9 طرق تؤثر بها الثقافة التنظيمية في استراتيجية الأعمال

ما هي الطريقة الوحيدة التي تؤثر بها ثقافتك التنظيمية في استراتيجية عملك؟ لمساعدتك على فهم الطرائق التي قد تؤثر بها ثقافة شركتك في استراتيجية عملك، سألنا قادة الأعمال والأشخاص المهنيين هذا السؤال للاطلاع على وجهات نظرهم؛ إذ إنَّ هناك طرائق متعددة تؤثر بها الثقافة التنظيمية في استراتيجية الأعمال، بدءاً من إتاحة المجال للابتكار والإبداع إلى إنشاء معايير توظيف فريدة من نوعها، فدعونا نلقي نظرة على تسع من هذه الطرائق بمزيد من التفصيل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المُدوِّنة "سيمونا إيانكو" (Simona Iancu)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تسع طرائق تؤثر بها الثقافة التنظيمية في استراتيجية العمل.

1. معاملة الموظفين بكرامة وتعاطف واحترام:

تعرض إحدى سلاسل مطاعم البرغر علاوة مالية مقدمة قدرها 20000 دولار للطلاب الجدد، بينما تدفع شركة أخرى للموظفين الذين يعملون في الخط الأمامي مبلغاً مالياً قدره 19.00 دولار في الساعة؛ والسبب في ذلك أنَّهم لا يستطيعون إيجاد موظفين؛ لذا، إن لم يكن الموظفون هم محور استراتيجيتك، فلن تكون لديك استراتيجية.

تُعَدُّ ثقافة الشركة الطريقة الأسهل لجذب المواهب والاحتفاظ بها، وهي تبدأ بمفهوم لا يكلف الشركة فلساً واحداً؛ إذ إنَّ المطلوب وحسب أن تكون شخصاً لطيفاً مع الآخرين؛ وذلك لأنَّ ثقافة الشركة لا تتمثل بالأقلام ذات العلامات التجارية، وصالات الألعاب الرياضية، وحفلات البيتزا؛ وإنَّما تتمثل بمعاملة من حولك بكرامة وتعاطف واحترام، وعندما تفعل هذه الأشياء الثلاثة، سوف تفوز شركتك فعلياً بجوائز عن مدى حسن معاملتك موظفيك.

على الرغم من أنَّ فيروس كوفيد-19 قد غيَّر أولويات القوى العاملة بين عشية وضحاها، لكنَّ الأساسيات لا تزال كما هي؛ فكن لطيفاً فحسب، وإلا سيكلفك ذلك الكثير.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لكسب الاحترام في العمل

2. إفساح المجال للابتكار والإبداع:

من شأن امتلاك ثقافة عمل إيجابية، تعزيز القدرة على التعامل مع الموظفين؛ إذ عندما يشعر الموظفون بالدعم بطريقة إيجابية، فإنَّهم يكونون أكثر إبداعاً وابتكاراً؛ وهذا يؤدي عادةً إلى زيادة الربحية؛ إذ إنَّ الموظفين على استعداد لبذل جهد إضافي لإنجاح الشركة.

يطور التغيير التنظيمي المهارات اللازمة لتنفيذ تدخلات التطوير التنظيمي واستعمال مبادئ التطوير التنظيمي لتحسين مؤسستك.

إقرأ أيضاً: 4 خطوات لبناء ثقافة إيجابية في العمل وتحسين الإنتاجية

3. استعمال قيم الشركة بطريقة واضحة:

تُعَدُّ قيم شركتك العنصر الأساسي لثقافتك التنظيمية؛ إذ يجب أن تكون هذه القيم بمنزلة نقطة تواصل مع أكبر عدد ممكن من جوانب العمليات المختلفة، عند توظيف الأشخاص وفي أثناء مراجعات الأداء وكحوار عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالعمل؛ إذ تجتمع قيمك وثقافتك التنظيمية معاً لتشكيل البوصلة التي تستخدمها في توجيه استراتيجية عملك والحفاظ على وحدة الفريق في العمل نحو إنجاز هدف مشترك.

على سبيل المثال: ينبغي على القادة طرح الأسئلة التي تتوافق مع الثقافة التنظيمية وقيمها في وقت مبكر من عملية المقابلة؛ إذ إنَّ طرح أسئلة واضحة مثل: "من يعرف عملك بشكل أفضل؟ وكيف يصفونك؟ وماذا سيكون مجال التحسين الأكبر في رأيهم؟"، يُعَدُّ أمراً فعَّالاً بشكل خاص؛ لأنَّ هذه الأسئلة تعمل بوصفها مقياساً يختبر صدق المرشح وشفافيته وتواضعه.

كل هذه السمات حيوية، وتميل إلى تأهيل المرشحين بشكل مسبق، ممَّن سوف يتفوقون في أدوارهم ويتمتعون بالخبرة في مكان العمل ويكملون الثقافة التنظيمية.

