9 طرق لتنمية الإبداع في نفسك

الإبداع والروحانية هما أمران مترابطان، وهنا لا نقصد الدِّينَ باستخدامنا لكلمة روحانية، بل نقصد الروح الإنسانية، مَوْرِدنا. ذلك المكان الذي نشعر فيه بأنَّنا مرتبطون بالحياة. يطلق عليه نابليون هيل "الذكاء اللامحدود"، بينما يطلق عليه ديباك شوبرا "الوعي الصرف". أمَّا جوشوا رومان فقد وصفها بشكل جميل: "ذلك المكان في داخلنا، الذي لا ينتهي أبداً". ذلك المكان الجميل فينا والذي لا يمكن أن تصفه الكلمات، ولا يمكن الشعور به إلا من خلال القلب.



أن تكون مبدعاً، يعني أن تلجأ إلى ذلك المكان فيك وتتواصل مع "ذكائك اللامحدود". إنَّها عطيَّةٌ في داخل كل شخص، في انتظار أن يتم اكتشافها. فنحن كائنات موهوبة، لأنَّنا لدينا جميعاً إمكانية الوصول إلى نفس المصدر غير المحدود. عندما نتصرّف من مبدأ الإبداع، نكون في موضع الوَفْرَة، حيث لا توجد حدود. أما القيود والنُّدرَة تأتيان فقط عندما نتصرف من مبدأ المنافسة.

لا يوجد شيء اسمه "أن تكون أكثر إبداعاً"، فأنتَ سَلَفاً كائنٌ مبدعٌ وخلاَّق. ولكن يمكنك التَّدرب على أن تصبح أكثر انسجاماً أو أن تُدرك تلك الطاقة الخلاقة التي تحيط بك على الدَّوام، والتي تمتلك مسبقاً إمكانية وصولٍ غير محدودة لها.

فيما يلي 9 ممارسات يمكنك استخدمها لمساعدتك على "تنمية" الإبداع في نفسك.

أولاً: الاسترخاء

خصّص وقتاً تفعل فيه شيئاً يُسعِدك؛ شيئاً يجلب الفرح لقلبك، شيئاً تحبه. كالتأمل والمشي والسباحة، وقراءةِ كتابٍ يجعلك في حالة مزاجية جيدة، أو كتابةِ يومياتك أو أفكارك (قد يكون هذا مفيداً جداً!).

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتعزيز مهارة التفكير الإبداعي

ثانياً: الامتنان

إنَّ التَّفكير في كل الأمور التي تُشعِركَ بالامتنان، ينتج عنه دفقٌ إيجابي من الطاقة. وعندما تشعرُ بذلك الحب في قلبك لجميع النِّعَم والعطايا الرائعة في حياتك، ستسترخي على الفور وستشعر بالسَّكِينة. وفي لحظة الحب والدفء تلك، تكونُ منفتحاً على الطاقة الإبداعية.

ثالثاً: دغدغة الخيال

إنَّ المخيلة هي أرضٌ خِصبةٌ للغاية. لقد وجدت أنَّه من المفيد التَّدربَ على إغلاقِ عينيَّ وتصوّر مشاهدَ حيَّة.

جرّب ذلك. أغمض عينيك، وتخيّل أنَّك في موقعٍ ما، أي موقع. حسناً، اختر المكان المثالي لديك، وتدرب على رؤية تفاصيل بيئتك في ذلك الموقع. شاهد الألوان ومكونات المكان، والمس شيئاً ما. كيف هو ملمسه؟ ماذا تسمع؟ وكيف هي رائحته؟ وما هي درجة الحرارة؟ وهلمَّ جرَّا.

