8 أشياء عليك تجنُّب فعلها في طريقك إلى النجاح

قد نشعر أحياناً بأنَّنا نراوح مكاننا، ونعاني في المضي قدماً لمجرَّد أنَّنا نخلط ما بين الجهد والإنجاز، فإن كنت تشعر كأنَّ فرصةً ما قد فاتتك سابقاً وبذلك أنت تمضي في الاتجاه الخاطئ، فمن المحتمل أنَّك وقعت في هذا النوع من الإرباك.



لحسن الحظ، المدة التي قضيتها في الاتجاه الخاطئ ليست أمراً هاماً؛ إذ لديك دائماً خيار التراجع؛ لذا اتخذ هذا الخيار اليوم، واقطع على نفسك وعداً بأنَّك لن تقوم بما يأتي:

1. اتِّباع مسار محدد لمجرد إرضاء الآخرين:

نحن نحاول أحياناً إرضاء آبائنا ومعلمينا وأزواجنا وأقراننا من خلال اتخاذ مسار معين على الرَّغم من أنَّ حدسنا يخبرنا عكس ذلك، ثم من البديهي أن نستيقظ يوماً ما ونشعر بالضياع التام، فإن كنت تشعر بالقليل من الضياع الآن، فقد حان الوقت لتغيير مسارك.

الحياة أقصر من إهدار وقتك في محاولة إسعاد الجميع، كما أنَّ إرضاء الجميع طوال الوقت أمر مستحيل على أي حال، وفي مرحلة ما يجب أن تتوقف عن الاهتمام بما يريده الآخرون لك، وتبدأ بالعيش لأجل نفسك.

اتخذ الخيارات التي تنصف عقلك وجسدك وعاطفتك، فأنت الشخص الوحيد الذي يعرف ما هو الأفضل بالنسبة إليك ومحال لأي شخص آخر أن يعلم ذلك، بصرف النظر عن مقدار ما تشاركه مع الآخرين عن نفسك، لن يعلموا أعمق رغباتك وحدسك وآمالك وأحلامك؛ لذا أنصت دوماً لنفسك وما تريده أنت أولاً.

شاهد بالفيديو: 7 قواعد ذهبية تمهد طريق النجاح

2. التضحية بسعادتك الحالية لضمان الأمان في المستقبل:

لا تخدع نفسك بالظن أنَّ عليك عيش اليوم نفسه مراراً وتكراراً لبقية حياتك، لمجرد أنَّه التصرف المسؤول الذي يجب القيام به.

يعيش معظم الناس ظروفاً تعيسة يومياً، ومع ذلك لا يأخذون زمام المبادرة لتغيير حالهم؛ إذ يظنون بطريقة أو بأخرى أنَّ الالتزام بظروفهم الحالية سيؤدي في النهاية إلى حياة من السعادة والأمن وراحة البال، لكن في الواقع لا يوجد ما يؤذيهم أكثر من ذلك.

السعادة ليست شيئاً تؤجله إلى المستقبل؛ وإنَّما شيء تصنعه في الوقت الحاضر، جوهر الروح البشرية الأساسي هو شغفنا الطبيعي بالاستكشاف والنمو، ويتحقق هذا النمو بإيجادنا الأفكار والخبرات الجديدة التي تثير اهتمامنا؛ ومن ثَمَّ ما من وجهةٍ أعظم في الحياة من أفقٍ متغير دوماً؛ إذ لكل يوم شمس جديدة ومختلفة.

3. المبالغة في الحذر من ارتكاب الأخطاء:

لا تُلزم نفسك باقتراف أخطاء أقل؛ بل التزم باقتراف المزيد منها؛ إذ إنَّ الفشل ما هو إلا خطوة إلى الأمام؛ فالأخطاء في الحياة أمر حتمي مثل غروب الشمس ومنعطفات الطريق، ولا جدوى من إهدار طاقتك في تجنُّب ما لا مفر منه، عليك تقبُّل ذلك، ولن تكون حراً حقاً حتى تمنح نفسك حرية ارتكاب الأخطاء؛ لذا حرِّر نفسك واستثمر طاقتك في اكتشاف الحياة بدلاً من حماية نفسك من الفشل.

تغلَّب على خوفك من الخروج عن المعتاد وتجربة شيء جديد؛ فدائماً ما سيأخذك ذلك إلى أماكن لم تعتقد أبداً أنَّك تستطيع الوصول إليها، جرِّب أشياء جديدة وتعلَّم واستكشف بحرية؛ إذ ينبع حكمك الجيد على الأمور من تجارب الحياة، وتنبع الخبرة من أحكامك الخاطئة السابقة، وعليك أن تتحلَّى بما يكفي من الشجاعة لارتكاب الأخطاء؛ فخيبة الأمل والهزيمة هي الأدوات التي ترشدك بها الحياة إلى الطريق الصحيح.

4. إضاعة حاضرك في محاولة إصلاح ما كُسِرَ في الماضي:

لم يعد ما كُسِرَ في الماضي مكسوراً؛ فلا يمكن أن يكون كذلك إذا لم يعد الماضي موجوداً، ولا يوجد شيء لإصلاحه، لكن بالمقابل لديك حاضر تستطيع عيشه بوعي وقوة.

أحياناً لا تعطيك الحياة ما تريد ليس لأنَّك لا تستحق ذلك؛ وإنَّما لأنَّك تستحق الأفضل، وبصرف النظر عن عدد المرات التي تنهار فيها، يجب دوماً أن تجد بداخلك صوتاً يقول: "أنت لم تنتهِ من المحاولة بعد، انهض مجدداً"، وهذا صوت الوعي والقوة، الذي لا يمكن أن يتحدث إليك إلا في الحاضر.

