8 حلول سريعة لتعزيز طاقة الجسم

كثيرا ما نعاني حاليا من وجود هذه المشكلات: الانشغال الدائم خلال يوم العمل وعدم توفر الوقت لتناول طعام الغداء، والوصول إلى المنزل في وقت متأخر، بحيث ينتهي بنا المطاف إلى تناول وجبة عشاء جاهزة. فضلا عن الجلوس أمام جهاز الحاسوب لوقت متأخر أو مشاهدة التلفزيون أو الذهاب إلى أحد المقاهي لتناول الشراب (لتهدئة الأعصاب والاسترخاء من عناء اليوم) أو العناية بالأطفال، ويعتمد ذلك على فئتنا العمرية وأسلوب حياتنا. لذا فأنت لا تحصل على قسط كاف من النوم، وتستيقظ في اليوم التالي وأنت تشعر بالدوار والتشويش، ثم تخرج على عجل لتتفاجأ بازدحام حركة المرور الصباحي. وغالبا ما تنسى تناول وجبة الإفطار وممارسة التمارين الرياضية، أليس كذلك؟


لقد أصبح شيئا روتينيا بالنسبة للكثير منا أن نقوم باحتساء فنجان من القهوة، أو تناول مشروبات الطاقة، أو تناول بعض الأطعمة التكميلية الغنية بالطاقة لنتمكن من المحافظة على نشاطنا خلال اليوم. عندما بدأت عملي التجاري الأول، لم أكن أتناول كمية كافية من الأغذية الصحية. كان ينبغي علي أن أستيقظ في الساعة الـ 5 صباحا للإشراف على سير العمل. وعند العودة إلى المنزل، كنت أجد نفسي وقد استنفدت كل طاقتي وشعرت بالجوع الشديد، لأنني لم أتناول أي شيء طيلة اليوم. فأقرر حينها أن أتناول وجبة كبيرة، وأعمل لبعض الوقت ثم أخلد إلى النوم.

ومن المثير للسخرية أنني كنت أملك متجر وجبات سريعة صحية. كنت أبيع الخضروات الطازجة وعصائر الفاكهة وغيرها، وأقوم بعرض فوائد حصول الجسم على الاحتياجات اليومية من الفيتامينات والمعادن من خلال مشروبات تقدم في أكواب جاهزة.

ثم أدركت، بعد مضي عام على إدارة أعمالي، أنني بحاجة إلى تغيير نمط حياتي بشكل جذري. لم أكن أطبق ما أنصح به الآخرين، وكان لذلك تأثير ضار على طاقتي أثناء العمل، وحياتي بشكل عام. لذا قمت بشراء كلب. نعم، كنت أعلم حقا أن هذا ليس بـ "الحل السريع". ولكن سكوبي (الكلب الذي اشتريته من مأوى جمعية الرفق بالحيوان) أجبرني على التفكير في تخصيص وقت لكلينا. كان الكلب بحاجة لممارسة المشي بشكل يومي، ما اضطرني للخروج وتحريك جسدي. وكان بحاجة أيضا إلى تناول الطعام، ما كان يذكرني بحاجة جسدي لتغذية صحية متوازنة. كما احتاج سكوبي لقضاء وقت للهو والتسلية، وهو ما منحني إياه في المقابل.

إذا كان لديك أطفال، أو حيوانات أليفة، أو أي شخص آخر يعتمد عليك، فإني أحثك على أن تعتبرهم بمثابة ناصح لك ليذكرك بالحفاظ على صحتك. اسمح لاحتياجاتهم أن تذكرك باحتياجاتك الخاصة، والتي كنت قد أهملتها لفترة طويلة جدا. إذا لم تجد أيا ممن سبق، فعليك أن تكون دليل نفسك. اعتن بنفسك ونفذ أكبر عدد ممكن من الاقتراحات التالية:

1. ابدأ يومك بشرب الماء الدافئ وعصير الليمون الطازج. لا أنهاك عن تناول القهوة، ولكن لا تجعلها شرابك الأول. الليمون له تأثير قلوي على الجسم، ومزجه في الماء يساعد على طرد السموم وتحسين صحة الجهاز الهضمي.

2. اصطحب معك زجاجة مياه بحجم 32 (أونصة) أينما تذهب. املآها مرتين على الأقل واشرب منها طوال اليوم. إن شربك للماء بشكل مستمر يساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة، ويجعلك تميز بين الجوع والعطش ويبقي جهازك الهضمي في حالة عمل نشط.