4. النظر إلى الثقافة بعدِّها استراتيجية عمل:

لا تؤثر الثقافة التنظيمية في استراتيجية العمل فحسب؛ بل إنَّها أيضاً استراتيجية عمل بحد ذاتها؛ إذ غالباً ما تغفل الشركات عن حقيقة أنَّ موظفيها يديرون أعمالهم، ومع ذلك، يجب أن تكون المهمة والرؤية والقيم والسمات الأساسية والإجراءات المحددة بوضوح جزءاً لا يتجزأ من الهيكل التأسيسي لأيَّة منظمة ناجحة.

5. تذكُّر أنَّ الثقافة التنظيمية أهم من الاستراتيجية:

إذا كان هناك عدم توافق أو تعارض بين الثقافة التنظيمية واستراتيجية العمل، فسوف تسود الثقافة التنظيمية على استراتيجية العمل دائماً بشكل تقريبي، وفي الواقع، إنَّ تغيير نهج عملك أسهل من إعادة تعريف ما تمَّ ترسيخه كقيم تؤمن بها شركتك، وفي مثل هذه الحالة، لا يظلُّ أمامك غالباً خيارات سوى إعادة التفكير في استراتيجية عملك.

خلاف ذلك، فإنَّ المنظمة ستعاني بشكل كبير من التعارض بين الثقافة التنظيمية واستراتيجية العمل، وسوف تفقد نزاهتها، على سبيل المثال: الشركة أو المنظمة التي تدافع عن مبدأ الإيثار ولكنَّها تستخدم نموذج عمل جشع يسعى إلى تحقيق الربح، ستفقد بسهولة الدعم من الأطراف المعنية التي تؤمن حقاً بقيمها وثقافتها.

6. بناء فريق متنوع:

لقد التزمنا بناء فريق متنوع من اليوم الأول؛ لأنَّنا نعتقد أنَّها الطريقة الوحيدة لإنشاء أفضل الشركات؛ إذ إنَّني قد قمت بإدارة الموارد البشرية والشؤون المالية في ست شركات سابقة، ولم يكن هذا هو محور التركيز، فكانت النتائج متفاوتة.

غير أنَّنا من خلال جعل هذا الأمر هدفاً معلناً، قمنا ببناء فريق متنوع (60% من الأشخاص الملونين و40% من الإناث و10% من باقي أطياف المجتمع)، وقد أتى هذا بثماره؛ ذلك لأنَّه من خلال وجود فريق متنوع، فإنَّنا نعكس بشكل أفضل عملاءنا ومستخدمينا؛ وهذا يعني أنَّه يمكننا اتخاذ العديد من القرارات المستنيرة حول اتجاه المنتج والانتقال إلى السوق والنمو العام؛ إذن، وجود الأشخاص المناسبين في الفريق أحدث فارقاً كبيراً.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح هامة تساعدك على بناء فريق عمل ناجح

7. الترحيب بالتغذية الراجعة وتمكين الموظفين:

عندما تعطي المنظمة الأولوية للشفافية مع أصحاب المصلحة، فإنَّها تؤدي إلى مجموعة من الفوائد الإيجابية؛ إذ يثق الموظفون بالشركات التي تكون منفتحة وصادقة معهم؛ وهذا يؤدي إلى بيئة أكثر ارتباطاً؛ إذ تتوافق أهداف الموظفين مع ثقافة مؤسستهم، وتُغذِّي الشفافية في مجال الأعمال التجارية، بيئةً ترحب بالتغذية الراجعة، وتمكِّن الموظفين من اتخاذ القرار، كما تؤثر الثقافة التي تضع الثقة في موظفيها بهذه الطريقة، بشكل إيجابي في الاحتفاظ بالموظفين.

8. إنشاء معايير توظيف فريدة:

تُعَدُّ ثقافتنا التنظيمية هي الدافع وراء الابتكار والإبداع في استراتيجية أعمالنا، ومن ثمَّ، فقد قدَّمَت معلومات عن معايير توظيف الموظفين الفريدة الخاصة بنا، وعمليات دمج الأعمال، وكنَّا قد وضعنا استراتيجية للتعلم المستمر وتطوير المهارات

داخل صفوف موظفينا، للتنافس مع الشركات الأفضل في السوق وفهم الثقافة التنظيمية، ومن ثمَّ تجهيزهم للتواصل الفعَّال مع عملائنا، فالهدف هو تعزيز الولاء؛ لأنَّنا نهدف إلى أن نكون قادة في هذا المجال.

9. إدراك أنَّ الثقافة التنظيمية والاستراتيجية تسيران جنباً إلى جنب:

تساعد الاستراتيجية على تقسيم الأهداف إلى خطوات يمكن تحقيقها مع التخطيط الصحيح؛ إذ عندما تشمل استراتيجية العمل ثقافة المنظمة، فإنَّك تُدخل أيضاً القيم والمعتقدات في هذه الاستراتيجية؛ وهذا يساعد على الحفاظ على رسالة الشركة في طليعة كل هدف واستراتيجية.

المصدر




مقالات مرتبطة