ما تحتاج إلى إدراكه هو أنَّ الحياة رحلة، غالباً ما تكون صعبة، وقاسية قسوة لا تُصدَّق أحياناً؛ لكنَّك جاهز لذلك ما دمتَ تتحلَّى بقوتك الداخلية في الوقت الحاضر، وتسمح لها بدفعك إلى الأمام.

5. نكران حقائق الحياة التي لا تتماشى مع توقعاتك:

لا تنشغل بما كان يمكن أن يحدث، فلو كان مقدَّراً له الحدوث لحدث، توجد حكمة في عدم قدرتنا على التنبؤ بالطرائق التي تتكشَّف بها أحداث الحياة؛ فالأحداث في حياتنا ليست أمراً جيداً أو سيئاً؛ وإنَّما أحداث مجردة، وستجد السعادة في الثقة بأنَّ لهذه الأحداث دلالات إيجابية طويلة الأمد، وليست سلبية، وثقْ بأنَّ الحياة لا تسيِّرك؛ بل تسير في مصلحتك، إنَّ الكبرياء الإيجابي في الاعتقاد أنَّ كل شيء يحدث لأجل المصلحة العامة يساعد الروح البشرية على مواجهة مطبات الحياة والترحيب بها.

خلاصة القول هي أنَّنا مبرمَجون على توقُّع العالم أن يكون أكثر إشراقاً ومعنى وإثارة للاهتمام مما هو عليه في أحيان كثيرة، فإن استطعت أن تتوقف عن توقُّع الكمال المحال من نفسك والآخرين والعالم حولك، فقد تجد السعادة التي لطالما استعصت عليك.

6. البحث عن طريق سهل ومختصر للوصول إلى أهدافك وأحلامك:

ما من طرق مختصرة تستحق خوضها، يجب أن تكون على استعداد لتقديم التضحيات، فاغرس في عقلك أنَّ الأمر عملية متكاملة؛ فالإنجاز يستغرق وقتاً، والنجاح كبناء العضلات يحدث نتيجة لعادة؛ أي بالتدرب الدؤوب على اتخاذ قرارات صغيرة يتجمَّع نتاجها على الأمد الطويل.

يتعلق الأمر بالاستمرار وفعل ما قلت إنَّك ستفعله حتى عندما لا يلاحظ ذلك أحد غيرك، ومعرفة سبب أهمية القيام بذلك في نفسك؛ باختصار، عندما يتعلق الأمر بالعمل الجاد لتحقيق هدف كبير في الحياة، سواء أكان الحصول على درجة علمية، أم بناء مشروع تجاري، أم بعض الإنجازات الشخصية الأخرى التي تستغرق وقتاً والتزاماً، يوجد سؤال واحد عليك طرحه: "هل أنا على استعداد لعيش بضع سنوات من حياتي بطريقة لا يعيشها أحد، حتى أتمكن من قضاء بقية حياتي بسعادة لم يمتلكها أحد؟".

7. السعي إلى كسب موافقة وإعجاب الأشخاص الخطأ:

لا يمكنك إجبار الآخرين على احترامك؛ بل كل ما يمكنك فعله هو أن تكون شخصاً جديراً بالاحترام وترك بقية المهمة لهم، وبصرف النظر عن مدى الاهتمام الذي تقدِّمه، بعض الناس لن يبادلوك هذا الاهتمام، وهذه ليست مشكلة، ففي مرحلة ما عليك أن تدرك حقيقة أنَّهم توقفوا عن الاكتراث أو لم يكونوا مكترثين من البداية، وأنَّك ربما تضيع وقتك معهم وتخسر شخصاً آخر يهتم بالفعل.

وبالمثل لا تضيع معظم وقتك مع أشخاص لا يدعمون أهدافك وقدراتك، بل أحط نفسك بأولئك الذين يؤمنون بإمكاناتك، وكل شخص يلهمك لتحويل رغباتك المترددة إلى إيمان راسخ من خلال العاطفة والحب، هو صديق ومعلم ثمين، وهؤلاء الناس موجودون في الحياة، عليك العثور عليهم ومواجهة العالم معاً.

إقرأ أيضاً: 7 عادات فعالة لتتوقف عن إرضاء الآخرين

8. انتظار الوقت المناسب:

لا يمكنك انتظار الوقت المثالي؛ إذ إنَّه لن يأتي أبداً، وإذا كنت تظن أنَّ الوقت الحالي يبدو كأنَّه الوقت الخطأ، أعد النظر في ذلك، فالأمر ليس إلا حالة من عدم اليقين تعبث في عقلك؛ ففي معظم الأحيان عليك ببساطة أن تجرؤ على المخاطرة.

اجعل من اليوم يومك الأول لبداية جديدة وتصوُّر جديد لحياة يمكنك أن تفعل بها ما يحلو لك، واجعل منها وقتاً ثميناً لأنَّ شخصاً جديداً وُلِد بداخلك؛ فالسؤال الوحيد هو: من تريد أن يكون هذا الشخص؟

الآن هو الوقت المناسب لاتخاذ قرار.

إقرأ أيضاً: كيف نتدرب على اتخاذ القرارات؟

في الختام:

إذا لم تسعَ خلف ما تريد، فلن تحصل عليه أبداً وإن لم تسأل نفسك الأسئلة الصحيحة، فلن تنال إلَّا الإجابات الخاطئة، وإذا لم تتخذ خطوة إلى الأمام، فستبقى دائماً في المكان نفسه، فالحياة رحلة مليئة بالخيارات، أتمنى أنَّ يساعدك هذا المقال على التفكير تفكيراً مختلفاً في الخيارات التي تتخذها كل يوم.




مقالات مرتبطة