8 أشياء يجب الإقلاع عنها لإيجاد السلام

تتحقَّق الطمأنينة وراحة البال ومن ثمَّ تزدهر وتنمو لدى الإنسان عندما يستغني عن الأشياء التي تحدُّ من تطوره وتقدُّمه وتقيِّد سعادته، ومن ثمَّ فإنَّك تعمل على تحقيق ذلك في كلِّ مرةٍ تتخلَّى فيها عن كلٍّ ممَّا يأتي:



1. الأعذار والحُجج والأشياء القديمة التي تندم عليها:

لا يمكنك دوماً اختيار الأمور التي تحدث لك في حياتك، ولكنَّك تستطيع دوماً اختيار كيفية شعورك تجاهها وطريقة تصرُّفك نحوها، فلا تدع الأشياء التي فعلتها أو لم تفعلها في الماضي تقرِّر مصيرك، لا تدع الندم يُسيطر عليك أو يتحكَّم بحياتك؛ فربَّما كان في إمكانك فعلُ أمر مُعيَّن بطريقة مختلفة أو لا، ولكنَّه في كلتا الحالتين ليس إلَّا أمراً قد حدث مُسبَقاً في الماضي وانتهى.

تخلَّص من تلك الأمور القديمة التي تشعر بالندم والأسف تجاهها، وانتهِ منها، فهي مُجرَّد عُذرٍ يستخدمه الأشخاص الفاشلون، ولا يفشل الإنسان إلَّا عندما يستسلم ولا يتعلَّم شيئاً من تجاربه التي مرَّ بها، فالسبب الرئيس لفشل هؤلاء الأشخاص هو اعتيادهم على تلك الأعذار الواهية والذرائع الفارغة.

فكِّر بالأمر جيداً وستجد أنَّك نادراً ما تفشل بسبب الأشياء التي تفعلها أو تنفِّذها؛ بل تفشل بسبب الأمور التي لم تفعلها والأعمال التي تتركها دون إكمالها والأشياء التي تختلق الأعذار بشأنها لبقية حياتك.

2. الرغبة العارمة في امتلاك جميع الإجابات والحلول:

تقبَّل شعور عدم معرفتك لوجهتك في الحياة بدقة، ودرِّب نفسك على حبِّ هذا الإحساس بالحرية وتقديره؛ لأنَّك تشبه عصفوراً صغيراً؛ فلن تتمكَّن من إجبار جناحيك على الانفتاح بصورة كاملة والرفرفة كي تتمكَّن من الطيران إلَّا عندما تكون مُعلَّقاً في الهواء دون أي وجهة مرئيةٍ لك، وربَّما تظلُّ تجهل وجهتك التي تريدها في أثناء تحليقك في الجوِّ على الرَّغم من تمتُّعك بالحرية المُطلَقة، ولكنَّه ليس بالأمر الهام؛ بل ما يهمُّ فعلاً هو قدرتك على فتح جناحيك والتحليق بحرية في الهواء الطلق؛ فقد لا تعلم عندها وجهتَك تماماً، ولكنَّك متأكدٌ أنَّك ما دمت تمدُّ جناحيك في الهواء، فإنَّ الرياح ستحملك للأمام دوماً نحو النجاح.

3. الأمل الزائف بحياةٍ خاليةٍ من الأوجاع والآلام:

يُعَدُّ الألم جزءاً من حياتنا، وله عدة أشكال ودرجات؛ فثمَّة ألمُ التردُّد أو الخوف الذي ينجم عن التقدُّم في الحياة، كما يحصل عند التخرُّج واتخاذ الخطوة التالية في حياتك والابتعاد عن الأشياء المألوفة والمُعتادة والدخول في المجهول؛ وثمَّة أيضاً الآلام الحادة واللاذعة الناجمة عن تحديات مرحلة التأسيس لأمرٍ ما في حياتك وما يرافقها من أخطاء وتجارب وفشلٍ في أثناء تعلُّمك للمضيِّ قدُماً بأفضل طريقة ممكنة؛ وثمَّة الألم الكبير والمشوِّش حين تفاجئك الحياة وتكتشف أنَّ كلَّ ما ظننتَ نفسَك تعرفه جيداً كان خاطئاً وعبارة عن خداع وأكاذيب، أو يفشل كل ما خططتَ لأجله.

