدك، ثم امضِ قُدماً خطوة تلو الأخرى بإيمان وثقة في المستقبل؛ فالحياة لن تتخلى عنك والحب والمثابرة والعمل الجاد نادراً ما يضيع هباءً على الأمد الطويل.

إذا كنت تؤمن بقدراتك وبقيت صامداً على الطريق الذي تؤمن به وترجمتَ شغفك إلى أفعال فستنجح بالنهاية؛ أي بمجرد أن تثق بنفسك ستعرف كيف تستعيد قوتك وتنمو.

2. ركِّز على ما تتعلَّمه:

الأخطاء والعثرات هي ببساطة شكل من أشكال التدريب، إذا كان الطريق سهلاً وخالياً من المطبات فغالباً أنت تسير في الاتجاه الخطأ؛ إذ تعلِّمك المطبات في الطريق ما تحتاج إلى معرفته للتقدم في طريقك الخاص، وفي بعض الأحيان يجب أن تسوء الأمور قليلاً قبل أن يصبح كل شيء على ما يرام، وقد تحتاج أحياناً إلى حل بعض المشكلات قبل أن تتمكن من المُضي قُدماً.

العِبرة أنَّه ليس من المفترض أن تكون رحلتك سهلة؛ بل من المفترض أن تستحق العناء، لا نمو بلا معاناة؛ فالطرائق السهلة تؤدي إلى أماكن لا تستحق الذهاب إليها.

3. لا ترفع سقف توقعاتك كثيراً:

الحياة ليست مُلزَمة بإعطائك ما تتوقعه بالضبط ونادراً ما ستحصل على ما تريد تماماً كما تريده، فلا تَغفَل عن الجوانب المشرقة فقط لأنَّك تسعى إلى الكمال.

يجب أن ترى الأشياء وتقبلها كما هي وليس كما أردتها أو توقعتها أو تمنيتها، ولمجرد أنَّ الأمور لم تسر كما توقعتها فلا يعني ذلك أنَّها ليست تماماً ما كنت تحتاج إليه للوصول إلى حيث تريد في النهاية أن تذهب.

شاهد بالفيديو: 7 حقائق عليك أن تفهمها عن الحياة

4. تحدَّث بحرية إلى شخص تثق به:

لستَ وحيداً، اسمح لشخص مُميَّز في حياتك أن يرى جانبك المظلم، أنت تعرف من هو هذا الشخص بالتأكيد، لا تتوقع منه حل مشكلاتك، لكن اسمح له فقط بمواجهة مشكلاتك معك، وامنحه الإذن بالوقوف إلى جانبك، لن يكون بالضرورة قادراً على حل أزمتك؛ لكنَّه قد ينير لك الطريق لحلِّها.

الأهم أن تتذكر دائماً أنَّك لست وحيداً وبصرف النظر عن مدى شعورك بالغرابة أو الإحراج أو الشفقة عن ظرفك، فيوجد شخص في حياتك تَعاملَ مع المشاعر نفسها سابقاً ويريد مساعدتك، وعندما يراودك الإحساس بالوحدة تذكَّر أنَّ هذا وهم وكذبة يريد جانبك الضعيف أن تصدقها.

5. كرِّس الأمل لتقوم بأفعال إيجابية:

تستطيع أن ترى النجوم في الظلام فقط، والنجوم هي الأمل فابحث عنها، فأضعف الإيمان أن تعرف ما تتمناه في حياتك، وأفضل ما تستطيع فعله هو أن تعيش داخل هذا الأمل وأنت تعمل من أجل ما تريد، لا تنظر إلى ما تتمناه من بعيد؛ بل عش فيه واندمج بعمق في الأفكار والنشاطات التي تبقي أملك حياً ونواياك ممكنة.

الأمل وحده لن يخلصك من اليأس؛ لكنَّه يمكِّنك من الكفاح والنمو حتى عندما تكون ظروفك سيئة؛ فالطريق المُعبَّد بالأمل هو أكثر متعة من الطريق المُعبَّد باليأس، مع أنَّهما قد يبدوان كأنَّهما يقودانك إلى المكان نفسه على الأمد القصير؛ لكنَّ النمو الإيجابي الذي تحققه في طريقك المؤقت هو الذي سيخدم وجهتك النهائية.

الأمر كله يتعلق بالتوازن؛ أي قبول الواقع دون التخلي عما يجب القيام به للوصول إلى وجهتك المرجوة على الأمد الطويل.

