7 نصائح للتغلب على متلازمة المُحتال

هل فكَّرت سابقاً في أنَّ لا أحد يهتم بما ستقوله؟ في كلِّ مرة تفكَّر فيها بهذه الطريقة، فأنت تعزِّز من متلازمة المُحتال، فتعبِّر هذه المتلازمة عن نفسها بطرائق عديدة من خلال الأفكار التي تراودك مثل:



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويقدِّم فيه 7 نصائح للتخلص من متلازمة المحتال.

  • إذا فشلت في هذا الأمر سأخسر كلَّ شيء حققته.
  • ماذا لو فنَّد الآخرون مزاعمي أو كشفوا أخطائي؟
  • أشعر أنَّني غير مؤهل للحديث عن هذا الموضوع، وأنَّني أتقمص شخصية مزيفة.

بعد أن تراودك مثل هذه الأفكار، غالباً ما تحاول التخفيف من آثارها فتقول لنفسك أشياء من قبيل:

  • ليس هذا أمراً هاماً.
  • لا أحد يهتم بطبيعة الحال.
  • المسألة برمتها مسألة حظ لا أكثر.

هذه الأفكار العابرة عبارة عمَّا يُعرف في علم النفس بالآلية أو الحيلة الدفاعية؛ إذ نحاول في هذه الحالة أن نقنع أنفسنا بأنَّ عملنا لا يهم وأنَّ أحداً لا يبالي به، ونشعر بآثار مُتلازمة المُحتال عندما نضطر إلى ممارسة الدور القيادي، أو التعبير عن أفكارنا، أو تقديم نصيحة وغير ذلك.

هذه المُتلازمة شائعة الحدوث أكثر ممَّا نتصور، ونحو 70% من الأشخاص اختبروا الشعور بأنَّهم مخادعون على الأقل مرة واحدة في حياتهم، وقد تلقيت منذ فترة هذه الرسالة على بريدي الإلكتروني: "لديَّ كثير من الأفكار لتحصيل دخل إضافي من خلال دورات تدريبية بواسطة البريد الإلكتروني والكتب الإلكترونية والتعليم التفاعلي؛ لكنَّني متردد جداً في نشر أفكاري وإدراجها في محتوى عبر الإنترنت، أخشى أن أبدو مغروراً أو يصبح ما أقدِّمه محطَّ سخرية، كما أنَّني أصاب بالقلق من تقديم أيِّ عرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ لذلك لا أستخدمها، وعندما أنضم إلى مجموعات دردشة عبر تطبيق "سلاك" (Slack) ينتهي بي الأمر بقول أشياء دون تفكير أو قول شيء بعد الإفراط بالتفكير والسبب أنَّني أكون عندها متوتراً للغاية وقلقاً من أن يعتقد الناس أنَّني أحمق؛ لذلك أسألك إذا ما كنت قد اختبرت هذه المشكلات من قبل، وإذا كان الجواب نعم، فكيف تخلصت من هذه الأفكار؟".

متلازمة المُحتال

جميعنا اختبرنا هذه المشاعر والأفكار:

لا يوجد إنسان عاقل لم يختبر هذه المشاعر والأفكار، وفي الواقع أعتقد أنَّ معظم أصحاب مواقع الويب يدفعهم الغرور إلى الاعتقاد بأنَّهم يجب أن ينشروا أشياء كثيرة يومياً.

يعتقد معظمنا أنَّهم مركز الوجود، وهذه عبارة عن نرجسية فقط، ومن المؤسف أنَّ معظم الناس يتابعون المحتوى الذي ينشره هؤلاء الأشخاص، في عملية لا تختلف عن غسل الدماغ الذي تسببه لنا عروض التلفاز.

حتى أنا شخصياً، في كلِّ مرة أكتب فيها مقالاً، أو أقوم بنشر شيء على مدونتي الصوتية أو أقوم بإعداد فيديو تراودني فكرة أنَّ ما أقوم به لا يتعدى أن يكون تضخيم للذات، فكلُّ شخص يقوم بابتكار شيء ما لديه غرور كبير.

لا شك في ذلك، لكن ما يجنِّبني الخضوع لهذه الفكرة هو فكرة أخرى مفادها أنَّه قد يستفيد شخص واحد على الأقل ممَّا أنشره، وهذا هو السبب في أنَّني أستمر بالنشر؛ فبصراحة لا أبالي بالاهتمام، يمكن أن تصبح مدونتي بلا متابعين أبداً دون أن يؤثِّر ذلك فيَّ إطلاقاً.

سأستمر بالعمل، والذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، والقراءة والخروج للتسلية مع أصدقائي، لكن في الوقت نفسه يسعدني أنَّ الآخرين يجدون مقالاتي مفيدة ويعثرون فيها على ما يساعدهم.

يجب أن تبقى موضوعياً، فإذا كنت جيداً في شيء ما فيجب أن تعترف به، وهذا ليس غروراً على الإطلاق؛ بل هو اعتراف بالحقائق، وبالمقابل يجب أن تعترف بنقاط ضعفك، فلا أحد مثالي أبداً.

إقرأ أيضاً: استراتيجيات لإعادة تأطير القلق للتغلب على متلازمة المحتال

7 نصائح للتعامل مع متلازمة المُحتال:

  1. اعترف بهذا الشعور.
  2. ابحث عن الدافع، واعرف إذا كنت تقوم بهذا من أجل لفت الانتباه أو من أجل مساعدة الآخرين.
  3. أدرِك مدى التأثير الناتج عن عملك.
  4. حلِّل نقاط قوتك وضعفك.
  5. كن متواضعاً.
  6. لا تجعل دافعك هو تلقي الثناء.
  7. عُدَّ نفسك شخصاً بحاجة إلى التعلُّم المُستمر، وأخبر الآخرين بذلك.

عندما أتعامل مع متلازمة المُحتال، أخشى أن يعتقد الناس أنَّني أدعي الفهم المطلق لكلِّ شيء.

إنَّ الأشخاص - بشكل عام - الذين يدَّعون المعرفة المُطلقة ليسوا محط احترام، ومن يستحق الاحترام هم الأشخاص الذين يعترفون بأنَّهم في طور التعلُّم المستمر؛ لذلك تذكَّر دائماً هذه النصيحة: عُدَّ نفسك طالباً في كلِّ شيء؛ فعندما تقوم بتعليم الآخرين أو طرح أفكارك، أو تقديم نصيحة، أو تأدية دور قيادي، افعل ذلك بتواضع، وكأنَّك طالب في مرحلة التعلُّم.

إقرأ أيضاً: متلازمة المحتال: ما هي؟ ولماذا تعاني منها؟

في الختام:

إذا كنت جيداً في شيء ما سيخبرك الناس بذلك، لا داعي للتشديد على نقاط قوتك؛ فالعلم يُكتسب ولا يُفرض، وعندما تفكِّر بهذه الطريقة، فلن تكون لديك فرصة لهذه الأفكار حتى تتطور وتأخذ شكل متلازمة المُحتال؛ والسبب أنَّ الأشخاص الذين يتعلَّمون ليسوا محتالين، هم يعترفون أنَّهم يتعلمون، ولا يخشون ارتكاب الأخطاء، وحتى عندما يرتكبون الأخطاء فلن ينتقدهم الآخرون؛ فأنت لم تقدِّم نفسك بوصفك خبيراً من البداية؛ بل اعترفت بأنَّك تلميذ، والحقيقة أنَّ جميعنا تلاميذ.




مقالات مرتبطة