3. تناول الطعام "الطازج" قدر الإمكان، مثل المنتجات الطازجة والمكسرات والبذور النيئة. فتناول حبة من الموز أو حفنة من اللوز أمر سهل كما هو تناول الكعك أو الأطعمة التكميلية الغنية بالبروتين، بل إن جسمك مهيأ بشكل أفضل لهضم الوجبات الغذائية الطازجة والمتكاملة، ما يعني استغراق جهد أقل والحصول على فائدة أكبر والمساعدة على إبطاء عملية الشيخوخة وتوفير مزيد من الطاقة. تناول أي شيء طازج مع كل وجبة.

4. احصل على جرعتك اليومية من أوميغا 3. أعلم أنك سئمت الحديث حول حاجتك لتناول المزيد من السمك أو زيت بذور الكتان، ولكن أثبتت الدراسات أن الحصول على جرعات من أوميغا 3 أس تساعد على تقوية الذاكرة، وبدونها تضعف قوة الذاكرة. إذا كنت من هؤلاء الأشخاص الذين لا يرغبون في تناول المأكولات البحرية، فعليك بتناول المكملات الغذائية إذن.

5. احصل على جرعتك اليومية من فيتامين د. ينصح بتعريض الجسم للشمس لمدة 10 دقائق يوميا على الأقل، ولكن هذا ليس متاحا دائما، خصوصا بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين يعيشون في نصف الكرة الأرضية الشمالي والذين لا يستطيعون التعرض لأشعة الشمس بالقدر الكافي معظم السنة. لذلك، تناول المكملات الغذائية لتعويض العناصر الأساسية في الجسم. (ولكن عليك الخروج أيضا!) إن نقص فيتامين د يجعلك تشعر بالإكتئاب والإعياء والخمول، بالإضافة إلى زيادة احتمال تعرضك لأمراض معينة.

6. تناول الكربوهيدرات والدهون الصحية. لا تقع ضحية الحميات الغذائية التي تمنعك من تناول الكربوهيدرات والدهون بالكامل. إذ توجد الكربوهيدرات في الفواكه والخضروات والبقوليات وهي تمد الدماغ بالطاقة. ربما يكون المؤشر الجلايسيمي في الفواكه عاليا، ولكنها غذاء صحي متكامل يحتاجه الجسم. لا تفرط في الحصول على هذه الأغذية الكربوهيدراتية الصحية لإعتقادك بأن ذلك سيفقدك بعض الوزن. كما أن تناول الدهون الصحية بكميات معتدلة مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات يساعدك فعلا على أن تكون ممشوق القوام لأنها تجعلك تشعر بالشبع.

7. لا تبق حبيس المنزل أو المكتب. أعلم أنه لا يوجد لديك الوقت الكافي، ولكن عليك الخروج حتى لو كان ذلك لفترة قصيرة لا تتعدى خمس دقائق، كالاستراحة بين الاجتماعات مثلا.

8. قف على قدميك. اجعل الوقوف عادتك كلما جاءك اتصال هاتفي، وتجول داخل مكتبك. استغل كل فرصة تتاح لك لتقف على قدميك أو تمد ساقيك. اذهب لرؤية زملائك في مكاتبهم، بدلا من إرسال البريد الإلكتروني أو الاتصال بهم. كلما قلت حركتنا زاد خمولنا، ما يؤدي مباشرة إلى البدانة وجعلنا أكثر عرضة للأمراض.

لا تقتصر جميع الاقتراحات المذكورة أعلاه على تحسين شعورك طوال النهار فحسب، ولكنها أيضا تساعدك على النوم بشكل أفضل خلال ساعات الليل. وعلى أي حال، إذا كنت تريد حقا أن تتمتع بصحة جيدة قدر المستطاع، فالأمر قد يتطلب منك بذل جهد أكبر. تحتاج إلى تخصيص 30 إلى 60 دقيقة يوميا لممارسة التمارين الرياضية. كما أن التوقف عن تناول الأطعمة التي تحتوي على السكريات والغلوتين والأطعمة المصنعة سيصنع المعجزات بالنسبة لك. ويمكن لممارسة رياضات التأمل والتصور الذهني أن تساعدك في الحصول على الهدوء والاطمئنان والاستمتاع بالحياة والشعور بالسعادة. لكن في الوقت الحالي، طبق بعض الخطوات السهلة وكن سعيدا بذلك.