9 عادات غير تقليدية لنجاح استثنائي

لقد جمعتُ هذه العادات تدريجياً على مرِّ السنين في أثناء عملي مع بعض الأشخاص الناجحين نجاحاً مثيراً للإعجاب، ومن بينهم سبعة رواد أعمال على الإنترنت، وبعض أفضل المؤلفين ومديرين تنفيذيين لامعين، وما إلى ذلك، ومع أنَّ هذه العادات ليست بالعادات النموذجية التي قد تقرأ عنها في كتب تطوير الذات، مثل كتاب "العادات السبع للناس الأكثر فاعلية" (The 7 Habits of Highly Effective People)، لكنَّها قد أثَّرت في حياتي أيما تأثير، فقد ساعدتني على التمتع بعقلية قائمة على النجاح في أثناء بذل جهودي اليومية، وأنا واثق بأنَّها ستساعدكَ أنت أيضاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (MARC CHERNOFF)، ويُحدِّثنا فيه عن 9 عاداتٍ فريدةٍ لتحقيق نجاحٍ استثنائيٍّ.

إليك العادات التسعة الآتية:

1. مساعدة شخص واحد على الأقل يومياً:

أفضل جزءٍ في الحياة ليس مجرد النجاة، بل التحلي بالعاطفة والرحمة والفكاهة والكرم واللطف واستخدام هذه السمات لجعل العالم مكاناً أفضل.

ابتسم، وساعد الآخرين على الابتسام أيضاً، إن لم تكن تملك القدرة أو القوة على إسعاد أحدهم، فحاول عوضاً عن ذلك أن تساعده على التخلص من حزنه، ولا تشغل بالك بعدد الأشخاص الكثيرين الذين يحتاجون إلى المساعدة؛ إذ لا يمكنك مساعدة الجميع مرةً واحدةً؛ بل ركز على تقديم المساعدة لشخصٍ واحدٍ في كل مرةٍ، وابدأ دائماً بالشخص الأقرب إليك.

إن أمكنكَ الاستلقاء ليلاً على وسادتكَ وأنت تعرف في قلبك أنَّك قد جعلت يوم أحدهم أفضل ولو قليلاً، فقد حظيت بيومٍ ناجحٍ.

2. عندما تشعر بالرغبة في الاستسلام اسأل نفسك: أيمكنني أن أعطي المزيد؟

الجواب الصادق يكون في أغلب الأوقات "أجل"، وبمجرد أن يدرك عقلك أنَّه يستطيع، فإنَّه يفعلها غالباً، فأحد الأشياء الفريدة في العقل البشري هو أنَّه لا يفعل إلا ما يظن أنَّه قادرٌ على فعله، في اللحظة التي تقول فيها "لا أملك الطاقة"، أو "لست قادراً على فعل هذا"، فإنَّك في الحقيقة تدرِّب دماغك على أن يتقيَّد بحدود توقعاتك المتدنية.

التوقعات المتدنية توصل إلى نتائجَ متدنيةٍ؛ لذا راقب طريقة كلامك مع نفسك عندما تصل إلى نقطة الصراع هذه في عقلك؛ إذ إنَّ معظم الناس يستسلمون ويتوقفون عن المحاولة؛ لذا افعل العكس وامنح الأمر محاولةً أخرى.

شاهد بالفيديو: 7 قواعد ذهبية تمهد طريق النجاح

3. احترام الجميع:

عندما تحترم الناس، فذلك يعطيك نوعاً مميزاً من التواصل معهم، لن تحصل تلقائياً على مفاتيح قلوبهم؛ بل ما ستحصل عليه فعلاً هو زيادة التفاهم والمودة، وهذا لا يمكن أن يُقدَّر بثمن.

إن كنتَ رب عمل، فاحترام عملائك المحتملين سيجلب لك مزيداً من أعمالهم، وإن كنت معلِّماً، فإنَّ احترامك لتلاميذك سيُحدث تأثيراً فائقاً في سير خطتك التدريسية، وإن كنت لاعباً رياضياً، فاحترامك للفريق الآخر سيساعدك على بناء استراتيجية فعالة للفوز؛ يفتح الاحترام أبواب الفرص في مناحي الحياة كلها.

4. تقبُّل مكانك أينما كنت:

من أعظم أسرار السعادة والنجاح، هو أن تتقبل المكان الذي أنت فيه في الحياة، وتستفيد منه إلى الدرجة القصوى، فلن تعرف دائماً إلى أين تسير، لكنَّك ما دمت تستمر بالمضي قدماً، فستكون الرحلة مجزيةً.

تقدَّم خطوةً واحدةً في كل مرة، وضع قدماً أمام الأخرى؛ فالوقت كفيل بأن يفسح أمامكَ تدريجياً الطريق إلى ما يهم حقاً، قد تتوه في بعض الأحيان وقد تعثر على نفسك في المكان الذي تُهت فيه.

