7 نصائح تُعيد ثقتك بنفسك عندما يدعي أحدٌ فضله في نجاحك (الجزء الثاني)

بعد أن حدَّثتنا الكاتبة في الجزء الأول من المقال عن قصة خيانة صديقتها لها وقدَّمت لنا أربع نصائح قيمة، تتابع في هذا الجزء النصائح الثلاث المتبقية التي من شأنها أن تعيد لك الثقة بنفسك إذا تعرضت لحادثٍ مؤسفٍ مشابه.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "سيليستين تشوا" (Celestine Chua)، وتُحدِّثنا فيه عن قصة تعرُّضها للخيانة من صديقتها، وتقدِّم نصائح للتغلب على هذه الخيبة.

5. تخلَّ عن غرورك:

السبب وراء كل هذا الموقف ليس إلا غرور البشر، وإلا فلن يكون لأيٍّ من هذا أي أهمية على الإطلاق، ففي الواقع هذا الموقف كله لا يهم في النهاية؛ فالإنسان فانٍ، والحياة فانية، وسنموت جميعاً يوماً ما، فهل يهمك إن ادَّعى الناس أنَّ لهم الفضل في نجاحك؟ ليست إنجازاتنا سوى لحظةً عابرة، وكذلك هذه السرقة.

في نهاية المطاف فإنَّ التفرقة التي تراها بين كل منا؛ بين بلد وبلد، وبين الذكر والأنثى، وبين النور والظلام، وما إلى ذلك ما هي إلا مجرد أفكار، جميعنا متساوون سواء صدَّقت ذلك أم لا، جميعنا مخلوقون من تراب.

لقد انزعجت من صديقتي في بداية الأمر، لا من كلامها السيئ في حد ذاته؛ بل لأنَّه صدر من صديقة عزيزة على قلبي، ولكن مع ذلك تجاوزت الأمر بعد بضع ساعات؛ فالحياة أقصر من أن نُفكِّر في هذه الأمور التافهة.

كل ما يفعله الآخرون هو مشكلتهم وحدهم فقط، لا يمكنني التحكم بسلوك الآخرين؛ بل في سلوكي فقط، وعلى الرَّغم من أنَّني لا أستطيع منع الناس من التحدث بالسوء عني إلا أنَّني أستطيع التحكم بأفعالي، يمكنني أن أبقى شخصاً لطيفاً مع الآخرين، ويمكنني التركيز على فعل الخير فقط، ويمكنني تغيير حتى أسوأ الانطباعات عندما أسعى كي أكون شخصاً أفضل خطوةً تلو الأخرى.

الناس الأذكياء سيرون الحقيقة يوماً ما، ومن ليس كذلك فلن يراها مطلقاً، ولا بأس في ذلك أيضاً، ليست وظيفتي إرضاء الناس، وليست وظيفتك أيضاً.

لا تغرق في أمور البشر التافهة، لديك مهمة في الحياة أكبر من الاهتمام بهذه السخافات، كما قال الفيلسوف رينيه ديكارت (Rene Descartes) ذات مرة: "عندما يسيء إليَّ أي شخص أحاول أن أسمو بروحي عالياً بحيث لا تصل الإساءة إلي"؛ إنَّها قاعدةٌ أعمل بها أيضاً.

شاهد بالفيديو: 7 أشياء لا يفعلها الشخص الذكي أبداً

6. راجع قلقك وخوفك:

أعلم أنَّ هذا يبدو سخيفاً؛ لكنَّني ربما عددتُ هذا الموقف مشكلةً كبيرة بسبب خوفي وقلقي؛ على سبيل المثال أزعجتني تعليقات ريتا في البداية؛ لأنَّها تحدثت عن شيءٍ كنت ضعيفةً فيه، لقد كان شيئاً لم أعره كثيراً من الاهتمام، ومع مرور الوقت وبعد بذل كثير من الجهد أصبحت أفضل فيه، وبدأ الناس يعترفون بقوتي فيه وأثنوا عليَّ باستمرار.