إقرأ أيضاً: 6 طرق فعّالة لتنمية خيالك بشكل صحيح

رابعاً: أن تعيش اللّحظة

سيخبرك كُلُّ موسيقيٍ أو فنانٍ بارزٍ بأنَّه عندما يقوم بتأليف موسيقى أو رسم لوحة؛ فإنَّه لا يفكّر في الأمر، بل يعيش اللحظة تماماً ويختبر نوعاً من دفقِ الأفكار. الرياضيون يسمون هذا "التَّواجد في الميدان". يمكنك ممارسة الوعي في الوقت الحاضر من خلال إيلاء الاهتمام الكامل لكل ما تقومُ به: مثلَ تناول الطعام وغسل الأطباق وترتيبِ سريرك، وما إلى ذلك. كما يساعد التأمل بشكل كبير على ذلك.

خامساً: أن تحظى بالإلهام

تدرب على رؤية الأمور الجميلة التي تُحرككَ عاطفياً. تصفَّح كتاباً يحتوي على صورٍ تدفعك للتَّفكير، أو اذهب إلى معرضٍ فني، أو اقرأ كتاباً ملهماً، أو تحدث إلى شخصٍ ترتاح له.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح هامة لتقوية حس الإلهام

سادساً: الرَّسم

قد يبدو هذا أمراً غريباً، ولكنَّ البدء في الرسم هو أحد الطرق الفعالة للتَّدرب على التَّواصل مع جانبك الإبداعي. إذ يفرض عليكَ الرسم أن تنظرَ للأمور وتراها بشكلٍ مختلف. يُنْصَح بشدة بكتاب "الرَّسم على الجانب الأيمن من الدماغ - Drawing on the Right Side of the Brain" للرسامة الأمريكية بيتي إدواردز. فقد تمَّ تأليف هذا الكتاب من أجل الأشخاص الذين لم يسبق لهم أن رسموا من قبل. هذا الكتاب عن الرسم تمّ الإشارة إليه في كتابٍ يحكي عن علم النفس، ووجهات نظرها تعتبر مفيدة جداً.

سابعاً: رؤية البدائل

كُن فضوليَّاً. وتدرَّب على أن تسأل نفسك كيف ستقوم بأمر ما بطريقةٍ مختلفة. وعندما ترى الحلَّ لمشكلةٍ ما، اسأل نفسك: "ما هي بعض الطُّرُقِ البديلة للقيامِ بذلك؟". نمِّ في نفسك العقليّة القائلة بأنَّه "يوجدُ دائماً طريقةٌ أخرى"، حتى عندما تبدو البدائلَ "مستحيلةً" بالنِّسبةِ لك.

ثامناً: أن تكونَ منفتحاً

لا تغلق الباب أبداً في وجهِ أي فكرة تخطر على بالك، ولا تُصدِر أيَّ أحكامٍ بشأنها. بل ثمِّن أيَّ فكرةٍ تخطر على بالك، حتى وإن بدت لك "فكرةً غبية" أو "بديهيَّة". وبهذه الطريقة، تشجع الأفكار الأكثر إبداعاً على أن تظهرَ إلى السَّطح.

تاسعاً: دوِّن أفكاركَ على الورق

ابدأ بتدوين أفكاركَ على مجموعة أوراق (أو دفتر ملاحظات). البعض يُفَضّل أن يُدّوّن ذلك على الورق لا في دفتر، وذلك حتى لا تشعر بأنّك ملزمٌ بأن تُبقي الصفحة مرتَّبة. اكتب كل ما يخطر على بالك: كالكلمات العشوائية والأفكار والخواطر. في بعض الأحيان قد ترغب في وضع دائرة حول العبارات، وأن ترسم خطوطاً لتوصيل الأفكار بعضها ببعض. وعندما يباغتك الإلهام، فاتبع الهامك. إذا خطرت في ذهنك فكرة مختلفة فجأة، فقم بتدوينها في مكان ما على الصفحة أو في صفحةٍ جديدة.

هذه هي الطريقة التي تمكنك من كتابةِ تدويناتك. أبدأ بالأفكار والنقاط الرئيسيَّة، والتي أحياناً ما تكون سخيفةً في البداية، وبمجرد ما إن تدخل في نوعٍ من تدفق الأفكار، حتى تظهر المقالة أمام عينيك.

المصدر




مقالات مرتبطة