8 طرق تمكنَّك من الكف عن الشعور بالذنب ومسامحة نفسك

للشعور بالذنب جانبان: جانبٌ جيّدٌ وجانبٌ سيِّئ في الوقت نفسه، فهو يجعل الناس أكثر تعاطُفاً ويسمح لهم بتحسين شخصيتهم من ناحية؛ لكنَّ الشعور غير المبرر بالذنب والإفراط فيه قد يسبب مشكلات أكثر مما يحلها.



بدلاً من مساعدة الشخص على التطور، يؤدي الشعور الزائد بالذنب إلى الكآبة، وكراهية الذات، وتدني احترام النفس، والافتقار الشديد إلى الثقة بالنفس، والشعور المفرط بالذنب ضارٌّ بصحتك العقلية، ومن الهام التعامل معه.

إنْ تجاوز شعورك بالذنب الحد الطبيعي بسبب أشياء غير هامة أحياناً، فعليك أن تتعلَّم أن تقوِّي نفسك وتكون أكثر تسامحاً.

إليك 8 طرائق للتوقف عن الشعور بالذنب:

1. الابتعاد عن الأشخاص السامين:

عندما تشعر بالذنب، تجنَّب ارتكاب الأخطاء، وسيشجِّعك الأشخاص السامُّون والمتلاعبون في حياتك على الشعور بالذنب كي يتمكنوا من استغلالك.

سيستخدمون معظم الأساليب والحيل لتنفِّذ ما يريدون، ويُعدُّ دفعك إلى الشعور بالذنب أحد الأساليب المفضلة لديهم، فعلى سبيل المثال، قد يدَّعي هؤلاء الأشخاص أنَّهم غاضبون منك بسبب أشياء صغيرة، فإذا كنت لا تريد أن تفعل شيئاً يريدونه، سيتَّهمونك بأنَّك لست مخلصاً، ويجعلونك تشعر بالذنب.

إذا لاحظت مثل هذه الصفات السامة في الأشخاص المحيطين بك، حاول الابتعاد عنهم، هذا هو السلوك الأفضل لنموك العاطفي وسلامتك العقلية.

شاهد بالفيديو: 8 شخصيات سامة يجب عليك تجنبها

2. البحث عن طرائق لتخفيف التوتر:

الشعور بالذنب هو شعور سلبي للغاية، وهو يثير التوتر الشديد والقلق أيضاً، وهذا الإجهاد ضار بصحتنا الجسدية، كما يؤثِّر سلباً في عقليتنا.

لذلك، إذا كنت ترغب في تقوية نفسك وعدم السماح للشعور غير الضروري بالذنب أن يفسد حياتك، تعلَّم كيفية إدارة التوتر، وعلى الرَّغم من وجود طرائق عدة لمواجهة الإجهاد، إلا أنَّ ممارسة التأمل لها دور كبير في تخفيف التوتر.

3. معاملة نفسك بلطف:

كلنا نرتكب الأخطاء، لكن لا يمكننا أن نتوقع من الآخرين أن يكونوا لطفاء، وأن يغفروا لنا حتى نتمكن من إظهار اللطف نفسه مع أنفسنا، إضافة إلى ذلك، في معظم الأوقات، يميل الناس إلى المبالغة في التعامل مع أنفسهم، وقد يشعرون بالذنب بسبب أشياء تافهة.

لذلك، يجب أن تكون لطيفاً مع نفسك على سبيل المثال، إذا خالفتَ خطة نظامك الغذائي، وأكلت شيئاً تحبُّه، فلا داعي إلى الشعور بالذنب؛ فالجميع يرتكب هذه الأخطاء الصغيرة، ويجب أن تكون قادراً على مسامحة نفسك.

4. إدارة التوقعات:

إذا كنت تريد تجنب الشعور غير الضروري بالذنب وتمكين نفسك، فأنت بحاجة إلى إدارة توقعاتك، وفي هذه الأيام، يحدد معظم الناس توقعات غير واقعية عن حياتهم وأنفسهم.

قد يتابعون شخصاً ما على وسائل التواصل الاجتماعي ويرون حياته المثالية؛ ويشعرون بالذنب عندما لا يستطيعون عيش حياة مثلها؛ لذا تأكَّد أنَّ المنشورات التي تراها على وسائل التواصل الاجتماعي مصمَّمة لتبدو مثالية.