عندما حاولت ريتا أن تنسب الفضل في نجاحي إليها شعرت أنَّها كانت تسلب مني الجهد الذي بذلته، ومن ثمَّ الثناء الذي تلقيته، لقد كشفت تصرفاتها عن شعوري بالخجل من ضعفي في ذلك المجال سابقاً، وعن خوفي وقلقي منه، لقد كشفت عن نقطة مظلمة لطالما أخفاها المديح والإطراء، ولكن لم أعالجها حقاً.

اذاً ماذا وجب عليَّ أن أفعل؟ لقد فكرتُ ملياً في أسباب قلقي وخجلي، وأدركت أنَّ السبب الذي جعلني كذلك هو أنَّني نادراً ما تلقيت الثناء خلال طفولتي، هذا الأمر جعلني أشكك تماماً في قدراتي على الرغم من أنَّني تلقيت الثناء لاحقاً عندما حسنت مهارتي، وكان قراري إذاً هو تقبل ضعفي السابق، وعدم انتظار المديح حتى أتيقن من قدراتي.

عندها شعرتُ فجأةً بأنَّ ما قالته ريتا لم يعد هاماً على الإطلاق، لا يهم حتى لو قال الجميع أنَّني كنت فاشلةً في السابق لقد تقبلت ضعفي السابق وأدركتُ أيضاً مدى براعتي اليوم دون الحاجة إلى إشادةٍ من أحد.

هل غضبتَ لأنَّ أحدهم ادَّعى أنَّ الفضل في نجاحك يعود إليه؟ هل كشف ذلك عن خوفٍ في داخلك؛ مما تسبب في غضبك؟ هل تحتاج إلى الثناء حتى تتيقن من قدرتك في شيء ما؟ عليك أن تدرك أنَّ القلق والخوف هما مجرد أفكار خاطئة يجب تصحيحها، ولا ينبغي أن تحتاج إلى ثناءٍ من أحد حتى تشعر بالثقة حيال شيء ما.

7. كن أذكى في المرة القادمة:

إذا حصل وادعى شخصٌ أنَّ له الفضل في عملٍ قمت به فعليك أن تتعلَّم من هذه الحادثة وأن تكون أكثر ذكاءً في المرة القادمة، أنا لا أركز عموماً على براءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية وما شابه، ولكن يجب عليك حماية حقوقك إذا كان هناك أشخاص يحاولون نسخ عملك أو سلب حقك فيه.

إذا ادعى زميلك في المشروع أنَّ له وحده الفضل فيه فأخبر أستاذك بذلك حتى يدرك الجهد الذي بذلته فيه، ثمَّ تجنب هذا الشخص في المشاريع المستقبلية، والأمر نفسه بالنسبة إلى زملاء العمل، ولا تتحدث عن أفكارك الجديدة أمام هكذا زميل في المرة القادمة، على الأقل ليس قبل طرحها على رب العمل.

إذا أخبر شريكك في العمل الآخرين أنَّه مَن توصَّل إلى فكرة العمل الجديدة على الرغم من أنَّك مَن توصَّل إليها فتمسك بحقك في هذه الفكرة، والأهم من ذلك تحدث إليه واستوضح الأمر، ويُستحسن ألا تشتكي على شخص عليك العمل معه يومياً.

إذا قلَّد أحد المنافسين خطتك التسويقية أو سرق فكرة منتجك الجديد فحاول حماية خطط عملك بشكل أفضل، وإذا ادعى صديقك أنَّ له الفضل في نجاحك، عليك إمَّا أن تتخلى عن هذا الصديق، أو تتعامل معه بحذر، أو تتحدث معه عن هذا الأمر.

في الختام:

فكِّر في أخطائك وتعلم كيفية تجنبها في المرة القادمة، عندها يمكن أن تمنع حدوث مواقف مماثلة في المستقبل.