8 طرق لتسهيل البحث عن السعادة

نحن نعقِّد الحياة في بعض الأحيان لدرجةٍ أكبر بكثير مما هي عليه؛ إذ نربط سعادتنا بالإنجازات التي نحققها ونبحثَ عنها بعد ذلك في الأماكن الخاطئة جميعها، وبالطرائق المغلوطة كلها؛ وبالطبع، فإنَّك لست مُضطراً للعيش بهذه الطريقة؛ لذا ينبغي لك أن تبدأ بتبسيط حياتك والتقليل من تعقيدها إن كنتَ تعيشُ حياةً مماثلة، فقد حان الوقت لإزالة التوتر وتصفية الأجواء والعودة إلى الأمور والعادات البسيطة.



لا يعني تبسيط سعيك نحوَ السعادة عيش الحياة في حدودها الدنيا لأنَّ ذلك يُعدُّ فقراً؛ بل يعني مقدار فاعليتك وكفاءتك في ترتيب أولويات حياتك وإيلاء أكبر اهتمامٍ للأمور الأكثر أهمية فيها؛ ومن ثمَّ استثمار وقتك جيداً بناءً على ذلك لتسخير جهودك في السعي إلى تحقيق الأهداف التي تُحدِث أثراً كبيراً في حياتك، وتمتلك الأهمية العظمى وتعني لك الكثير.

إليك فيما يأتي 8 طرائق لفعل ذلك تماماً:

1. الانغماس في أمرٍ تحبُّه ويؤثِّر فيك كثيراً:

عليك أن تتغافل وتنسى قليلاً، وتنغمسَ في اللحظة الراهنة التي تعيشُها، وتندمجَ مع الآخرين وتجاربهم وخبراتهم والمهام المُلقاة على عاتقك كي تنجح وتزدهر فعلاً في حياتك، وهو ما يحدث أحياناً حين تكون مستغرقاً في تحدٍّ أو أمرٍ صعب يستحوذ على انتباهك، أو حين تُخرِج الفنان الذي يكمُن في داخلك وتتولى مهمة إبداعية ومُبتكَرة، كما يحدث أحياناً في أثناء ممارستك لأحد أنواع الرياضة أو استماعك للموسيقى أو قراءتك لكتاب شيِّقٍ واستغراقك فيه، أو عندما تشعر بأنَّك مُحاطٌ تماماً بحبِّ شخصٍ آخر يملأ حياتك بالكامل، وفي الواقع يحدث ذلك على الأغلب حين تتواصل عاطفياً مع شخصٍ ما يُشاركك آراءك ووجهات نظرك.

بعبارة أخرى، لا تتعلق السعادة طويلة الأمد بالنجاح والإنجازات المدروسة والواعية فحسب؛ بل تتمحور أيضاً حول الجزءِ اللاشعوري من عقلك المترابطِ بصورة طبيعية مع الأفكار والشغف والحب والعمل والأشخاص والأغنيات والقِصص التي تؤثِّر فيك تأثيراً كبيراً.

2. معرفة ما تريدُه حقاً والالتزام به:

إنَّ كلمتَي (الدراية أو الإدراك) و(الالتزام) قويَّتان للغاية، فمن المذهل ما يمكنك تحقيقه وفعله بمُجرَّد أن تدركَ ما تريده حقاً وتلتزمَ بفعله؛ فإن كان بإمكانك القولُ بصدقٍ وأمانة أنَّك على درايةٍ وعلمٍ كامل برغباتك وما تتطلَّبه لتحقيقها، وأنَّك مكرِّسٌ نفسك لفعل ما يلزم في سبيل ذلك، فإنَّك تتمتع أصلاً بحالة ذهنية مُفعمة بالحماسة والاندفاع.

يعني تمتُّعك بالإدراك والالتزام أنَّك شخصٌ حذِر وواسع الاطلاع والمعرفة والخبرة ومستعدٌّ دوماً لمواجهة كل المصاعب التي قد تصيبك، إضافة إلى امتلاكك عقلية تمكِّنك من التصوُّر والتخيُّل ووضع الخطط والاستراتيجيات والتركيز وتحقيق الإنجازات.

