8 أسباب تفسر كونك غير سعيد في العمل

لماذا نحن غير سعداء في العمل؟ هذا هو السؤال الذي أردتُ الإجابة عنه حينما وجدَ تصويتٌ قامت به شركتي (Inspiredwork)؛ أنَّ 84% من العمال على مستوى العالم أقرُّوا بأنَّهم أقل من أن يكونوا سعداء بشكل كامل في العمل. وما اكتشفتُه هو أنَّنا نملك أسباباً عدَّة تجعلنا غير سعداء، ولكن برزت 8 أسباب على رأس القائمة:



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المُدوِّنة "فيكي موريس" (Vicki Morris)، والذي تُحدِّثُنا فيه عن أسباب محتملة لتعاستنا في العمل.

1. العلاقة السيِّئة مع المدير وزملاء العمل:

إنَّ السبب الأول الذي يجعل الناس معظمهم يكرهون وظائفهم هو أنَّهم لا يحبُّون الأشخاص الذين يعملون معهم وخاصة مديرهم. وفي الواقع، فإنَّ 44% من جميع العمال الذين تركوا وظائفهم قاموا بذلك بسبب المدير السيِّئ؛ وذلك بحسب شركة "بامبو للموارد البشرية" (Bamboo HR).

ينبع هذا في بعض الحالات من مشكلات مع مديري الأفراد وأقسام الموارد البشرية. وعلى سبيل المثال، أخبرتني عميلةٌ تقنيةٌ كيف أنَّها حين ذهبت بثقةٍ إلى مدير الموارد البشرية لمساعدتها بشأن مديرها في العمل، غدرها وأخبر مديرها عن تلك المحادثة؛ إذ عاملها المدير معاملةً أسوأ بعدها، حتى لم يكن لديها خيار آخر سوى العثور على وظيفةٍ أخرى.

وعلى الرغم من أنَّني أعتقدُ أنَّ هذا مثال نادر الحدوث؛ فذلك يُظهِر أنَّ العلاقة السيئة بين المدير والموظَّف يمكن أن تسبِّب للموظفين تعاسة كبيرة تدفعهم إلى ترك وظائفهم حتى. وجد الباحثون أنَّ نسبة صغيرة فقط من العمَّال تركوا وظائفهم بسبب مديرهم.

2. الافتقار إلى التَّقدير والأمن الوظيفي:

يرجع السبب الثاني الأكثر أهمية لتعاسة الموظفين في العمل إلى افتقار التقدير والأمن الوظيفي، ففي اقتصاد الوظائف المؤقَّتة يبدو أنَّ الوظائف معظمها هي مجرَّد مهام مؤقَّتة للمشروع.

ونتيجة لذلك؛ يشعر الكثير من الموظفين بأنَّهم سلعٌ يمكن التخلص منها في مقابل الموظفين القيِّمين، ووفقاً لإحدى الدراسات؛ إنَّ 47% من العمال إمَّا لا يشعرون بالتقدير بتاتاً أو لا يشعرون إلا ببعض التقدير في العمل.

وفي الآونة الأخيرة، وجد استطلاعٌ لشركة "أتا كوين" (AttaCoin) أنَّ 53% فقط من الموظفين قد أفادوا بأنَّهم "موضع تقديرٍ في العمل". وإنَّ افتقار التقدير مقترنٌ بشكلٍ خاص بافتقار الأمن الوظيفي، الذي يسبِّب شعور العديد من الموظفين بعدم التفاعل وعدم الرضى عن حالتهم الوظيفية.

3. عدم القدرة على استعمال المواهب والإبداع والافتقار إلى التطوُّر الوظيفي:

وجدت شركة "آي بي إم" (IBM) أنَّ 81% من الموظفين يكونون أكثر سعادةً في عملهم حينما تستفيد وظائفهم بشكلٍ فعَّال من مهاراتهم وقدراتهم، والعكس صحيح أيضاً. ومتى ما شعر الناس بأنَّهم عالقون في الوظيفة ذاتها لسنواتٍ دون فرصة للنمو أو أنَّ الدور ذاته مُصمَّم بحيث لا يمكنهم استعمال مواهبهم أو التعبير عن إبداعهم، فسيكونون غير سعيدين بالعمل.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح تساعدك على الارتقاء في السلم الوظيفي

4. عدم وجود مستقبل مع الشركة:

إنَّ 91% من الأشخاص الذين غيَّروا وظائفهم في السنوات الثلاث المنصرمة قد تركوا شركاتهم أيضاً للعثور على عمل في مكان آخر؛ وذلك وفقاً لشركة "غالوب" (Gallup) للاستشارات الإدارية.