عندما تحصل في الواقع على ما تطمح له ستشعر بأوجاع النجاح فهي آلام غامضة، ولكنَّك تُدرك بعدها أنَّه لم يكن كما تصوَّرتَه تماماً؛ ومن ثمَّ تشعر بالآلام الدافئة اللطيفة المترافقة بوخز خفيف والتي تشعر بها من حينٍ لآخر حين تدرك أنَّك تعيشُ لحظةً من الكمال والمثالية الجميلة، وكأنَّها لحظة ثمينة لا تُقدَّر بثمن من الإنجازات والسعادة والتي تعلم في قرارة نفسك أنَّه من غير الممكن أن تدوم، ومع ذلك فإنَّها ستبقى معك للأبد.

الألم في الحقيقة شيءٌ جيد، مع أنَّ معظم الناس ينسَون ذلك؛ لأنَّه يعني أنَّك حيٌّ وتتنفس وتحاول وتتعامل مع الاحتمالات والإمكانات اللامتناهية في هذا العالم، فلا يشعر بالألم إلَّا الأحياء؛ لذا فإنَّه يستحق أن تتقبَّله تقبُّلاً كاملاً وتتعامل معه في حين ما يزال لديك فرصةٌ لذلك.

شاهد بالفيديو: 9 قواعد مهمة لتنعم بالسلام الداخلي

4. العلاقات والروابط مع الأشخاص معدومي الحساسية أو غير المتعاطفين:

يصعب جداً تغيير الناس؛ إذ ستجد طوال فترة حياتك أشخاصاً يُغضبونك ويقلِّلون من احترامك ويعاملونك معاملة سيئة؛ لذا لا ترهق نفسك وتستنفد طاقتك بمحاولة تغييرهم أو كسب تأييدهم ورضاهم، ولا تجعل مشاعر الكره تجاههم تتسلَّل إلى قلبك؛ بل ارحل وابتعد عنهم بكلِّ بساطةٍ، ودع العدالة الإلهية تتعامل مع أفعالهم؛ لأنَّ أي لحظةٍ من وقتك تقضيها في التفكير بهم ستضيع وتُهدَر سُدىً، كما أنَّ أي شعورٍ بالكراهية نحوهم داخل قلبك سيؤذيك وحدك فقط.

5. الهاجس أو الهوس بالأخبار السلبية:

مع كل نشرة أخبار تبث كآبة الحياة وظلمها، ثمَّة آلاف الأشخاص الآخرين الذين يعملون في الخفاء دون كللٍ أو ملل لإحداث فرقٍ إيجابي وترك أثر جميل في هذا العالم؛ ومقابل كل أزمةٍ مُحبطةٍ يُبلَّغ عنها بحماسة ولهفة، ثمَّة الآلاف من قصص النجاح الواقعية والهامَّة التي لا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه، ولكنَّها تملك تأثيرات إيجابية هائلة في البشرية جمعاء.

لذا؛ حاول ألَّا تشغل بالك أكثر من اللازم بالأخبار السلبية والأحداث السيئة لدرجة الهوس؛ بل تعلَّم منها، واستثمر علومك ومعارفك لشقِّ طريقك بحماسةٍ نحو غدٍ أكثر إشراقاً؛ إذ تستمر الحياة بالتحسُّن وتصبح أفضل بكثير فعلياً حين تختار أن تجعلها كذلك.

6. الاعتقاد بأنَّ الرضى والإنجاز يكمن في النتيجة النهائية:

ليس الرضى مسألةَ تحقيق هدفٍ مُعيَّن؛ بل هو عبارةٌ عن الاستمتاع بالعملية والخطوات المطلوبة لتحقيق ذلك الهدف بوعي وانتباه، وينبع الرضى والشعور بالإنجاز من تركيز حياتك على نوايا وأهدافٍ مُحدَّدة وصادقة والمحافظة عليها من خلال أفكار ونشاطات تلائم هدفَك في الحياة بصدق؛ إذ ستمتلك ما يكفي من الوسائل لملء حياتك بالرضى والفرح حين تكون أهدافك واضحةً وهامَّةً وثابتة ومتماسكة، سواء حققتَ هدفك المنشود كلياً يوماً ما أم لا؛ وبعبارة أخرى، الرحلةُ الصحيحة هي الوجهة الحقيقية.

