8 أخطاء تضيع حياتك سدىً

إنَّ من أصعب التحديات التي نواجهها في حياتنا هو أن نعيشَ ببساطةٍ على طبيعتنا ونتمكَّن من الاستمتاع باللحظة الراهنة أينما كنا في هذا العالم، وكثيراً ما نُلهي أنفسنا ونشتت انتباهنا على نحوٍ غير ضروري بأي شيءٍ يمنعنا من عيشِ اللحظة الراهنة بحضورٍ ووعي كامل إجمالاً كالتسوق أو تناول الطعام أو مشاهدة التلفاز أو قراءة الصحف أو تصفُّح شبكات التواصل الاجتماعي أو ألعاب الفيديو أو الهواتف المحمولة أو أجهزة الآي بود وغيرها.



نحن نلجأ مُكرهين إلى العمل وممارسة التمرينات الرياضية والعلاقات وما شابه ذلك للهروب من أنفسنا ومن حقائق الحياة التي نعيشها، كما أنَّ معظمنا مستعدون لبذل قُصارى جهودهم والذهاب إلى أبعد الحدود في سبيل تجنُّب التركيز العميق وعيشِ حالةٍ من عدم التشتت التي ستؤدي إلى شعورنا بالوحدة.

لذا فإنَّنا نستسلم في النهاية ونلجأ إلى قضاء الوقت مع أي شخصٍ تقريباً لتجنُّب شعور العزلة؛ إذ يعني الشعور بالوحدة والعزلة بالنسبة إلينا وجوبَ مواجهة مشاعرنا الحقيقية من خوفٍ وقلق وسعادة وغضب وفرح واستياء وأمل وإحباط وحزن وحماسة ويأس، واضطرارنا لمعاملتها.

ليس من الهام حقاً إن كانت مشاعرُنا تلك إيجابية أم سلبية؛ لأنَّها في النهاية مرهِقةٌ ومُجهِدة لنا مهما كانت؛ لذلك نفضِّل تجاهُلَها تماماً؛ خلاصة القول هي أنَّنا مدمنون تجاهل أنفسنا ومشاعرنا.

يُعَدُّ الاعتراف أو الإقرار بهذا الإدمان الخطوةَ الأولى لعلاجه والتخلص منه؛ لذا يمكنك أن تبدأ عملية شفائك اليومَ من خلال ملاحظة جميع الطرائق التي تتجنب من خلالها عيشَ اللحظة الراهنة على طبيعتك والاستمتاع بحياتك، ويجدُر بك فعلُ ذلك بشيءٍ من الفضول ودون إطلاق الأحكام على نفسك.

إليك فيما يأتي 8 أسباب تجعل معظمنا يفوتون الاستمتاع بحياتهم:

1. الخوف من تضييع الفرص:

لستَ الوحيد الذي يشعر بالقلق والتوتر بسبب شعوره الدائم بأنَّه يفوت أمراً يحدث في مكانٍ آخر؛ فجميعُنا نشعر بذلك أحياناً، ومن المؤكَّد أنَّك تستطيع إنجاز جميع أمورك بسرعة والسفر حول العالم والبقاء على تواصل دائم مع الآخرين والعمل باجتهاد والاحتفال طوال الليل دون أن تنال قسطاً من النوم أو الراحة، إلَّا أنَّه يستحيل أن تفعل كل شيءٍ ترغب به، وستفوت شيئاً ما دائماً.

لذا حاول التخلي عن خوفك من تفويت الفرص واعلمْ أنَّك تمتلك كلَّ شيءٍ في الوقت الراهن، وأنَّ أفضل ما في الحياة لديك الآن في اللحظة الراهنة وحَيْثُ أنت تماماً لا في أي مكانٍ آخر؛ فاحتفِ بحقيقة أنَّك على قيد الحياة الآن التي لا تُعَدُّ حقيقةً تافهةً، واعلمْ أنَّك مثاليٌّ وكامل على طبيعتك الحالية في اللحظة الراهنة؛ لذا خُذْ نفساً عميقاً وابتسم واستمتع بمدى روعة وجمال ذلك.

2. تجنُّب الألم والهزيمة:

اعلمْ يقيناً أنَّ كلَّ شيءٍ سيكون على ما يُرام في النهاية، ولكن عليك أن تتعلم بعضَ الدروس والعِبَر أولاً، فلا تهربْ من حقائق اللحظة الراهنة التي تعيشها؛ لأنَّ ما فيها من تجارب ألم وهزيمة وخسارة ضرورية لنموك وتطوُّرك على الأمد الطويل، وتذكَّرْ أنَّ ثمة فرقاً بين مواجهة الخسائر والخسارة نفسها، فما من شيءٍ سيرحل من حياتك إطلاقاً قبل أن يعلمك الدرس الذي تحتاج إليه للمضي قدماً نحو الخطوة التالية في حياتك.

شاهد بالفيديو: كيف تنجح في حياتك؟

3. التمسُّك بأشياء لم تعُدْ موجودة:

يُمضي بعضُنا مُعظَم حياتهم في إعادة سرد ذكرياتهم القديمة واستذكارها من جديد سامحين لها بقيادتهم وتوجيه مسارهم في الوقت الحاضر؛ فلا تضعْ وقتك محاولاً العيش في زمان ومكان آخر، ودعِ الماضي يذهب في حال سبيله؛ إذ يجب عليك أن تتقبل نهاية حقبةٍ أو أمرٍ ما في حياتك؛ كي تتمكن من البدء بأي شيءٍ جديد.