إقرأ أيضاً: لم لا يتخلى عقلك عن الضغوطات البسيطة؟

6. اسعَ إلى تحقيق ما تريده بدلاً من الابتعاد عما لا تريده:

عندما تركِّز تفكيرك كله على أنَّك لا تريد تناول قطعة حلوى فسينتهي بك الأمر إلى التفكير بتناولها، فعندما تركز على عدم التفكير في شيء ما ينتهي بك الأمر إلى التفكير فيه بشدة.

المبدأ نفسه صحيح عندما يتعلق الأمر بتحرير عقلك من الماضي السلبي، فمن خلال محاولتك الدؤوبة للابتعاد عما لا تريده، فأنت مُجبَرٌ على التفكير في الأمر كثيراً؛ إذ ينتهي بك الأمر إلى تَحمُّل مزيدٍ من العبء، لكن إذا اخترت بدلاً من ذلك تركيز طاقتك على المُضي نحو شيء تريده، فمن الطبيعي أن تترك أعباءك وراءك وأنت تتقدم إلى الأمام.

الخلاصة: بدلاً من التركيز على التخلص من السلبية، ركِّز على إنشاء شيء إيجابي (وهو ما يحل محل السلبية تلقائياً).

7. خذ بضع خطوات إلى الوراء:

كل شيء يبدو أبسط من مسافة بعيدة، وفي بعض الأحيان تحتاج ببساطة إلى الابتعاد لرؤية الأشياء بوضوح أكثر.

أنت أثمن من كل ما يزعجك، يوجد جزء صادقٌ في شخصيتك يتجاوز مخاوفك وشكوكك ومستقل عن متاعب اللحظة الحالية وإحباطاتها، تراجع قليلاً وراقب نفسك لحظة بلحظة، كن حاضراً وراقب نفسك بينما تفكر وبينما تتصرف وبينما تختبر العواطف، قد يعاني جسمك الألم؛ لكنَّ هذا الألم لا يمثِّلك، قد يواجه عقلك مشكلات وأيضاً هذه المشكلات لا تمثِّلك.

فكِّر في أصعب تحدٍ تواجهه الآن، وتخيَّل أنَّك لست أنت من يواجهه؛ بل صديق مُقرَّب لك وفكِّر بالنصيحة التي قد تسديها له، تراجع قليلاً وبدلاً من أن تكون أنت محور الحدث كن مراقباً موضوعياً ولاحظ الاختلاف، فكِّر في النصيحة التي ستعطيها لصديقك إذا كان مكانك وفيما إذا كنت تتبع تلك النصيحة الآن.

لا تدع مشكلاتك الحالية تؤثِّر في تفكيرك، تراجع قليلاً وأعطِ نفسك مساحة للتفكير وسترى أنَّك ستقدم لنفسك نصائح رائعة.

8. امنح نفسك وقتاً:

خذ الوقت كله الذي تحتاج إليه؛ فالشفاء العاطفي عملية لا تتم ببساطة، لا تتعجل في ذلك ولا تدع الآخرين يرغمونك على التعجل أيضاً، المُضي قدماً لا يتم خلال يوم؛ بل يتطلب الأمر خطوات صغيرة كثيرة لتكون قادراً على التحرر من ماضيك المؤلم وجروحك القديمة.

عش يومك لحظة بلحظة، خطوة بخطوة ولا تدع مشكلات الماضي تجعلك تشعر كأنَّك تعيش حياة سيئة الآن، إن كان الأمس مؤلماً لا يعني أنَّ اليوم سيكون كذلك أيضاً، وغالباً ما تكشف جروحنا عن أجمل ما فينا، فاليوم لديك خيار لاستكشاف هذا الجمال في نفسك، فامنح نفسك الوقت والإذن اللازمين للاستكشاف والشفاء.

إقرأ أيضاً: كيف تعيش ببساطة وتركز على يومك؟

9. ابحث عن البداية في كل نهاية:

يقول أحد الحكماء: "كل بداية جديدة تأتي من نهاية بداية أخرى"، اليوم بداية جديدة فتصرف وفقاً لذلك، وتوقف عن التفكير فيما كان سيحدث وابدأ بالنظر إلى فرص المستقبل.

اشكر ماضيك دوماً على الدروس كلها التي قدَّمها لك، وكن مستعداً لاستقبال المستقبل لأنَّ البداية العظيمة تحدث دائماً وتحديداً في اللحظة التي تظن أنَّها ستكون نهاية كل شيء.




مقالات مرتبطة