7. قياس نجاحك بالثروة المادية:

يُمطَر الناس غالباً بوابلٍ من صور المُقتنيات والممتلَكات المنتشرة في كل مكان، مع دلالةٍ على أنَّ هذه الأشياء ترفع بطريقةٍ ما من قيمة الإنسان ونجاحه؛ لذا عليك أن تفكِّر بمقدار ارتباط قيمتك واحترامك الذاتيِّ بالامتلاك والعطاء وكسب المُقتنيات؛ لأنَّ النجاح والسعادة والطمأنينة وراحة الضمير صراحةً لا تتعلَّق كثيراً بالمُقتنيات والأشياء؛ بل إنَّ ما يساعد فعلاً على تحقيقها هو:

  1. الإكثار من الضحك والحب بصدقٍ وإخلاص.
  2. احترام الآخرين وعدم انتقادهم والتدخل في شؤون حياتهم الخاصة.
  3. الفوز بإعجاب الأطفال ومودتهم وابتساماتهم الحقيقية الصادقة.
  4. كسب احترام أقرانك الصادقين، والصبر على خيانة الأصدقاء المُزيَّفين وتحمُّلها.
  5. تقدير قيمة الجمال المحيط بك حيثُما كنت وفي كل الأوقات.
  6. إيجاد الخير في الناس والمواقف التي تتعرَّض لها.
  7. العطاء بقدر ما تستطيع لتترك العالم مكاناً أكثر جمالاً وأفضل بقليل ممَّا وجدتَه.
  8. استكشاف الشغف والأفكار والغناء ببهجةٍ وسرور بأعلى صوتك.
  9. معرفة أنَّك قد سهَّلتَ حياة شخصٍ واحد على الأقل من خلال أفعالك ووجودك في هذا العالم.

إنَّها أمور تجعل من حياتك ناجحةً وتساعدك على تحقيق السعادة والطمأنينة.

إقرأ أيضاً: قبول الذات هو الطريق نحو السلام الداخلي

8. الحاجة إلى إبقاء كل شيءٍ على حاله:

تتغيَّر أمور حياتنا باستمرار، فالناس المحيطون بنا متقلِّبون، كما أنَّ الظروف التي نعيشها غير ثابتة، ولا تتوقف الحياة لأجل أي إنسان على الإطلاق، بل تمرُّ أيامها بسرعةٍ كبيرة، وتنتقل أحوالها فجأةً من الهدوء إلى الفوضى في غضون ثوانٍ، وهو ما يُصيب الناس كل يوم، ولا بدَّ أنَّه يحدث لأحد ما في هذه اللحظة؛ فأحياناً تغيِّر أقصرُ لحظة سريعةٍ من الزمن اتِّجاهَ حياتنا بأكملها، وقد يغيِّر قرار اتخذناه حياتنا وحياة من حولنا، فثمَّة أشخاصٌ قد انقلبَت حياتهم رأساً على عقب وتغيَّرت بصورة كاملة - للأفضل أو الأسوأ - بناءً على حدثٍ واحدٍ غير مُتوقَّع.

تحدث هذه التغييرات في مُعظَم الوقت عندما لا نطلبُها ولا نتوقعها؛ ومع ذلك، فإنَّها تحدث على أي حال، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّنا عاجزون أو عبارةٌ عن مُجرَّد دمىً متحركة يُتحكَّم بها من قوىً وأحداث خارجية؛ فتلك التغييرات ستحصل لا محالة، ولا يمكن فعل أي شيءٍ بشأن ذلك، ولكن ما يهم فعلاً هو ما نفعله بعد حدوثها، وسنجد أنفسنا عندَها نتطوَّر ونتقدَّم في حياتنا ونكتشف ذواتنا الحقيقية.

إقرأ أيضاً: 3 طرق لإيجاد السلام والهدوء عندما تكون الحياة مُرهِقة

في الختام:

عندما تجدُ نفسك واقفاً على عتبةٍ ما ويبدو أنَّ عبورَها سيغيِّر كل شيءٍ في حياتك، فلا تقاوم ذلك ولا تتردد؛ بل ابدَأ بعيش فصلٍ جديد من حياتك.




مقالات مرتبطة