كلَّما زاد إدراكك ومعرفتك للحياة وصعوباتها وزاد التزامُك وجديتك بكيفية التعامل مع كلٍّ من مواقفها الجيدة والسيئة، وقلَّ التوتر والضغط النفسيُّ في حياتك على الأمد البعيد.

شاهد بالفيديو: السعادة الغاية التي ينشدها الجميع كيف نصل إليها

3. حماية نفسك ممَّنْ يحطمون أحلامك:

توقَّفْ عن مشاركة أحلامك مع الناس الذين يعوقونك ويمنعونك من التقدم أو إخبارهم بها حتَّى وإن كان هؤلاء الناس هم الأشخاص الذين يُفترَض بهم دعمك والوقوف بجانبك مثل والديك أو أخوتك أو أصدقائك وغيرهم؛ فإن كنتَ متحمساً لشيءٍ ما وترغب في استكشافه مثل اهتمام جديد مختلف قليلاً عن الأمور الطبيعية والمعروفة أو أمر مُميَّز يجعلك شخصاً استثنائياً بعض الشيء، عليك أن تعلم أنَّك لن تصل إليه ولن تحققه أبداً إن استمعت للأشخاص الذين يُخبرونك باستمرار بأنَّك لست شخصاً استثنائياً أو مُميَّزاً؛ وبدلاً من ذلك، فإنَّك على الأرجح ستكتفي بالدور العادي والمُريح الذي يتوقعونه منك وتتعود عليه، الذي لن يجلب لك السعادة على الأرجح.

4. إيجاد عملٍ يوميٍّ مُناسب:

إنَّ فقدان الشغف مُهلِكٌ وقاتل؛ فالسعادة هي أن تعيشَ حياتك على طريقتك الخاصة، وهو أمرٌ صحيحٌ وحقيقي بصورة خاصة حين يتعلق الأمر بالعمل الذي ستمارسه طوال العمر؛ إذ ينبغي أن يكون عملُك اليومي أو وظيفتك الأساسية المكان الذي تُلبِّي فيه اهتماماتك وهواياتك حاجات العالم حولك.

إن أردتَ السعي إلى تحقيق السعادة من خلال عملك، لا تنظر إلى لائحةٍ من المهن أو الحرف الشائعة لاختيار إحداها عشوائياً وتكريس وقتك بعد ذلك لتعلُّمها؛ بل أوجدْ مهنةً تُثير اهتمامك وشغفَك حقاً مثل الكتابة؛ ومن ثمَّ فكِّر في الفرص والإمكانات اللامتناهية لصياغة أفكارك بالكلمات؛ أو لعلَّ ركوب القوارب هو الأنسب لك؛ ومن ثَمَّ عليك أن تسعى إلى الحصول على وظيفة في المجال أو القطاع البحري، وتسمح لنفسك بالتوق والاشتياق لضخامة البحر اللامتناهية، وتوجد احتمالات أخرى كثيرة أمامك؛ فحين تقدِّر قيمة عملك جيداً، ترافقه السعادة والنجاح جنباً إلى جنب.

5. التركيز على الأحاسيس التي تريد الشعور بها:

ستحقق النجاح والسعادة في اللحظة التي تقرر فيها ذلك، وفي الواقع، فإنَّ معرفةَ ما تريد الشعور به فعلياً هو أقوى شكل من أشكال الوضوح الذي يمكنك الحصول عليه، كما أنَّ توليد تلك المشاعر هو أقوى أمر إبداعي يمكنك فعلُه في حياتك.

في الحقيقة تصنع أفكارك واقعك الذي تعيشه وترسمه وفقاً لها؛ إذ يؤدي السياق أو المضمون الإيجابي إلى أفكار وأفعال ومشاعر إيجابية مما يقود بدوره إلى نتائج إيجابية في حياتك بالتدريج؛ وتُعَدُّ هذه العقلية مكوناً سحرياً يساعدك على الصبر والمثابرة في وجه التحديات والظروف الصعبة والعوائق والعقبات والألم والمعاناة، وحتَّى في وجه الضرر الشخصي.