عليك أن تُنهي بعض الأمور العالقة من ماضيك؛ لا من باب الغرور أو الفخر أو العجز؛ بل لأنَّك جربتَها فعلاً في الماضي وأيقنتَ أنَّها لا تعود عليك بأي فائدة تُذكَر.

4. استذكار المحاولات الفاشلة المدمِّرة لك مراراً وتكراراً:

إن استمررنا بإعادة تذكُّر قصة ما مراراً وتكراراً سنؤمن بتلك القصة في نهاية المطاف ونتقبلها سواء أكانت تلك القصة تقوينا وتمنحنا ثقةً في أنفسنا أم لا، ومن ثمَّ ينبغي ألَّا تركز تفكيرك كثيراً على أخطائك وعثراتك؛ وذلك لأنَّ الندم عليها قد يحطم قدراتك ويسحق إمكاناتك ومواهبك الحالية.

تجاهلْها بدلاً من ذلك واستثمر الدروس والعبر التي تعلمتَها منها لتطوير ذاتك وبناء نجاحٍ لامتناهٍ لنفسك، وتذكَّرْ بأنَّ كلَّ المهام تكون صعبةً في بدايتها قبل أن تنجزها وتذلل الصعوبات بنفسك؛ لكنَّ أكثر ما يهم ما تبدأ بفعله والعمل عليه منذ الآن.

5. محاولة التأقلم والانسجام مع الآخرين عبر تغيير شخصيتك:

إنَّ أصعب معركةٍ سيتحتم عليك خوضُها على الإطلاق هي المعركة التي ستقاتل فيها كي تكون على طبيعتك كما أنتَ تماماً في اللحظة الراهنة؛ لكنَّك لن تستطيع إيجاد ذاتك الحقيقية إن كنتَ تبحث دوماً عمَّا ينقصك أو تحاول التحول تدريجياً لشخصٍ آخر باستمرار؛ لذا عليك أن تجد الجرأة والشجاعة كي تحافظ على طبيعتك الرائعة في هذا العالم الجنوني الذي يحاول جعلَك مشابها لجميع مَنْ حولك، وتكونَ جميلاً على طريقتك الخاصة التي لا يعرفها أحدٌ غيرك.

6. رسمُ افتراضاتٍ مُسبَقة داخل رأسك لأمور حياتك:

إنَّ أكثر ما يُفسدنا ويدفعنا إلى ارتكاب الأخطاء غالباً في حياتنا هو الصورة المُسبَقة التي نرسمُها داخل رؤوسنا لِما يُفترَض أن يحدث في حياتنا، وعلى الرغم من أنَّ لكلِّ شيءٍ جيد أو عظيم نهاية، إلَّا أنَّ كلَّ نهايةٍ في هذه الحياة ما هي إلَّا بداية جديدة فحسب، وتستمر الحياة على أي حال، لا بالطريقة التي تخيلناها دوماً؛ وإنَّما بالطريقة التي قُدِّرَ للأمور أن تسير بها على الدوام؛ لذا تذكَّرْ أنَّنا لا نستطيع عادةً اختيار أقدارنا والأحداث التي نمرُّ بها في هذه الحياة؛ لكنَّنا نستطيع حتماً اختيار الطريقة التي نتصرف بها حيالَها ونستجيب لها.

7. لومُ نفسك لعدم اتِّسامك بالمثالية:

لا تقسُ على نفسك كثيراً؛ إذ تكفيك القسوة والانتقادات التي تتعرض لها من بعض الأشخاص المُحيطين بك، وابذُلْ قُصارى جهدك واستسلم لقَدَرك، وحاولْ دوماً أن تفعل أفضل ما في وسعك بكل ما تملكه من وسائل في اللحظة الراهنة التي تعيشُها، وابذُلْ جُلَّ طاقتك وقدراتك لتحقيق كلَّ ما يُتوقَّع أن يفعله أي شخصٍ آخر في مكانك، وقدِّمِ الحبَّ لنفسك وكُنْ فخوراً بكل ما تفعله، فيمكنك حتَّى أن تشعر بالفخر تجاه أخطائك ومحاولاتك الفاشلة؛ لأنَّ ارتكابك لها يعني أنَّك تحاول وتبذل ما في وسعك دون تخاذلٍ أو استسلام.

إقرأ أيضاً: مضيعات الوقت الشائعة وطرق إدارة الوقت بفاعلية

8. الانتظار مُطوَّلاً:

توقَّفْ عن انتظار الغد لفعل ما تحب؛ فاليوم الذي تعيشُه كنزٌ ثمين ولن تستعيدَه مرةً أخرى إن ضيَّعتَه سُدىً، ومهما كانت الأخطاء التي اقترفتَها في الماضي وبصرف النظر عن مدى شعورك بالكآبة وانعدام الكفاءة في الوقت الحالي، إلَّا أنَّ مُجرَّد كونك على قيد الحياة يجعلك شخصاً هاماً وجديراً بكل ما لديك؛ فالحياة قصيرةٌ جداً ولا مكان فيها للأعذار والحجج الواهية.

إقرأ أيضاً: 22 حقيقةً يصعب سماعها عن الحياة، لكنها ستجعلك شخصاً أفضل

توقَّفْ عن التسويف وتقديم التنازلات والرضى بالقليل، وابدأْ منذ اليوم بأخذ خطوةٍ جريئة واحدة للمُضي قدُماً في حياتك، وإن لم تكُنْ متأكداً تماماً من الطريق الذي ينبغي أن تسلكه فمن الحكمة والمنطقي دوماً الإصغاء إلى صوت قلبك واتباع حدسك.




مقالات مرتبطة