8 أمور لا يجب أن تتخلى عنها في سبيل علاقة

"لقد مضت 10 سنوات على بيع خطيبي السابق المسيطر والمؤذي لغيتاري المفضل الذي استغرقت وقتاً طويلاً في توفير ثمنه، لقد باعه في اليوم الذي انفصلت فيه عنه، وعندما ذهبت لاستعادة مقتنياتي راح يفخر ببيعه لمتجر رهنيات، ولحسن الحظ تمكنت من الوصول للمتجر واتضح أنَّ صاحبه لطيف جداً وأعاد لي الغيتار بالمجَّان مقابل العزف معاً؛ فأمضينا فترة الظهيرة بالعزف والتحدث والضحك، لقد مضى على زواجنا 9 سنوات الآن ونحن في غاية السعادة معاً".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (Marc Shernoff)، ويُشاركنا فيه 8 أمور لا يجب أن نتخلَّى عنها في سبيل العلاقات.

هذه القصة مقتبسة من أحد عملاء التدريب لدينا، وخطرت ببالي مباشرةً عندما تلقيت بريداً إلكترونياً من أحد المتابعين يتحدث فيه عن علاقته الحالية المحطمة، ولفتني هذا السطر في البريد الإلكتروني: "أشعر بأنَّني تخليت عن حبي وعواطفي وصداقاتي وحياتي من أجلها إلَّا أنَّه لم يكن كافياً لها".

هذه العلاقات السقيمة تقيِّدنا وتؤذينا على النقيض من نظيرتها السليمة التي تضفي الحرية والحياة على وجودنا؛ لذلك من الهام إدراك الجوانب التي يتعيَّن على المرء ألَّا يتخلَّى عنها في علاقاته، وهذا ما يقوم عليه المقال؛ بعض التذكيرات لصاحب البريد الإلكتروني ولنا جميعاً:

1. روعتك غير المثالية:

من السهل أن تجد من يعرب عن حبِّه لك ولكن من الصعب أن تجد من يعني هذه المحبة فعلاً، فلا تستعجل الحب ولا تتخذ قرارات سريعة؛ لأنَّك ستقابل حب حياتك يوماً ما، فقط عليك أن تجد من يجرؤ على الاعتراف بأشواقه لك، ويقدرك بكل ما فيك من عيوب، ويمنحك قلبه ومشاعره، من يخبرك أنَّه يحبك ثمَّ يثبت أقواله يوماً بعد آخر، ومن يستيقظ إلى جانبك كل صباح ويتأمل تجاعيدك وشيب شعرك ليقع في حبك مجدَّداً.

عليك أن تضع في حسبانك أنَّك تبدو رائعاً في عيون من يحبك بصدق، ليس لأنَّه لا يبصر نقائصك؛ بل لأنَّ جمال روحك يتجلَّى بصورة حية أمام ناظريه بحيث يطغى على نواقصك فلا يرى سوى روعتك.

2. الحق في اتخاذ قراراتك:

عليك ألَّا تسلِّم نماءك وسعادتك لسلطة شخص آخر؛ لأنَّ العلاقات لا تقوم على السلطة والخضوع؛ وإنَّما على الاتفاق والحب والاحترام، وأنت لا تستطيع عيش حياتك وفق أهواء شخص آخر، ولا بدَّ من وجود مجال للتنازل وحرية القيام بالأمور الصائبة بالنسبة لك حتى لو عارضت آراءَ شخص تهتم لأمره؛ لذا عليك بالعطاء ولكن حذارِ أن يستغلك، والاستماع لأحبتك دون أن تفقد أثر صوتك الداخلي في أثناء ذلك.

إيَّاك أن تخجل من الحقيقة وتعتذر بسبب مشاعرك، ولا تكترث لنصائح الآخرين من حولك؛ لأنَّه عليك أحياناً أن تلاحظ الأمور وتقدرها بمعزل عن آراء الناس وتتخذ القرارات بنفسك وتختبر الوضع شخصياً ثمَّ تبني استنتاجاتك الخاصة منذ البداية.

شاهد بالفيديو: 6 علامات تدمر العلاقات بصمت احذر منها

3. حاجتك بالفطرة إلى من يفهمك:

لا يوجد ما هو أكثر حميمية من الفهم والاستيعاب المتبادل بين شخصين، وحتى في ظل الخلافات تحافظ العلاقات السليمة على مساحة ملؤها الحب والإصغاء المتبادل والتنازلات.

من الهام أن تصغي دون أن تدافع عن نفسك وتتحدث دون إهانة الطرف الآخر، فالتواصل ليس مجرَّد جزء من العلاقة؛ بل هو العلاقة بحد ذاتها، وثمة قاعدة واحدة تساعدك في هذا الصدد وهي استعدادك للإصغاء للآخرين، فأحياناً يكون الإصغاء بقلب ملؤه التعاطف والصبر جل ما يحتاجه المرء بعيداً عن انشغال الطرف الآخر بالردود والدفاع عن نفسه.