5. البحث عن تجارب جديدة في الحياة:

الناس الأكثر حكمةً هم الذين مروا بتجارب كثيرة؛ لذا ابدأ بقوة، وابقَ قوياً، وحافظ على القوة حتى النهاية، من خلال تذكير نفسك دائماً بسبب فعلكَ لذلك في المقام الأول؛ فالأمر برمته يتعلَّق بالتعلم والتطور على طول الطريق.

أكثر الدروس قيمةً في الحياة لا يمكن أن تُدرَّس؛ بل لا بد لك من اختبارها لتتعلمها عندما تتأمل في حياتك فإنَّك على الأرجح سترى بعض الألم والأخطاء والانكسار، لكن عندما تنظر في المرآة سترى القوة والتطور والحكمة؛ فهذه النتيجة تجعل كل ذلك الألم جديراً بالتحمُّل.

6. المحافظة على إيمانٍ قويٍّ بنفسك:

التوجُّه الذهني الإيجابي القوي سيخلق من المعجزات أكثر مما يستطيع أن يفعل أي عقَّارٍ سحريٍّ، فأفكارك ومعتقداتك الخاصة أشبه ما تكون بفصولٍ من كتاب، عندما تجمعها معاً ستجد المعتقدات، التي ستشكِّل بدورها قصة حياتك.

إن كنت ستنجح بإنشاء الحياة التي تحلم فيها، فعليك أن تؤمن بقدرتك على ذلك، وعليك أن تؤمن بأنَّك تملك الموارد والمواهب والمهارات اللازمة لتحقيق النتائج المرجوة.

7. سلك طريقك الخاص:

الحياة الجيدة ليست بأن تمشي على الخطا التي رسمها لك الجميع؛ بل كن صادقاً مع نفسك، وتمسَّك بقيمك الجوهرية بحزمٍ، فحياتك هي مسارك الروحي، وهي ما هو أمامك مباشرةً.

لا يمكنك أن تعيش حياة أي شخص آخر، فمهمتكَ تكمن بأن تعيش حياتك أنت، وتتوقف عن محاولة تقليد تلك التي تظنها مقبولةً أكثر؛ لأنَّك إن قلَّلت من شأن نفسك بغاية إسعاد الآخرين، أو لرغبتكَ في أن تناسبهم، أو كي لا تزعج أحداً، فإنَّك ستفقد الشغف والحرية والمتعة في أن تكون على حقيقتك.

8. إيجاد فرصة في كل نتيجة، سواء أكانت إيجابية أم سلبية:

أحياناً تحدث الأشياء كما توقعت تماماً، وأحياناً تجري الرياح بعكس ما تشتهيه السفن، وفي الحالتين كلتيهما، توجد طريقة لتخرج وتنتصر، وانتصاراتك تجلب لك السعادة والشعور بتحقيق الذات، وهزائمك تكسبكَ الحكمة والقوة والإصرار، فأي نتيجةٍ منهما تتيح أمامكَ فرصاً جديدةً، وبهذه الطريقة تسير الحياة دائماً إلى الأمام.

يمكنك البناء على ما حدثَ من قبل في كل لحظة؛ فالآن أنت تماماً حيث يجب أن تكون، لأنَّك الآن في الزمان والمكان الوحيدين اللذَين يمكنك فيهما فعلاً أن تُحدِث فارقاً.

إقرأ أيضاً: الإدارة الإستراتيجية: كيف تقتنص الفرص، وتقاوم التهديدات؟

9. تقليل احتياجاتك:

فكِّر بالأشياء التي يمكنك التخلي عنها عوضاً عن تركيز اهتمامك على ما تريده، وخفِّف أعباءك، واشعر بخفة الوزن، أشياء كثيرة تظن أنَّك بحاجةٍ إليها، لا تحتاج إليها على الإطلاق؛ بل أنت ببساطة تريدها، وما إن تتضاءل هذه الرغبة، حتى تزداد حريتك وثروتك.

إنَّ الإنجاز طويل الأمد في الحياة ليس بحصولك على ما تريده؛ بل باختبار حرية أن تكون كل ما أنت عليه دون إفراط، إنَّه يتعلق برغبتك فيما تملكه فعلاً في أي لحظة.

إقرأ أيضاً: أهمية النجاح في الحياة وأهم الطرق لتحقيقه

في الختام:

سيجلب لك الطموح والنية والجهد المنضبط، أشياء عظيمة في هذا العالم، لكن لا يقتصر النجاح على تحقيق أكثر الأهداف الشائعة والمعروفة التي يحتفي بإنجازها المجتمع؛ فعلى الأمد الطويل، القليل غالباً ما يكون الأكثر.




مقالات مرتبطة