6. المحافظة على منظورٍ بنَّاء ومرن:

انسَ الأسباب كلها التي تخبرك بعدم نجاح أي هدفٍ ترغب في تحقيقه، واكتشفِ السبب الوحيد الجيد الذي يدعو إلى نجاح ذلك الأمر، ومن المُحتمل ألا تحصل على النتائج الدقيقة التي توقعتها تماماً، لكن لا بأس بذلك؛ فما يزال يُعَد تقدُّماً وتطوُّراً ما دمت تتعلم من النتائج التي تحصل عليها فعلاً، وربَّما قد تكتشف من خلال تفهُّمك ومعرفتك الجديدة طريقةً لتحقيق نتائج أفضل مما ظننتَه في الأصل ممكناً.

يملك اختيارك لمنظورك وآرائك القوة للبناء أو التدمير والتحطيم، كما تتمتع عقليَّتُك بالقدرة اللامحدودة على تحويل أي تجربةٍ تمرُّ بها إلى محنة أو إلى منحة.

إقرأ أيضاً: تطوير استراتيجيات المرونة في التعامل مع الأزمات

7. التوقُّف عن إجراء المُقارنات:

أحياناً ما يكون أصعب جزءٍ من رحلتك في هذه الحياة هو ببساطةٍ فهمُ أنَّك بخير، كما أنتَ تماماً؛ لذا لا تسمح للمآسي والمآزق البسيطة والسخيفة اليومية أن تُحبطك أو تثبِّط عزيمتك، فما من سببٍ يدعوك إلى الشعور بالأسى والإشفاق على نفسك، كما أنَّه لا جدوى من التصرُّف بطريقةٍ تُشعِر الآخرين بالحزن والشفقة تجاهك.

تجاهلْ ما حققه الآخرون ووصلوا إليه في حياتهم؛ لأنَّك لستَ في سباقٍ تتنافس فيه معهم؛ بل يُفترَض بك في الواقع أن تكون في مكانك الذي وصلت إليه الآن تماماً؛ إذ تُعدُّ حياة كلٍّ منَّا فريدة ومُميَّزة بنفسها؛ فقد وُلِدتَ لفعل أشياء لم يُقدِمْ أحدٌ على فعلها من قبل، ولفهم أمورٍ لم يفهمْها غيرك أبداً، كما أنَّك تسير في المسار الذي خُلقتَ لأجله، بينما تُعَدُّ الآلام والأوجاع الخفيفة التي تشعر بها تأثيراتٍ جانبية للتطور والنمو الشخصي.

يجب أن تتساءل كيف من الممكن أن تكون حياتك مختلفةً إن توقفتَ عن وضع افتراضاتٍ سلبية للحُكم عليها وعلى الطريقة التي تظنُّ أنَّها يجب أن تسير وفقاً لها؛ لذا فليكُن اليوم هو اليوم الذي تنظر فيه إلى الجوانب الإيجابية لرحلتك الخاصة في هذه الحياة.

إقرأ أيضاً: 10 حقائق تؤكد أضرار مقارنة نفسك مع الآخرين

8. مساعدة الآخرين على الابتسام:

لا تنسَ خلال سعيك إلى تحقيق السعادة أنَّك فردٌ في هذا العالم الكبير، الذي يُعَدُّ أعظم بكثير من نفسك فحسب، فبقدر ما قد تكون تلك السعادة مميزةً وخاصةً باحتياجاتك الفريدة من نوعها؛ فتوجد أمورٌ بسيطة يمكنك فعلها يومياً لدعم الروح المعنوية للأشخاص المحيطين بك، وتُعَدُّ تلك الأمور سهلةً ومجانية ومرتبطةً بسعيك إلى تحقيق سعادتك ولا تحتاج منك إلى أيِّ عناء، وأروع ما في الأمر أنَّ السعادة تولِّد السعادة؛ فحين تفعل تلك الأمور لمساعدة الآخرين، فإنَّك لا ترفع الروح المعنوية لديهم وتدعمهم فحسب؛ بل ترفع من معنوياتك كذلك وتشعر بالسعادة أيضاً.




مقالات مرتبطة