4. حرية الوقوع في الحب:

يطوف الحب الكون بقوته الخلاقة معادلاً بأهميته الأوكسجين الذي نحتاجه للتنفس.

عند حلول الحب في حياتنا نغدو أكثر سعادةً وتفاؤلاً ورضى، ونصبح من دونه غاضبين ومتشائمين ومستائين وناقدين لأنفسنا وللآخرين ومتجاهلين العظمة والنور والرحمة الكامنة في داخلنا؛ لذا عليك أن تفتح قلبك وتنشر الحب من حولك، وأن تحب الناس وتجارب الحياة ونفسك.

5. الشجاعة والاستعداد لتجربة الحياة:

عليك أن تتبرَّأ من خشية الوقوع في الخطأ لتتمتع بحياة عظيمة؛ لأنَّ القيام بأمر يسفر عن نتائج خاطئة أجدى من الهمود والاستسلام، وعندما لا تنجح الأمور وفق ما خطَّطت له فهذا لا يعني فشلك؛ لأنَّ التجربة أسفرت عن نتائج مغايرة.

ليس عليك أن تكون متردداً وحسَّاساً بشأن أفعالك، ولا تسمح للآخرين بإخافتك من فشل محتمل بالمستقبل؛ لأنَّ الحياة بحد ذاتها قائمة على التجربة، وكلَّما خضتَ المزيد توسَّعَت مداركك؛ فإمَّا أن تنجح أو أن تتعلَّم كيف تؤدي عملك على نحو أفضل في المرة المقبلة.

6. بهجتك:

لا تسمح للآخرين أو للظروف المحيطة بأن تحرمك البهجة؛ وإنَّما عليك أن تعيش حياة ملؤها السعادة؛ لأنَّك لا تريد أن تعود بذاكرتك يوماً ما إلى الوراء وتدرك أنَّ حياتك كانت عبارة عن سلسلة من الاجتماعات والمهام والفواتير والوعود الفارغة والرغبات المؤجلة.

من هذا المنطلق عليك أن تستمع بمباهج الحياة بمختلف أنواعها الصغيرة منها والكبيرة كالغناء والرقص والضحك وإقامة الحفلات وكتابة الشعر وقراءة الكتب الممتعة مظهراً امتنانك للنعم التي بين يديك.

7. العلاقات الهامة الأخرى كعلاقتك مع نفسك:

عليك أن تتحرَّر من العلاقة التي تحجبك عن العالم الخارجي وتختار الحب على الخداع؛ لأنَّ الحب يقوم على الحرية في جوهره، ولا تلقِ اللوم على الحب عندما تتعارض علاقتك المحطمة مع بقية علاقاتك الهامَّة وتجرِّدك من تقديرك لذاتك وحرياتك الشخصية.

لا يسرقك الحب من ذاتك؛ بل إنَّ هوس السيطرة والتلاعب والارتباك هو ما يفعل ذلك؛ لأنَّ الحب لا يصفق الباب في وجه السعادة والحرية؛ وإنَّما يفتحه على مصراعيه ليسمح بمرور المزيد.

إقرأ أيضاً: سايكولوجيا العلاقات الإدمانية وطرق التخلص منها

في حال توقع أحدهم منك أن تكون شخصاً مختلفاً عن ذاتك الحقيقية، عليك أن تعيد النظر في هذه العلاقة، وإنَّه من الحكمة أن تضحِّي بها في سبيل الحفاظ على كينونتك بدلاً من محاولة التشبث بالعلاقة والتظاهر بأنَّك شخص آخر.

إنَّ التئام جروح القلب البسيطة وملء الفراغ الذي خلَّفه إنهاء العلاقة في حياتك ومقابلة حب جديد أسهل من لملمة شتات هويتك الممزَّقة.

إقرأ أيضاً: علاقات الحب الإلكترونية: ما هي؟ وكيف نعالج هذه الظاهرة؟

8. اتزانك وسلامك الداخلي:

ستقابل خلال حياتك من يزعجك ويقلِّل من احترامك ويسيء معاملتك بصرف النظر عن أعمالك وروعتك، وتستنزف الكراهية والسلبية المعشِّشة في قلبك وعقلك كيانك وقدراتك؛ لذلك عليك أن تسعى للشفاء والنضوج العاطفي من خلال التخلُّص من أوجاع الماضي ومسامحة من أخطأ في حقك، والأهم من هذا أن تغفر لنفسك أحكامك الخاطئة بشأن الآخرين.

يتحقق السلام الداخلي من خلال تجنُّب أشخاص وأوضاع معيَّنة؛ لذلك عليك التخلي والاستغناء عند اقتضاء الضرورة لتنعم بالسكينة.




مقالات مرتبطة