لذا، عندما يبحث الناس عن وظائف جديدة، فإنَّهم غالباً ما يودُّون العمل لصالح شركةٍ جديدة، ولقد رأيت هذه الظاهرة ذاتها في نتائج اختبار شركة "إنسبايرد وورك" (InspiredWork)؛ إذ قال المهنيون إنَّهم لا يشعرون بالتوافق مع الشركة وقيمها ولم يروا لأنفسهم مستقبلاً هناك.

5. انخفاض الراتب أو التعويض غير العادل:

يمثِّل المال مشكلة؛ وخصوصاً في ظلِّ ارتفاع تكاليف المعيشة كل عام؛ إذ إنَّ العديد من الموظفين لا يحصلون على علاواتٍ مطلقاً، ناهيكم عن تلك التي تُغطِّي التضخم.

وفقاً لموقع "غلاس دور" (Glassdoor)؛ يكسب الموظفون زيادةً بنسبة 5.2% في الأجور عادةً عند تغيير وظائفهم؛ ولذلك يوجد حافز داخلي لتغيير الوظائف لتغطية زيادات تكاليف المعيشة كل بضع سنوات.

ومن الهام أيضاً ملاحظة أنَّ 90% من جيل الألفية - مجموعة العمال الذين يغيِّرون وظائفهم بشكلٍ متكرِّر - قالوا إنَّهم سيختارون البقاء في الوظيفة في السنوات العشر المقبلة؛ وذلك إن علموا بأنَّهم سيحصلون على زيادات سنوية وارتقاء وظيفي.

6. الافتقار إلى المرونة بما يتعلق بالمزايا والتنقُّل:

يريد مختلف الناس مزايا مختلفة؛ ولذا فإنَّ العثور على شركةٍ تقدِّم مزايا مرنة - مزايا هامَّة بالنسبة إليهم - هي قضية رئيسة لكثير من الناس، فعلى سبيل المثال، لن يفكِّر 62% من الموظفين دون سن الخمسين في العمل لصالح شركة لم تقدِّم مزايا تطوعية؛ وذلك وفقاً لموقع "بينفيت برو" (BenefitsPro).

7. اختلال التوازن بين العمل والحياة:

صاغت شركة "ماكينزي" (McKinsey) مصطلح "الوضع الطبيعي الجديد" لوصف اقتصاد ما بعد الركود، فتمَّ التغاضي عن أحد جوانب الوضع الجديد بعد أن أَتمتَت الشركات الوظائف وأرسَلَت بعثات إلى الخارج، وطلبت من العمال الباقين تولِّي المزيد من العمل دون أي تعويض إضافي في الحالات معظمها؛ ونتيجة لذلك، شعر الكثير من الموظفين الباقين بأنَّه يتعين عليهم القيام بالمزيد من الأعمال ولساعاتٍ أطول؛ وذلك لمجرَّد الاحتفاظ بوظائفهم أو مواجهة أمر استبدالهم.

يُعَدُّ عدم التوازن بين العمل والحياة أحد أهم أسباب استقالة الموظفين؛ وذلك بحسب معهد "ورك إنستيتيوت" (Work Institute)، ويعترف 95% من قادة الموارد البشرية بذلك.

إقرأ أيضاً: كيف تحقق التوازن بين العمل وحياتك الشخصية؟

8. الرغبة في امتلاك شركة، وعدم القدرة على ذلك:

إنَّ السبب الأخير الذي يجعل الناس غير سعيدين بعملهم هو رغبتهم في إنشاء شركاتهم الخاصة، وعدم قدرة الكثير منهم على القيام بذلك. وفي الواقع، سيترك 41% من الأمريكيين وظائفهم ويبدؤون مشروعاً تجارياً خاصاً بهم في الأشهر الستة المقبلة؛ وذلك إن امتلكوا الأدوات والموارد التي يحتاجون إليها.

ومن هذه المجموعة، فإنَّ جيل الألفية هم الجيل الذي من المرجَّح أن يقول هذا، وتبلغ نسبتهم 54%، ومع ظهور الإنترنت ونجاح المزيد والمزيد من الأشخاص في إنشاء شركات منتجات المعلومات على الإنترنت، كانت هناك زيادة في الأشخاص الذين يريدون إنشاء شركتهم الخاصة، وأن يكونوا مديرين أنفسهم.

وقد ذكر مؤشِّر "كوفمان" (Kauffman) السنوي أنَّ نشاط الشركات الناشئة قد ارتفع إلى السنة الثالثة على التوالي، ولكن ما يزال هناك المزيد من روَّاد الأعمال المحتملين الذين ما يزالون عالقين كعمال تعيسين.

مع وجود كل هذه المشكلات، هل من المستغرَب أن يقول موقع "يودمي" (Udemy) إنَّ 60% يشعرون بالتوتر طوال الوقت أو معظمه في العمل، وأنَّ 84% من العمال على مستوى العالم غير سعيدين في العمل؟

المصدر




مقالات مرتبطة