هذا ينطبق أيضاً على الأفلام والأشكال الأخرى من وسائل الإعلام؛ فهي ليست انعكاساً للحياة الواقعية، وإذا حدَّدتَ توقعاتك اعتماداً على هذه الأشياء، أنت تهيئ نفسك لخيبة الأمل والشعور بالذنب؛ لذلك ضع أهدافاً واقعية، وتوقَّف عن النظر إلى حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المزيفة والمنسقة للمشاهير والمؤثِّرين.

5. تقدير الذات والجهود المبذولة:

لا شك أنَّ هذا صعب، لكنَّك يجب أيضاً أن تنظر إلى ما تفعله بطريقة صحيحة، فمن عادتنا انتقاد أنفسنا، لكن إذا شعرت بالذنب لسببٍ ما، فكِّر في كلِّ ما تفعله فعلاً صحيحاً.

على سبيل المثال، إذا شعرت بأنَّك "لا تقدِّم ما يكفي" لأطفالك أو "لا تستطيع إعطاء الوقت" لشريكك، يجب أن تفكر في كل الأشياء التي تفعلها لهم، وبدلاً من الهوس المستمر بالعجز، فكِّر في كل ما تفعله فعلاً صحيحاً، وستكون قادراً على التعامل مع الشعور بالذنب بسهولة أكبر.

6. منح الأولوية لنفسك:

يوجد فرق كبير بين أن تكون أنانياً أو أن تعطي الأولوية لنموِّك وتقدمك الشخصي، فقد يظنُّ الناس في كثير من الأحيان أنَّهم أنانيون عندما يعطون الأولوية لأنفسهم، ممَّا قد يؤدي إلى شعورهم غير الضروري بالذنب.

قد تشعر بالذنب مثلاً لغيابك عن العمل إذا كنت مريضاً، أو إذا كنت بحاجةٍ إلى يوم إجازة، وكان زميلك بحاجة إليه كذلك، سيجعل حصولك عليه دون زميلك تشعر بالذنب، ومع ذلك، من الهام أن تقدِّر نفسك في مثل هذه المواقف، ولا داعي أن تعدَّ نفسك مذنباً.

7. الاهتمام بالصحة العقلية:

العناية بالصحة العقلية أمرٌ ضروري؛ ومع ذلك، لا يقدِّر الناس في بعض الأحيان صحتهم العقلية، فمن الشائع أن يشعر الناس بالذنب بعد اتخاذ قرار لمصلحتهم، قد تضطر مثلاً إلى الانفصال عن شريك سامٍّ، ثم تشعر بالذنب، مع ذلك، عليك أن تفهم أنَّ صحَّتك العقلية هامَّة أيضاً.

افعل ما هو صحيح من أجل صحتك العقلية، ولا تشعر بأيِّ ذنب.

إقرأ أيضاً: 6 عادات لتحسين الصحة العقلية

8. تحمُّل مسؤولية أخطائك:

الجميع يرتكب الأخطاء، لكن تذكَّر: لا يوجد شيء يستحق تدمير صحتك النفسية من أجله، فعندما تشعر بالذنب، من الهام أن تتحمَّل المسؤولية، وعليك أن تتقبَّل خطأك، وتتجه نحو إصلاح المشكلات بدلاً من التباهي بالذنب.

إذا ظلمت شخصاً ما، كن صريحاً واعتذر له، وافهم أنَّك لن تستطيع تغيير الماضي؛ كل ما يمكنك فعله هو الاعتذار منه والتعلُّم من التجربة.

عندما تتبنى هذا الموقف، يصبح التعامل مع الشعور بالذنب ومسامحة نفسك أسهل بكثير.

إقرأ أيضاً: كيف نتعافى من الفشل؟

في الختام:

يمكن للشعور المفرط وغير الضروري بالذنب أن يضع الشخص في حالة ذهنية شديدة التدمير الذاتي، كما يمكن أن يكون ضاراً جداً بصحتك العقلية؛ لذلك، من الهام جداً أن تتعلَّم كيف تسامح نفسك قبل أن تطلب مسامحة الآخرين.




مقالات مرتبطة